ناثانيل هوثورن
ناثانيل هوثورن: روائيٌّ وقاصٌّ أمريكيٌّ شهير؛ يُعد علامة فارقة في تطور الأدب الأمريكي في القرن التاسع عشر؛ اهتم بتوثيق التاريخ الاستيطاني للعديد ممن هاجروا إلى الولايات المتحدة، وظهر تأثير انتمائه الكنسي في كتاباته.
ولد في يوليو عام ١٨٠٤م في ولاية «ماساتشوستس» بالولايات المتحدة؛ كان جده الأكبر «ويليام هاثورن» مسيحيًّا بيوريتانيًّا متعصبًا؛ وهو أول من هاجر من العائلة إلى «ماساتشوستس» من «بريطانيا»؛ أصبح عضوًا هامًّا في «مستوطنة الخليج» بالولاية، وكان قاضيًا أثناء محاكمة السحرة في القرن السابع عشر. تمسك «ناثانيل» بانتمائه الكنسي إنما دون تعصب؛ وقام بتغيير اسم شهرته ليجعله «هَوْثورن» بدلًا من «هاثورن» ليتنصل من تاريخ أسلافه.
عاش «هَوْثورن» فترة صباه في منزل قريب من البرية؛ تركه عام ١٨١٩م ليلتحق بإحدى المدارس، وفي خلال ذلك أسس مجلة منزلية خاصة كتبها بخط يده، حوت مقالات وشعرًا وغيرها؛ أصدر منها سبع نسخ وراسل بها عائلته. والتحق «هَوْثورن» عام ١٨٢١م بكلية «بودوين» لما يسمى ﺑ «الفنون الليبرالية»؛ وهو مصطلح يدل على المعارف العامة.كان والده قبطانًا بحريًّا، ولقد ورث عنه هذه المهنة لفترة كبيرة.
عُين «هَوْثورن» عام ١٨٣٦م محررًا في «المجلة الأمريكية لمعارف العلم والتسلية» ﺑ «بوسطن»؛ ثم انتقل للعمل بالوزن والمعايرة بأحد مباني الدولة عام ١٨٣٩م. في خلال ذلك أثارت «صوفيا بيبادي» اهتمامه بعد أن كان عازفًا عن الزواج؛ كانت إحدى عازبات الطبقة الراقية، وحتى يوفر المال اللازم لخطبتها التحق بمجتمع «مزرعة بروك» الأرستقراطي الذي أنشئ عام ١٨٤٠م في الولايات المتحدة كتجربة لمجتمع مثالي يوازن ما بين العمل والترفيه؛ إلا أنه تركه سريعًا، وبرغم عدم اقتناع «هوثورن» بتلك التجربة إلا أنها ألهمته روايته الأولى «رومانسية بلايثدايل»؛ والتي تجري أحداثها في مجتمع مثالي شبيه. تزوج «ناثانيل» ﺑ «صوفيا» في يوليو عام ١٨٤٢م؛ وأنجب منها «جوليان»، «أونا» و«روز»؛ وكان شديد الوله بزوجته وصغاره.
تقلد «هوثورن» العديد من المناصب على مدار حياته أعاقت مسيرته الأدبية قليلًا، إلا أن إنتاجه الأدبي الأهم كان تباعًا لنجاح روايته «الشارة القرمزية» عام ١٨٥٠م، وهي أشهر رواياته على الإطلاق؛ واختيرت ضمن أهم مائة رواية عالمية منذ القرن السابع عشر وحتى وقتنا الحالي.
عانى «هوثورن» من المرض في آخر عمره، وأصر على القيام برحلة برفقة صديقه «فرانكلين بيرس» إلى «الجبال البيضاء» أثناء مرضه؛ حيث توفي أثناء نومه عام ١٨٦٤م، تاركًا إنتاجًا أدبيًّا وفكريًّا لا يُنسى.