النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الثاني): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
«إبَّان بحثنا بدَت لنا بعضُ الغوامض التي يُمكِن بحلها أن تلتقي نتائجُها مع ما قلنا حتى الآن وتُؤكِّده؛ ناهيكَ عن كونِ هذا الحلِّ يُفسِّر لنا علاقةَ بني إسرائيل بالهكسوس بتوضيحٍ أكثر إضاءةً وإدهاشًا.»
إن أُولى مراحل فكِّ ألغازِ أيِّ قضية هي معرفةُ تلك الألغاز وتفصيلها، والبحث وراء كلِّ لغز على حِدَة، لتجتمع الخيوط في نهاية الرحلة وتُشكِّل حلًّا ما، رُبَّما يُفضِي إلى نتيجة تكون بابًا لكشفٍ جديد، أو مُسوَّدة لروايةٍ لم تُكتَب من قَبل. هكذا تَعامل «سيد القمني» مع الألغاز التاريخية لعلاقة القبيلة الإسرائيلية بمصر بكل مستوياتها، وكذلك علاقتها ببقيةِ شعوب المنطقة؛ في محاوَلةٍ لإعادةِ ترتيب تاريخ بني إسرائيل، وقصة دخولهم مصر وخروجهم منها؛ ليَضَع بذلك تأسيسًا لقضيَّته الشائكة، عمَد فيه إلى أسلوبٍ جديد، ترَك فيه مساحةً كبيرة للقارئ ليقوم بالبحث والاستقصاء والكشف العلمي.
يقع هذا البحث الضخم في ثلاثة أجزاء، واستغرَق «سيد القمني» قرابةَ عشر سنوات للانتهاء منه، حاوَل خلاله أن يُفسِّر لنا ما قد أُبهِم، أو يَكشف عمَّا خفِي عن النبي «موسى» التوراتي في الأزمنة القديمة، من خلال البحث والتمعُّن في نَصِّ الكتاب المقدَّس العِبري (العهد القديم)، خاصةً إذا تلاقَت تلك النصوص مع الكشوف الحديثة لعُلماء الآثار وحفريات الأنثروبولوجيا. وينقسم هذا البحث إلى ثلاثِ وَحداتٍ أساسية؛ الوحدة الأولى: تشتمل على تمهيدٍ تاريخي مع إعادةِ ترتيبِ جغرافيَّةِ الخروج. والثانية: عِبارة عن إعادة ترتيبِ أحداث التاريخ بطرحِ نظريةٍ جديدة حول علاقة بني إسرائيل بالهكسوس. أمَّا الثالثة: فيُركِّز فيها على البحث عن علاقة «إخناتون» بكلٍّ من النبي «موسى» و«أوديب» صاحبِ الملحمة اليونانية المشهورة.