حسن حسني عبد الوهاب
حسن حسني عبد الوهاب: مُؤرِّخ تونس والمغرب العربي، واحد من أشهر المُحقِّقين في التُّراث العربي، وله دورٌ بارز في مناهضة حركة التغريب في العالم العربي.
وُلِد «حسن حسني بن صالح بن عبد الوهاب» بمدينة تونس عام ١٨٨٤م لأُسرةٍ عريقة ذات شأنٍ في الأدب والسياسة. تلقَّى تعليمه في مدارس تونس، وعُنِي به والدُه عنايةً فائقة، وحرَص على تنشئته نشأةً إسلاميةً عربية؛ فحفِظ القرآن الكريم ودرَس علوم اللغة والدين، كما الْتَحق في المرحلة الثانوية بالمدرسة الصنادقية التي عُنِيت بتعليم اللغة والأدب على يد نخبةٍ من شيوخ جامع الزيتونة، وقد تَعلَّم فيها اللغة الفرنسية والكثير من العلوم والفنون الحديثة، وكان كثير التردُّد على جامع الزيتونة والاتصال بشيوخه الأعلام، والاطِّلاع على نفائس المخطوطات في اللغة العربية وآدابها والتاريخ الإسلامي وحضارته.
وبعد إتمام المرحلة الثانوية سافَر إلى فرنسا والْتَحق بمدرسة العلوم السياسية بباريس، حيث تَوسَّع في دراسة القانون والسياسة والاقتصاد، لكنه عاد بعد عامَين فقط نظرًا لوفاة والده.
تولَّى العديد من الوظائف الحكومية والعلمية، منها مُدير لمصلحة الأوقاف، ثم وزير للقلم والاستشارة لدى «الباي محمد الأمين الأول» حيث أشرف على الشئون الداخلية للبلاد، وتولَّى أمر المُراسَلات مع الدول والهيئات الأجنبية، كما تولَّى بعد استقلال تونس في الفترة من ١٩٥٧ إلى سنة ١٩٦٢م إدارةَ معهد الآثار والفنون.
أثْرَى المكتبة العربية بالكثير من الأعمال المؤلَّفة والمُحقَّقة، منها: «خلاصة تاريخ تونس»، و«أعمال الأعلام» ﻟ «لسان الدين ابن الخطيب»، و«التبصر بالتجارة» ﻟ «لجاحظ»، وغيرها من الأعمال النادرة.
نالَ العديد من الجوائز والأوسمة، منها جائزة الدولة التقديرية عام ١٩٦٨م، والدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة.
رحل المؤرِّخ والمُحقِّق الكبير «حسن حسني عبد الوهاب» عام ١٩٦٨م بعد مسيرةٍ طويلة غنيَّة بالتأليف والتحقيق ونشر التعليم والثقافة.