إرنست تولر
إرنست تولر: شاعر وكاتب مسرحي ألماني، حين ترى صورته يُخيَّل إليك أن نبيًّا قديمًا جاء يُبشِّر بالإنسان الجديد والثورة على القِيَم العتيقة التي تقيِّد حريتَه وكرامته وأشواقه.
وُلد «تولر» في ديسمبر ١٨٩٢م ببلدة ساموتشين قُرب مدينة برومبرج. كان أبوه تاجرًا ميسورَ الحال، فأتاح له دراسة القانون في جامعة جرينوبل بفرنسا، وتطوَّع في الحرب العالمية الأولى، وأُصِيب بجرح شديد فأُطلِق سراحه عام ١٩١٦م، ثم واصَل دراسته في ميونخ وهيدلبرج.
انضمَّ إلى حركة العمال الاشتراكيين، واشترك في مُظاهرات عمَّال مصانع الذخيرة التي اندلعت عام ١٩١٨م في ميونخ، وأصبح أحدَ الأعضاء البارزين في لجان العمال والفلاحين والجنود التي كانت نواة الجمهورية المؤقَّتة التي أُعلِنت في بافاريا عام ١٩١٩م. ثم حُكِم عليه بالسجن بعد فشل الجمهورية، فقضى خمس سنوات في معتقَل نيدر شوننفلد الذي كتب فيه معظم أشعاره ورسائله وأهم مسرحياته.
انتابت «تولر» على إثر السنوات التي قضاها في السجن موجةٌ من الشك في جدوى العمل الحزبي والسياسي، وازداد يأسه من الثورة الجماهيرية والمظاهرات العمَّالية، ووصل به الأمر إلى الاقتناع بأن الثورات تَسحَق الفردَ بدلًا من أن تنقذه.
ﻟ«تولر» العديد من الأعمال المسرحية والشعرية التي تعبِّر عن موهبة درامية فائقة، وقُدرة على البناء المسرحي، وعاطفة مَشُوبة بالحماس للثورة الاشتراكية، ومن أبرز هذه الأعمال مسرحية «الإنسان والجماهير»، ومسرحية «التحوُّل»، بالإضافة إلى قصائده الملتهبة بالعاطفة والمِثالية وحب البشر.
اضطرَّ «تولر» إلى الهجرة من بلاده عام ١٩٣٣م عن طريق سويسرا وإنجلترا إلى الولايات المتحدة؛ حيث عاش يائسًا وحيدًا منسيًّا إلى أن قرَّر إنهاءَ حياته والانتحار في مايو ١٩٣٩م.