مشيناها خطى: سيرة ذاتية
«استعرض الشيخ ذلك كله في تلك الأمسية الفريدة من شهر أغسطس الخامس والستين من حياته، واستقرَّ رأيه على أن يحدِّد على الورق آثار أقدامه على طريق الحياة، تلبيةً لرجاء أصدقائه واقتناعًا برأيهم.»
ها هو الشيخ الحكَّاء يخرج عن صمته بعد أن ودَّع خمسة وستين عامًا من عمره، ويُمسك بأوراقه ليُحدِّد عليها آثار أقدامه على طريق الحياة، ويروي تجرِبته التي تمثِّل أحد أوجه التحوُّل الاجتماعي في مصر في النصف الثاني من القرن العشرين، والتي تُلقي أضواءً كاشفة على بدايات تجرِبة القطاع العام، والجامعة، والعمل الأهلي، متقيِّدًا بما رآه وسمعه وعاشه وكان شاهِد عِيان عليه، وملتزمًا بأمانة الكلمة مهما كانت دلالتها، ومهما كان وقْعُها؛ فيكشف لنا الكثير من التحوُّلات التي لحقت بجيله، وبشخصه، لنجد أنفسَنا أمام حياة غنية بالتفاصيل المهمة تُميط اللثام عن أحد تجلِّيات العبقرية المصرية.