حسين مُرُوَّة
حسين مُرُوَّة: مفكِّر تنويري ومُناضِل شيوعي لبناني، اهتمَّ بتقديم قراءة جديدة للتراث الإسلامي، فدفع حياته ثمنًا لها.
وُلد «مُرُوَّة» عام ١٩١٠م في جنوب لبنان، وكان والده أحد مشايخ المنطقة، فتولَّد لديه حُلم بأن يصبح شيخًا كأبيه، ولذا بعد أن أتمَّ الرابعة عشرة من عمره، وبالتحديد عام ١٩٢٤م، سافر إلى النجف لدراسة العلوم الإسلامية في جامعتها.
أثناء فترة إقامته في النجف انفتحت أمامه آفاق معرفية أخرى؛ فأقبل على مختلف العلوم والمعارف والآداب، وتأثَّر بأفكار «إسماعيل مظهر»، و«شبلي شميل»، والتقى أيضًا الشيخَ «حسين محمد الشيبي» الذي عرَّفه على أفكار «ماركس» والاشتراكية العلمية، وبدأ في كتابة مقال أسبوعي لمجلة «الهاتف»، وانخرط في العمل السياسي في العراق.
وفي عام ١٩٤٩م غادر العراق بعد إصدار رئيس الوزراء العراقي «نوري السعيد» قرارًا بإبعاده وعائلته من العراق، ونُزعت منه الجنسية العراقية التي اكتسبها لمكوثه أكثر من عشرين عامًا في العراق؛ فعاد إلى لبنان، وظل لمدة سبع سنوات يكتب زاويته اليومية «مع القافلة» في جريدة الحياة، وأسَّس مجلة الثقافة الوطنية، وفي عام ١٩٥١م انضم إلى الحزب الشيوعي اللبناني، وانتُخب عضوًا في اللجنة المركزية للحزب عام ١٩٦٥م، ثم عضوًا في المكتب السياسي له، وتولَّى رئاسة تحرير مجلة الطريق منذ عام ١٩٦٦م حتى اغتياله عام ١٩٨٧م، ودرَّس فلسفة الفكر العربي في الجامعة اللبنانية، وحاز على الدكتوراه الفخرية من موسكو.
أما عن مشروعه الفكري؛ فقد دشَّنه في الكثير من كتاباته، ومن أبرزها: «النزعات المادية في الفلسفة العربية والإسلامية»، و«دراسات في الفكر والأدب»، و«تراثنا كما نعرفه»، و«دراسات نقدية في ضوء المنهج الواقعي»، و«وُلدت شيخًا وأموت طفلًا».
تُوفِّي «حسين مُرُوَّة» في ١٧ فبراير عام ١٩٨٧م نتيجة إطلاق شخصين مجهولين الرصاص عليه في منزله، ليفارق الحياة تاركًا خلفه إرثًا فكريَّا عظيمًا.