شُكْرٌ وَمَدِيحٌ

Wave Image
أُهْـدِي إِلَـيْـكَ يَـا عَـظِـيـمَ الْجَنَابْ
تَـشَـكُّـرًا لِـفَـضْـلِـكَ الْـمُـسْـتَـطَـابْ
فَـيَـا حُـسَـيْـنُ صَـحَّ عِـنْـدَ الْـوَرَى
أَنَّــكَ غَـيْـثٌ نَـائِـلٌ ذُو انْـسِـكَـابْ
قَــدْ جَــمَّـعَ الـلـهُ جَـمِـيـعَ الـنَّـدَى
فِـيـكَ بِـحَـالِ عُـنْـفُـوَانِ الـشَّـبَابْ
فَأَنْــتَ فِــي أُفْــقِ سَــمَـاءِ الْـعُـلَا
شَـمْسُ عُلًا مَا حُجِبَتْ فِي ضَبَابْ
وَإِنَّــنِــي أَشْــكُــرُ طُــولَ الْــمَـدَى
شُــكْــرًا لِإِرْسَــالِـكَ ذَاكَ الْـكِـتَـابْ
جَــرَّدْتَـنِـي عَـنْ ثَـوْبِ فَـقْـرِي لَـهُ
كَــمَــا تَـسُـلُّ مُـرْهَـفًـا فِـي قِـرَابْ
نَــابَ أَبُــوكَ عَــنْ عُــلُـومِ الْـهُـدَى
وَأَنْـتَ نُـبْـتَ عَـنْ هُـمُومِ السَّحَابْ
عَـلَّامَـةُ الْـعَـصْـرِ، جَـمِـيـعُ الْـوَرَى
قَــدْ هُــدِيَـتْ بِـعِـلْـمِـهِ لِـلـصَّـوَابْ
فَــكَــمْ وَكَـمْ مُـعْـضِـلَـةٍ أَعْـجَـزَتْ
أَمَـاطَ بِـالْـفِـطْـنَـةِ عَـنْـهَا الْحِجَابْ
وَكَــمْ جَــلَا غَــامِــضَ عِــلْـمٍ لَـنَـا
بِـفِـكْـرِهِ الـثَّـاقِـبِ مِـثْـلِ الـشِّـهَابْ
قَــدْ بَــهَــرَ الــنَّــاسَ بِــعِــرْفَــانِـهِ
حَـيْـثُ أَتَـاهُـمْ بِـالْعَجِيبِ الْعُجَابْ
وَفَــاقَ فِــي الْآرَاءِ أَهْــلَ الـنُّـهَـى
وَأُوتِـيَ الْـحُـكْـمَ وَفَصْلَ الْخِطَابْ
لَــمْ يَــقْــطَــعِ الْأَمْـرَ لَـنَـا حَـاكِـمًـا
بِـــرَأْيِـــهِ الــصَّــائِــبِ إِلَّا أَصَــابْ
فَــهْــوَ لَــعَـمْـرُ الـلـهِ فِـي قَـطْـعِـهِ
كَـالـصَّـارِمِ الْـمَشْحُوذِ مِنْهُ الذُّبَابْ
فَــكَــيْــفَ لَا أَمْــدَحُـكَ الْـيَـوْمَ إِذْ
إِنَّــكَ فَــرْعُ أَصْــلِ ذَاكَ الْــمُـهَـابْ
وَأَنْـــتُـــمُ أَمْــجَــادُ هَــذَا الْــوَرَى
وَقَـدْ زَكَـى الْـعُـنْصُرُ مِنْكُمْ وَطَابْ
وَأَنْــتُــمُ الــرَّأْسُ وَمَــا غَــيْــرُكُـمْ
مِـنْ شَـرَفِ الْـمَـحْـتِـدِ إِلَّا الـذِّنَـابْ
وَمِــنْــكُــمُ الْــفَــضْــلُ وَأَنْـتُـمْ لَـهُ
وَمَــا سِــوَاكُــمْ فِــيــهِ إِلَّا سَـرَابْ
وَالـلـهُ ذُو الْـفَـضْـلِ مِنَ الْمَجْدِ قَدْ
أَلْـبَـسَـكُـمْ فِـي الـنَّاسِ أَبْهَى نِقَابْ
فَأُشْـــهِـــدُ الـــلـــهَ وَكُــلَّ الْــوَرَى
أَنِّـي إِلَـى أَحْـسَـابِـكُمْ ذُو انْتِسَابْ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: السريع
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

معروف الرُّصافي: أديب وشاعر وأكاديمي عراقي له إسهامات معتبَرة في حقلَي التعليم والثقافة.

وُلِدَ معروف عبد الغني محمود الجباري في مدينة بغداد العراقية عام ١٨٧٥م وتلقَّى علومه الأوَّلِيَّة في الكتاتيب كباقي أقرانه، ثم التحق ﺑ «المدرسة العسكرية الابتدائية» لفترة، ولكنه انتقل للدراسة في المدارس الدينية حيث تتلمذَ على يد مجموعة من علماءِ بغداد الكبار، وقد لقَّبَهُ أحد شيوخه بمعروف الرُّصافي بدلًا من معروف الكرخي.

بعد تخرُّجه عمِل الرُّصافي معلمًا ﺑ «مدرسة الراشدية» ثم مدرسًا للأدب العربي ﺑ «المدرسة الإعدادية» ببغداد، وقد تنقَّل بين المدارس حتى أصبح مدرِّسًا للُّغة العربية ﺑ «الكلية الشاهانية» بإسطنبول، وكان أيضًا يمارس الصحافة؛ حيث عمل محررًا بجريدة «سبيل الرشاد».

انتُخِب الرصافي عضوًا ﺑ «مجلس المبعوثان» العثماني في عام ١٩١٢م (وهو شبيه بالمجالس النيابية الآن)، وتقديرًا لجهوده الأدبية والتعليمية انتُخِب عضوًا ﺑ «مجمع اللغة العربية» بدمشق، ثم عُيِّنَ مفتشًا بمديرية المعارف العراقية.

آمَن الرُّصافي بأهمية التعليم وعمِل على نشره بين العراقيين من خلال دعواته وجهاده المستمر لبناء المزيد من المدارس، محفِّزًا الأغنياء على دعم المشاريع التعليمية وكفالة طلبة العلم، حيث رأى أن طريق التحرُّر الوطني يمر بالمدارس. والحديث عن التحرُّر الوطني يَجرُّنا بالضرورة إلى نشاط الرُّصافي السياسي ورفضه للاحتلال البريطاني واستبداد السلطة؛ فنجده قد دبَّج المقالات وألَّف القصائد الحماسية محرِّضًا الشعب على النضال السياسي، وكذلك الثورة ضد التقاليد والجمود.

ترك الرُّصافي الكثير من الأعمال الشعرية والنثرية المميزة التي عكست أسلوبَه الرصين ولغته المتينة جزْلة الألفاظ، وقد تنوعت الموضوعات التي كتب فيها ما بين السياسي والاجتماعي والأدبي والتاريخي، وكثيرًا ما أثارت كتبه ضجَّةً كبرى في الأوساط الثقافية؛ فكتابه الشهير «الشخصية المحمدية» اعتبره البعض تهجُّمًا على الدين ومقدساته.

تُوُفِّيَ الرُّصافي بعد حياة حافلة في عام ١٩٤٥م عن سبعين عامًا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤