مَا عَلَيْهَا أَوَانَ تَطْوِي الْفَيَافِي

Wave Image
مَـا عَـلَـيْـهَـا أَوَانَ تَـطْـوِي الْـفَـيَـافِـي
غَــيْــرُ حَــثِّ الــذَّمِــيـلِ وَالْإِيـجَـافِ
غَــيْــرَ أَنَّ الْــمَــرْءَ الـلَّـجُـوجَ دَعَـاهَـا
فَــاعْـتَـسَـفْـنَ الْـفَـلَاةَ أَيَّ اعْـتِـسَـافِ
أَنْــكَــرَتْ شَــدْقَـمًـا وَأَلْـغَـتْ جَـدِيـلًا
مُــعْــرِبَـاتٍ عَـنِ الـرِّيَـاحِ الـسَّـوَافِـي
فَــانْــبَــرَتْ كَـالْـقِـسِـيِّ بَـلْ كَـسِـهَـامٍ
وَصَــلَــتْــهَــا الْــقِــسِــيُّ بِـالْأَهْـدَافِ
حَــيْــثُ لَا تُـدْرِكُ الـسَّـنَـابِـكُ رَكْـضًـا
بَــعْــضَ مَــا أَدْرَكَــتْــهُ بِــالْأَخْــفَـافِ
فَـــاعِـــلَاتٌ بِـــهِـــنَّ سَـــبْــعُ لَــيَــالٍ
فِـعْـلَ سَـبْـعٍ مِـنَ الـسِّـنِـيـنَ عِـجَـافِ
وَرَدَتْ بَــعْــدَ ظِــمْـئِـهَـا نِـيـلَ مِـصْـرٍ
قَـــبْـــلَ وِرْدِ الْـــفُــرَّاطِ وَالــسُّــلَّافِ
حِـيـنَ ذَمَّـتْ فِـي مَـرْتَـعِ الْـعِـزِّ وَالـثَّرْ
وَةِ مَــرْعَــى الــتَّــنُّــومِ وَالْـخِـذْرَافِ
وَأَنَـــاخَـــتْ بِـــدَوْلَـــةٍ عَــزَّ فِــيــهَــا
فَــكَــفَــاهَــا الْــمُـلِـمَّ نِـعْـمَ الْـكَـافِـي
فَـخْـرُهَـا وَابْـنُ فَـخْـرِهَـا مَعْدِنُ السُّؤْ
دُدِ رَبُّ الْـــعَـــلَاءِ تِـــرْبُ الْــعَــفَــافِ
الـشَّـرِيـفُ الْأَعْـرَاقِ وَالـنَّـفْـسِ وَالْهِمَّـ
ـةِ وَالْــــمَـــكْـــرُمَـــاتِ وَالْأَوْصَـــافِ
ذُو صِــفَــاحٍ تَأْبَــى الْـجُـفُـونَ مَـقَـرًّا
وَقِـرًى فِـي الْـجِـفَانِ لَا فِي الصِّحَافِ
فَأُعِــيـذَتْ مِـنْ كُـلِّ مَـيْـنٍ ظُـنُـونِـي
مُـــنْـــذُ عَــاذَتْ بِأَشْــرَفِ الْأَشْــرَافِ
وَحَــمِــدْتُ الــزَّمَــانَ عِــنْــدَ هُــمَـامٍ
غَــيْــرُ عَــافٍ ذَرَاهُ مِــنْ أَلْــفِ عَـافِ
لَـمْ يَـذُمُّـوا بِـظِـلِّـهِ الْـعَـيْشَ فِي مَشْـ
ـتًـــى وَلَا مَـــرْبَــعٍ وَلَا مُــصْــطَــافِ
فَــتَــنَــاسَـيْـتُ كُـلَّ مُـولِـي جَـمِـيـلٍ
عِـــنْـــدَ مَـــوْلًــى مُــوَطَّأِ الْأَكْــنَــافِ
مُـجْـتَـدِيـهِ مُـجْـدٍ وَرَاجِـيـهِ مَـرْجُـوٌّ
وَأَضْـــــيَــــافُــــهُ ذَوُو أَضْــــيَــــافِ
مُـجْـحِـفٌ بِـالـتِّـلَادِ فِـي سَـنَـنِ الْإِحْـ
ـمَــادِ إِجْــحَــافَ وَقْــعَـةِ الْـجَـحَّـافِ
لَـيْـسَ يَـخْـلُـو مِـنَ الـنَّدَى وَهْوَ يَقْظَا
نُ وَيَــغْــشَــاهُ طَــارِقًــا وَهْــوَ غَـافِ
مُــنْــعِــمٌ تَــبْــعُــدُ الْــمَـذَمَّـاتُ عَـنْـهُ
بُـــعْـــدَ مِـــيــعَــادِهِ مِــنَ الْإِخْــلَافِ
يَــا قَـلِـيـلَ الْأُلَّافِ فِـي رُتَـبِ الْـمَـجْـ
ـدِ انْــــــفِــــــرَادًا وَوَاهِـــــبَ الْآلَافِ
كَـــمْ أَخٍ فِــي الــزَّمَــانِ فَــاقَ أَخَــاهُ
بِــفَــعَــالٍ بِــهِ يَــبِــيــنُ الــتَّــنَــافِـي
مِــثْــلَــمَـا فَـاتَ عَـبْـدَ شَـمْـسٍ ثَـنَـاءٌ
حَــازَهُ هَــاشِــمُ بْــنُ عَــبْــدِ مَــنَـافِ
بِـــفَــعَــالٍ بِــهِ تَــسَــمَّــى فَأَنْــسَــى
ذِكْـرَ عَـمْـرٍو وَلَـيْـسَ عَـمْـرٌو بِـخَـافِ
طَـــافَ كُـــلٌّ بِــبَــابِ دَارِكَ يَــرْجُــو
مَـا يُـرَجِّـي الْـحَـجِـيـجُ عِنْدَ الطَّوَافِ
حَـيْـثُ لَا مَـرْتَـعُ الْـمَـوَاعِـيـدِ مِـجْـدَا
بٌ وَلَا مَــــرْبَـــعُ الْأَمَـــانِـــيِّ عَـــافِ
أَنْـــتُــمُ عِــصْــمَــةُ الْأَنَــامِ وَلَــوْ بِــنْـ
ـتُـــمْ وَكَـــلَّا رُدُّوا بِـــغَــيْــرِ خِــلَافِ
هَــلْ خَــلَا قَــطُّ مِـنْ قَـوَادِمِـهِ الـطَّـا
ئِـــرُ إِلَّا وَبَـــانَ عَــجْــزُ الْــخَــوَافِــي
وَلِــرَبِّ الْــعِــبَــادِ مِــنْــكُــمْ سُـيُـوفٌ
غَـــيْــرُ مُــحْــتَــاجَــةٍ إِلَــى إِرْهَــافِ
حَـمَـتِ الـدِّيـنَ بِـالـتَّـلَافِـي وَبِـالْـقَـهْـ
ـرِ وَقَـــدْ كَــانَ عُــرْضَــةً لِــلــتَّــلَافِ
وَثَــــبَــــاتٌ إِلَـــى قِـــرَاعِ الْأَعَـــادِي
وَثَــبَــاتٌ تَــحْــتَ الْــقَــنَــا الـرَّعَّـافِ
وَغَـــدًا يَــعْــرِفُ الْأَنَــامَ بِــسِــيــمَــا
هُــمْ رِجَــالٌ مِـنْـكُـمْ عَـلَـى الْأَعْـرَافِ
قَــدْ حَـلَـلْـتُـمْ صُـدُورَ أَنْـدِيَـةِ الْـفَـخْـ
ـرِ وَحَـــسْــبُ الْــكِــرَامِ بِــالْأَطْــرَافِ
وَإِذَا الْـحَـمْـدُ ذَاعَ فِـي الـنَّـاسِ يَـوْمًا
فُـــزْتَ مِـــنْ دُونِــهِــمْ بِــحَــظٍّ وَافِ
فَــانْـفَـرِدْ بِـالْـعَـلَاءِ يَـا ابْـنَ أَبِـي يَـعْـ
ـلَــى انْــفِــرَادَ الــسَّـمَـاءِ بِـالْإِشْـرَافِ
لَا كَـقَـوْمٍ كَـمْ طُـولِـبُـوا بِـالْـمَـسَـاعِي
فَأَحَـــالُـــوا بِــهَــا عَــلَــى الْأَسْــلَافِ
سَـطَّـرُوا مُـبْـطِلِينَ فِي صُحُفِ الْفَخْـ
ـرِ حِــسَــابًــا يَــنْــحَــطُّ بِــالْأَخْـلَافِ
كُــلُّ مَــنْ كَــانَ بَــيْـتُـهُ فِـي الـثُّـرَيَّـا
وَبِــهِ صَــارَ سَــابِــحًــا غَــيْــرَ طَـافِ
فَـهْـوَ بَـيْـتُ الْأَعْـرَابِ لَـمْ يَـبْـقَ فِـيـهِ
مَــعْــلَــمٌ غَــيْــرَ نُــؤْيِــهِ وَالْأَثَــافِــي
لَا يُــحِــسُّــونَ بِــالْــمَــذَمَّــةِ يَــوْمًــا
هَـلْ يُـحِـسُّ الْـوَشِـيـجُ عَضَّ الثِّقَافِ
ضَــلَّ ذَا الْــخَـلْـقُ فَـاهْـتَـدَيْـتَ فَآثَـا
رُكَ فِــي الْــمَــكْـرُمَـاتِ غَـيْـرُ قَـوَافِ
لَـمْ تَـرُضْ آمِـلِـيـكَ فِـي حَـلْـبَةِ الْمَطْـ
ـلِ وَلَــمْ تَــرْضَ لِـلْـمُـنَـى بِـالْـكَـفَـافِ
مَـكْـرُمَـاتٌ نُـسِـبْـتَ فِـيـهَـا إِلَـى الْجَوْ
رِ وَإِنْ كُـــنْــتَ مَــعْــدِنَ الْإِنْــصَــافِ
كُـنْتُ أَرْجُو مِنْ قَبْلُ مَنْ لَيْسَ يُرْجَى
وَكَــذَا الــدَّهْــرُ يَــبْــتَـلِـي وَيُـعَـافِـي
وَكَــذَا قُــلْــتُ لِــلْــمَــطَــامِــعِ عِـفِّـي
وَإِذَا أَعْـــوَزَ الـــزَّمَـــانُ فَـــعَـــافِـــي
وَاعْـتِـرَافِـي بِـالْـجَـهْـلِ عُـذْرٌ وَقِـدْمًـا
مُــحِــيَ الْإِقْــتِــرَافُ بِــالْإِعْــتِــرَافِ
ظَـــفِـــرَتْ بِــالْــمُــرَادِ عِــنْــدَكَ آمَــا
لِــي وَأَعْـيَـا عَـلَـى الـزَّمَـانِ خِـلَافِـي
مِــثْــلَـمَـا يَـظْـفَـرُ الْـمُـمَـاتُ بِـمُـحْـيٍ
لَا كَــمَــا يَــظْــفَــرُ الْـعَـلِـيـلُ بِـشَـافِ
وَتَــلَــطَّــفْــتَ فِــي اقْـتِـنَـاءِ ثَـنَـائِـي
بِـــهِـــبَـــاتٍ كَـــثِـــيـــرَةِ الْأَلْــطَــافِ
بَــيْــنَ عُـرْفٍ يَـدُ الْـمُـسِـيـفِ بِـهِ مَـلْـ
أَى وَعَـــرْفٍ لِــمَــارِنِ الْــمُــسْــتَــافِ
بَــدَأَتْــنِــي قَــبْــلَ الــسُّـؤَالِ وَوَالَـتْ
بِــجَــمِــيــلٍ إِلَــى جَـمِـيـلٍ مُـضَـافِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الخفيف
  • عصر القصيدة: الفاطمي

عن الشاعر

«ابن حيُّوس»: يُعدُّ واحدًا من أشعر شعراء الشام في العصر العباسي، سخَّر معظم شعره في المدح لاسيما مدح الفاطميين.

وُلد «محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس الدمشقي» في دمشق عام ١٠٠٣م، وكان يُلقب ﺑ«مصطفى الدولة» و«الأمير» و«أبو الفتيان»، وهو ينحدر من قبيلة «غني بن أعصر» ذات المكانة الرفيعة وهي من العرب العدنانية. كانت عائلة أمه من أهل العلم والتقوى وجده لأمه هو القاضي «أبو العباس أحمد بن هارون» قاضي غوطة دمشق، بينما كان أبوه من أمراء العرب ما مكنه من التقرب من الولاة والوزراء، ثم أصبح يقدم لهم المدائح ويفرد لهم القصائد فآثروه بالجوائز والتكريم. اضطر «ابن حيوس» إلى ترك «دمشق» بعد أن أصبحت في يد الأتراك السلاجقة الذين لا يفهمون الشعر العربي، وذهب إلى «طرابلس الشام»، ومنها إلى «حلب» وهناك امتدح الولاة والوزراء وصاحبهم. ومن قصائده الشهيرة «القصيدة اللامية» في مدح «أبا الفضائل سابق بن محمود» أخو الأمير «نصر»، وقد لازم لخليفة «الظاهر» وصار شاعره الخاص ودون في قصائده أعماله في الحرب والسياسة والإدارة والعمران وصحبه منذ دخوله إلى دمشق وحتى وفاته. وبعد ذلك مدح «ابن حيوس» عددًا من الخلفاء والوزراء المتعاقبين، ويُقال أنه لم يكن يقدم لهم تلك القصائد بغرض الحصول على المال؛ إذا لم تحتج إلى ذلك لانتسابه لأسرة عريقة واسعة الثراء. ترك «ابن حيوس» إرثًا كبيرًا من القصائد الشعرية في مدح الأمراء، وكان منقطعًا لبني مرداس أصحاب حلب وكتب فيهم القصائد الرنانة، وكان شعره يوضح ثقافته الواسعة في العربية وآدابها، فقد كان يشير إلى عيون من أطراف الأدب والتاريخ في الجاهلية والإسلام، ويحسن ضرب الأمثال بها، والاقتباس من أمثال السابقين وشعرهم. وكان يغلب على شعره الجد ولم يتطرق إلى موضوعات المجون ولا اللهو والعبث. توفي «ابن حيوس» عام ١٠٨١م في «حلب» ودُفن بمقبرة «بني الموصل».

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤