مُطاع صَفَدي
مُطاع صَفَدي: كاتب ومترجِم ومفكِّر سوري، ويُعَد أحدَ أبرز المفكِّرين الفلاسفة العرب في الفترة المعاصرة. كان مديرًا لمركز الإنماء القومي الذي تأسَّس عام ١٩٨١م.
وُلد عام ١٩٢٩م في دمشق بسوريا، وتخرَّج في جامعة دمشق، تخصَّص في دراسة الفلسفة، وتأثَّر كثيرًا خلال فترة دراسته الجامعية بالفلاسفة الغربيين المعاصرين، وخاصةً الفيلسوف الفرنسي «جون بول سارتر». أمَّا عن نهجه السياسي، فقد تبنَّى فكرة القومية العربية، حيث انتمى إلى «حزب البعث العربي»، لكنه أعلن استقالتَه من الحزب بعد فترة قصيرة، وألَّف عنه كتابًا بعنوان: «حزب البعث: مأساة المولد ومأساة النهاية».
امتهن الصحافة، وتولَّى رئاسة تحرير مجلتَي «الفكر العربي المعاصر»، و«مجلة العرب والفكر العالمي»، إلى جانب انخراطه في مجال الترجمة والتأليف، وقد تركَت الحداثةُ الفرنسية أثرًا كبيرًا في كتاباته. أسَّس خلال فترة إدارته لمركز الإنماء مشروع «مُطاع صَفَدي لترجمة الينابيع»، وكان له إسهام كبير في إثراء مكتباتنا العربية بالكثير من الأعمال الفلسفية المترجَمة لأبرز فكر فلاسفة الغرب في القرن العشرين.
لم تقتصر أعماله المترجَمة والمؤلَّفة على الفلسفة فقط، بل كتَب روايات ومجموعات قصصية، ومن أبرز مؤلَّفاته: «دراسات في الفلسفة الوجودية»، و«فلسفة القلق»، و«الثورة في التجرِبة»، و«نقد الشر المحض»، و«نقد العقل الغربي»، و«نظرية القطيعة الكارثية»، ورواية «جيل القدر»، و«ثائر محترف»، والمجموعة القصصية «أشباح أبطال». فضلًا عن ترجمته كتاب «ما هي الفلسفة؟»، كما أشرَف على ترجمة أعمال الفيلسوف الفرنسي «ميشيل فوكو».
تُوفِّي «مُطاع صَفَدي» عام ٢٠١٦م، ودُفن في بيروت، بعد أن عاش حياةً طويلة مليئة بالإنتاج الفلسفي والأدبي.