قَصَّرَ عَنْ سَعْيِكَ الْأُلَى جَهَدُوا

Wave Image
قَـصَّـرَ عَـنْ سَـعْـيِـكَ الْأُلَـى جَـهَـدُوا
فَــافْــخَــرْ بِــحَــمْـدٍ مَـا نَـالَـهُ أَحَـدُ
طَــالَــتْ بِــكَ الْــعَــالَـمِـيـنَ أَرْبَـعَـةٌ
عَــــزْمٌ وَحَــــزْمٌ وَنَــــائِــــلٌ وَيَــــدُ
وَأَنْــزَلَــتْــكَ الــسَّــيُــوفُ مُــنْــزِلَـةً
طَــالَ عَــلَــى مَــنْ يَـرُومُـهَـا الْأَمَـدُ
كُـــنْـــتَ أَبَــا عُــذْرِهَــا وَذَاكَ بِــمَــا
أَقْــدَمْــتَ وَالْــمَــوْتُ دُونَـهَـا رَصَـدُ
فَــمَــا سَــعَـى نَـحْـوَهَـا أَمَـامَـكَ إِنْـ
ـسَــانٌ وَقَــدْ سُــدَّ خَـلْـفَـكَ الْـجَـدَدُ
يَـقْـرُبُ مِـنْ عَـزْمِـكَ الْـبَـعِـيدُ مِنَ الْـ
ـعِـــزِّ وَيَــنْأَى عَــنْ رَأْيِــكَ الْــفَــنَــدُ
فِــي كُـلِّ يَـوْمٍ لَـقِـيـتَ فِـيـهِ عِـدًى
دَمٌ مُـــرَاقٌ وَمُـــرْتَـــقًـــى صَـــعَــدُ
وَمُــنْــذُ بَــوَّأْتَــهُــمْ رِضَــاكَ نَــسُـوا
مَـنْ أَقْـصَـدَتْـهُ الـظُّـبَى بِمَنْ قَصَدُوا
حَــكَــمْــتَ حُــكْـمَ الْأَعَـزِّ مُـقْـتَـدِرًا
فَــالْــقَـتْـلُ فِـيـهِـمْ وَمِـنْـهُـمُ الْـقَـوَدُ
هَـــوَّنَ وِجْـــدَانُــهُــمْ نَــدَاكَ لَــهُــمْ
عَـوْنًـا عَـلَـى الـدَّهْـرِ فَقْدَ مَنْ فَقَدُوا
عَـقَـلْـتَـهُـمْ بِـالْـجَـمِـيـلِ فَـانْـعَـقَـلُـوا
رُبَّ عُــنَــاةٍ أَصْــفَــادُهَــا الــصَّــفَـدُ
تَــقَــارَبَ الْــخَـلْـقُ فِـي خَـلَائِـقِـهِـمْ
وَأَنْــتَ بِــالْــمُــعْــجِــزَاتِ مُــنْــفَـرِدُ
وَأَيْــنَ مِــنْــكَ الْــوَرَى وَمَــا وَلَـدَتْ
لَــكَ الــلَّــيَــالِــي مِــثْــلًا وَلَا تَــلِــدُ
إِنْ كَــانَ ذَا الْــمُـلْـكُ نِـيـلَ مُـطَّـرَفًـا
فَإِنَّ هَــــذَا الْــــعَــــلَاءَ مُــــتَّـــلَـــدُ
قَــعَــدْتَ وَالْــقَــوْمُ قَـائِـمُـونَ كَـمَـا
قُـمْـتَ بِـصَـرْفِ الْـخُطُوبِ إِذْ قَعَدُوا
فَـلْـتَـعْـلُ بِـيـضُ الـسُّـيُـوفِ صَاعِدَةً
أَنَّـــكَ مِــنْــهَــا وَتَــفْــخَــرِ الْــعُــدَدُ
نَــهَــضْـتَ يَـا عُـدَّةَ الْـخَـلَائِـفِ بِـالْـ
أَعْــبَــاءِ إِذْ خَــانَ غَــيْــرَكَ الْــجَـلَـدُ
مُـــبَـــيِّـــنًـــا أَنَّ رَأْيَ حَـــاكِــمِــهِــمْ
مِــمَّــا أَرَاهُ الْــمُــهَــيْــمِــنُ الـصَّـمَـدُ
أَيْــقَـنَ يَـوْمَ اصْـطَـفَـاكَ مُـنْـتَـجَـبًـا
أَنَّـــكَ لِابْـــنِ ابْـــنِــهِ غَــدًا عَــضُــدُ
بَـــايَـــعَ جَـــدًّا عَـــلَـــى هَــوَاكَ أَبٌ
وَقَـــــدْ تَـــــلَا الْآنَ وَالِـــــدًا وَلَــــدُ
لَا تَــخْـشَ مِـنْ حَـاسِـدِيـكَ بَـائِـقَـةً
ذَلَّــتْ أَعَــادٍ سِــلَاحُــهَــا الْــحَـسَـدُ
فَــلَــنْ يَــحُــلَّ الْأَنَــامُ مَــا عَـقَـدَتْ
يَــدَاكَ مَــا دَامَ فِــي الْــقَــنَــا عُـقَـدُ
أَضْـحَـتْ مَـطَـايَـا الْـمُـنَـى بِأَجْـمَعِهَا
إِلَــيْــكَ مِــنْ كُــلِّ وِجْــهَــةٍ تَــخِــدُ
حَــيْــثُ يَــحُــطُّ الــرَّجَــاءُ أَرْحُـلَـهُ
مَـــكَــارِمٌ لَــمْ يُــحِــطْ بِــهَــا عَــدَدُ
وَلَــوْ دَعَــوْتَ الْــمُــلُــوكَ قَــاطِــبَـةً
لَأَصْــبَــحَــتْ دُونَ رُسْــلِــهَــا تَــفِـدُ
أَمَــالَ أَعْــنَــاقَــهَـا الْـخُـضُـوعُ لِـمَـا
تَــعْــرِفُــهُ مِــنْ سُـطَـاكَ لَا الـصَّـيَـدُ
لَا يَــدَّعُــوا الـنُّـصْـحَ بِـاعْـتِـرَافِـهِـمُ
لَـوْ وَجَـدُوا الْـجَـحْـدَ مُمْكِنًا جَحَدُوا
وَكَـيْـفَ يَـعْـصُـونَ حِـيـنَ يَأْمُـرُهُـمْ
مَـــلْـــكٌ إِذَا عَــنَّ ذِكْــرُهِ سَــجَــدُوا
يُـرْبِـي عَـلَـى الْـغَـيْـثِ حِينَ يَقْتَصِدُ
وَيَــسْــبِــقُ الــرِّيــحَ وَهْــوَ مُــتَّـئِـدُ
مَـنِ اسْـتَـوَى فِـي وَغًى وَفِي قَنَصٍ
بِـــنَـــاظِــرَيْــهِ الــطِّــرَادُ وَالــطَّــرَدُ
وَجَــادَ حَــتَّــى انْــبَــرَتْ مَـوَاهِـبُـهُ
تَــطْــلُــبُ ذَا فَــاقَــةٍ فَــمَــا تَــجِــدُ
وَلَــنْ يُــسَــاوُوهُ فِــي الْــعُــلَا أَبَـدًا
هَــلْ يَـتَـسَـاوَى الـصَّـرِيـحُ وَالـزَّبَـدُ
تِــسْــعَــةُ أَعْــشَـارِهَـا اسْـتَـبَـدَّ بِـهَـا
وَعُــشْــرُهَـا فِـي بَـنِـي الـدُّنَـى بَـدَدُ
مُــبَــادِرُ الْــبَــطْــشِ وَالـنَّـوَالِ فَـمَـا
يُـــــوعِـــــدُ ذَا زَلَّــــةٍ وَلَا يَــــعِــــدُ
قَـدْ قَطَبَ الْبِشْرَ بِالْقُطُوبِ كَذَا الصَّـ
ـارِمُ فِـــيـــهِ الْـــفِـــرِنْـــدُ وَالــرُّبَــدُ
أَعْـجِـبْ بِـنَـفْـسٍ ضَـاقَ الـزَّمَـانُ بِهَا
مِـنْ عِـظَـمٍ كَـيْـفَ حَـازَهَـا الْـجَـسَـدُ
مَــلَــكْـتَ رِقَّ الْـفَـخَـارِ مَـا مَـلَـكَـتْ
عَــــدْنَــــانُ مِــــعْــــشَـــارَهُ وَلَا أُدَدُ
خَـلَـفْـتَ أَجْـوَادَهُـمْ كَـمَـا خَـلَفَ النَّـ
ـاعِـــقُ بِــالْــبَــيْــنِ مُــطْــرِبٌ غَــرِدُ
وَنُــبْــتَ عَـمَّـنْ فَـشَـتْ شَـجَـاعَـتُـهُ
نِــيَــابَــةَ الْــبِــيـضِ وَالْـقَـنَـا قِـصَـدُ
فَـــلَـــوْ رَآكَ الْــمُــقَــرِّظُــونَ لَــهُــمْ
عَــادُوا يَــذُّمُـونَ كُـلَّ مَـنْ حَـمِـدُوا
قَـدْ نُـصِـرَتْ دَوْلَـةٌ بِـكَ اعْـتَـضَـدَتْ
وَعَـــزَّ دِيــنٌ عَــلَــيْــكَ يَــعْــتَــمِــدُ
عَــزْمُــكَ سَــيْـفٌ لَـدَيْـهِ مُـنْـصَـلِـتٌ
وَأَنْـــتَ تَــاجٌ عَــلَــيْــهِ مُــنْــعَــقِــدُ
وَقَــدْ أَبَــحْــتَ الْــمُــلُــوكَ أَمْـنَـهُـمُ
مِــنَ الـرَّدَى مَـا عَـتَـوْا وَمَـا عَـنَـدُوا
فَــفِــي عِــدَادِ الْــجَــرَادِ تَــبْـعَـثُـهَـا
جُـــرْدًا بِأُسْــدِ الــلِّــقَــاءِ تَــنْــجَــرِدُ
كَــمْ وَارَدُوكَ الــرَّدَى فَــمَـا صَـدَرُوا
عَـــنْـــهُ وَلَــكِــنْ رُدُّوا كَــمَــا وَرَدُوا
ظُــبًــى تَــقُــدُّ الــطُّــلَــى تُـؤَيِّـدُهَـا
عَــزَائِــمٌ فِــي دُجَـى الْـوَغَـى تَـقِـدُ
وَهِــمَّــةٌ فِــي الـسَّـمَـاءِ مَـسْـكَـنُـهَـا
لِـــذَاكَ سُـــكَّـــانُـــهَـــا لَـــهَــا مَــدَدُ
شَـــمِّـــرْ لِأَرْضِ الْـــعِــرَاقِ إِنَّ بِــهَــا
جَـمَـائِـعًـا فِـي الْـحَـيَـاةِ قَـدْ زَهِـدُوا
تَـــلْـــقَ قُــلُــوبًــا إِلَــيْــكَ طَــائِــرَةً
شَـــوْقًــا وَأُخْــرَى أَطَــارَهَــا الــزَّأَدُ
وَانْــدُبْ لَــهَــا فِــتْــيَـةً عَـمَـائِـمُـهَـا
بَـــيْـــضٌ تَـــلَالَا وَقُــمْــصُــهَــا زَرَدُ
حَـشْـوَ جُـيُـوشٍ إِذَا انْـتَـحَـتْ بَـلَـدًا
فَــقَــائِــدَاهَــا الــنَّــجَــاحُ وَالـرَّشَـدُ
تَــشْــتَــبِــهُ الــدُّهْــمُ وَالْــوِرَادُ بِـهَـا
لَــمَّــا كَــسَـاهَـا الْـعَـجَـاجُ وَالـنَّـجَـدُ
فَـــمَــا بِــبَــغْــدَادَ مَــنْ يُــرَوِّعُــهَــا
حَــتَّــى يَــرُوعَ الــضَّـرَاغِـمَ الـنَّـقَـدُ
فَــثَــمَّ مُــلْــكٌ مَــالَــتْ دَعَــائِــمُــهُ
وَعَــنْ قَــلِــيــلٍ إِلَــيْــكَ يَــسْــتَـنِـدُ
لَــنَــا بِــذَا الــظِّــلِّ لَا انْـطَـوَى أَبَـدًا
دَرٌّ غَــــزِيــــرٌ وَعِــــيـــشَـــةٌ رَغَـــدُ
بَــهْــجَــةُ أَعْــيَــادِنَــا بَــقَـاؤُكَ مَـحْـ
ـرُوسًــا فَــبُــقِّـيـتَ مَـا بَـقِـي الْأَبَـدُ
بِــذَا دَعَــا الْـمُـحْـرِمُـونَ مُـذْ نَـزَلُـوا
مَــكَّــةَ فِــي كُــلِّ مَـشْـهَـدٍ شَـهِـدُوا
قَـدْ سَـمِـعَ الـلـهُ فَـاسْـتَـجَـابَ لَـهُـمْ
دُعَــاءَهُــمْ وَالْــمَــقَــامُ مُــحْـتَـشِـدُ
مَـا بَـلَـغَ الْـحَـمْـدُ كُـنْـهَ مَـا أَنْـتَ مُـو
لِــيــهِ مِـنَ الْـعُـرْفِ وَهْـوَ مُـجْـتَـهِـدُ
أَعْــيَــيْــتَــنِـي بِـالـنَّـوَالِ عَـنْـهُ وَمَـا
تُـــغِـــبُّــنِــي مِــنْــكَ أَنْــعُــمٌ جُــدُدُ
جَـادَتْ بِـفَـوْقِ الْـغِـنَـى وَهَـا هِـيَ لَا
تُــقْــلِــعُ فَــهْــيَ الـطَّـوَارِفُ الـتُّـلُـدُ
لَا يَــحْــسَــبِ الْــحَــاسِــدِيَّ أَنَّــهُـمُ
بِأَنَّـــنِـــي عَـــنْــكَ نَــازِحٌ سَــعِــدُوا
بُــــعْــــدِي دُنُـــوٌّ بِـــمَـــا أُحَـــبِّـــرُهُ
فِـــيـــكَ وَغَـــيْـــرِي دُنُـــوُّهُ بَــعَــدُ
وَإِنَّـــمَـــا أَنْـــظِـــمُ الْــفَــرِيــدَ كَــذَا
عِــقْــدًا لِــذَا الْـجِـيـدِ حِـيـنَ أَنْـفَـرِدُ
بَــحْــرِي مِــنَ الــشِّــعْـرِ زَاخِـرٌ وَبِـهِ
جَــوَاهِــرٌ بِــالْــعُــقُــولِ تُــنْــتَــقَــدُ
فَــاسْــمَــعْ لِــغُـرٍّ مِـنَ الْـمَـحَـامِـدِ لَا
يَــفُــوتُــهَــا فِــي مَــسِــيـرِهَـا بَـلَـدُ
مُــقِــيــمَــةٍ فِــي الْــبِــلَادِ ظَـاعِـنَـةٍ
مَــعْــقُـولَـةٍ وَهْـيَ فِـي الـدُّنَـا شُـرُدُ
تَــفْــنَـى الْأَحَـادِيـثُ وَهْـيَ بَـاقِـيَـةٌ
وَتَــنْــطَــوِي قَــبْــلَ طَـيِّـهَـا الْـمُـدَدُ
لَا بَـــلَـــغَــتْ سُــؤْلَــهَــا عِــدَاكَ وَلَا
زَالَ بِــهَــا أَوْ يُــمِــيــتَـهَـا الْـحَـسَـدُ
وَعِـشْـتَ مَـا أَعْـقَـبَ الـنَّـهَـارَ دُجًـى
وَدَامَ لِــلْــيَــوْمِ فِــي الــزَّمَــانِ غَـدُ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: المنسرح
  • عصر القصيدة: الفاطمي

عن الشاعر

«ابن حيُّوس»: يُعدُّ واحدًا من أشعر شعراء الشام في العصر العباسي، سخَّر معظم شعره في المدح لاسيما مدح الفاطميين.

وُلد «محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس الدمشقي» في دمشق عام ١٠٠٣م، وكان يُلقب ﺑ«مصطفى الدولة» و«الأمير» و«أبو الفتيان»، وهو ينحدر من قبيلة «غني بن أعصر» ذات المكانة الرفيعة وهي من العرب العدنانية. كانت عائلة أمه من أهل العلم والتقوى وجده لأمه هو القاضي «أبو العباس أحمد بن هارون» قاضي غوطة دمشق، بينما كان أبوه من أمراء العرب ما مكنه من التقرب من الولاة والوزراء، ثم أصبح يقدم لهم المدائح ويفرد لهم القصائد فآثروه بالجوائز والتكريم. اضطر «ابن حيوس» إلى ترك «دمشق» بعد أن أصبحت في يد الأتراك السلاجقة الذين لا يفهمون الشعر العربي، وذهب إلى «طرابلس الشام»، ومنها إلى «حلب» وهناك امتدح الولاة والوزراء وصاحبهم. ومن قصائده الشهيرة «القصيدة اللامية» في مدح «أبا الفضائل سابق بن محمود» أخو الأمير «نصر»، وقد لازم لخليفة «الظاهر» وصار شاعره الخاص ودون في قصائده أعماله في الحرب والسياسة والإدارة والعمران وصحبه منذ دخوله إلى دمشق وحتى وفاته. وبعد ذلك مدح «ابن حيوس» عددًا من الخلفاء والوزراء المتعاقبين، ويُقال أنه لم يكن يقدم لهم تلك القصائد بغرض الحصول على المال؛ إذا لم تحتج إلى ذلك لانتسابه لأسرة عريقة واسعة الثراء. ترك «ابن حيوس» إرثًا كبيرًا من القصائد الشعرية في مدح الأمراء، وكان منقطعًا لبني مرداس أصحاب حلب وكتب فيهم القصائد الرنانة، وكان شعره يوضح ثقافته الواسعة في العربية وآدابها، فقد كان يشير إلى عيون من أطراف الأدب والتاريخ في الجاهلية والإسلام، ويحسن ضرب الأمثال بها، والاقتباس من أمثال السابقين وشعرهم. وكان يغلب على شعره الجد ولم يتطرق إلى موضوعات المجون ولا اللهو والعبث. توفي «ابن حيوس» عام ١٠٨١م في «حلب» ودُفن بمقبرة «بني الموصل».

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤