آرثر ميللر
آرثر ميللر: واحد من أبرز كتَّاب المسرح الأمريكيِّين، نال العديد من الجوائز، منها جائزة بوليتزر وجائزة توني. عُرِف بانتقاده السياسةَ الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، ومُعارَضته دولةَ إسرائيل بالرغم من يهوديته، وظلَّ طوال حياته مدافعًا عن حقوق الإنسان وسخَّر كتاباتِه لذلك.
وُلِد عام ١٩١٥م لعائلةٍ يهودية متوسِّطة الحال، لكنَّ الكسادَ العظيم عام ١٩٢٩م أثَّر على الوضع المادي لأسرته وأدى إلى افتقارها، فكان عليه النضال من أجل إعالة أسرته وإكمال دراسته كذلك؛ فاضطُرَّ إلى ممارَسة العديد من المِهَن البسيطة، مثل عامل في كافيتريا وسائق شاحنة وعامل في مصنع، إلى جانب دراسته في جامعة ميشيغان التي نجح في الالتحاق بها عام ١٩٣٤م، حيث درَس الأدبَين الإنجليزي واليوناني.
بدأ مسيرتَه المهنية الأدبية بصفته كاتبًا مسرحيًّا عندما التَحق بمدرسة فيدرال ثياتر روجكت المتخصِّصة في توفيرِ عملٍ للممثِّلين والكتَّاب في نيويورك، وبدأ كسْبَ عيشه من كتابة السيناريوهات، وعُرِض أول أعماله على المسرح بعنوان «الرجل الذي كان يَنعَم بكل الحظ» عام ١٩٤٤م، ثم بزَغ نَجمُه بمسرحية «كلهم أبنائي» عام ١٩٤٧م، التي حصد عنها جائزة دائرة نقَّاد الدراما بنيويورك وجائزة توني، ثم مسرحيته العالمية «موت بائع متجوِّل» التي نال عنها ثلاثةَ جوائز لتصبح أولَ مسرحية تحصد هذا العدد من الجوائز.
تميَّز إنتاجه بالغزارة والتنوُّع والعُمق، ومن أبرز رواياته: «التركيز»، و«فتاة عادية»؛ ومن أشهر قصصه القصيرة: «المختلون»، و«لم أَعُد أريدك»؛ أمَّا أعماله المسرحية فكانت الأكثرَ إنتاجًا وبراعة، ومن أبرزها: «موت بائع متجوِّل»، و«بعد السقوط»، و«الزجاج المكسور»، و«إنهاء الصورة»؛ فضلًا عن سيناريوهات بعض الأفلام مثل «الكل رابحون»، والعديد من المقالات المنشورة في المجلات والصُّحف، كما تحوَّل الكثير من كتاباته إلى أفلامٍ سينمائية أو حلقاتٍ تليفزيونية.
بجانب الكتابة الأدبية، عُرف عن «ميللر» نشاطُه السياسي؛ فقد اشتُهِر بميله للفكر الشيوعي، ومناهَضته للسياسة الأمريكية الخارجية والداخلية، وحرب فيتنام، ومعارَضته للرئيس الأمريكي «جورج بوش»، ونشاطه في مجال حقوق الإنسان، ومُعاداته لدولة إسرائيل، وقد لُوحِق من قِبَل مكتب التحقيقات الفيدرالي. تزوَّج من الممثِّلة الأمريكية «مارلين مونرو»، ويقال إن زواجه منها كان بهدفِ التمويهِ على المخابرات الأمريكية وإخفاء نشاطه السياسي عنهم. أسَّس الاتحادَ الدولي للكتَّاب المسجونين، وانتُخِب رئيسًا له عام ١٩٦٥م، واستمر في المنصب أربعة أعوام.
رحل عن دُنيانا في العاشر من فبراير ٢٠٠٥م في الذكرى السادسة والخمسين للعرض الأول لمسرحيته «موت بائع متجوِّل»، بعد حياةٍ حافلة بالنشاط والإبداع، تاركًا للإنسانية الكثيرَ من الأعمالِ الإبداعية الفذَّة، والمواقف الإنسانية النبيلة.