محمد سليم سالم
محمد سليم حسن باحث ومُحقِّق مصري، ترك ميراثًا كبيرًا تنوَّع بين التحقيق والشرح والتعليق على مخطوطات التراث العربي اليوناني.
وُلد محمد سليم سالم عام ١٩٠٤م بمحافظة أسيوط بمصر، وانتظم في السلك التعليمي حتى حصل على ليسانس الحقوق من جامعة فؤاد الأول عام ١٩٣٠م وكان ترتيبه السابع، وحصل كذلك على ليسانس الآداب انتسابًا بنفس العام وكان ترتيبه الأول، ثم التحق بجامعة ليفربول بإنجلترا وحصل فيها على ليسانس الدراسات الأوربية القديمة، وتابع الدراسات العليا بنفس الجامعة، حتى حصل على الدكتوراه عام ١٩٣٨م.
عاد محمد سليم سالم بعد رحلته العلمية إلى مصر وعمل بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول، مُتدرجًا في سلك أعضاء هيئة التدريس؛ مُدرسًا فأستاذًا مُساعدًا ثُم أستاذًا. وفي عام ١٩٥٠م أوكل إليه رئاسة قسم الدراسات اليونانية واللاتينية بكلية الآداب جامعة إبراهيم – عين شمس الآن – حتى صار وكيلًا للكلية عام ١٩٦٢م، وفي عام ١٩٦٤م أصبح أستاذًا مُتفرغًا.
تنوعت الجهود العلمية للدكتور محمد سليم سالم، فقد ترك إرثًا ضخمًا من كافة أشكال الكتابة العلمية، ترجمةً وتحقيقًا ومراجعةً وإشرافًا، وخاصة في مجال تحقيق التراث العربي اليوناني، الذي تميَّز فيه.
فقد حقق محمد سليم سالم تسعة عشر نصًا تراثيًا، خمسة منها لابن رشد. وهي تلخيصات لكتب أرسطو: «الخطابة»، و«الشعر»، و«العبارة»، و«الجدل»، و«السفسطة»، وخمسة أخرى عبارة عن ترجمات وشروح حنين ابن إسحاق لكتب جالينوس، بالإضافة إلى ثلاثة نصوص للفارابي، وثلاثة لابن سينا، ورسالتين لابن باجة، ورسالة أخيرة لثامسطيوس، كانت كلها بين أعوام ١٩٥٠م وعام ١٩٨٨م.
ومن فرط ولعه بالمخطوطات بادر بإيداع نُسخ من بعض المخطوطات كإهداء إلى بعض الهيئات المختصة مثل؛ دار الكتب وكلية الآداب بجامعة عين شمس، وكان يتَّبع منهجًا خاصًا في التحقيق وترتيب المخطوطات؛ فكان يعتبر المتن المُحقق وحدة واحدة، فقلما كان يميل إلى تقسيم المتن بأي شكل، على الرغم من حرصه على وضع فهرسًا لكل مخطوط به رؤوس الموضوعات التي وردت بالمخطوط.
وكمُطَّلع نَهم، ومُحقق رصين للتراث اليوناني، فقد كان يعقد مقابلة متأنية يُعلق فيها على أخطاء الترجمات العربية ومدى ابتعادها عن النص الأصلي للكتاب، مما ساعده على اكتشاف أخطاء كثيرة في كتاب تلخيص الخطابة لابن رشد، لاعتماد ابن رشد على ترجمة غير دقيقة.
توفي الدكتور محمد سليم سالم بالقاهرة عام ١٩٩٣م.