ماكس فريش
ماكس فريش: كاتبٌ مسرحي وروائي سويسري شهير، كتَب بقلمه الأدبي المبدِع الكثيرَ من الأعمال الروائية والمسرحية التي لاقَت نجاحًا كبيرًا، وتناوَل معظمُها مسألةَ الهُوِية والفردية والمسئولية والأخلاق والالتزام السياسي، وحصلَت أعماله على جوائزَ أدبيةٍ مرموقة.
وُلد «ماكس رودولف فريش» عامَ ١٩١١م في مدينة زيورخ بسويسرا، لأبٍ مهندس معماري ورث عنه شغفَه بتعلُّم الهندسة. تخصَّص «ماكس» بدايةً في دراسةِ اللغة الألمانية وآدابها بجامعة زيورخ عام ١٩٣٠م، لكنه لم يُكمِل دراسته بسبب تدهور الوضع المادي لعائلته، وفي ذلك الوقت تعرَّف على أساتذةٍ بارزين في جامعته، ساعدوه في التعرُّف على دُور النشر والصُّحف، فامتهَن الصحافة. وإلى جانب عمله، بدأ في عام ١٩٣٦م دراسةَ الهندسة المعمارية بجامعة زيورخ، وتخرَّج فيها عام ١٩٤٠م، وبعدها بعامَين أسَّس شركتَه الخاصة في مجال الهندسة المعمارية. درس أيضًا مادةَ علم نفس الجريمة التي ساعدَته على تعميق تفكيره حول جوهر الوجود الإنساني. حصل عامَ ١٩٨٠م على الدكتوراه الفخرية من كلية بارد، وعلى أخرى من جامعة نيويورك عامَ ١٩٨٢م.
بدأ مسيرته الأدبية وهو في المرحلة الثانوية؛ حيث كتَب أولى مسرحياته، وسعى جاهدًا إلى أن تُقدَّم في عرض مسرحي، إلا أن اجتهادَه لم يُكلَّل بنجاح، لكن هذا الأمرَ لم يُعِق مسيرتَه، فواصَلَ الكتابةَ ونجح في تأليف العديد من المسرحيات، التي حازت على نجاح كبير وشهرة واسعة، منها: «ها هم يُعاوِدون الغناء»، و«سور الصين»؛ أمَّا أعماله الروائية فقد نالت أيضًا مكانةً مميزة لدى قرَّائها، وتُرجِم بعضها إلى لغاتٍ كثيرة، ومن أبرز هذه الروايات: «شتيلر»، و«مونتوك»، و«أندورا»، و«بيدرمان ومُشعِلو الحرائق»، و«هومو فاير»، و«إجابة من الصمت».
حصل على عِدَّة جوائزَ تكريمية لأعماله الأدبية، منها: جائزة كونراد فرديناند ماير في عام ١٩٣٨م، وجائزة جراند شيلر في عام ١٩٧٣م، وجائزة نيوستادت الدولية للآداب في عام ١٩٨٦م.
تُوفِّي «ماكس فريش» عامَ ١٩٩١م، تارِكًا بصمةً واضحة في الوسط الأدبي والمسرحي في المنطقة الألمانية بأكملها.