عادل زعيتر
عادل زعيتر: مترجِمٌ ومفكِّرٌ فلسطينيٌّ بارز.
وُلِد «عادل زعيتر» في مدينةِ نابلس الفلسطينيةِ عامَ ١٨٩٥م، لأبٍ كانَ يعملُ قاضيًا في محكمةِ الحقوق، كما شغلَ منصبَ رئيسِ بلديةِ نابلس. تربَّى في منزلِ علمٍ ودينٍ يَسُودُه الانضباط؛ فحرصَ والدُه على تثقيفِه ثقافةً دينيةً وعِلميةً رفيعة.
تلقَّى تعليمَه الأوَّليَّ كأغلبِ أقرانِه، فالْتحقَ ﺑ «مدرسةِ النجاحِ الوطنية» بنابلس، ثم تَتلمذَ على يدِ العلَّامةِ اللُّغويِّ «مصطفى الغلاييني»، وقد أظهَرَ منذ صِغَرِه تفوُّقًا ملحوظًا في الدراسة، خاصةً في اللغةِ العربية. وبعدَ انتهائِه من التعليمِ المدرسيِّ الْتَحقَ ﺑ «الجامعة السُّلطانية» بإسطنبول — عاصمةِ الخلافةِ العثمانيةِ وقتَها — حيثُ درسَ الآدابَ وأجادَ اللغةَ التركيةَ بجانبِ الفرنسيةِ والإنجليزيةِ والألمانية، وإنْ كانَ قد أحبَّ الفرنسيةَ بدرجةٍ كبيرةٍ ونبَغَ فيها، ونالَ شهادةَ الحقوقِ من باريس عامَ ١٩٢٥م.
الْتَحقَ بالجيشِ التركيِّ حين نشبَتِ الحربُ العالَميةُ الأولى؛ حيثُ خدَمَ كضابطِ احتياط، ثم عادَ إلى نابلس معَ اشتعالِ «الثورةِ العربيةِ الكبرى» عامَ ١٩١٦م، ثم انضمَّ إلى صفوفِ الثوَّارِ تحتَ قيادةِ الأميرِ «فيصل بن الحسين»؛ وذلك بعدَ أن تصاعدتْ أعمالُ البطشِ التي نفَّذَها الجيشُ التركيُّ تجاهَ العرب.
عملَ «زعيتر» محاميًا لفترة، ثم أصبحَ عُضوًا في «المَجْمعِ العِلمي العراقي»، كما مثَّلَ نابلس في «المؤتمرِ السوريِّ العام» الذي انعقَدَ في ١٩٢٠م وأعلَنَ استِقلالَ «سوريا الكبرى».
وصفَه الأدباءُ ﺑ «شيخِ المُترجمينَ العرب»؛ لِمَا قدَّمَه من تَرجماتٍ مهمةٍ لكُتبٍ صعبةٍ تَحتاجُ مجهودَ فريقِ عملٍ وليسَ مُترجِمًا واحدًا، كما احتَفى بفضلِه الكثيرُ من المُستشرِقينَ الذين اعتبروه وحْدَه مؤسسةً ثقافيةً بذاتها. ونَذكرُ من ترجماتِه المهمة: «العَقْد الاجتماعي» للفيلسوفِ الفرنسيِّ «جان جاك روسو»، وأعمالَ المُستشرقِ الفرنسيِّ الشهيرِ «جوستاف لوبون»، بالإضافةِ إلى بعضِ أعمالِ «فولتير» و«مونتيسكيو» وغيرِهما.
تُوفِّي «عادل زعيتر» في عامِ ١٩٥٧م عن اثنينِ وستينَ عامًا.