الْعَيْشُ مُخْضَلُّ الْجَوَانِبِ أَخْضَرُ

Wave Image
الْـعَـيْـشُ مُـخْـضَـلُّ الْـجَـوَانِـبِ أَخْـضَرُ
وَالْـيَـوْمُ مِـنْ نَـسْـجِ الـسَّـحَـائِـبِ أَنْضَرُ
وَالــرَّوْضُ يَـصْـدَحُ بِـالْـبَـشَـائِـرِ أَيْـكُـهُ
فَـــالْـــعُــودُ عُــودٌ، وَالْأَزَاهِــرُ مِــزْهَــرُ
يَـجْـرِي الـنَّـسِـيـمُ بِـهِ فَـيَـجْـتَـازُ الرُّبَى
صُـعُـدًا، وَتَـجْـذِبُـهُ الْـغُـصُـونُ فَـيَـنْـفِـرُ
كَــمْ زَهْــرَةٍ عَــلِــقَــتْ بِـفَـضْـلِ رِدَائِـهِ
فَـــالْـــوَرْدُ مِــلْءُ رِدَائِــهِ وَالْــعَــبْــهَــرُ
إِنْ ضَــــجَّ مِـــنْ آبٍ وَحَـــرِّ وَثَـــاقِـــهِ
فَــالْــيَـوْمَ يَـدْرُجُ مَـا يَـشَـاءُ وَيَـخْـطِـرُ
يَـطْـفُـو عَـلَـى وَجْـهِ الْـجَـدَاوِلِ طَـائِـرًا
غَــرِدًا يُــصَــفِّــقُ بِـالْـجَـنَـاحِ وَيَـطْـفِـرُ
فِـي كَـفِّـهِ الْـبُـشْـرَى، وَفِـي هَـمَـسَـاتِـهِ
نُــعْـمَـى الْـحَـيَـاةِ وَعِـزُّ مِـصْـرَ الْأَوْفَـرُ
وَالـشَّـمْـسُ ضَـاحِـكَـةٌ، كَأَنَّ شُـعَـاعَـهَـا
أَمَـلُ الْـوُجُـوهِ الْـمُـشْـرِقُ الْـمُـسْـتَـبْـشِرُ
تَــخْــتَــالُ فِــي يَــوْمٍ تَـرَقَّـبَـتِ الْـعُـلَا
مِـــيـــلَادَهُ، وَرَنَـــتْ إِلَــيْــهِ الْأَعْــصُــرُ
نَـهَـضَـتْ بِـهِ آمَـالُ مِـصْـرَ وَأَقْـسَـمَـتْ
مِــنْ بَــعْــدِ هَــذَا الْــيَــوْمِ لَا تَــتَـعَـثَّـرُ
فَـلَـكَـمْ تَـمَـنَّـى الـدِّيـنُ طَـالِـعَ صُـبْـحِهِ
وَاهْــتَــزَّ مِــنْ شَــوْقٍ إِلَــيْــهِ الْــمِـنْـبَـرُ
تَـمْـشِـي الْـمُـنَـى فِـيـهِ تَـجُـرُّ خِـمَـارَهَـا
خَـفَـرًا، وَيَـزْهُـوهَـا الْـجَـمَـالُ فَـتَـسْـفِرُ
فَــازَتْ بِــهِ مِــصْــرٌ بِــخَــيْــرِ مُــتَـوَّجٍ
يَــنْــهَــى كَــمَــا يَـرْضَـى الْإِلَـهُ وَيَأْمُـرُ
يَـــوْمٌ إِذَا زُهِـــيَ الــزَّمَــانُ بِــمِــثْــلِــهِ
فَــبِــمِــثْـلِـهِ يُـزْهَـى الـزَّمَـانُ وَيَـفْـخَـرُ
الــسَّــعْــدُ فِـي سَـاعَـاتِـهِ مُـسْـتَـوْطِـنٌ
وَالْــعِــزُّ فِــي جَــنَــبَــاتِــهِ مُـتَـبَـخْـتِـرُ
هُــوَ فِــي فَـمِ الـدُّنْـيَـا حَـدِيـثٌ خَـالِـدٌ
يَــحْــلُــو عَــلَــى الْأَيَّـامِ حِـيـنَ يُـكَـرَّرُ
هُـوَ طَـلْـعَـةُ الـرَّوْضِ الـنَّـضِـيـرِ وَظِـلُّـهُ
وَنَــمِــيــرُهُ وَنَــسِــيــمُــهُ الْــمُـتَـعَـطِّـرُ
أَمَــلُ الْــبِــلَادِ تَــمَــسَّــكَــتْ بِـحِـبَـالِـهِ
فِـي الْـحَـادِثَـاتِ وَعِـيـدُ مِـصْـرَ الْأَكْـبَـرُ
•••
عِـــيـــدٌ بِأَنْـــوَارِ الْـــجَـــلالِ مُـــتَــوَّجٌ
وَبِــمُــنَّــةِ الــنَّــصْــرِ الْــعَــزِيــزِ مُــؤَزَّرُ
هُــوَ صُـورَةٌ لِـلْـبِـشْـرِ أُحْـكِـمَ رَسْـمُـهَـا
لَــــوْ أَنَّ أَيَّــــامَ الـــسُّـــرُورِ تُـــصَـــوَّرُ
لَانَـتْ بِـهِ الـدُّنْـيَـا وَأَخْـصَـبَ عَـيْـشُـهَـا
وَبِــيُــمْــنِـهِ اخْـضَـرَّ الـزَّمَـانُ الْـمُـقْـفِـرُ
وَشَــدَتْ لِــمَــطْـلَـعِـهِ الْـقُـلُـوبُ كَأَنَّـهَـا
طَــيْــرٌ تُــغَــرِّدُ لِــلــرِّيَــاضِ وَتَــصْـفِـرُ
هُـوَ فِـي كِـتَـابِ الـدَّهْـرِ سَـطْـرُ مَجَادَةٍ
خَـشَـعَـتْ لِـهَـيْـبَـةِ مَـا حَـوَاهُ الْأَسْـطُـرُ
وَثَــبَـتْ بِـهِ مِـصْـرٌ وَقَـدْ طَـالَ الْـكَـرَى
وَمَـضَـتْ إِلَـى قَـصَـبِ الْـفَـخَـارِ تُـغَـبِّـرُ
وَعَـلَـتْ بِـفَـضْـلِ مَـلِـيـكِ مِـصْـرَ مَكَانَةً
لَـمْ تَـقْـتَـعِـدْهَـا فِـي الـسَّـمَـاءِ الْأَنْـسُـرُ
تَــتَــقَــطَّــعُ الْآمَــالُ دُونَ بُــلُــوغِــهَــا
وَتَــوَدُّ رُؤْيَــتَــهَـا الْـعُـيُـونُ فَـتَـحْـسُـرُ
تَــرْنُــو لَــهَـا الْـجَـوْزَاءُ نَـظْـرَةَ حَـاسِـدٍ
وَبِــذِكْــرِهَـا تَـلْـهُـو الـنُّـجُـومُ وَتَـسْـمُـرُ
وَإِذَا سَــمَــا الْــمَــلِـكُ الْـهُـمَـامُ لِـغَـايَـةٍ
فَـالـصَّـعْـبُ هَـيْـنٌ وَالْـعَـسِـيـرُ مُـيَـسَّـرُ
•••
عِــيــدَ الْــجُــلُــوسِ وَأَنْــتَ عِـزَّةُ أُمَّـةٍ
تَــعْــلُــو بِــمَـوْلَاهَـا الْـعَـظِـيـمِ وَتَـكْـبُـرُ
غَــنَّــاكَ شِــعْــرِي فَـاسْـتَـمِـعْ لِـغِـنَـائِـهِ
إِنَّ الْــبَــلَابِــلَ فِــي الْــخَــمِــيـلَـةِ نُـدَّرُ
مَــا كُــلُّ مَــنْ عَــرَكَ الْـمَـزَاهِـرَ مَـعْـبَـدٌ
يَــوْمًــا وَلَا كُــلُّ الْــمَــوَاضِــعِ عَــبْـقَـرُ
إِنَّ الـــرِّمَـــاحَ حَـــدَائِـــدٌ مَـــنْـــبُــوذَةٌ
حَــتَّــى يُــثَــقِّــفَ جَـانِـبَـيْـهَـا سَـمْـهَـرُ
حَــيَّــتْ طَــلَائِـعَـكَ الْـقَـوَافِـي هُـتَّـفًـا
وَشَـدَتْ لِـمَـقْـدَمِـكَ الْـكَـرِيـمِ الْأَشْـطُـرُ
وَالــشِّــعْــرُ مِــرْآةُ الـنُّـفُـوسِ وَصُـورَةٌ
مَــحْــسُــوسَــةٌ مِــمَّــا تُـكِـنُّ وَتَـشْـعُـرُ
يَــا عِــيــدُ كَـمْ بِـكَ مِـنْ جَـمَـالٍ زَاهِـرٍ
يَــبْــهَــى بِإِشْــرَاقِ الْـمَـلِـيـكِ وَيَـبْـهَـرُ!
كَــمْ مِــنْ مَــوَاكِـبَ وَارِدَاتٍ تَـرْتَـجِـي
شَـرَفَ الْـمُـثُـولِ وَمِـنْ مَـوَاكِـبَ تَصْدُرُ
وَالـشَّـعْـبُ يَـزْحَـمُ بِـالْـمَـنَـاكِـبِ طَامِعًا
فِـي نَـظْـرَةٍ تُـحْـيِـي الْـقُـلُـوبَ وَتَـجْـبُرُ
ضَـاقَـتْ بِـهِ الـسَّـاحَاتُ حَتَّى أَصْبَحَتْ
كَـالْـبَـحْـرِ يَـقْـذِفُ بِـالْـعُـبَـابِ وَيَـزْخَـرُ
حَــتَّــى إِذَا ظَــهَــرَ الْــمَــلِــيــكُ كَأَنَّــهُ
بَــدْرٌ بِــهِ انْــجَــابَ الــظَّــلَامُ الْأَخْــدَرُ
فِــي بُــرْدِهِ أَمَــلُ الْــكِــنَــانَــةِ بَــاسِـمٌ
وَبِــوَجْــهِــهِ نُــورُ الْــجَــلَالَــةِ مُـسْـفِـرُ
شَـخَـصَـتْ لَـهُ الْآمَـالُ تُـسْـرِعُ خَطْوَهَا
وَدَنَــا لِــرُؤْيَــتِــهِ الْــعَــدِيــدُ الْأَكْــثَــرُ
تَـرْنُـو الْـعُـيُـونُ فَـتَـجْـتَـلِـى مِـنْ نُـورِهِ
فَــيْــضًـا وَيَـغْـلِـبُـهَـا الـسَّـنَـا فَـتَـحَـيَّـرُ
وَالــنَّــاسُ بَــيْــنَ مُــسَــبِّــحٍ وَمُــكَـبِّـرٍ
لَـــبَّـــى نِـــدَاهُ مُـــسَـــبِّــحٌ وَمُــكَــبِّــرُ
وَالْــبِــشْــرُ قَـدْ مَـلَأَ الْـوُجُـوهَ نَـضَـارَةً
فَــتَـكَـادُ مِـنْ فَـرْطِ الـنَّـضَـارَةِ تَـقْـطُـرُ
وَالْــقُـطْـرُ يَـهْـتِـفُ أَنْ يَـعِـيـشَ فُـؤَادُهُ
وَالــشَّــعْـبُ يَـجْـهَـرُ بِـالـدُّعَـاءِ وَيَـجْأَرُ
فِـي مَـوْكِـبٍ لَـمْ يَـلْـقَ «كِـسْـرَى» مِثْلَهُ
فِـي الـسَّـابِـقِـيـنَ وَلَـمْ يَـنَـلْـهُ قَـيْـصَـرُ
قَــدَرُوا مَآثِــرَكَ الــنَّــبِــيــلَــةَ قَــدْرَهَـا
وَكَـــذَاكَ مَــحْــمُــودُ الْــمَآثِــرِ يُــقْــدَرُ
أَحْـسَـنْـتَ لِـلـشَّـعْـبِ الْـكَـرِيـمِ رِعَـايَـةً
فَــشَــدَا بِــنِــعْــمَـتِـكَ الَّـتِـي لَا تُـكْـفَـرُ
الــلــهُ قَــدْ خَــلَــقَ الْـمَـكَـارِمَ وَالـنَّـدَى
شَـجَـرًا يُـظَـلِّـلُ فِـي الْـهَـجِـيـرِ وَيُـثْـمِرُ
إِنَّ الَّــذِي مَــلَــكَ الْــقُــلُـوبَ بِـعَـطْـفِـهِ
أَوْلَــى بِــتَــمْــجِـيـدِ الْـقُـلُـوبِ وَأَجْـدَرُ
•••
شِـعْـرِي اسْـتَبِقْ فِي الْحَاشِدِينَ مُبَادِرًا
لَا يُــــدْرِكُ الْآمَــــالَ مَــــنْ يَــــتَأَخَّـــرُ
وَانْـزِلْ ﺑِ «رَأْسِ التِّينِ» وَاخْشَعْ مُطْرِقًا
مِــمَّــا تُــحِـسُّ مِـنَ الْـجَـلَالِ وَتُـبْـصِـرُ
فَــهُـنَـالِـكَ الْـمَـجْـدُ الْـمُـؤَثَّـلُ سَـامِـقًـا
وَالْــمُـلْـكُ حَـوْلَـكَ وَاسِـعٌ مُـسْـتَـبْـحِـرُ
هَـذَا «ابْـنُ إِسْـمَـاعِـيـلَ» فَـانْـثُـرْ حَوْلَهُ
دُرَرًا تَــدُومُ عَــلَــى الــزَّمَــانِ وَتُـذْخَـرُ
سَــاسَ الْــبِــلَادَ بِــحِــكْــمَــةٍ عَـلَـوِيَّـةٍ
بِــسَــدَادِهَــا تَــعْــتَــزُّ مِـصْـرُ وَتُـنْـصَـرُ
عَــزْمٌ كَــمَــا صَــالَ الْــحُـسَـامُ وَهِـمَّـةٌ
أَسْــمَـى مِـنَ الـنَّـجْـمِ الْـبَـعِـيـدِ وَأَبْـهَـرُ
وَمَـضَـاءُ رَأْيٍ لَـوْ رَمَـى حَـلَـكَ الـدُّجَـى
لَـمَـضَـى الـدُّجَـى مُـتَـعَـثِّـرًا يَـتَـقَـهْـقَـرُ
بَــلَــغَــتْ بِــهِ مِــصْـرُ مَـنَـازِلَـهَـا الْـعُـلَا
يُــومِــي إِلَــيْــهَــا طَــرْفُــهُ فَــتُـشَـمِّـرُ
تَـمْـضِـي، كَـمَـا يَمْضِي الشِّهَابُ، مُجِدَّةً
لَا يَــبْــلُــغُ الــشَّأْوَ الْــبَــعِـيـدَ مُـقَـصِّـرُ
مَـــلَأَ الْـــبِــلَادَ عَــوَارِفًــا وَمَــعَــارِفًــا
تُــزْجَـى إِلَـى أَقْـصَـى الْـبِـلَادِ وَتُـنْـشَـرُ
وَأَعَــادَ مَــجْــدَ الْـخَـالِـدِيـنَ بِـنَـهْـضَـةٍ
تَــجْــتَــاحُ شُــمَّ الــرَّاسِـيَـاتِ وَتَـقْـهَـرُ
فَــتَـلَـفَّـتَ الـتَّـارِيـخُ مَـشْـدُوهَ الـنُّـهَـى
وَتَــطَــلَّــعَــتْ مِــنْ حُـجْـبِـهِـنَّ الْأَدْهُـرُ
لَا تَــدْهَـشِ الـدُّنْـيَـا، فَـصَـوْلَـةُ عَـزْمِـهِ
أَقْــوَى عَـلَـى كَـبْـحِ الـصِّـعَـابِ وَأَقْـدَرُ
الْــخَــالِــدُونَ عَــلَـى الـزَّمَـانِ جُـدُودُهُ
وَالــسَّــابِــقُــونَ قَــبِــيـلُـهُ وَالْـمَـعْـشَـرُ
الــنَّــهْـضَـةُ الْـكُـبْـرَى إِلَـيْـهِـمْ تَـنْـتَـمِـي
وَجَـــلَائِـــلُ الْآثَـــارِ عَــنْــهُــمْ تُــذْكَــرُ
دَرَجُــوا وَأَمَّــا مَــجْــدُهُــمْ فَــمُـخَـلَّـدٌ
بَـــاقٍ، وَأَمَّـــا ذِكْـــرُهُـــمْ فَـــمُــعَــمَّــرُ
•••
أَفُــؤَادُ عِــشْ لِــلــنِّــيــلِ ذُخْــرًا إِنَّــمَـا
بِــنَــدَاكُــمَــا تَــحْــيَـا الْـبِـلَادُ وَتَـنْـضُـرُ
قَـدْ فَـاضَ فِـي طُـولِ الْـبِـلَادِ وَعَرْضِهَا
لَــكِــنَّـهُ فِـي جَـنْـبِ فَـيْـضِـكَ يَـصْـغُـرُ
يَـــتَــبَــرَّكُ الْــوَادِي بَــلَــثْــمِ بَــنَــانِــهِ
فَـيَـعُـودُ وَهْـوَ الْـمُـعْـشِبُ الْمُخْضَوْضِرُ
الْـخِـصْـبُ وَالْإِغْـدَاقُ فَـيْـضُ يَـمِـيـنِـهِ
وَالْــمِــسْــكُ كُــدْرَةُ مَــائِــهِ وَالْـعَـنْـبَـرُ
تِـــبْـــرٌ إِذَا غَـــمَــرَ الْــبِــلَادَ رَأَيْــتَــهَــا
وَالــدُّرُّ مِــلْءُ نُــحُــورِهَــا وَالْــجَـوْهَـرُ
وَالْأَرْضُ وَشْــــيٌ طُـــرِّزَتْ أَفْـــوَافُـــهُ
وَالـــزَّهْـــرُ مِــنْــهُ مُــدَرْهَــمٌ وَمُــدَنَّــرُ
أَنَّـى جَـرَى هَـمْـسُ الْـخَـمَـائِـلِ بِـاسْـمِهِ
وَتَــبَــسَّــمَ الــنِّــسْــرِيـنُ وَالـنِّـيـلُـوفَـرُ
وَسَــرَتْ بِــمَـقْـدَمِـهِ الْـبَـشَـائِـرُ حُـوَّمًـا
الــسُّـحْـبُ تُـنْـبِـئُ وَالـنَّـسَـائِـمُ تُـخْـبِـرُ
إِنْ أَصْـبَـحَـتْ مِـصْـرُ الْـخَـصِـيـبَةُ جَنَّةً
فِــي عَــهْـدِكَ الْـعُـمَـرِيِّ فَـهْـوَ الْـكَـوْثَـرُ
عِـشْ فِـي حِـمَـى الـرَّحْـمَنِ جَلَّ جَلَالُهُ
تَـــرْعَــاكَ عَــيْــنٌ لَا تَــنَــامُ وَتَــخْــفُــرُ
وَاهْــنَأْ بِــعِــيــدِكَ إِنَّــهُ فَأْلُ الْــمُــنَــى
فَــبِــيُــمْــنِــهِ تَــعْـلُـو الْـبِـلَادُ وَتَـظْـفَـرُ
لَا زِلْــتَ تَـرْفُـلُ فِـي مَـطَـارِفِ صِـحَّـةٍ
هِــيَ كُــلُّ مَـا يَـرْجُـو الـزَّمَـانُ وَيُـؤْثِـرُ
وَاسْــلَـمْ لِـمِـصْـرَ فَأَنْـتَ أَنْـتَ فُـؤَادُهَـا
وَحَــيَــاتُــهَــا وَلُــبَــابُــهَــا الْـمُـتَـخَـيَّـرُ
•••
فَـارُوقُ زَيْـنُ الـنَّـاشِـئِـيـنَ الْـمُـرْتَـجَـى
كَــرُمَــتْ أَوَائِــلُــهُ وَطَــابَ الْــعُـنْـصُـرُ
مَــجْــدُ الـشَّـبَـابِ مَـنَـاطُ آمَـالِ الْـعُـلَا
وَسَـنَـا الْـحَـيَـاةِ وَنَـجْـمُ مِـصْـرَ الـنَّـيِّـرُ
أَنْــبَــتَّــهُ خَــيْــرَ الــنَّــبَــاتِ يَــزِيــنُــهُ
خُــلُــقٌ كَأَمْــوَاهِ الــسَّــحَــابِ مُـطَـهَّـرُ
الْـفَـضْـلُ يَـلْـمَـعُ فِـي وَضِـيءِ جَـبِـيـنِهِ
زَهْـوًا كَـمَـا ابْـتَـسَـمَ الـرَّبِـيـعُ الْـمُـبْـكِـرُ
إِنَّ الـــصَّـــعِـــيـــدَ لَــمُــزْدَهٍ بِأَمِــيــرِهِ
جَــذْلَانُ يَــصْــدَحُ بِـالـثَّـنَـاءِ وَيَـجْـهَـرُ
لَــوْ تَــسْــتَـطِـيـعُ الْـبَـاسِـقَـاتُ بِأَرْضِـهِ
سَـعْـيًـا لَـجَـاءَتْ نَـحْـوَ بَـابِـكَ تَـشْـكُـرُ
عَـاشَ الْـمَـلِـيكُ وَعَاشَ فَارُوقُ الْحِمَى
يَــزْهُــو بِــطَـلْـعَـتِـهِ الْـوُجُـودُ وَيُـزْهِـرُ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الكامل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

علي الجارم: أديب، وشاعر مصري، ورائد من رواد مدرسة الإحياء والبعث إلى جانب كل من أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. أَثْرَت مؤلفاته المكتبة الأدبية العربية؛ حيث تعددت وتنوعت بين الدواوين الشعرية، والروايات الأدبية والتاريخية، إضافة إلى الكتب المدرسية، وكانت له مساهمات فعالة في حقل اللغة العربية. وقد اشتهر بغيرته على الدين واللغة والأدب، وتمكن من أن يحوز مكانة شعرية رائدة.

ولد علي صالح عبد الفتاح الجارم، بمدينة رشيد عام ١٨٨١م، تلك المدينة التي شهدت الكثير من أحداث مصر التاريخية. كان والده الشيخ محمد صالح الجارم عالمًا من علماء الأزهر، وقاضيًا شرعيًّا بمدينة دمنهور. تلقى علي دروسه الأولى بمدينة رشيد، فأتم بها التعليم الابتدائي، وواصل تعليمه الثانوي بالقاهرة حيث التحق بالأزهر الشريف، واختار بعد ذلك أن يلتحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة. سافر عام ١٩٠٨م إلى إنجلترا وتحديدًا نوتينجهام لإكمال دراسته، فدرس هناك أصول التربية، ثم عاد إلى مصر عام ١٩١٢م بعد أربع سنوات قضاها في الغربة.

عُيِّن الجارم عقب عودته مدرسًا بمدرسة التجارة المتوسطة، ثم تدرج في مناصب التربية والتعليم حتى عُيِّن كبير مفتشي اللغة العربية بمصر، كما عمل الجارم وكيلًا لدار العلوم، وكان عضوًا مؤسِّسًا لمجمع اللغة العربية، وقد مَثَّل مصر في عدد من المؤتمرات العلمية والثقافية.

سَخَّر الجارم طاقاته الإبداعية وإمكانياته الثقافية في إنجاز العديد من الروايات الأدبية التاريخية التي تتخذ من التاريخ العربي موضوعًا لها، مثل: «فارس بني حمدان» و«هاتف من الأندلس» و«مرح الوليد» و«خاتمة المطاف» و«نهاية المتنبي». توفي علي الجارم عام ١٩٤٩م عن ثمانية وستين عامًا، وقد رثاه كبار أدباء ومفكري عصره.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤