شَبَّ الْحَشَا قَوْلُ الْكَوَاعِبِ شَابَا

Wave Image
شَـبَّ الْـحَـشَـا قَـوْلُ الْـكَـوَاعِـبِ شَابَا
وَاهًـــا لَـــهُــنَّ كَــوَاعِــبًــا وَشَــبَــابَــا
وَمَـضَـى الـصِّـبَـا وَمِنَ التَّصَابِي بَعْدَهُ
صَــيَّــرْتُ لِلــدَّمْــعِ الــدِّمَـاءَ خِـضَـابَـا
هَــيْــهَــاتَ أَقْــصُـرُ لَـهْـوَهُ وَتَـوَزَّعَـتْ
أَوْقَــاتُ مَــنْ فَـقَـدَ الـصِّـبَـا وَتَـصَـابَـا
وَغَـضَـضْـتُ جَـفْنِي عَنْ مُغَازَلَةِ الظِّبَا
وَلَــــقَــــدْ أَجُـــرُّ لِـــبُـــرْدِهِ أَهْـــدَابَـــا
وَلَــقَــدْ أَرُودُ الْــحَـيَّ خِـلْـتُ رِمَـاحَـهُ
دَوْحًــا وَمَــوْقِــعَ نَــبْــلِــهِ أَعْــشَــابَــا
فَــأُدِيــرُ إِمَّــا بِــالْــمُـدَامِ مَـعَ الـدُّمَـى
أَوْ بِــالــدِّمَــاءِ مَــعَ الْــكُــمَــاةِ شَـرَابَـا
أَسَـدٌ تَـآلَـفُـنِـي الـظِّـبَـاءُ وَتَـخْـتَـشِـي
مِـنْ صَـارِمِـي الـصَّـقْـرُ الْـغَـيُـورُ ذُبَابَا
أَيَّــامَ فِــي ظِــلَّــيْ صِــبًــا وَصَـبَـابَـةٍ
أُحْــبَــى بِــأَلْــطَـافِ الْـمَـهَـا وَأُحَـابَـى
مِــنْ كُــلِّ نَــاشِــرَةِ الْــوَفَــا طَــائِـيَّـةٍ
قَــدْ نَــاسَــبَــتْ بِــنَــوَالِـهَـا الْأَنْـسَـابَـا
غَـيْـدَاءَ تُـسْـفِـرُ عَـنْ مَـحَـاسِـنِ دُمْيَةٍ
حَـلَّـتْ بِـصُـدْغَـيْ شَـعْـرِهَـا مِـحْـرَابَـا
سَــلَــبَــتْ بِــمُـقْـلَـتِـهَـا فُـؤَادًا وَاجِـبًـا
حَــتَّـى عَـرَفْـتُ الـسَّـلْـبَ وَالْإِيـجَـابَـا
إِنْ شِـئْـتُ مِـنْ كَـاسَـاتِـهَـا أَوْ ثَـغْـرِهَـا
أُرْشِــفْــتُ خَــمْـرًا أَوْ لَـثِـمْـتُ حَـبَـابَـا
أَوْ شِـئْـتُ إِنْ غَـابَـتْ يَـغِـيـبُ رَقِـيبُهَا
فَــذَكَــرْتُ مَــوْصُــولَ اللِّــقَـا وَرَبَـابَـا
وَلَــهِــجْــتُ بِــالْأَغْــزَالِ أُتْـبِـعُ زُورَهَـا
صِــدْقًــا بِــمَـدْحِ ابْـنِ الـنَّـبِـيِّ مَـنَـابَـا
وَإِذَا الْـحُـسَـيْـنُ سَـمَـا لَـهُ حُسْنُ الثَّنَا
فَــلَــقَــدْ أَطَــالَا مَــظْــهَــرًا وَأَطَــابَــا
أَزْكَــى الْــوَرَى أَصْــلًا وَأَعْـلَاهُـمْ يَـدًا
فَــرْعًــا وَأَكْــرَمُــهُــمْ جَـنًـى وَجَـنَـابَـا
وَأَجَــلُّ أَحْـسَـابًـا فَـكَـيْـفَ إِذَا جَـلَـتْ
سُــوَرُ الْــكِــتَــابِ بِــمَــدْحِـهِ أَنْـسَـابَـا
نَـجْـمُ الْـفَـوَاطِـمِ مِـنْ كَـرَائِـمِ هَـاشِـمٍ
وَالْـمُـرْضِـعِـيـنَ مِـنَ الْـكِـرَامِ سَـحَـابَـا
وَالْـخَـمْـسَـةِ الْأَشْـبَـاحِ نُـورًا قَـبْـلَ مَا
رَقَـمَ الـسِّـمَـاكُ مِـنَ الـدُّجَـى جِـلْـبَـابَا
ذُو الْـفَـضْـلِ لَا تُحْصَى مَوَاقِعُ سُحْبِهِ
وَالـشَّـخْـصُ مُـنْـفَـرِدًا يُـضِـيءُ شِهَابَا
وَمَــنَـاقِـبُ الْـبَـيْـتِ الَّـذِي مِـنْ أُفْـقِـهِ
بَــدَتِ الْــكَــوَاكِــبُ سُــنَّــةً وَكِــتَــابَـا
وَعَـجَـائِـبُ الْـعِـلْـمِ الَّـتِـي مِـنْ بَحْرِهَا
مَــاسَ الْــيَــرَاعُ بِــطِــرْسِـهِ إِعْـجَـابَـا
وَمَـحَـاسِـنُ الْأَقْـوَالِ وَالـشِّـيَـمِ الَّـتِي
قُــسِــمَــتْ لَــدَيْــهِ وَسُــمِّــيَـتْ آدَابَـا
عَـــلَـــوِيَّـــةٌ أَوْصَـــافُــهَــا عُــلْــوِيَّــةٌ
قَـــدْ بَـــذَّتِ الْإِيــجَــازَ وَالْإِسْــهَــابَــا
فِــي كَــفِّـهِ قَـلَـمٌ يُـخَـافُ وَيُـرْتَـجَـى
فَــيُــجَــانِــسُ الْإِعْـطَـاءَ وَالْأَعْـطَـابَـا
عَـصَـمَـتْ مَـنَـافِـعُـهُ الْـعَـوَاصِـمَ تَـارَةً
شَــهْــدًا يَـصُـوبُ بِـهَـا وَطَـوْرًا صَـابَـا
بِـسَـدَادِهِ تُـجْـلَـى الْـخُطُوبُ وَيُجْتَلَى
صَـــوْبُ الْـــكَــلَامِ أَوَانِــسًــا أَتْــرَابَــا
عَــجَــبًــا لَــهُ مِـمَّـا تُـضِـيءُ سُـطُـورُهُ
سُــبُــلَ الْــهُــدَى وَتُــحَــيِّــرُ الْأَلْـبَـابَـا
جَـمُـدَتْ بِـهِ سُـحْـبُ الْـحَـيَـا وَلَـوَ انَّهُ
يَـوْمَ الْـوَغَـى لَـمَـسَ الْـحَـدِيـدَ لَـذَابَـا
إِنْ جَــادَ أَرْضًــا لَــفْــظُــهُ فَــكَــأَنَّــمَـا
نَــبَــتَــتْ لِــسُــكْـرِ عُـقُـولِـنَـا أَعْـنَـابَـا
حَــتَّــى إِذَا جَــاءَتْ صَـوَاعِـقُ رُعْـبِـهِ
أَضْــحَــى جَــمِــيــعُ نَــبَـاتِـهَـا عُـنَّـابَـا
لِلـــهِ دَرُّكَ يَــا حِــمَــى حَــلَــبٍ لَــقَــدْ
أُمْــطِــرْتَ صَــوْبَ نِــدَائِــهِ وَصَـوَابَـا
مِــنْ كُــلِّ فَـاتِـنَـةِ الـتَّـرَسُّـلِ لَـوْ بَـدَتْ
لِــنُــهَــاكَ يَــا عَــبْــدَ الـرَّحِـيـمِ لَـغَـابَـا
وَنَــظِــيــمَــةٍ دَرَتِ الْــبَــدَاوَةُ أَنَّ فِـي
حَــضْــرِ الْــمَــمَـالِـكِ عِـنْـدَهَـا أَعْـرَابَـا
هَشَمَتْ فَخَارَ الْعُرْبِ هَاشِمُ وَاحْتَوَتْ
حَــتَّــى الْـقَـرِيـضَ لِـنَـسْـلِـهَـا أَسْـلَابَـا
قَــلَــعَــتْ بِــهَــا أَوْتَــادَ كُــلِّ مُــعَـانِـدٍ
وَتَــمَــسَّــكَــتْ هِـيَ لِلـسَّـمَـا أَسْـبَـابَـا
وَلِـمِـثْـلِـهَـا الـضِّـلِّـيـلُ ضَـلَّ فَكَيْفَ لَوْ
يُـــدْعَـــى تُــكَــلَّــفُ بَــدْأَةً وَجَــوَابَــا
يَــا ابْــنَ الْــوَصِـيِّ وَصِـيَّـةً بِـمُـقَـصِّـرٍ
مِــنْ بَــعْــدِ مَــا جَـهَـدَتْ قُـوَاهُ وَلَابَـا
فِــي نَــظْـمِـهِ عَـنْـكُـمْ وَخَـطِّ يَـرَاعِـهِ
صِـــغَـــرٌ فَـــلَا أَلِـــفًـــا أَجَــادَ وَلَا بَــا
بَـابُ الْـبَـدِيـعِ فُـتُـوحُـكُـمْ وَأَنَـا امْـرُؤٌ
لَا طَــاقَــةً لِــي فِــي الْــبَـدِيـعِ وَلَا بَـا

عن القصيدة

  • غرض القصيدة: المدح
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الكامل
  • عصر القصيدة: المملوكي

عن الشاعر

ابن نباتة المصري: شاعر من شعراء العصر المملوكي في مصر، ذاع صِيته في القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي).

وُلد «محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري» جمال الدين المُكَنَّى بأبي بكر والشهير ﺑ «ابن نباتة المصري» سنة ٦٨٦ﻫ/١٢٨٧م في «زقاق القناديل» في الفسطاط بالقاهرة، وكان أبوه وجده من شيوخ الحديث، وأصلهم يرجع إلى «ميافارقين» من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نباتة.

نشأ ابن نباتة في بيت ثري وبين أسرة ظاهرة‌ الجاه والنفوذ، في ظل أبٍ عطوف ذاع صيتُه في العلم والفضل والأدب وكثيرًا ما نرى أصداءً لفخر الشاعر بأبيه وآله في شعره. وقد تبدَّت أُولى براعم موهبته الشعرية في الثالثة عشرة‌ من عمره، مترافقة مع إقباله الشديد على توسيع مداركه وتغذية ثقافته الدينية والأدبية. وفي سنة ٧١٥ﻫ‍ انتقل ابن نباتة لسُكنى الشام ووَلِيَ نظارة القمامة بالقدس أيام زيارة المسيحيين لها، واتصل في تلك الفترة بالملك المؤيد وقال فيه شعرًا كثيرًا، وحين رجع إلى القاهرة سنة ٧٦١ﻫ كان صاحب سر السلطان «الناصر حسن».

له ديوان شعر جُمع بعد وفاته وطُبع لأول مرة سنة ١٩٠١م بالقاهرة، وقد ضمَّ مجموع دواوينه وأوراقه الشعرية، ومنها: «القطر النباتي»، و«جلاسة القطر»، و«سوق الرقيق»، و«ظرائف الزيادة». كتب فيها في مختلف الأغراض الشعرية التي ميَّزت عصره، شاملة المدح والغزل والخمريات والرثاء والهجاء والوصف والشكوی والحنين إلی الوطن. وله كذلك مؤلَّفات أخرى نثرية، من بينها: «سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون»، و«سجع المطوق»، و«مطلع الفوائد»، و«المفاخرة بين السيف والقلم»، و«سلوك دول الملوك» وغيرها، وأورد الصلاح الصفدي في «ألحان السواجع» مراسلاته معه.

تُوُفِّيَ ابن نباتة المصري في منزله بزقاق القناديل في القاهرة سنة ٧٦٨ﻫ/١٣٦٦م إثر معاناة مع المرض.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤