علي البلهوان
علي البلهوان: أديبٌ تونسيٌّ وأحدُ زعماءِ الحركة الوطنية الذين شاركوا في جهود الاستقلال عن فرنسا.
وُلِد البلهوان في «تونس العاصمة» عامَ ١٩٠٩م، وقد تَلقَّى تعليمًا أوليًّا في طفولته كأغلبِ أقرانِه بكُتَّاب «بطحة رمضان» بالعاصمة، ثم استكمَلَ تعليمَه المدرسي في مدرسة «خير الدين الابتدائية»، ثم تخرَّجَ في «المدرسة الصادقية» الثانوية ونال شهادتَها عامَ ١٩٣٠م، وبعد ذلك سافَرَ إلى «باريس» ليدرس بكلية الآداب ﺑ «جامعة السوربون»، ونال منها شهادتَه الجامعيةَ عامَ ١٩٣٥م.
عاد البلهوان إلى تونس بعد إتمام دراسته الجامعية، وعُيِّن مُدرِّسًا بمدرسته الثانوية القديمة (المدرسة الصادقية). وكان قد بَرزَ كطالبٍ نَشِط في العمل السياسي أثناءَ دراسته بالسوربون؛ حيث اشترك في العديد من الجمعيات السياسية التي تَضمُّ طَلبةَ شمال أفريقيا، وعند عودته لتونس انضمَّ إلى «الحزب الحر الدستوري» لتبدأ مرحلة جديدة من نضاله السياسي، فكان خسران وظيفته ثمنًا لنشاطه السياسي.
ألَّفَ البلهوان بعضَ الكتب المهمة التي عرض فيها المشكلةَ التونسية، مثل: «تونس الثائرة» و«نحن أمة». كما شارَكَ بالعديد من المقالات السياسية في الصحف التونسية، التي عكست ثقافتَه الواسعة وإيمانه الشديد بفكرة الاستقلال، ودعا فيها الشباب التونسي للتوحُّد في سبيل إجلاء المستعمِر، كما شارَكَهم في العديد من المظاهرات الهامة، كتلك التي خرجت تطالِب ببرلمان شعبي يمثِّل التونسيين. كما آمَنَ بأهمية القضاء على الأمية ونشر التعليم لتتحرَّر الأمةُ التونسية من رِبْقة الجهل، ويدرك التونسيون حقوقَهم.
تعرَّضَ البلهوان للاعتقال بعدَ أنْ شارَكَ في مظاهرات أبريل ١٩٣٨م الضخمة ضد الاحتلال، وقضى خمس سنوات بالسجن، فلَمْ يُلِنْ ذلك من عزمه واستمَرَّ يقاوِم؛ فخطب في الجماهير وقاد المظاهرات ونشَرَ المقالات النارية، حتى تحقَّقَ الاستقلال عامَ ١٩٥٦م.
تُوفِّي علي البلهوان بعد حياةٍ حافلةٍ بالعطاء الوطني في مايو عامَ ١٩٥٨م.