ماريا لويزا برنيري
ماريا لويزا برنيري: ناشطةٌ سياسية أناركية، وكاتبة بارزة.
وُلدت عام ١٩١٨م في أريتسو بإيطاليا، وقضت معظم حياتها في إسبانيا وفرنسا وإنجلترا. وهي تنتمي إلى عائلة ثورية؛ فقد كان والدها من الشخصيات المشهورة في الحركة الأناركية بإيطاليا، وقد انتقلَت أسرتها إلى فرنسا في عام ١٩٢٦م هربًا من الفاشية الإيطالية. وفي عام ١٩٣٦م رحل والدها إلى إسبانيا لمقاوَمة الفاشيين في الحرب الأهلية الإسبانية، وقد اغتِيل على يد الشيوعيين عام ١٩٣٧م. في تلك الأثناء كانت «ماريا» تعيش في فرنسا لدراسةِ علم نفس الطفل بجامعة السوربون، وفي نهاية عام ١٩٣٧م انتقلت إلى لندن؛ حيث تَزوَّجت هناك «فيرنون ريتشاردز»؛ أحدَ المنتمين إلى الحركة الأناركية، وقد قُبض عليهما برفقةِ اثنين من زملائهما المنتمين للحركة نفسها عام ١٩٤٥م، وأُودِعوا السجنَ لنشاطهم السياسي الثوري، لكن لم تلبث «ماريا» في السجن طويلًا، فقد بُرِّئت من هذه التهمة السياسية، ولكنَّ زوجَها وصديقَيهما ظلوا في السجن.
امتهنت «ماريا» العملَ الصحفي، فقد عملت محرِّرة في مجلة «فريدوم» و«وور كومينتيري»، عملت كذلك في المجال الإذاعي، وحضرت المؤتمر الأناركي الدولي الأول بعد الحرب في باريس عام ١٩٤٨م بصفتها عضوًا في الوفد البريطاني.
قدَّمت العديدَ من الكتابات، منها: «الثورة الإسبانية»، وإن لم يُسعِفها الأجَلُ لاستخلاص النتائج التي تَمخَّض عنها الصراعُ الطويل مع دكتاتوريةِ «فرانكو» الفاشية، كما عكفت على إنجاز كتابها الأشهر «المدينة الفاضلة عبر التاريخ»، ولكنَّ القدَر لم يُمهِلها لتراه في طبعته الأولى، التي كتَب تصديرَها أستاذُ الفلسفة السياسية والاجتماعية «جورج وودكوك».
تُوفِّيت «ماريا» عَقِب وضعِها طفلَها في ١٣ أبريل ١٩٤٩م في لندن، عن عمرٍ يناهز ٣١ عامًا، تاركةً أثرًا طيبًا للإنسانية.