محمد توفيق البكري
محمد توفيق البكري: أَدِيبٌ وكاتِبٌ وشاعِرٌ مِصْري، عُرِفَ بانْتِمائِه الوَطنِي، ومُعارَضةِ الخِديوي عباس حلمي الثَّانِي.
وُلِدَ «محمد توفيق بن علي بن محمد البكري» في القاهِرة عامَ ١٨٧٠م، وقَضَى فَتْرةً مِن حَياتِه فِي لبنان، وزَارَ تركيا وأوروبا عِدَّةَ مَرَّات. يُعَدُّ محمد توفيق البكري نَمُوذجًا للتَّعلِيمِ الذَّاتِي؛ فقَدْ كانَ والِدُه يُحضِرُ لَه المُعلِّمِين إلَى بَيْتِه ليُلقِّنُوه دُروسَه بشَكْلٍ مُنتظِم، ولَمْ يَتخَلَّ عَنِ التَّعلِيمِ النِّظامِيِّ كُليَّة، بَلْ تَلقَّى عِدَّةَ عُلومٍ بالمَدْرسةِ العَلِيَّةِ الَّتي أَنْشأَها والِدُه.
لَم يَعمَلِ البكري بأيِّ مِهْنةٍ نَظرًا لثَراءِ والِدِه، وكانَ عُضْوًا فِي مَجلسِ شُورَى القَوانينِ والجَمْعيَّةِ العُمُوميَّة، وكانَ دائِمَ النَّقدِ للسُّلْطةِ الخِديويَّة، حتَّى خُيِّلَ إلَيْه يَوْمًا أنَّ الخِديوي عباس حلمي الثَّانِي يُرِيدُ قَتْلَه، فهرِبَ إلَى بيروت ولَمْ يَعُدْ إلَّا بَعدَ خلْعِ الخِديوي عامَ ١٩١٧م.
كانَ مُشارِكًا فِي مُختلِفِ النَّشاطاتِ الثَّقافِيَّةِ والسِّياسِيَّة، كَما ساعَدَ فِي تَطْويرِ الطُّرقِ الصُّوفِيَّة، وعمِلَ عَلى تَخصِيصِ أَماكِنَ لِلاحْتِفالِ بالمُناسَباتِ الدِّينيَّة، وتَولَّى نِقابةَ الأَشْرافِ ومَشْيخةَ المَشايخِ الصُّوفِيَّة، وحازَ عَلى رُتْبةِ التَّشرِيفِ مِنَ الدَّرجةِ الأُولَى، والنِّيشانِ المَجِيدِي، كَما أَنعَمَ عَلَيْه السُّلْطانُ عبد الحميد بمِيدَاليتَي الامْتِيازِ الذَّهبيَّةِ والفِضِّيَّة. تَنوَّعَ إِنتاجُه الأَدبيُّ بَينَ الشِّعرِ والنَّثْر، ونُشِرتْ أَشْعارُه بكُتبٍ مُتفرِّقةٍ مِن أَهمِّها كِتابُه «صَهارِيج اللُّؤْلُؤ»، ولَه عَددٌ مِنَ المُؤلَّفاتِ فِي مَجالاتِ اللُّغةِ والأَدَب، مِنْها: «فُحُول البَلاغَة»، و«أَراجِيز العَرَب»، و«سِحْر البَلاغَة»، و«اللُّؤلُؤ فِي الأَدَب».
تُوفِّيَ محمد توفيق البكري فِي القاهِرة عامَ ١٩٣٢م.