ماذا يعني أن نفكر اليوم: البيان من أجل الفلسفة الأخيرة
«امتياز السؤال الفلسفي أنه كلما شرع في تناوله فيلسوفٌ، فإنه يكتبه كما لو أنه لم يكتبه أحدٌ من قبله. حتى عندما يعرض نصٌّ لهذا المفكر، لنص آخر لمفكر آخر، فكأنه يعرض لما لم يكن قائمًا. والسؤال الفلسفي لا ينمو، كل نموِّه أنه يحبو؛ لأنه طفل لا يكبر أبدًا. يظل ساذجًا وجاهلًا ومرتبكًا أمام أبسط حقائق العام وأشيائه.»
هذا الكتاب هو أحد الإسهامات العربية الجادَّة التي سعت إلى إنتاج تفلسف عربي أصيل، يعود بالأسئلة الفلسفية التقليدية إلى اللحظة السُّقْراطية في دهشتها الأولى وبراءتها، فيستفيض في تحليلها والحديث عن شروط إنتاجها، ومقومات فاعليتها، صارفًا جهده إلى «اللامفكَّر فيه» من الإشكاليات والقضايا الفلسفية. يغطِّي هذا الكتاب مواضيع شتَّى مثل طبيعة السؤال الفلسفي، وفلسفة الجسد، والتجربة الشعرية، والفلسفة السياسية، وغيرها من الموضوعات الفلسفية. ولا يخفى على مَن يُطالع هذا الكتاب مقدار الجهد الذي بذله مؤلِّفه في إطلاق العنان للإمكانيات التعبيرية التي تمنحها له اللغة العربية؛ من أجل توليد المصطلحات ونَحْت المفاهيم، محاولًا وصف ما لا يُوصَف ولا تحيط به الكلمات.