ابن سهل الأندلسي

ابن سهل الأندلسي، اشتهر بذكائه وسرعة بديهته، وبراعته في اللغة العربية وإتقان التعبير بها؛ لذا عد من انجب شعراء الأندلس حتى عُرف بــ «شاعر إشبيلية ووشاحها».

ولد «أبو إسحاق إبراهيم بن سهل الأندلسي» في مدينة «أشبيلية» حوالي عام 1208م لأسرة يهودية؛ لذا دُعي بـــ«الإسرائيلي»، غير أنه ما لبث أن ألتحق باسمه لقب أخر حينما اعتنق الدين الإسلامي فأضاف إليه «أبو البقاء الرندي» لقب «الإسلامي»، وإن كان موضوع إسلامه موضوع جدل؛ فالبعض ينكر عليه إسلامه ويستند إلى ما ورد في شعره، ومن هؤلاء «المقّري» في كتابه «نفخ الطيب في غصن الأندلس الرطيب» حينما قاله "اجتمع فيه ذلان ذل العشق وذل اليهودية". دفعته تدهور أحوال إشبيلية إلى الرحيل نحو «جزيرة منورقة» حيث قضى بها نحو عام، ومدح حاكمها «أبو عدنان بن حكم». ثم عاد مرة أخرى إلى إشبيلية ومنها إلى «سبتة»، وأثره حاكمها الوزير «أبو علي بن خلاص» وصار كاتبه.

وعلى الرغم من أنه لم يكتب سوى ديوان واحد، إلا أنه حاز بشعره مكانة كبيرة في عصره حتى قال عنه المقّري "حاز قصب السبق في النظم والتوشيح" ووصفه ابن البار قائلًا" كان من الأدباء الأذكياء والشعراء"، وقال عنه الشاعر «ابن الهيثم الأشبيلي» «إن عاش هذا سيكون أشعر أهل الأندلس». وأكثر ديوانه في الغزل؛ فتغزل في «موسى» و«محمد»؛ وقد اثار هذا جدلًا كبيرًا فالبعض رجح أن موسى هو نبي الله بينما اعتقد البعض أنه كان يهوى رجل اسمه موسى وتغزل فيه ثم تركه وعشق شخص أخرى يدعى محمد وهذا ما أيده قاضي الجماعة بالأندلس «أبو بكر محمد بن أبي نصر بن علي».

كانت المكانة الكبيرة التي حظي بها لدي صاحب سبتة هي التي دفعته للاعتماد عليه؛ فأرسله مع ابنه «أبو القاسم» بهدية إلى حاكم تونس الحفصي «المستنصر بالله» ولكن عاصفة هوجاء اغرقت زورقه فمات حوالي عام 1251م عن عمر يناهز الأربعين عامًا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤