أَثَارَ الْهَوَى سَجْعُ الْحَمَامِ الْمُغَرِّدِ

Wave Image
أَثَـارَ الْـهَـوَى سَـجْـعُ الْـحَـمَـامِ الْـمُـغَـرِّدِ
وَأَرَّقَــنِــي الــطَّــيْــفُ الَّـذِي لَـمْ أُطَـرِّدِ
وَمَـسْـرَى نَـسِـيـمٍ مِـنْ أُكَـيْـنَـافِ حَـائِلٍ
وَبَــرْقٍ سَــقَـى هَـامِـيـهِ بُـرْقَـةَ ثَـهْـمَـدِ
وَذِكْـرُ الَّـتِـي فِـي الْـقَـلْـبِ خَـيَّـمَ حُـبُّهَا
وَأَلْــبَــسَــنِــي قَــهْــرًا غُــلَالَـةَ مُـكْـمِـدِ
فَــبِــتُّ أُقَــاسِــي لَــيْــلَــةً نَــابِــغِــيَّــةً
تُــعَــرِّفُــنِــي هَـمَّ الـسَّـلِـيـمِ الْـمُـسَـهَّـدِ
طَـوِيـلَـةَ أَذْيَـالِ الـدُّجَـى دَبَّ نَـجْـمُـهَـا
إِلَـى الْـغَـرْبِ مَـشْـيَ الْـحَـائِـرِ الْـمُـتَـرَدِّدِ
وَيُــزْعِــجُ وُرَّادَ الْـكَـرَى دُونَ مُـقْـلَـتِـي
بُــعُــوثُ غَــرَامٍ مِــنْ لَــدُنْ أُمِّ مَــعْــبَـدِ
بِـنَـفْـسِـيَ عُـرْقُـوبِـيَّـةُ الْـوَعْـدِ مَـا نَوَتْ
وَإِنْ حَــلَــفَــتْ قَــطُّ الْـوَفَـاءَ بِـمَـوْعِـدِ
تَــرُدُّ إِلَــى دِيــنِ الــصَّــبَـابَـةِ وَالـصِّـبَـا
فُــؤَادَ الْــحَــلِـيـمِ الـرَّاهِـبِ الْـمُـتَـعَـبِّـدِ
وَتَــقْــصِــدُ فِــي قَـتْـلِ الْأَحِـبَّـةِ قُـرْبَـةً
بِــشِــرْعَــةِ دَيَّــانِ الْــهَــوَى الْــمُــتَأَكِّـدِ
فَــتَـاةٌ حَـكَـاهَـا فَـرْقَـدُ الْـجَـوِّ مَـنْـظَـرًا
كَــمَــا نَــاسَــبَــتْــهَــا نَـظْـرَةً أُمُّ فَـرْقَـدِ
مُـهَـفْـهَـفَـةُ الْـكَـشْـحَـيْـنِ لَمْ يَدْرِ طَرْفُهَا
مِـنَ الْـكُـحُـلِ الْـخَـلْـقِـيِّ مَـا كُـحْلُ إِثْمِدِ
إِذَا مَــا تَــثَــنَّــتْ وَاسْــبَــكَـرَّ قَـوَامُـهَـا
عَـــلِـــمْـــتَ بِأَنَّ الْـــبَـــانَ لَـــمْ يَــتَأَوَّدِ
وَخَـاطَـبَ قَـاضِي شِرْعَةِ الشَّكْلِ رِدْفَهَا
إِذَا مَــا أَقَــامَ الْــعِـطْـفَ مِـنْـهَـا بِأُقْـعُـدِ
غَـضُـوبٌ أَرَتْـهَـا نَـخْـوَةٌ فِـي عِـظَـامِـهَـا
أَنِ الْـوَصْـمُ وَصْـلُ الْـعَـاشِـقِ الْـمُـتَـوَدِّدِ
عَــلَـى نَـحْـوِهَـا تَأْبَـى الْـخَـلِـيـلَ تَأَنُّـفًـا
وَشُــحًّــا بِـرَشْـفٍ مِـنْ لَـمَـاهَـا الْـمُـبَـرِّدِ
إِذَا مَــا تَــرَضَّــاهَــا تَــسَـامَـتْ بِأَنْـفِـهَـا
صُــدُودًا وَسَــامَـتْـنِـي تَـجَـرُّعَ جَـلْـمَـدِ
وَأَحْـرَقَ صَـدْرِي مَـا زَهَـا فَـوْقَ نَـحْـرِهَا
وَأَشْـرَقَ مِـنْ جَـمْـرِ الْـغَـضَـى الْـمُـتَوَقِّدِ
سَـبَـتْـنِـي فَـقَـبَّـلْـتُ الـثَّـرَى مُـتَـخَـلِّـصًا
أَمَـامَ امْـتِـدَاحِ ابْـنِ الـشَّـرِيـفِ مُـحَـمَّـدِ
هُـوَ الْـوَارِثُ الْـفَـضْـلَ الـنَّـبِـيئِيَّ خَالِصًا
مِـنَ الْـعِـلْـمِ وَالْـعُـلْيَا وَمِنْ طِيبِ مَحْتِدِ
ثِــمَــالُ الْــيَـتَـامَـى وَالْأَيَـامَـى مُـوَكَّـلٌ
بِـتَـفْـرِيـجِ غَـمَّـاءِ الـشَّـجِـي الْـمُـتَـنَـكِّـدِ
غَــيُــورٌ إِذَا مَــا الْــحَــقُّ غُــيِّــرَ مُـولَـعٌ
بِــقَــطْــعِ لِـسَـانِ الْـبَـاطِـلِـيِّ الْـيَـلَـنْـدَدِ
أَدِيــبٌ أَرِيــبٌ لَــيِّــنُ الْــجَــنْـبِ هَـيِّـنٌ
وَلَـــكِــنْ مَــتَــى عَــادَى فَأَيُّ مُــشَــدِّدِ
إِذَا كَـشَفَتْ عَنْ سَاقِهَا الْحَرْبُ وَالْتَظَتْ
وَسَـاوَتْ صَـدُوقَ الْـمُـلْـتَـقَـى بِـالْـمُـفَنَّدِ
سَـقَـى الـرُّمْـحَ مِـنْ نَـحْـرِ الْعَدُوِّ فَدَيْتُهُ
وَقَــامَ بِــحَــقِّ الْــمَــشْــرَفِـيِّ الْـمُـهَـنَّـدِ
أَغَـرُّ الْـمُـحَـيَّـا ظَـاهِـرُ الْبِشْرِ طَاهِرُ السَّـ
ـجَـايَـا كَـرِيـمُ الْـيَـوْمِ وَالْأَمْـسِ وَالْـغَـدِ
جَـزِيـلُ الـنَّـدَى مَـا أَفَّ فِي وَجْهِ حَاجَةٍ
وَلَا كَـفَّ حَـاشَـى جُـودِهِ كَـفَّ مُـجْـتَـدِ
كِـلَا الـدِّيـنِ وَالـدُّنْـيَا بِهِ ازْدَانَ وَازْدَهَى
وَآمَــنَ شَــرَّ الْــمُــبْــطِــلِ الْــمُــتَــمَــرِّدِ
فَــرِيــدُ الْــعُــلَا يَــقْـوَى لِـرِقَّـةِ طَـبْـعِـهِ
عَـنِ الْـجَـمْـعِ بَـيْـنَ الْـمَـاءِ وَالنَّارِ فِي يَدِ
حَـمِـيـدُ الْـمَـعَـالِـي سَـارَ فِـي رُتَبِ الْعُلَا
مِـنَ الْـمَـجْـدِ سَـيْـرَ الْـفَـائِـقِ الْـمُـتَـفَـرِّدِ
تُــسَــاعِــدُهُ فِـي ذَاكَ نَـفْـسٌ نَـفِـيـسَـةٌ
تَــعُــدُّ الـثُّـرَيَّـا لِـلْـفَـتَـى غَـيْـرَ مَـصْـعَـدِ
دَأَبْـتُ عَـلَـى الـسَّـيْـرِ الْـمُـبَـرِّحِ وَالسُّرَى
أَجُـوبُ الْـفَـيَـافِـي فَـدْفَـدًا بَـعْـدَ فَـدْفَدِ
مَــهَــامِــهَ لِــلــسَّــارِيــنَ فِـيـهَـا تَـوَقُّـعٌ
لِأَهْـــوَالِ أَغْـــوَالٍ طَـــوَاغِــيــتَ مُــرَّدِ
يَــطِــيــرُ لِــمَــا يُــبْــدِيــنَـهُ مِـنْ تَـلَـوُّنٍ
شَــعَــاعًـا فُـؤَادُ الـضَّـابِـطِ الْـمُـتَـجَـلِّـدِ
إِلَــى حَــضْــرَةٍ سُــنِّــيَّــةٍ حَــسَــنَــيَّــةٍ
مُــنِــيــرَةِ آلَاءِ الْــهُــدَى الْــمُــتَــصَـعِّـدِ
حَـوَتْ شَـرَفَ الْـعِـلْـمِ الـرَّفِـيـعِ عِـمَـادُهُ
إِلَـى شَـرَفِ الْـبَـيْـتِ الْـكَـرِيـمِ الْـمُـصَمَّدِ
فَــمَــا تَــمَّ إِلَّا ثَــمَّ فَـضْـلٌ وَلَا اسْـتَـوَى
سِـوَى مَـا تَـحَـلَّـتْ مِـنْ كَـمَـالٍ وَسُـؤْدَدِ
وَبَـحْـرِ نَـدًى مَـا لِـلْـفُـرَاتِ انْـسِـجَـامُـهُ
وَلَا دِجْــلَــةٌ تَــحْـكِـيـهِ فُـسْـحَـةَ مَـوْرِدِ
فَأَعْــتَــادُ مِـنْـهُ مَـا تَـعَـوَّدْتُ مِـنْ يَـدَيْ
أَبِــيــهِ أَمِــيــرِ الْــمُــؤْمِـنِـيـنَ الْـمُـؤَيَّـدِ
هُــمَــا وَالِــدٌ مَــا تُــوِّجَ الْـمُـلْـكَ مِـثْـلُـهُ
وَمَــوْلُــودُ صِــدْقٍ بِــالْــمَـكَـارِمِ مُـرْتَـدِ
عَـظِـيـمَـانِ مَـعْـنِـيَّـانِ بِـالـدِّيـنِ وَحْـدَهُ
فَأَعْــطَــتْــهُـمَـا الـدُّنْـيَـا سُـلَالَـةَ مِـقْـوَدِ
فَــلَا بَــرِحَــا بَــدْرَيْــنِ عَــمَّ سَــنَـاهُـمَـا
وَبَـحْـرَيْـنِ لَا يَـعْـدُوهُـمَـا قَـصْـدُ مُجْتَدِ
أُمَــكِّــنُــهُ مِــنْ بِــكْــرِ شِــعْــرٍ خَـرِيـدَةٍ
نَـتَـيـجَـةِ فِـكْـرٍ سَـلْـسَـلِ الـطَّـبْـعِ جَـيِّدِ
عَـــرُوبٍ عَــرُوسِ الــزِّيِّ أَنْــدَلُــسِــيَّــةٍ
مِــنَ الْأَدَبِ الْـغَـضِّ الَّـذِي رَوْضُـهُ نَـدِي
مِـنَ الـلَّاءِ يَـسْـتَـصْـيِـبْـنَ مِينَحْنَ عَنْوَةً
وَيَـعْـهَـدْنَ فِـي الْـحَـرَّاقِ أَطْـيَـبَ مَعْهَدِ
وَيَـسْـلُـبْـنَ مَـعْـقُـولَ ابْنِ زَيْدُونَ غِبْطَةً
بِأُسْـلُـوبِ مَـا يَـسْـقِينَ مِنْ خَمْرِ صَرْخَدِ
مُــهَــذَّبَــةٌ يَـسْـتَـمْـلِـحُ الـذِّهْـنُ سِـرَّهَـا
وَيَـسْـتَـعْـذِبُ اسْـتِـرْسَـالَـهَا ذَوْقُ مُنْشِدِ
تَــرَقَّــتْ لِــمَـا فَـاقَـتْ وَرَاقَـتْ تَـبَـرُّجًـا
عَـلَـى مُـعْـتَـلِـي بُـرْجِ الْـبَـدِيـعِ الْـمُشَيَّدِ
وَجَـانَـسْـتُـهَـا لَفْظًا وَمَعْنًى كَمَا اكْتَسَتْ
نَــقَــى الــسِّـيَـرَاءِ الْـبَـضَّـةُ الْـمُـتَـجَـرِّدِ
وَقَــيَّــدْتُ فِــيــهَــا غِــزْلَــةً لَا يَـنَـالُـهَـا
سَــوَابِــقُ فِــكْـرِ الـسَّـابِـقِ الْـمُـتَـصَـيِّـدِ
وَأَوْدَعْــتُـهَـا مِـمَّـا ابْـتَـدَعْـتُ خُـلَاصَـةً
يُــبَــادِرُهَــا بِــالْــمَــدْحِ أَلْــسُـنُ حُـسَّـدِ
تَـمَـنَّـى الْـعَـذَارَى لَـوْ تَـقَـلَّـدْنَ سِـمْـطَـهَا
مَــكَــانَ عُــقُــودِ الْــزِّبْـرِجِ الْـمُـزَبَـرْجَـدِ
وَزَخْـرَفْـتُـهَـا فِي مَعْرِضِ الْمَدْحِ رَوْضَةً
لِــتُــسْـقَـى بِـوَبْـلٍ مِـنْ نَـدَاهُ مُـسَـرْمَـدِ
رَوَى أُنُــفًــا زَانَ الــنَّــدَى صَــفَـحَـاتِـهَـا
وَقَــــلَّـــدَهَـــا أَسْـــلَاكَ دُرٍّ مُـــنَـــضَّـــدِ
أَرَتْ مِــنْ رَيَــاحِــيـنِ الـثَّـنَـاءِ أَنِـيـقَـهَـا
وَمِــنْ زَهَــرِ الْآدَابِ مَــا لَــمْ يُــخَــضَّـدِ
هَــدِيَّــةُ مَـنْ كِـسْـرَى وَقَـيْـصَـرُ عِـنْـدَهُ
مِـنَ الـنَّـزْرِ فِـي ذَاكَ الْـمَـقَـامِ الْـمُحَمَّدِي
تَـخَـادَعْ وَإِنْ كُـنْـتَ الـلَّـبِـيـبَ لِـبَهْرَجِي
وَلَا تَـنْـتَـقِـدْ يَـا سَـيِّـدِي وَابْـنَ سَـيِّـدِي
يَــمِــيــنًــا بِـمَـا أَوْلَاكَ مَـوْلَاكَ مِـنْ عُـلًا
وَعِــزِّ حُــلًــى فَــاتَــتْ بَــنَـانَ الْـمُـعَـدِّدِ
لَـطَـابَـقْـتَ وَسْـمَ الْـفَـاطِـمِـيِّ وَسَـمْـتَـهُ
فَأَهْــلًا وَسَــهْــلًا بِــالْإِمَــامِ الْــمُــجَـدِّدِ
تَــهَــنَّأْ عَــلَــى رَغْــمِ الْــحَــسُـودِ وَذُلِّـهِ
لِـذَاكَ الْـكَـمَـالِ الـصِّرْفِ وَاسْعَدْ وَأَسْعِدِ
وَأَبْـجِـحْ وَأَهْـلِـكْ وَامْـلِـكِ الْأَرْضَ كُـلَّهَا
فَأَنْــتَ وَلِــيُّ الْــعَــهْـدِ وَاغْـوِرْ وَأَنْـجِـدِ
وَشَــرِّقْ وَغَــرِّبْ فَــالْــبِــلَادُ مَـشُـوقَـةٌ
بِـمَـا سَـوْفَ تُـجْـبِي وَاشْكُرِ اللهَ وَاحْمَدِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الطويل
  • عصر القصيدة: العثماني

عن الشاعر

ستُتاح معلومات عن هذه الشخصية قريبًا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤