الفصل السادس
ما كادت ساعة الغداء تحل حتى تَمكَّن السيد جورج جليسون من الانفراد برئيسه السياسي. لقد غضب من موافقة الوزير على الالتقاء بأنيت أويسيل على انفراد؛ إذ لم يتوقع موافقته على ذلك. فالوزير لا يلتقي بأي زائر من دون حضور مستشار رسمي يرعاه. سُجل أن أحد وزراء الداخلية السابقين — بعدما تولى منصبه — قال لزوجته: «ما أجمل التحدث إليك يا عزيزتي من دون انتظار الدقائق التي يستغرقها السكرتير في الدخول عليَّ أولًا.»
عندما أصبح الوزير والموظف المدني الكبير بمفرديهما في النهاية، عادا إلى الأخذ والرد المعتاد في حديثهما. العَلاقة بين الوزير وكبير الموظفين المدنيين في إنجلترا تتبع أحد مسارَين شائعَين. إذا أصيب الزعيم السياسي بعقدة النقص نتيجة للسنوات التي يقضيها في تبرير إجراءاته أمام الناخبين المنتقدين ونتيجة لتودده الحثيث إلى قادته خشية التخلي عنه في التعديلات الوزارية، فإنه لحسن الحظ يدرك نفوذ الموظفين أمثال السيد جورج جليسون في الوزارة، ومِن ثَم يخنع ويظل يردد الدروس التي يعلمها إياه كبار الموظفين المدنيين طول مدة بقائه في الوزارة.
لكن إذا وصل الوزير إلى مكانه في مجلس الوزراء بمجهوده الذاتي، فإنه يبدأ حياته المهنية عازمًا على عدم تحمُّل أي هراء من الموظفين المدنيين لديه. يستغرق الموظفون حوالي ستة أشهر — أو أقل في بعض الأحيان — حتى يُضعفوه ويجعلوه يأتمر بأمرهم. موظفو الخدمة المدنية لديهم طرقهم في سحب الدعم المتوقع في لحظات غير متوقعة.
لكن في بعض الأحيان يجد السيد جورج جليسون نده. فإما أن يعمل موظف الخدمة المدنية مع وزير له ملكات عقلية يحترمها الموظف ويتعامل معها، أو يجد الموظف — مثلما يجد السيد جورج جليسون — وزيرًا يتصف بعناد متصلب لدرجة أن يخيف الموظف كثيرًا. في النهاية، الاهتمام الأساسي للموظف المدني هو الاحترام الذي يلقاه من الوزراء الآخرين نتيجة «أدائه». أسوأ ما يقابل كبار الموظفين المدنيين هو العمل مع وزير لا يستطيعون الهيمنة عليه، وعدم تمتعهم بالفطنة الكافية ليتعاونوا مع الوزير من منطلق المهارة، حيث إن الوزير عازم على أن يؤدي الدَّور الذي يراه يليق به خشية أن يقصر في عمله تجاه الوزارة. ظل السيد جورج جليسون يكتشف تلك الحقيقة المؤلمة على مدى السنتين المنصرمتين.
من عادة وزير الداخلية الاهتمام بملبسه وأناقته، ولكنه استقبل كبير المسئولين الدائمين لديه بوجه مكفهر ما يتلاءم مع الحادث، ولكن ينبع تأثره ذاك بصفته رجلًا متأثرًا بطريقة الموت المأساوية التي لحقت بصديقه القديم وليس بصفته سياسيًّا يقلق من حادثة قد تنقلب إلى قضية دولية خطيرة. في الحقيقة، بدا أنه يهتم كثيرًا لحادثة السطو وموت إدوارد جينكس أكثر من جورج أويسيل.
قال السيد جورج بعد نفاد صبره: «لنترك مسألة السطو للحظة. فقد أصبحت القضية في أيدي الشرطة. بلاكيت موجود هناك، وسأوافيك بالتقرير بمجرد أن يصل إليَّ. لكن لا بد من حل قضية موت السيد أويسيل. أرسلت تقريرًا رسميًّا وخطاب تعزية باسمك إلى السفارة الأمريكية، ولكن ينبغي أن نُتبِع ذلك بتقرير مفصل، كذلك أُرسلت بعض الأسئلة الخرقاء اللعينة في صورة أسئلة إخطارات خاصة.»
قد تُسبب أسئلة الإخطارات الخاصة مزيدًا من الاضطراب في دائرة الخدمة المدنية أكثر من أدوات التعذيب القليلة المتبقية في أيدي أعضاء المقاعد الخلفية في البرلمان. أسئلة البرلمان الموجهة إلى الوزراء ينبغي أن تُدرج على جدول الأعمال في الوقت الملائم كي تُمنح الوزارة ٤٨ ساعة على الأقل لإحضار الرد. لكن في المسائل العاجلة، وبعد إذن رئيس المجلس، فقد لا يرسَل السؤال إلى الوزارة إلا قبل بضع ساعات من الوقت المحدد للإجابة عنه. ويجب الرد على السؤال وإلا فسيتسبب في موقف برلماني محرج للغاية حيث إن المجلس والصحافة من الطبيعي أن يهتما بأسئلة الإخطارات الخاصة أكثر من مجموعة الأسئلة البرلمانية الروتينية.
تأففَ الوزير دلالة على نفاد صبره. الأسئلة … بالطبع ستكون هناك أسئلة. لا يخلو زمان من حمقى عديمي أهمية يريدون أن تُسطَّر أسماؤهم في الصحف، ومِن ثَم يقفزون في حدث يقع تحت أيدي الصحافة. لكن مجلس العموم بوجه عام كان مجلسًا حساسًا. من الواضح أنه ما كان بوسعه شيء لو كان ضيفه انتحر. وجود مسدس أويسيل بجانبه دليل واضح على ما حدث.
احتفظ جليسون بالمعلومات بغية النخر في ثقة الوزير الواهنة بنفسه، قال جليسون بنبرة هادئة:
«للشرطة أسباب وجيهة كي تشكك في نظرية الانتحار.»
حملق وزير الداخلية: «لكن يا له من هراء! كان المسدس موجودًا، وأُطلقت الرَّصاصة منه، أليس كذلك؟»
«أوه، نعم.»
«حسنًا، إذن ما الصعوبة في ذلك؟»
كرر السيد جورج جليسون بالتفاصيل الأسباب التي ذكرها بلاكيت وتجعله يشك في نظرية الانتحار. انتهز فرصة خاصة كي يوضح الإثبات بعُلبة الثقاب. ومثل كل الرجال الذين يعتمدون على العقل في كل أعمالهم، كان جليسون يُعجب بأي تجربة عملية بسيطة إعجابًا كبيرًا.
أُعجب وزير الداخلية أيضًا بالتجربة. إذا قرر الخبراء في شرطة سكوتلانديارد أن ما حدث ليس انتحارًا، فمن المؤكد أنهم على حق. قال: «إنها حماقة لعينة يا جليسون.»
«للغاية.»
كان هناك قدر من الصراحة حول الوزير.
قال: «إذا لم يقتل أويسيل نفسه، فهذا يعني أن الوسيلة التي قُتل بها موجودة في الغرفة، هذا إن لم تُترك الغرفة من دون حراسة — على حد قولك — منذ أن عثر ويست على الجثة. اتصل بويست، وسنذهب إلى الغرفة ونرى المكان بأنفسنا.»
صمت روبرت ويست وهو يصحب الوزير والسيد جورج جليسون إلى المجلس. وقفت مجموعة من الصحفيين يراقبون الباب علَّهم يرون ويست حيث إنه أسهل في التعامل من وزيره، وظلوا ينظرون والفضول يتملكهم إلى الثلاثة أصحاب الوجوه التي لا تظهر عليها التعبيرات وتبعوهم من مسافة بعيدة. لا يسع روبرت سوى الإعجاب بوزيره إذ لم تعطِ سلوكياته بالكامل أي إشارة على قلق لا داعي له. فكر مستخفًّا: «لا شيء أصعب من التواجد في هذا الوقت. في الحقيقة كل هذا الهراء يُبقي خَصر المرء نحيلًا. تزداد الخشية من السياسي إذا كان خصره منتفخًا من التخَمة.»
عندما وصلوا إلى الغرفة جيه المشئومة، ألقى الشرطي الحارس التحية عليهم. بداخل الغرفة، يقبع شرطي آخر. انتفض حينما انتبه إليهم وأكد للسيد جورج أن الغرفة لم تُترك لحظة واحدة حسب تعليمات المفتش بلاكيت.
تحت أشعة الشمس في صباح أحد أيام شهر يونيو، بدت الغرفة غير مرتبة بشكل غريب. بدأت الزهور تذبل على الطاولة. ثمرة كمثرى مقشرة حتى نصفها لا تزال في الطبق الذي كان يستخدمه أويسيل. النوافذ مُحكَمة الغلق وكان الهواء في الغرفة حارًّا وكثيفًا.
قال روبرت في نفسه: «إنها مهمة عفنة يتولاها رجل الشرطة. ما فعلنا سوى أن وضعناه في حفرة كهذه وأبقيناه فيها منذ ساعات بمفرده.»
وقف الوزير في وسط الغرفة، وتفقَّد متجهمًا الطاولة؛ إذ كان يتحدث بهدوء مع أويسيل بشأن الأعمال وهما جالسان عليها. بعد ذلك عزم على بَدء جولة في الغرفة وأخذ يطرح أسئلة على الرقيب بورن إذ أسرع إليهم عندما علم أن الوزير والسيد جورج جليسون وصلا أولًا، وفطن إلى الاتصال هاتفيًّا بالمفتش بلاكيت.
هل توجد أي فتحات سرية؟ كان معروفًا أن المكان مليء بالفتحات الغريبة بسبب نظام التهوية الغبي. أكَّد الرقيب أنه تم تفتيش كل فتحة. لم تكن هناك أي فتحات مجوَّفة سوى اثنتين تخفيان مفاتيح إضاءة معينة؛ علبة صغيرة وخزانة تحوي أواني زجاجية. اعترف بورن أن الشرطة تعثرت بعض الشيء بسبب حقيقة أن جِلسة السيد أويسيل لم تكن معروفةً لأن الجثة سقطت على الأرض بعد إطلاق الرَّصاصة. أعاد روبرت روايته مرارًا وتَكرارًا على الأسئلة غير الصبورة من الوزير والاستفسارات الذكية من السيد جورج. ولكن كانت القضية ميئوسًا منها. لقد فتشوا كل زاوية وركن، ولكن الوقائع لم تكن متسقة. إذا لم يكن هناك أحد في الغرفة عند إطلاق الرَّصاصة، وآخر شخص رأى السيد جورج أويسيل كان وزير الداخلية، والشرطة لديها أسباب وجيهة تدحض بها نظرية الانتحار، فما الذي حدث في الدقائق العشر التي فصلت بين مغادرة وزير الداخلية إلى رواق التصويت وسماع روبرت ويست صوت إطلاق الرَّصاصة؟
جلس الوزير مثلًا بتثاقلٍ عند طرَف الطاولة بالقرب من الباب إذ جلس في ذلك الموضع في الجهة المقابلة لضيفه.
«أنت على حق يا جليسون. ستكون تلك المسألة محرجةً للغاية. أعتقد أنه يجدر بنا مقابلة بلاكيت بينما نحن هنا.»
قال الرقيب بنبرة احترام: «لقد هاتفته عندما وصلتم. سيكون هنا في أي لحظة.»
حضر بلاكيت حينما كان الوزير غارقًا في التفكير وهو جالس على الطاولة غير المرتبة.
«بالطبع لا يمكننا … إممم … أن نحتفظ لأنفسنا بحقيقة … إممم حسنًا، بحقيقة أنه لا يمكن إثبات نظرية الانتحار.» كانت نبرة صوت الوزير تأملية ويختلجها الأمل.
أجاب بلاكيت: «هذا ما أردت أن أستشيرك فيه أنت والسيد جورج يا سيدي. لم نُرد أن نقول شيئًا في التحقيق عن شكوكنا، لا سيما أننا لن نقدم سوى أدلة رسمية ونطلب التأجيل. وبالطبع إذا لم تتفوَّه الشرطة بشيء، فسيصدر الحكم بأن الحادث كان انتحارًا، بالتأكيد … ولكن …» وعندها نظر المفتش إلى جليسون لعله يوجهه.
أشاح السيد جورج بيده تعبيرًا عن نفاد صبره.
«هذا هراء يا بلاكيت. لا بدَّ أن تتكشف الوقائع تحت وطأة الاستجواب. هذا أول شيء سيطلبه محامي أويسيل.»
كان وزير الداخلية يفرك شحمة أذنه ولم يكن يخفي أنه كان يفكر في تلك اللحظة أن عدم قابلية الفساد البارزة من جانب الخدمة المدنية البريطانية قد يكون مبالغًا فيه في بعض الأحيان. قال بعد الصمت للحظات: «بالطبع، بالطبع، لم يكن بمقدورنا أن نفكر في شيء كهذا.»
قال السيد جورج: «على أية حال، حري بنا أن نعطي الشرطة فسحةً من الوقت، وبما أنه ستتأجل التحقيقات — ستُعقد غدًا الساعة الثانية عشرة على حد قولك يا بلاكيت، أليس كذلك؟ — فكلما زادت الإجابات غير المعبرة في المجلس بعد ظهر هذا اليوم، كان ذلك أفضل.»
قال الوزير: «أتوقع أنهم سيهتمون كثيرًا بشأن المفاوضات على القرض.»
ابتسم السيد جورج: «القروض طُعم برلماني أكثر أمنًا من جرائم القتل. إذن، ألم يرد إليك مزيد من الأخبار من تشارلتون كورت يا بلاكيت؟»
«لم يرد الكثير من الأخبار يا سيدي. عندما استفاق دوبيسك من التخدير، لم يضف الكثير. كان جينكس قد خرج من أجل الحصول على إصدارات الصحف الرياضية المتأخرة. كانت هناك حلقة على الباب. ظن دوبيسك أن جينكس نسي مفاتيحه وذهب كي يفتح الباب. إنه ليس متأكدًا هل كان عدد الرجال اثنين أم ثلاثة. على أية حال، رمى الرجال شيئًا على رأسه، وعندما استفاق، وجد جينكس ميتًا كما نعلم وكان رجالنا في الشقة.»
«هل عُثر على أي أوراق تخص جينكس؟»
«لم يُعثر إلا على أوراق شخصية وخطابات وبعض الصور ومحفظة ودفتر يوميات ومتعلقات غريبة كهذه وبعض المال. أظن الأفضل أن نحتفظ بتلك الأوراق في الوقت الراهن، ولكن هل يمكن إرسال المال إلى زوجته يا سيدي؟» نظر بلاكيت إلى السيد جورج.
قال الوزير: «جينكس لم يتزوج. أرسله إلى أمه. سأرسل لها بعض المال أيضًا. هل كل الأوراق مدرجة يا بلاكيت؟»
«نعم يا سيدي.»
«يا أسفى على جينكس. أنا أفكر فيه كثيرًا يا جليسون.»
«أعلم أنك تفكر فيه. يا له من عار أن يُقتل بتلك الطريقة. شكرًا لك يا بلاكيت، لسنا بحاجة إليك أو إلى بورن في الوقت الحالي.»
عندما غادر الضابطان الغرفة، قال الوزير بنبرة حزن: «لقد كان رجلًا من الطراز الأول، ولا يسهل العثور على من يعوض مكانه. ليتني أصررتُ على أن يحرس أويسيل محققون عاديون من شرطة سكوتلانديارد، ولكنه أحدث بلبلةً بشأنهم وظننت أنني أفعل الأفضل من أجل تيسير المفاوضات لما أسرَّه. ولا ريب أنه أحب جينكس. فقد أصبحا صديقين حميمين.»
شعر السيد جورج بعاطفة الوزير وعضَّ على شفته كي يمتنع عن قول: «هذا ما يحدث عند عدم إطاعة اللوائح الرسمية.» استشاره الوزير بشأن إرسال جينكس إلى أويسيل في البداية، ومِن ثَم بات من الصعب أن يقال «لقد قلت لك» الآن. لكنه أراد معرفة المزيد عن المفاوضات التي سبقت موت أويسيل.
بدا الوزير أحمقَ لهم من أولهم إلى آخرهم. بالطبع تلك المسألة من اختصاص وزارة الخزانة، ولكن حينما تتعلق المشكلة بوزير الداخلية، فعلى وزارة الداخلية أن تحلها.
نهض الوزير.
«إذن، يبدو أن هذا ما يمكننا فعله الآن. أرسل لي الإجابات عن أسئلة الإخطارات الخاصة بمجرد الانتهاء منها. سأتناول الغداء في مكتبي.»
«حسن جدًّا. وهل أرسل صناديقك أيضًا إلى هناك؟»
تلك الصناديق الحمراء الخاصة بالمراسلات المليئة بالأوراق التي ينبغي الاطلاع عليها ومحاضر الجلسات التي ينبغي التوقيع عليها تتبع الوزير في كل ساعة من يومه، بل تكاد تلاحقه حتى في الخلاء. «أرجوك.» ثم التفت إلى ويست الذي ظلَّ صامتًا طَوال الوقت. «أرجو أن تأتي إلى مكتبي يا روبرت. أود أن أتحدث معك.»
تبع ويست الوزير لما خرج من الغرفة.
انزعج جليسون وقال لنفسه: «تبًّا لمن يتقلدون منصب السكرتير البرلماني الخاص هؤلاء. سيقول الوزير كل ما يعرفه بموجب عهد الثقة لذلك الشاب بدلًا من أن يثق بي، ويعلم الله متى سنزاح من تلك المناصب بحركة غير متوقعة. اللهم أرسل لي وزيرًا يشعر بالثقة في مسئوليه.» حينئذٍ، أدرك جليسون أنه كان يحدق بشدة في شرطي بسيط يقف غير مرتاح عند الحائط. ارتسمت ابتسامة اطمئنان على شفة الموظف المدني المتغطرس وقال: «احرص على ألا يدخل أحد إلى تلك الغرفة تحت أي ذريعة مهما كانت، عداي أنا والمفتش بلاكيت.»
أسرع الرقيب بورن متقدمًا لما خرج السيد جورج إلى الطرقة وكرر جليسون أوامره له.
قال الرقيب: «بالتأكيد يا سيدي.»
لا، في الحقيقة لن تنجح تلك الطريقة. أدرك جليسون أنه لن يستطيع مواجهة ويست بهذا القدر من الوضوح.
«وبالطبع عدا الوزير … إممم والسيد ويست.»
«نعم يا سيدي.»
«لكن إذا أتى السيد ويست بمفرده، فاحرص على أن تبلغني عبر الهاتف.»
«حسن جدًّا يا سيدي.»
«مهما كانت التعليمات التي يمليها أي أحد — وأنت تفهم «أي أحد» عداي أنا والمفتش بلاكيت — فلا تُترك تلك الغرفة من دون حراسة الشرطة.»
«حسن جدًّا يا سيدي.» ألقى الرقيب التحية باحترام بصفته رجلًا يعرف صاحب النفوذ الحقيقي على أرض الواقع.