ديفيد هربرت لورانس
ديفيد هربرت لورانس: روائيٌّ وشاعرٌ وكاتبٌ مسرحيٌّ إنجليزي. من أهم الروائيين الحداثيين وأكثرهم جرأةً وخروجًا على الأعراف المألوفة.
وُلد عام ١٨٨٥م لأبوَين أميَّين في مدينةٍ بمنطقة مناجم الفحم شمال مدينة نوتنجهام، لكن أمَّه نأَت به عن مجتمع عمال المناجم، وأصرَّت على تعليمه في المدرسة، إلى أن قرَّر تَرْك الدراسة الثانويَّة وهو في سنِّ السادسة عشرة عام ١٩٠١م، وفي هذا العام التقى بصديقة صباه «جيسي تشامبرز»، وقرأ معها روايات «ديكنز» و«سكوت» و«هاردي» و«جورج إليوت» وفلسفة «شوبنهاور» و«هيجل».
ثم تنقَّل في وظائف عدة إلى أن عمل مدرسًا في مدرسةٍ ثانويةٍ كبيرةٍ في جنوب لندن، وهناك التقى بعددٍ كبيرٍ من الكتَّاب والأدباء والشعراء، ونشر بعض قصصه القصيرة، إلى أن تُوفِّيت أمُّه عام ١٩١٠م، ومرض هو في العام الذي تلاه، فترك التدريس وصار يتكسَّب من كتبه التي ينشرها. وفي عام ١٩١٢م التقى بزوجة أستاذٍ له في نوتنجهام، فتوثَّقت عُرى الحب بينهما وهجرت من أجله زوجها وأولادها، وسافرا معًا وطوَّفا حول دولٍ أوروبيةٍ عدَّةٍ إلى أن عادا إلى بريطانيا، فتطلَّقت من زوجها وتزوَّجت «لورانس»، وصحبته في رحلاته حول العالم إلى آخر عمره، وقد كان لهذه التجربة أثرُها البالغُ على حياته وأفكاره.
كان كاتبًا دءوبًا لا يدع القلم، وقد ترك العديد من الكتب في الرواية والمسرح والقصة القصيرة والشعر، ومن أهم مؤلَّفاته: «عشيق الليدي تشاترلي»، و«أبناء وعشاق»، و«نساء عاشقات»، و«قوس قزح»، و«العذراء والغجري»، و«الضابط البروسي»، و«فنتازيا الغريزة».
كانت مؤلَّفاته صدًى لحياته الاجتماعية والعاطفية المعقَّدة، التي ساعدَته على تكوين تصوُّراته الخاصة حول الجنس والعلاقات الإنسانية، واتخاذ مذهبٍ أخلاقيٍّ صوفيٍّ جديدٍ يقوم على تقديس الحياة الفردية، وإعادة الاعتبار للغرائز.
تُوفِّي عام ١٩٣٠م عن ٤٤ عامًا، بعد أن أثار جدلًا واسعًا بين الجمهور والنقَّاد امتدَّ أثره إلى يومِنا هذا.