الاستعانة بالفهد!
تعلَّقت عينَا «إلهام» بعينَي «أحمد» الذي أوقف السيارة تمامًا، وجحظَت عيناه في ترقُّب، و«إلهام» تسأله في صمت، وقد اقتضب جبينُها: ماذا حدث؟ و«أحمد» يضمُّ شفتَيه تعبيرًا عن عدم قدرته على التخمين، ولكن عاد وقال لها هامسًا: قد يكون الفهد.
إلهام: أيُّ فهد؟
أحمد: الذي رأيتُه الآن يمرُّ بعيدًا عن الضوء … أغلقي الزجاج فرائحتُه خانقة، واربطي حزام الأمان.
لم تكَد «إلهام» تفعل هذا حتى اندفع بالسيارة إلى الأمام في قوة ثم توقَّف فجأة فلم يستطع الفهد حفظَ توازنه، وقفز أمام السيارة، وقبل أن يتحرَّك «أحمد» بها مرة أخرى كان الفهد قد قفز على مقدمتها، فاردًا ذراعَيه على الزجاج الأمامي، وهو يزوم في شراسة. وفي محاولة للتسرية عن «إلهام» … سأل «أحمد»: «إلهام»، لا تقولي إنكِ غير خائفة؛ فلو كنتِ «روبوت» … ستشعرين بالخوف.
إلهام: لستُ خائفةً … صدِّقني؛ فالسيارة مغلقة علينا، ولن يستطيع الوصول لنا، ولكن ما يُخيفني حقًّا هو فكرة وجود هذا الفهد هنا و«عثمان» وحده بالعراء.
أحمد: لو كان قد هاجمه لسمعنا صوتَ الرصاصات.
إلهام: وهل سيُمهله لهذا؟
أحمد: أو صوت صراخ.
في هذه اللحظة علا صوتُ صراخٍ مخيف لم يلبث أن اختفى، ثم سمعَا صوت حشرجة صوت، ثم اختفى تمامًا، أعقبه صوتُ جسم يُجَرُّ على الأرض وأصوات أعواد تنكسر تحته، وكان الفهد قد قفز تاركًا السيارة وبها «أحمد» و«إلهام». وقد ازدحم رأساهما بالأفكار والأسئلة واختلطَت في قلبَيهما المشاعر، ما بين جزعٍ وخوف على «عثمان» ورغبة في معرفة ما يحدث، وقلق من نفس المصير؛ فهما الآن لا يعرفان إلى أين وصلوا، وهل سيكفي الوقود بالسيارة لعودتهم؟
وانتبهَا على صوت عراك بين صائد ومتطفِّل، لصٌّ يريد غنيمةً لم يتعب للحصول عليها، وصاحب حق بذل جهدًا ليأكل. ولكن تُرى ما الذي يتعاركان عليه؟ واقشعرَّ بدنُ «إلهام» لفكرةٍ دارَت في خاطرها … أبعدَتها في جزع وهي تنفض رأسها، وكأنها تطرد عنها البعوض القاتل، ودَعَت في سرِّها أن يحفظ الله «عثمان». ثم التفتت إلى «أحمد» تسأله قائلة: تُرى ما الذي دفع «عثمان» لدخول الغابة؟!
أحمد: الشغف … وحب الاستطلاع، فأنتِ تعرفين «عثمان».
إلهام: إنها صفتُنا جميعًا، ولكننا لا نندفع هكذا بلا ترتيب أو تفكير. أنا أعتقد أن هناك أمرًا آخر.
أحمد: ما هو؟
إلهام: ليتني أعرف.
هدأت الحركة تمامًا في الغابة مرة ثانية، ورأت «إلهام» ألَّا تُعيدَ محاولة إطلاق الصفير مرة أخرى، فمِن غير الممكن أن يوجد «عثمان» وهذا الفهد في مكان واحد.
فعلَّق «أحمد» قائلًا في ابتسامة: نعم … وإلا أكل أحدهما الآخر. ورغم حرج الموقف، ابتسمت «إلهام» وهي تنظر في وُدٍّ قائلة: إنك قويُّ الأعصاب جدًّا يا «أحمد» … وفي محاولة منه للتسرية عنها جاوبها قائلًا: وأنتِ شجاعة جدًّا؛ وذلك لتواجدك في هذه الغابة المخيفة. فابتسمَت وأطرقَت برأسها، قائلة: سلِّط الكشَّاف الجانبي على آثار المعركة التي تمَّت منذ قليل، لنعرف نوع الضحية.
أحمد: لا أعتقد أنه …
«إلهام» في رجاء: أرجوك يا «أحمد» لكي أطمئن.
لم يكن «أحمد» يملك في تلك اللحظة إلا أن يندفع بالسيارة في اتجاه الصوت الذي سمعاه … ثم أضاء الأنوار الأمامية، فرأيَا مجموعة من الضباع تبتعد في تردُّد، وقد كانت تحيط بعظام يَعْلَق بها بعضُ اللحم، فأضاء «أحمد» الكشاف الجانبي وحرَّكَهُ ذهابًا وإيابًا على الأعشاب محاولًا البحث عن معالم الجثة حتى تدلَّهم على صاحبها؛ فلاحظ أن الهيكل العظمي الممدَّد يُشبه هيكل الانسان ولكن ما يلفت النظر أن ذراعَيه طويلتان … إنه قرد من نوع «البابوم» …
قالت «إلهام» وكأنها عثرَت على «عثمان» ونسيَت أنه لا يزال ضائعًا في الغابة: إنني متفائلة وسعيدة جدًّا هذه الليلة.
أحمد: ولكننا لم نجده بعد …
إلهام: سنجده؛ صدِّقني … ثم سألته قائلة: أليس معنا ماء للشرب؟
أحمد: لم أضع في حسباني هذا، ولكن قد تجدين تنكًا في مؤخرة السيارة به الماء اللازم لتزويد الردياتير.
وفي مؤخرة السيارة وجدَت «إلهام» تنكًا به مياه عذبة وترمسًا … وبعض الأكواب، فصاحَت في صوت خفيض قائلة: إن السيارة مجهَّزة يا «أحمد». ثم عادت إلى مقعدها مرة أخرى، فتحت الترمس فوجدت به شايًا مُحلًّى، فملأَت كوبَين وطلبَت من «أحمد» أن يوقف السيارة ليشربَا الشاي ويفكران في هدوء فيما يمكن عمله، غير السير على غير هدًى، ثم فتحت الراديو و«أحمد» يحرِّك المؤشر يمينًا ويسارًا باحثًا عما يُسرِّي عنهما من الموسيقى الناعمة أو غير ذلك، فأثار انتباهَه موجاتٌ لاسلكية شفرية، شديدة القِصَر، فقام بتسجيلها على يده محاولًا حلَّها، إلا أنه لم يَصِل إلى مفتاح رموزها، وهذا يعني أنها ليست لهم. فتساءل: مَن الذي يحتاج إلى شفرة لإرسال رسالة؟
إلهام: أتظن أن في الأمر جاسوسية؟
أحمد: هذا احتمال بعيد … ﻓ «زيمبابوي» بلد فقير … ولكن هناك احتمال آخر …
إلهام: أن تكون هناك قوًى خارجية تُحرِّك عناصر داخل البلاد لقلب نظام الحكم مثلًا؟
أحمد: أو ممارسة فعل غير قانوني، من شأنه الإضرار بمصلحتها.
إلهام: أو اتخاذها قاعدة لتحريك عناصر خارجة على القانون في الدول المجاورة.
أحمد: إذن، فهي «بيزا» يا «إلهام»؛ إنها فرقة الاغتيالات.
لاحظَ «أحمد» أن الإشارات تبتعد مع حركة الرياح، فحرَّك المؤشر لتتبُّعِها، فالتقطَت أذناه صوتًا رخيمًا لمذيعة تتحدث الإنجليزية … فأنصت إليها فهَالَه ما سمع.
إنه وصفُ إطراء يضع «روبيرت» في غير موضعه، ويُسبِغ عليه ما لا يستحق من الثناء والمديح مما يؤكد أنها تابعة له شخصيًّا … وتبث هذه الأفكار والبرامج لحسابه. ومن هنا كان تساؤل «إلهام» … عن القصد من وراء ذلك؟
أحمد: من الواضح أنهم يحاولون صُنعَ مكانة خاصة له … ليتمكَّنوا عن طريقه من تجنيد ما شاءوا من العملاء لتنفيذ أغراضهم.
إلهام: وقد نجحوا … وهذا يتضح من سلطته في اختراق القانون … ودخول المحميات بالسيارات هو وأعوانه.
أحمد: إن لم نجد «عثمان» هنا فأنا أشك أنه عند «روبيرت». ولنواصل البحث عنه. قالها وهو يُدير السيارة التي لم تتحرك إلى الأمام ولا إلى الخلف، فاطمأنَّ إلى أن كلَّ شيء على ما يُرام، ثم كرَّر المحاولة، فكانت مثلَ سابقتها، فأضاء النور الأمامي وابتسم في دهشة لِما رأى؛ فقد كان أحد الفيلة … ضخم الحجم ينام مستندًا على مقدمة السيارة، فحوَّل الكشاف الجانبي إلى الخلف وأضاءَه فوجد فيلًا آخر … ينام مستندًا على مؤخرتها. وعندما التفت إلى «إلهام» وجد القلق واضحًا عليها، فقال لها: لا تقلقي سنجد حلًّا … فأنا لا أستطيع انتظار الفِيَلة حتى تستيقظ، فقبل الصباح يجب أن تكون السيارة في الفندق.
إلهام: ما يُقلقني هو «عثمان»؛ فالوقت يمرُّ دون الوصول إلى طرف خيط يقرِّبنا منه. ورغم ما كانَا يشعران به من إرهاق، إلا أنهما ظلَّا يفكران في وسيلة للتخلُّص من هؤلاء المراقبين. ولم يجد «أحمد» مفرًّا من الاستعانة بالفهد الذي هاجم السيارة من قبل، فأضاء نور السيارة الأمامي … والكشاف الجانبي ليُقلِق منامه، إن كان قد نام، فهو يشعر أنه لم يبتعد كثيرًا، وأنه يترصَّدهما من قريب آملًا في اصطيادهما. واقترحت «إلهام» أن تفتح زجاج السيارة كي تحمل الرياح رائحتهما إليه … فهذا سيُثيره أكثر.
ولكن «أحمد» لم يكتفِ بهذا، بل نزل من السيارة ليستطلع الموقف، إلا أن الفهد لم يُمهله، بل خرج من الظلام قافزًا عليه، ولولا انبطاح «أحمد» على الأرض لكان في أحضان الفهد، فانتفض يقوم مسرعًا ليعود إلى السيارة، ولكن الفهد سبقه بقفزة شيطانية أخرى فقطع عليه الطريق إلى الباب … فتحت «إلهام» بابها وقد أخذَتها المفاجأة وصوَّبَت مسدسها إليه، إلا أن «أحمد» صاح فيها بألَّا تفعل … فصرخَت فيه قائلة: هذا هو الحل الوحيد. فأثارَت صرختُها الفهدَ، فاستدار لها، وكانت الفرصة الوحيدة ﻟ «أحمد» ليقفز داخل السيارة مغلِقًا البابَ خلفه في الوقت الذي أغلقَت فيه «إلهام» بابَها وهي تنظر له غير مصدِّقة، والعرق يتصبَّب منها، والفهد ينظر لها في غيظ. في هذه الأثناء كانت الفيلة قد توارت لتُتابع الموقف عن بُعد …
فأدار «أحمد» السيارة وانطلق مسرعًا قائلًا ﻟ «إلهام»: لن ينقذ «عثمان» إلا طائرةُ هليكوبتر، المهم أن نستطيع معرفة طريق العودة.
إلهام: سنهتدي بالنجوم؛ فمنذ خروجنا من الفندق وأنا أراقبها، المهم أن نَصِل قبل أن تختفيَ في الفجر. ورغم إعجاب «أحمد» برجاحة عقل «إلهام»، إلا أن هناك مَن لم يعجبه ما وصلَا إليه.
فقد سمع صوتَ ارتطام جسم صلب بالعجلة الخلفية للسيارة أعقبه صوتُ خروج الهواء بقوة من ثقب صنعَته رصاصةٌ أُطلقَت من مسدس مزوَّد بكاتم للصوت، أو سهم صُوِّب بدقَّة، مما يعني أن هناك مَن يراقبهما منذ وقت طويل منتظرًا نهايتهما إما بالضباع وسط البراري، أو بين أنياب الوحوش الضارية التي تمتلئ بها الغابة.
كان القرار صعبًا، ولكن لم يكن هناك مفرٌّ منه؛ فالسيارة لن تتحرك إلا بتبديل العجلة بأخرى سليمة، ولكن كيف سيتم ذلك في هذا المكان الخطير؟
كانت هناك شجرة ضخمة على مرمى بصر «إلهام» تُثير انتباهَها لضخامتها وكثرةِ جذورها المعلَّقة والتي تتدلَّى من قِمَّتها، مختفية بين أطرافها السفلى بعض الحشائش.
فأوحَت لها بفكرةِ استغلالها كحائط لحماية ظهر «أحمد» عند استبدال العجلة، وقد أعجبت الفكرةُ «أحمد» إلا أنه تخوَّفَ أن تكون سكنًا لحيوان مفترس، أو أن يكون الفهد قد اتخذها بُرجًا لمراقبتهما.
فسلَّط عليها الكشاف الجانبي للسيارة ماسحًا إياها من قمَّتِها إلى قاعدتها، وإذا بجيش من الحشرات الطائرة، قد أثاره الضوء فأحاطها كالغمام … مما دفعه للتراجع عن الفكرة، ولكن «إلهام» رأت أن وجود هذه الحشرات هو أفضل أسلحة الدفاع ضد الحيوانات في الغابة … ومن مؤخرة السيارة حصلَت على بعض الأكياس البلاستيك فغطَّت يدَيها ورأسها وكذلك «أحمد»، وبجوار الشجرة … أوقفَا السيارة وتركَا الكشاف مسلَّطًا عليها مما جعل الحشرات في حالة هياج، وقد نجحت هذه الفكرة في تأمين «أحمد» حتى انتهى من تغيير العجلة. فتنفَّست «إلهام» الصُّعَداء، ولم تُعِد مسدسها إلى جرابه، إلا بعد أن عاد «أحمد» إلى السيارة، وانطلقا مرة ثانية في حذر عائدَين إلى الفندق، وقد نال منهما التعب.
فآثرَا الصمت، وبداخل كلٍّ منهما كثيرٌ من الأسئلة … وأولها: هل هناك مَن لا يزال يطاردهما؟ ومَن هو؟ وكيف يتحرك في الغابة في هذا الوقت دون سيارة تحميه، أم تُراهم على مقربة من مقر «روبيرت» أو بعض أعوانه؟
ولم يكن «أحمد» يدري أنهم قريبون من الفندق إلى هذا الحد … فبعد مسيرة حوالي ربع ساعة، ظهر على مرمى بصره السياج الذي يحيط به ويفصله عن البراري، وقد استقبلهما ضابطُ الأمن بحفاوة وارتياح ظاهر؛ فقد استعاد السيارة قبل ميعاد تغيير الوردية، وعندما حاول التحدث مع «أحمد» وسأله عما جرى، اعتذر له؛ فقد كان مرهقًا للغاية، وصعد إلى غرفته مودِّعًا «إلهام» التي سارعَت الخطى إلى غرفتها، وارتمَت دون أن تُبدِّل ملابسها … على السرير لتروح في نوم عميق.
وفي الصباح … ورغم الستائر التي غطَّت النوافذ، إلا أن ضوء الشمس غمر غرفة «أحمد» وداعب عينَيه، فأقلق منامه الذي أيقظه منه طرقاتُ عامل الفندق، وقد أحضر الشاي في الميعاد الذي حدده، وقبل أن ينصرف العامل، استوقفه «أحمد» يسأله: ألم نلتقِ من قبل؟
العامل: لا … لا … لم يحدث يا سيدي.
أحمد: ولكني متأكد أننا التقينا من قبل.
العامل: هل نزلت عندنا من قبل؟
أحمد: لا، هذه أول مرة.
العامل: إذن؛ لم نلتقِ من قبل.
في هذه اللحظة … سمع على الباب طرقات، فأذن لمن يطرق بالدخول.
ففتحت «إلهام» الباب وهي تقول له: ألا زلتَ نائمًا؟
وقد كان ظهر العامل الأسود لها، فاقتربت منه تسأله: أشعر أني قد رأيتك في مكانٍ ما من قبل … وأن وجهك مألوف لي …
أحمد: أليس كذلك؟
إلهام: نعم …
ثم دارَت حوله لتُواجهَه، فرفع إليها العاملُ وجهَه في ثقة مصطنَعة أحسَّتها «إلهام» فسألته: ألم ترَني من قبل؟
العامل: أهذا الأمر هامٌّ إلى هذا الحد؟
أحمد: منذ متى وأنت تعمل هنا؟
راغ العامل من «أحمد» فلم يُجب على تساؤله، وتركه خارجًا في عُجالة … فناداه ليسأله عن اسمه، إلا أنه لم يُجبه. فاتصل بإدارة الفندق ليسألهم عنه، مدَّعيًا أنه اقتحم عليه الغرفة دون استئذان.
وكانت حيلة منه ليحصل عليه … إلا أن المسئول أبلغه بأنهم لم يُرسلوا له أحدًا، وليس لديهم عاملٌ بهذه المواصفات. فطلب منهم عدمَ السماح لأحد بمغادرة الفندق، وإلا سيُبلغ البوليس، ثم ارتدى ملابسه في سرعة، ونزل وفي إثره «إلهام»، يسأل موظف الاستقبال وضابط الأمن، ولكن لم يَصِل معهما لشيء. فطلب منهما جمْعَ العاملين بالفندق، وسؤالهم عن هذا العامل، فرجاه المسئول بالفندق بأن يتمَّ هذا الأمر في مكتبه، وفي هدوء حتى لا يُزعجَ النزلاء، لكن أحد ضباط الأمن اعترض على كلِّ ما يتم وطلب عدم تصديق النزيل — يقصد «أحمد» — فليس لديه دليلٌ على صحة ما يقول. وكادت «إلهام» أن تتدخَّل لتؤكد صحة ما رواه «أحمد» إلا أن فكرةً طرأت على بالها … جعلَتها تقفز السلالم صعودًا إلى غرفتها، فوجدتها وقد تبعثرَت بها حاجياتها مما يدل على أنها تعرَّضت للتفتيش … فهرولت إلى غرفة «أحمد»، فوجدتها على نفس الحال، فاتصلت بإدارة الفندق، فهرع إليها المسئولون وضابط الأمن وقبلهم «أحمد» الذي أصرَّ على إبلاغ الشرطة بما يحدث … فضابط أمن الفندق قد اتهمه من قبل بادعاء الأكاذيب، فاعتذر له المسئولون ووعدوه باتخاذ الإجراءات اللازمة، إلا أنهم لم يطلبوا من ضابط الأمن هذا الاعتذار له، بل تركهم دون استئذان وانصرف … مما جعل «أحمد» يرتاب في أمره، فانصرف على إثره يتابعه عن بعد … إلا أن صوت خطوات تتحرك خلفه متلصِّصة جعلَته يتوارى في أحد الممرات الجانبية، وبعد ثوانٍ رأى العامل الذي يبحثون عنه، وهو يسير على أطراف أصابعه.