محمد بن موسى الخوارزمي
محمد بن موسى الخوارزمي: المَوسوعيُّ الذي أحاطَ بالعديدِ من العلومِ وأبدعَ فيها؛ فهو عالِمُ الكيمياءِ والرياضياتِ والفَلكِ والجغرافيا، العالِمُ المُسلمُ الذي وَضعَ عِلمًا لا يزالُ حتى اليومِ يُعرَفُ باسمِه، هو «عِلم الجَبر»، وأرسى الكثيرَ من القواعدِ والمبادئِ التي قامَتْ عليها الهندسةُ والجغرافيا.
لا يوجدُ ما يُؤكدُ تاريخَ ميلادِ «الخوارزمي»، غيرَ أنَّه ربما وُلدَ عامَ ٧٨١م، في مدينةِ «خوارزم» الفارسيةِ بإقليمِ «خُراسان»، وحينما اعتنقَتْ أسرتُه الإسلامَ رَحلتْ إلى «قطربل» بالقُربِ من بغداد. وقد نهلَ «الخوارزميُّ» العِلمَ من بيتِ الحِكمةِ ببغداد، ونظرًا لِمَا أَبداه من حُبٍّ للمعرفةِ فقد عهِدَ إليه الخليفةُ العباسيُّ «المأمون» بإدارةِ «بيتِ الحِكمة»، الذي كان إحدى كُبرَيات مَكتباتِ العالَمِ حينذاك، وخلالَ الفترةِ من ٨١٣م حتى ٨٣٣م أنجَزَ «الخوارزميُّ» كلَّ كُتبِه.
ولا يُذكَرُ اسمُ «الخوارزميِّ» دونَ أن يَتبعَه مباشَرةً أشهرُ كُتبِه على الإطلاق؛ كتابُ «الجَبر والمُقابَلة»، الذي تُرجِمَ إلى اللاتينيةِ عامَ ١١٣٥م، وكان المرجعَ الأولَ ورُبَّما الأَوحد طوالَ العصورِ الوُسطى. كما أنه صحَّحَ آراءَ «بطليموس» الجغرافيةَ في كتابِه «صُورة الأرض»، وساهَمَ كذلك في رَسمِ خريطةِ العالَمِ للخليفةِ «المأمون»، وله كُتبٌ في التنجيمِ منها «زيج السند هند»، وأخرى في الفَلكِ مثل «جداول النُّجومِ وحَركتها»، وله في الأَسطُرلابِ كِتابان، هما «العَملُ بالأَسطُرلاب» و«صُنْع الأَسطُرلاب»، هذا بالإضافةِ إلى العديدِ من المُؤلَّفات.
ستظلُّ البشريةُ مَدِينةً ﻟ «الخوارزميِّ» لِمَا قدَّمَه للعِلمِ من إِنجازات، وقد قال عنه أحدُ الغربيِّين: «إنَّ الجَبرَ عُرفَ في اللغةِ الإنجليزيةِ في القرنِ السادِسَ عشرَ الميلاديِّ ﺑ «الجَبر والمُقابَلة»، ولكنَّ هذا الاسمَ اختُصرَ في النهايةِ من مَخطوطةِ «محمد بن أحمد بن يوسف الخوارزمي» الذي نال الشُّهرةَ العظيمةَ عامَ ٨٢٥م، وذلك في «بيتِ الحكمةِ» في بغداد؛ حيثُ ألَّفَ هناكَ كتابَه القَيمَ «الجَبر والمُقابَلة»، وفيه حلَّ الكثيرَ من المُعادَلاتِ ذاتِ الدرجةِ الأولى والثانيةِ من ذاتِ المَجهولِ الواحِد.»
يُرجِّحُ عددٌ من المؤرِّخين له أنه تُوفِّي عامَ ٨٤٥م.