مصطفى ماهر
مصطفى ماهر: أولُ مَن نقل عيون الأدب الألماني إلى العربية، وأولُ مَن أدخل الدراسات الألمانية إلى العالَم العربي؛ حيث أسَّس قسمَ اللغة الألمانية بكلية الألسن جامعة عين شمس، وتَرأَّسه عشرين عامًا، فاستحقَّ ألقابًا عديدة، أشهرها: «عميد الدراسات الجرمانية»، و«أبو الألمانية».
وُلد «ماهر» في حي شبرا بالقاهرة عام ١٩٣٦م، وتَعلَّم في المدرسة اللغتَين الإنجليزية والفرنسية، ثم الْتَحق بكلية التربية، وبعد تخرُّجه عمل معلمًا للغة الفرنسية، لكنه كان مُولَعًا بالألمانية، التي بدأ في تعلُّمها في سن التاسعة عشرة، وسافر عام ١٩٥٨م إلى مدينة ميونخ، والْتَحق بدورةٍ تدريبية في معهد جوته وجامعة المدينة، وبعد حصوله على دبلوم مُعلِّمي اللغة الألمانية واصَل دراسته في كولونيا، ونال درجة الدكتوراه عام ١٩٦٢م، ثم عاد إلى القاهرة وشرع في تأسيس قسم اللغة الألمانية في كلية الألسن، وأصبح رئيسًا له حتى عام ١٩٨٧م. وفي سنوات التسعينيات تَفرَّغ لترجمة كلمات القرآن الكريم إلى الألمانية بتكليفٍ من المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
كان «مصطفى ماهر» عاشقًا للأدب واللغة بصفةٍ عامة قبل أن يكون مترجمًا وأستاذًا؛ ولذلك كثُر إنتاجه، سواءٌ التأليف أو الترجمة، حتى بلغ مائة عمل، ومن أبرز أعماله المُؤلَّفة: «شيللر: حياته وأعماله»، و«الترجمة والتنمية الثقافية». أما عن أعماله المترجَمة إلى العربية، فمن أبرزها: «الحضارة المادية والاقتصاد والرأسمالية»، و«العاشقات»، و«زيارة السيدة العجوز»، و«القضية»، و«الطبق الطائر»، و«العم الصغير»، و«الأقزام العمالقة»، و«لعبة الكريات الزجاجية». كما نقل إلى الألمانية الكثيرَ من النصوص العربية، أبرزها «القرآن الكريم»، وقصصٌ ﻟ «يوسف إدريس»، و«إحسان عبد القدوس»، و«عبد الرحمن الشرقاوي»، والجزءان الثاني والثالث من الأيام ﻟ «طه حسين».
رحل «مصطفى ماهر» عن دُنيانا في ٧ أبريل ٢٠٢١م، بعد مسيرةٍ حافلة بالعطاء والإبداع فتح خلالها أمام القارئ العربي فَيضًا متدفقًا من الفكر والأدب الغربيَّين.