هيجل والهيجليون الشبان: (قراءة جديدة)
«يمثِّل «هيجل» ذُروة تطوُّر الوعي الأوروبي واكتماله قبل أن يبدأ في تحطيم نفسه بنفسه، والتخلِّي عنه لصالح الوجودية ثم ما بعد الحداثة والتفكيكية … فقد استطاع «هيجل» تحويلَ الدِّين إلى فِكر، والتثليثَ إلى جدل، والتجسدَ إلى تاريخ، والإيمانَ الخالص إلى عقلٍ مطلَق … ثم جاء الهيجليُّون الشبَّان أو اليسار الهيجلي أكثرَ جذريةً من «هيجل» وموقفه من الدِّين، ونقدوا المِثاليةَ لاكتشاف أنها أسطورة.»
لا شكَّ أن «هيجل» يمثِّل نموذجًا للفيلسوف ذي المذهب الضخم الذي تعرَّض لمختلف العلوم، بدايةً من المنطق والفلسفة وحتى السياسة والتاريخ؛ ﻓ «هيجل» يُعَد «أرسطو العصر الحديث»، والهيجليُّون الشبَّان هم تلاميذه الذين ثاروا عليه ونقدوا مِثاليتَه؛ «ماكس شترنر»، و«لودفيج فيورباخ»، و«برونو باور»، و«كارل ماركس». في هذا الكتاب، يَسبر المفكِّر والفيلسوف الكبير «حسن حنفي» فِكر هؤلاء، لا بمنهج تأريخ الأفكار وسرد السِّيَر، بل بمنهج القراءة والتأويل الذي يبدأ بعرضِ الدلالة الأساسية لنصِّ المفكِّر بطريقةٍ واضحةٍ خاصة، ثم يجمع هذه الدلالاتِ معاً في صورةٍ متناسقة، وينتقل بها إلى سياقنا العربي الإسلامي. ويتطرَّق الكتاب أيضًا إلى التطوُّر التاريخي لفِكر هؤلاء الهيجليِّين الشبَّان، فيبحث في الكيفية التي انتقل بها فِكر كل فيلسوف من مرحلةٍ إلى أخرى.