مظاهر الأسطورة
«تحكي لنا الأسطورة كيف جاءت حقيقةٌ ما إلى الوجود، بفضل مآثرَ اجترحَتها الكائنات العليا، لا فرق بين أن تكون هذه الحقيقة كلية كالكون مثلًا، أو جزئية كأن تكون جزيرة أو نوعًا من نبات أو مَسلكًا يسلكه الإنسان أو مؤسسة.»
لم يَعُد العلماء يتعاملون مع الأسطورة على أنها ضربٌ من الخيال أو حكاية خرافية تفتقر إلى العقل، بل فطِنوا إلى مَغزاها التاريخي باعتبارها قصة حافلة بالمعاني والتفسيرات العميقة، تُعبِّر عن تصورات المجتمعات البدائية للعالم الميتافيزيقي ونشأة الكون وأصل العالم. تنقسم الأسطورة إلى مراتب تحتلُّ فيها الحكاياتُ المتعلقة بكائنات إلهية فائقة المرتبةَ العليا، تليها مباشَرةً الحكايات التي تروي المغامَرات العجيبة التي قام بها بطل قومي، وهو فتًى متواضعُ النشأة لا يلبث أن يصبح مخلِّصًا لشعبه، ثم تأتي في المرتبة الدنيا القصصُ الخاصة بالسِّحر واكتساب الساحرِ القوةَ الخارقة. ولمَّا كانت الأسطورة بهذا العمق، فقد جاء هذا الكتاب ليستكشف عالمها ويُجلي مَعانيها في مختلِف الثقافات.