الفصل الثالث

المنظر الأول

(في يثرب … جمْع من الأنصار والمهاجرين ينتظرون على أبواب المدينة في حمارة القيظ.)

(ينصرفون إلى بيوتهم، ما عدا اليهودي فإنه صعد إلى أكمة لبعض شأنه، ولا يكادون يدخلون منازلهم حتى تُقبل الراحلتان وعليهما محمد وأبو بكر وابن أريقط.)

(ثم يُهرَعون خارجين يستقبلون النبي.)

(محمد ينزل عن راحلته، ويجلس مع أبي بكر في ظل نخلة.)

(الحصين بن سلام، وهو من يهود يقبل مع عمَّته خالدة ليرى محمدًا.)

(المسلمون من أنصار ومهاجرين يُقبلون على النبي من كل مكان يسلمون عليه.)

(ينهض إلى راحلته ومعه أبو بكر.)

(ثم يحيطون بالنبي، وقد وضع النبي للناقة زمامها.)

(يتركونها، ويسير قليلًا فيعترضه قوم آخرون من الأنصار.)

(تسير الناقة، حتى تقف على مربد فتبرك.)

(ثم يُلقي في أذنه كلامًا.)

المنظر الثاني

(تحت نخلةٍ لأحد اليهود … سلمان الفارسي وعبدٌ من العبيد يتحادثان.)

(سلمان ينهض في الحال، ويعتلي النخلة، ويقوم زميله إلى نخلة أخرى.)

(العبد لا يجيب.)

المنظر الثالث

(في المسجد … محمد يخطب، والناس يستمعون.)

(الحصين بن سلام يزحف حتى يدنو من النبي، ويهمس إليه …)

(يبتعد عن النبي خفية، كما دنا بدون أن يلحظه أحد.)

(نصراني من أهل نجران ينهض ويلتفت إلى محمد.)

(أبو بكر في غضبٍ شديد، يضرب وجه فنحاص.)

(محمد يغضب حتى ينتقع لونه، ثم يسمع صوت جبريل …)

(محمد يسكن غضبه ويصغي إلى جبريل، ثم يتلو على الناس …)

(محمد ينتفض غضبًا.)

(ينصرفون، وينصرف اليهود كذلك.)

(سلمان الفارسي يدخل حاملًا سلةً كبيرة ويقف بين يدي النبي.)

(يُخرج طعامًا من السلة، ويقربه إلى النبي.)

(سلمان يكب على رسول الله يقبله ويبكي.)

(سلمان يقبِّل يدَي النبي ويخرج … يقدم عمر بن الخطاب.)

المنظر الرابع

(جمع من الناس عند مساكن النبي … أحد الأنصار يدنو من أحد المهاجرين.)

المنظر الخامس

(نفر من المهاجرين بينهم عمر وأبو بكر، بجوار المسجد يتحدثون …)

(أبو بكر ينهض، ويذهب من فوره.)

(ينهض الجميع؛ لاستقبال الرسول.)

المنظر السادس

(في مكة … بجوار الكعبة وعاتكة بنت عبد المطلب تُحادث أخاها العباس بن عبد المطلب.)

(تنصرف.)

(يقبِل الوليد بن عتبة.)

(ينصرف.)

(يقبل عتبة بن ربيعة.)

(يذهبان.)

(يقبل أمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث.)

(العباس يقبِل عليهم.)

(عقبة وقد جدع بعيره، وهو يشق قميصه ويصرخ …)

المنظر السابع

(في وادي ذفران … محمد في رجاله.)

(المقداد بن عمرو ينهض من بين القوم.)

(يجلس.)

(سعد بن معاذ ينهض من بين طائفة الأنصار.)

(يقبِل الزبير بن العوام ومعه شيخ.)

(ثم ينتحي ويصلي.)

(يجذبه الزبير ويذهبان بعيدًا.)

(يقدم «علي» وأصحابه ومعه غلامان.)

(يضربهما هو والأنصار.)

(يتركونهما.)

(القوم يقومون إلى عيرهم.)

(محمد يلتفت إلى جواره فيرى عليًّا وأبا لبابة بينهما بعير.)

المنظر الثامن

(ماء بدر … قلُب ماءٍ عديدة بالوادي بينها قليب أمامه كثيب … أبو سفيان بن حرب ينزل بالماء حذرًا.)

(أبو سفيان ينحني ويلتقط بعرًا من أبعار الإبل؛ ويفتُّه بأصبعه، فيجد فيه نوى.)

(يرجع إلى عيره سريعًا، ويرتحل من فوره مع أصحابه بعيدًا عن الطريق المألوف.)

(ينصرف.)

(محمد وأصحابه يقدمون.)

(الحباب بن المنذر يسرع إلى محمد.)

(محمد ينزل، وينزل معه الناس.)

(الحباب يسير ببعض الناس؛ ليفعل ما أشار به.)

(سعد بن معاذ يدنو من محمد.)

(سعد يسير ببعض الناس، ويبنون عريشًا من جريد.)

(يصفف رجاله.)

(محمد في يده عود يشير به لبعض الرجال؛ كي يعدل الصف.)

(محمد يرفع قميصه، فيعتنقه «سواد» ويقبل بطنه.)

(قريش تظهر على الكثيب وتصوب أنظارها في الوادي.)

(يذهب فيضرب في الوادي.)

(عمير يعود.)

(يخرج الأسود المخزومي.)

(يخرج صائحًا منطلقًا إلى القليب فيراه حمزة بن عبد المطلب في صفوف النبي فيتبعه.)

(ثم يضربه بسيفه ضربة تطن قدمه بنصف ساقه، وهو دون الحوض فيقع المخزومي على ظهره، وتشخب رجله دمًا فيحبو إلى الحوض، ويقتحمه فيتبعه حمزة، ويضربه حتى يقتله في الحوض.)

(يخرج من صفوف النبي ثلاثة من الأنصار للمبارزة.)

(ينهض الثلاثة ويتقدمون للمبارزة.)

(يبارز عليٌّ الوليد، فيختلفان ضربتَين ويقتله علي، ويبارز حمزة عتبة فيختلفان ضربتَين ويقتله حمزة، ثم يبارز عبيدة شيبة، فيضرب شيبة رِجل عبيدة، وهو أسن أصحاب النبي، بذباب السيف، فيصيب عضلة ساقه فيقطعها، فيكر حمزة وعليٌّ على شيبة فيقتلانه ويحتملان صاحبهما عبيدة إلى صفوفهم.)

(يدنو الفريقان، أحدهما من الآخر، وتقذف صفوف النبي بالنبل على قريش.)

(ترتفع بين صفوف النبي صيحة.)

(صيحة أخرى ترتفع …)

(يجلس النبي ويخفق خفقة.)

(يشير إلى الأعداء، ثم يقذف التمرات من يده ويأخذ سيفه ويقاتل العدو.)

(عمر يتميز غيظًا.)

(يحمى وطيس القتال ويُثخن المسلمون أعداءهم قتلًا وأسرًا وسلبًا، ويستلب عبد الله بن الزبير أدراع أحد القتلى ويأسر أمية بن خلف وابنه.)

(بلال يرى أمية بن خلف مع عبد الله.)

(يأتي ابن عوف مع رهط من المسلمين، ويحيطون بالأسيرَين، ويضرب ابن عوف بسيفه ابنَ أمية بن خلف فيقع.)

(يسرع إليه ابنه عكرمة فيضرب معوذًا على عاتقه، فيطرح يده فتتعلق بجلدة من جنبه، فيتركها، ويقاتل وهو يسحبها خلفه حتى تؤذيه، فيضع قدمه عليها، ثم يتمطى بها عليها، حتى يطرحها، ويذهب إلى أبي جهل وبه رمق.)

(أبو جهل يلفظ النفس الأخير فيجز معوذ رأسه.)

(ثم يلقي الرأس من يده.)

(يجمع سعد ورهط من المسلمين جثث قتلى المشركين، ويُلقون بها في القليب.)

(أبو حذيفة بن عتبة يقف ينظر إلى جثة أبيه وهو كئيب قد تغير.)

المنظر التاسع

(محمد وعائشة في مسكنهما ليلًا.)

(محمد يبدو الغضب في وجهه.)

(أبو بكر عند الباب.)

(عائشة مطرقة لا تُجيب.)

(يتناولها أبوها.)

(يخرج.)

(يبقى النبي وعائشة وحدهما، مطرقَين صامتَين.)

(عائشة تبكي.)

(يعود مع عائشة إلى مكانهما.)

(أبو بكر بالباب.)

المنظر العاشر

(في مكة أمام بيت العباس بن عبد المطلب، صفوان بن أمية جالس إلى عمير، ومعهما رهط من قريش، بينهم عبد الله بن أبي ربيعة وعكرمة بن أبي جهل.)

(ثم يختفي عميرٌ بين الناس.)

(يعلو نحيبها …)

(بعض قريش يتقدمون إلى الحيسمان.)

(أبو لهب يجلس على حجر قرب الباب صامتًا مطرقًا، وخلفه أبو رافع وأم الفضل ينظران إليه في تشفٍّ.)

(ويقوم هاربًا.)

(يتفرقون.)

(تدخل دارها، ويدخل خلفها أبو رافع.)

(يصغي إلى صوت امرأة قد ارتفع في الفضاء …)

(الغلام يذهب سريعًا.)

(الأسود يستند إلى ذراع غلامه ويمضيان في إطراق.)

(يذهب.)

(هند تسير في طريقها، فتقابل العبد وحشيًّا يحمل رمحه.)

المنظر الحادي عشر

(في المسجد بالمدينة … «كعب بن الأشرف» اليهودي في نفر من القوم.)

(محمد يدخل من باب مسكنه اللافظ في المسجد، وقد رأى اليهوديَّ كعب بن الأشرف.)

(صمت.)

(يقوم رجل من الأنصار مسرعًا إلى محمد.)

(ابن إسحاق يتجه إلى الباب ثم يعود إلى عمر مسرعًا هامسًا …)

(يخرج ويعود في الحال مع عمير وقد أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلبَّبه بها.)

(عمر يترك عميرًا.)

(يذهب بعمير أحد الأنصار.)

(يقوم بعض فتيان من الأنصار.)

(ثم يدخل بيته من أحد أبواب المسجد ويشير إلى أبي بكر وعمر فيتبعانه.)

(ينصرف مغضَبًا.)

(يخرج محمد وقد لبس لَأْمته، وأظهر الدرع، واعتمَّ، وتقلَّد السيف، وألقى الترس في ظهره، وخلفه أبو بكر وعمر.)

المنظر الثاني عشر

(محمد في جيشه، أمام حائط ﻟ «مربع بن قيظي».)

(مربع يأخذ حفنة من تراب في يده.)

(يبتدره القوم ليقتلوه.)

(يرفع سيفه عليه.)

(يسير محمد، ويتبعه الناس.)

(ينصرف ويتبعه قومه.)

(ينصرفون.)

المنظر الثالث عشر

(عند جبل «أحد»، «محمد» وجيشه يتهيئون للقتال، وقد جعلوا «أحُدًا» خلف ظهورهم.)

(تنصرف.)

(ثم يُخرج عصابةً حمراء، يعصب بها رأسه ويتبختر بين الصفوف.)

(يدنو جيش قريش، ويصيح أبو سفيان بأصحاب اللواء في جيشه.)

(ثم يقاتل المسلمين … ويبدأ الحرب بين الطرفين، أبو سعد ابن أبي طلحة يتقدم صف المشركين.)

(يختلفان ضربتَين؛ ويقتله علي.)

(ثم يهجم على طلحة حامل لواء قريش، فيضربه على يده اليمنى، فيتناول طلحة اللواء باليسرى، فيقطعها حمزة بسيفه، فيضم طلحة اللواء بذراعيه إلى صدره فيعاجله حمزة بضربة تقتله.)

(أم عامر ومعها سقاء فيه ماء، تمشي بين صفوف المسلمين.)

(يرفع سيفه على هند.)

(عاصم بن أبي الأقلح من جيش المسلمين يرمي بسهمه مشركًا هو «مسافع بن طلحة».)

(يقع مسافع.)

(يموت.)

(تترك جثة ابنها وتجري وقد طاردها المسلمون فيمن طاردوا.)

(يعكف المسلمون على السلب ويشغلون به.)

(يلحظ أميرهم عبد الله بن جبير تهامُس الرماة.)

(ينطلق الرماة خلف العسكر يسلبون، ويثبت ابن جبير في نفرٍ يسير.)

(يتركها ويذهب وهو يهز حربته في يده.)

(يحمل على ابن جبير ورجاله من المسلمين فيقتلونهم، وتجتمع قريش في أمل.)

(يُنزلون بالمسلمين قتلًا ذريعًا، وقد تفككَت صفوف المسلمين.)

(يرمي عن قوسه حتى تصير شظايا ثم يرمي بالحجر.)

(تلقي بسقائها، وتتناول سيف أحد القتلى وتقاتل به دون النبي.)

(ينحني على النبي فيقع في ظهره النبل.)

(يكثر النبل في ظهر أبي دجانة حتى يموت، ويقبل من صفوف قريش رجل هو ابن قميئة ويهجم رافعًا سيفه.)

(ثم يذهب إلى جهة النبي.)

(يستتر وحشي منه بحجر.)

(يتقدم إليه أحد المشركين وهو سباع بن عبد العزى.)

(يضربه ضربة تصيب رأسه.)

(يقع الرمح في لبب حمزة ويخرج من بين رجليه.)

(يذهب وهو ينوء نحو وحشي فيُغلَب ويقع.)

(يذهب لا يلوي على شيء.)

(يُلقون ما بأيديهم يأسًا … يمر بهم أنس بن مالك وفي يده السيف والدماء تتساقط منه، والعرق يتصبب من وجهه.)

(يتركهم ويستقبل العدو، ويقاتل حتى يسقط، ويمر كعب بن مالك فيعثر على محمد واقعًا في حفرة ووجهه مخضَّب بالدماء.)

(ثم يجرون نحو الحفرة التي وقع فيها النبي.)

(أُبي بن خلف يسمع قول عمر فيأتي مسرعًا رافعًا سيفه.)

(يرجع إلى قومه؛ ويسقط بينهم.)

(يصعدون بمحمد الجبل.)

(يرمونهم حتى يهبطوا الجبل.)

(عمر والمسلمون يصيحون بما أمرهم به النبي.)

(المسلمون يصيحون بما أُمِروا به …)

(علي يذهب لما أُمِر به.)

(تهبط وتتبع قومها.)

(يذهب مع القوم.)

(يهبطان إلى بطن الوادي.)

(صمتٌ عميق وحزنٌ شامل يخيِّمان على الجميع.)

(كعب يذهب إليها ويأتي بها.)

(ثم تدير وجهها، وتذهب لسبيلها.)

المنظر الرابع عشر

(في المدينة … أمام مسجد ومساكن النبي … المدينة تبكي.)

(سعد بن معاذ ينهض ويهمس إلى أسيد بن النضر.)

(أسيد يذهب.)

(وتصيح وتولول، تذهب لا تلوي على شيء …)

(يأتي نساء الأنصار ويبكين على باب المسجد.)

(يقوم سعد بن معاذ إلى النساء، فيشير إليهن بالانصراف … يرتفع داخل المسجد صوت عبد الله بن أُبي …)

(يذهب.)

(زيد بن أرقم يدنو من النبي.)

المنظر الخامس عشر

(في مكة أصوات الفرح والسرور تنطلق بين أرجائها …)

(يأتي رجال في سلاحهم معهم أسيران من أصحاب محمد؛ هما خبيب بن عدي وزيد ابن الدثنة.)

(يقومون إلى خبيب.)

(خبيب يركع ركعتين.)

(خبيب ينهض إليهم.)

(يرفعونه ويصلبونه ويوثِقونه.)

(قريش تقف واجمة لهذه الدعوة.)

(قريش تضطجع في الحال لجنوبها.)

(يطعن خبيبًا حتى يموت.)

المنظر السادس عشر

(في المدينة … النبي أمام المسجد.)

(سلمان الفارسي يتقدم.)

(ينهض، وينهض معه المسلمون.)

المنظر السابع عشر

(الخندق وقد تم حفره إلا صخرة فيه يعالجون كسرها.)

(ثم يضرب الصخرة ثلاث ضربات، فيلمع برقٌ تحت المعول، وتنهار الصخرة.)

(تمر بقرب النبي فتاة في ثوبها حفنة من تمر، فتردِّد ما يقول الناس …)

(الفتاة تضع التمر في كف النبي.)

(يأتي بلال بثوب، ويبسطه على الأرض فيدحو النبي بالتمر عليه.)

المنظر الثامن عشر

(المسلمون عند الخندق وقد حاصرَهم العدو، وربض بخيامه وعسكرِه في الجهة المقابلة.)

(يقترب من أبي بكر وعمر.)

(سعد وصاحباه ينطلقون مسرعين.)

(عمرو بن ود يتقدم على فرسه.)

(ابن ود ينزل عن فرسه، ويضرب عليًّا بسيفه.)

(علي يتلقَّى الضربة بدرقته، ثم يضرب خصمه بسيفه على حبل العاتق.)

(يسقط ابن ود قتيلًا.)

(أبو بكر يلتفت يمينه.)

(يأتي سعد.)

(سعد يلتفت حوله، كأنما يبحث عن مصدر البُشرى.)

(يأتي نعيم بن مسعود.)

(تعصف ريحٌ شديدة.)

(يضرب جمله وينطلق والناس في أثره.)

(وفجأة ينزل عليه الوحي.)

(يصيح جبريل …)

المنظر التاسع عشر

(محمد وجيشه أمام حصون بني قريظة.)

(يدنو من الحصون، فيراه أحد رؤساء بني قريظة؛ وهو كعب بن أسد.)

(ثم يبتعد آمرًا من حوله بإرسال أبي لبابة.)

(يقبِل أبو لبابة، ويقوم إليه الرجال ويجهش إليه النساء والصبيان، يبكون في وجهه.)

(القوم يصمتون واجمين.)

(ثم يذهب إلى الحصون على رأس الكتيبة.)

المنظر العشرون

(النبي عند الخنادق، ورجال بني قريظة يُؤتَى بهم أرسالًا فتُضرَب أعناقهم.)

(ثم يجلس فيضرب عنقه الجلاد.)