أنطون الربَاط
أنطون الربَاط: واحدٌ من أدباء النصارى العِظام في القرن التاسع عشر، بُنيت عليه آمالٌ عريضة في خدمة الوطن والآداب في عهده، وكان أهلًا لها بما تركه من الآثار العلمية والأدبية والتاريخية بالرغم من قِصَر حياته.
وُلِد الخوري أنطون الربَاط بحلب عامَ ١٨٦٧م، ولم يُعلَم الكثير عن حياته سوى كونه قَسًّا من طائفة الروم الكاثوليك، لكنَّ آثارَه وحدَها تحدَّثتْ عن تاريخٍ قَيِّم لعالِم جليل؛ فبالرغم من أنه تُوفِّي قبل أن يبلغ السادسة والأربعين، فإنه تمكَّن من نشرِ قسطٍ حسَنٍ من الآثار التي جمعها من أوروبا، منها «تاريخ كنائس الشرق في القرن السادس عشر»، فضلًا عن روايته التمثيلية البديعة «الرشيد والبرامكة» عن نكبة البرامكة في عهد هارون الرشيد، وكان له عدة مقالات ودراسات عن صحة الأناجيل المُقدَّسة وسلامتها من التحريف، وحقَّقَ عدة آثارٍ تاريخية قديمة، مثل «رحلةِ أول شرقي إلى أمركة»، وقد اعتدَّ بتراجمه عن الأساقفة ناوفيطس نصري وعبد الله قرألي، وترجمة القديس أنطونيوس الكبير، ومخطوطات أخرى لم يُسعِفه الوقت لنشرها.
تُوفِّي الأبُ أنطون عامَ ١٩١٣م بالإسكندرية، وبالرغم من القليل الذي عُرِف عن حياته الذاخرة، فإنَّ آثارَه العلمية والتاريخية تبقى وحدها التعريفَ بهذا العالِم الجليل.