كارل يونج
كارل يونج: عالمُ نفس وطبيبٌ نفسي سويسري، أحد أهم مؤسِّسي علم النفس الحديث.
وُلد «كارل جوستاف يونج» عام ١٨٧٥م في قرية كيسفيل بسويسرا، ودفَعَته تنشئتُه وقراءاته المبكرة وبعض الحوادث الغامضة في حياته إلى أن يتوجه نحو الطب النفسي، فالتحق بجامعة بازل وتخرَّج فيها عام ١٩٠٠م، ثم انتقل إلى مدينة زيورخ، وظل يزاول العلاج والتدريس في مستشفى جامعتها إلى عام ١٩٠٩م، ثم استقال منها كي يتفرغ للبحث العلمي والتأليف.
وفي عام ١٩٠٧م التقى بالمُحلِّل النفسي الأشهر «سيجموند فرويد» وتوطدت علاقتهما، لكن سُرعان ما دبَّت القطيعة بينهما عندما نشَر «يونج» كتابه «تحولات الليبيدو ورموزه» عام ١٩١٢م، ومنذ أن نشره وهو يخطُّ لنفسه خطًّا بعيدًا عن خط «فرويد»؛ يعيد فيه بناء علم النفس على أسسٍ أكثر رحابة وتركيبًا بعد دراسة عميقة للفلسفات والأساطير والإثنولوجيا ودراسات مستقصية للشعوب البدائية الأفريقية والهنود الحُمْر؛ ليؤسِّس ما يُعرَف ﺑ «علم النفس المركب» أو «علم نفس الأعماق».
كتَب مؤلفاتٍ عديدة، منها: «الإنسان ورموزه»، و«التنقيب في أغوار النفس»، و«الإنسان الحديث في البحث عن الروح»، و«بين يَهْوَه وأيوب»، و«النماذج البدائية واللاوعي الجمعي».
تبوَّأ مناصب رفيعة في المجال النفسي؛ فترأس الجمعية الطبية الدولية للعلاج النفسي والرئاسة الفخرية للجمعية الألمانية الطبية للعلاج النفسي. ونال تكريمًا واسعًا في جامعات العالم؛ فقد منحته جامعات عديدةٌ الدكتوراه الفخرية، ومنها: جامعة هارفرد، والجامعة الهندوسية في بنارس، والجامعة الإسلامية في إسلام آباد، وجامعة أوكسفورد، وغيرها.
رحل يونج عن عالمنا عام ١٩٦١م تاركًا إرثًا عظيمًا أفادت منه كثير من العلاجات النفسية الحديثة وعلم الشخصية، بل تجاوز تأثيره ليسهم في تطوير مجالات أخرى كالأنثروبولوجيا والأدب والدراسات الدينية.