ذَرُونِيَ أَبْكِي بَعْدَ جِيرَةِ ثَهْمَدِ

Wave Image
ذَرُونِــيَ أَبْــكِــي بَـعْـدَ جِـيـرَةِ ثَـهْـمَـدِ
وَأُحْـدِثُ عَـهْـدًا فِـي بَـقِـيَّـةِ مَـعْـهَـدِي
وَأَنْـــدُبُ آثَـــارَ الْــفَــرِيــقِ بِــلَــوْعَــةٍ
وَلَاعِــجِ وَجْــدٍ بَــعْــدَهُــمْ مُــتَــجَـدِّدِ
فَــمَـا وَدَّعُـونِـي يَـوْمَ جَـدَّ رَحِـيـلُـهُـمْ
وَلَا ذَرَّ دُونِـــي نَـــظْـــرَةَ الْـــمُــتَــزَوِّدِ
وَلَا رَحِـمُـوا قَـلْـبًـا يَحُومُ عَلَى الْحِمَى
وَلَا حَــفِــظُـوا مِـيـثَـاقَ عَـهْـدٍ مُـؤَكَّـدِ
فَـلَـيْـتَ الْـهَـوَى الْـعُـذْرِيَّ أَعْقَبَ رَاحَةً
لِــمُــطْــلَــقِ دَمْــعٍ عَــنْ غَـرَامٍ مُـقَـيَّـدِ
وَلَـيْـتَ زَمَـانَ الْـوَصْـلِ أَرْخَـى عِـنَـانَهُ
فَـتُـبْـلِـغُـنِـي الْآمَـالُ غَـايَـةَ مَـقْـصِـدِي
خَـلِـيـلَـيَّ مِـنْ حَـيِّ ابْنِ خَوْلَانَ أَسْعِدَا
رَفِـيـقَـكُـمَـا فَـالـدَّهْـرُ لَـيْـسَ بِـمُـسْـعِدِ
وَلَا تَــسْأَلَانِــي عَــنْ فُــؤَادٍ مُــضَــيَّـعٍ
فَإِنَّ فُــؤَادِي فِـي الـطِّـرَافِ الْـمُـعَـمَّـدِ
وَيَـا مُـمْـرِضِـي بِـالْـغَـوْرِ غَـوْرِ تِـهَـامَـةٍ
أَعِـدْ مَـرَضِـي فِـيـهِـمْ وَعُدْ لِي بِعُوَّدِي
وَخَـلِّ عُـيُـونَ الْـعَـيْـنِ تَـسْـتَرِقُ النُّهَى
وَتَـرْمِـي الْـعَـمِيدَ الصَّبَّ فِي كُلِّ مَعْمَدِ
فَـقَـدْ لَاحَ لِـي تَـحْـتَ الـسَّـتَـائِـرِ طَلْعَةٌ
أَذَابَـتْ بِـنُـورِ الْـحُـسْـنِ قَـلْبِي وَأَكْبُدِي
إِذَا نَــزَلَ الْــعُــشَّـاقُ فِـي عَـرَصَـاتِـهَـا
رَأَوْا عَـجَـبًـا مِـنْ نُـورِهَـا الْـمُـتَـصَـعِّـدِ
فَـكَـمْ حَـوْلَـهَـا مِـنْ هَـائِـمِـيـنَ بِـحُـبِّـهَا
وَبَــيْــنَ يَــدَيْـهَـا مِـنْ رُكُـوعٍ وَسُـجَّـدِ
رَعَـى الـلـهُ أَيَّـامًـا مَـضَـتْ بِـسُـوَيْـقَـةٍ
وَلَــذَّةَ عَــيْــشٍ بِــالْأَبَــاطِــحِ مُــرْغِـدِ
يَـقُـولُونَ كَمْ تَحْكِي وَكَمْ تَذْكُرُ الْحِمَى
وَتَـسْـتَـنْـشِـدُ الْأَشْـعَـارَ مِـنْ كُلِّ مُنْشِدِ
فَـقُـلْـتُ لَـهُـمْ خَـلُّـوا سَـبِـيـلِـي فَإِنَّـنِي
أَرُوحُ عَـلَـى حُـكْـمِ الْـغَـرَامِ وَأَغْـتَـدِي
وَمَــا شَــاقَــنِــي بَــرْقٌ بِأَبْــرَقِ رَامَــةٍ
وَلَا نَـــغَــمَــاتٌ مِــنْ حَــمَــامٍ مُــغَــرِّدِ
وَلَا نَــسَــمَــاتُ الــرِّيـحِ تَـنْـثُـرُ لُـؤْلُـؤًا
مِــنَ الــطَّــلِّ عَـنْ زَهْـرٍ كَـدُرٍّ مُـنَـضَّـدِ
بَـلَـى شَـاقَـنِي الْوَجْهُ السَّعِيدُ الَّذِي بِهِ
تَـشَـعْـشَـعَ نُـورُ الْـحَـقِّ فِـي كُلِّ مَشْهَدِ
أَعَــادَ عَــلَــيْــنَــا الــلــهُ مِـنْ بَـرَكَـاتِـهِ
وَأَوْرَدَنَـــا مِـــنْ بِـــرِّهِ خَـــيْــرَ مَــوْرِدِ
فَـذَلِـكَ يُـسْـتَـسْـقَـى الْـغَـمَـامُ بِـوَجْهِهِ
وَيُــفْــتَــحُ فِـي أَسْـرَارِهِ كُـلُّ مُـؤْصَـدِ
إِذَا مَــا رَأَتْ عَــيْـنَـاكَ بَـهْـجَـةَ وَجْـهِـهِ
رَأَتْ بَــدْرَ تِــمٍّ فِــي مَــنَــازِلِ أَسْــعَـدِ
وَإِنْ لَـثَـمَـتْ يُـمْـنَـاكَ يُـمْـنَـاهُ فَـالْـتَـزِمْ
بِـرُكْـنٍ سِـوَى رُكْـنٍ مِـنَ الْـبَـيْتِ أَسْوَدِ
لَـــهُ سِـــيــرَةٌ مَــرْضِــيَّــةٌ وَسَــرِيــرَةٌ
تُــضِــيءُ بِــنُــورِ الــسُّـنَّـةِ الْـمُـتَـوَقِّـدِ
إِمَــامٌ بِــهِ الــدُّنْـيَـا تُـجَـلِّـي ظَـلَامَـهَـا
وَلَاحَ سَـبِـيـلُ الـرُّشْـدِ عَنْ خَيْرِ مُرْشِدِ
سَـمَـا بِـشِـعَـارِ الـصَّـالِـحِـيـنَ وَهَـدْيِهِمْ
وَأَحْــيَــا مَـنَـارَ الـدِّيـنِ بَـعْـدَ مُـحَـمَّـدِ
إِذَا مـــا ذَكَـــرْنَــا الْأَكْــرَمِــيــنَ فَإِنَّــهُ
هُـوَ الْـكَـوْثَـرُ الْفَيَّاضُ وَالْعَارِضُ النَّدِي
وَمَـهْـمَـا امْـتَـدَحْنَا الصَّالِحِينَ فَمَدْحُهُ
بِـهِ نَـخْـتِـمُ الـذِّكْـرَ الْـجَـمِـيـلَ وَنَبْتَدِي
فَــلِــلَّــهِ مِــنْ غَــوْثٍ لِــكُــلِّ مُــؤَمِّــلٍ
وَسَـيْـفٍ عَـلَـى الْأَعْـدَاءِ لَـيْـسَ بِـمُغْمَدِ
وَمَــعْــقِــلِ عِــزٍّ يَــلْـتَـجِـي بِـجَـنَـابِـهِ
وَيُـرْوَى بِـبَـحْـرٍ مِـنْ عَـطَـايَـاهُ مُـزْبِـدِ
فَــيَــا سَــيِّـدِي إِنَّ الـزَّمَـانَ مُـعَـانِـدِي
وَأَنْـتَ لَـنَـا نُـورٌ بِـكَ الـنَّـاسُ تَـهْـتَـدِي
وَظِــلُّــكَ مَـمْـدُودٌ عَـلَـى كُـلِّ مُـسْـلِـمٍ
وَفَــضْــلُــكَ مَــبْــذُولٌ لِــكُـلِّ مُـوَحِّـدِ
وَلَــكِــنَّــنِــي أَشْــكُــو إِلَــيْـكَ نَـوَائِـبًـا
يَـعِـزُّ لَـهَـا صَـبْـرِي وَيَـفْـنَـى تَـجَـلُّـدِي
فَـلَا قَـرَّ قَـلْـبِـي بَـلْ وَلَا كَـفَّ مَـدْمَـعِي
وَلَا لَـذَّ لِـي عَـيْـشِـي وَشُرْبِي وَمَرْقَدِي
وَفِـي بَـيْـتِ رَغْـمٍ إِخْـوَتِـي وَأَحِـبَّـتِـي
مُـقِـيـمُـونَ فِـي لَـيْـلٍ مِـنَ الْهَمِّ سَرْمَدِ
وَإِنَّ الْـفَـقِـيـهَ الْـمُـعْـجِـلِي ضَاقَ ذَرْعُهُ
لِــعَــتْـبِـكَ يَـا مِـصْـبَـاحَ غَـوْرٍ وَأَنْـجُـدِ
أَتَــاهُــمْ كَــلَامٌ مِــنْـكَ يَـا بَـا مُـحَـمَّـدٍ
يَــهُــدُّ الــرَّوَاسِـي فَـاقْـتَـصِـدْ وَتَـرَوَّدِ
فَإِنْ كَــانَ عَـنْ ذَنْـبٍ فَـعَـفْـوُكَ وَاسِـعٌ
وَإِنْ لَـمْ يَـكُـنْ ذَنْـبٌ فَلَا تُرْضِ حُسَّدِي
وَحَـاشَاكَ تَحْمِي الْأَرْضَ شَرْقًا وَمَغْرِبًا
وَتُـهْـمِـلُ إِخْـوَانِـي وَتَـظْـلِـمُ مَـسْجِدِي
فَأَسْـبِـلْ عَـلَـيْهِمْ سِرَّ صَفْحِكَ وَاحْمِهِمْ
بِـجَـاهِـكَ يَـا مَـوْلَايَ مِـنْ كُـلِّ مُـعْتَدِي
وَقُـمْ بِـي فَإِنِّـي وَابْـنَ عَـمِّـي وَكُلَّ مَنْ
يَـلِـيـنَـا نُـرَجِّـي جَـاهَ وَجْـهِـكَ سَـيِّدِي
وَهَــاكَ مِــنَ الــدُّرِّ الـنَّـضِـيـدِ غَـرَائِـبًـا
مُــؤَلِّـفُـهَـا عَـبْـدُ الـرَّحِـيـمِ بْـنُ أَحْـمَـدِ
وَلَـمْ أَبْـغِ مِـنْـكُـمْ غَـيْـرَ صَـالِـحِ دَعْـوَةٍ
يَـطُـولُ بِـهَـا بَـاعِـي وَتَـعْـلُـو بِـهَا يَدِي
وَبَـــعْــدَ صَــلَاةِ الــلــهِ ثُــمَّ سَــلَامِــهِ
عَـلَـى خَـيْـرِ فَرْعٍ طَالَ مِنْ خَيْرِ مَحْتِدِ
مُــحَــمَّــدٍ الــسَّــامِــي الْـفَـخَـارِ وَآلِـهِ
حُـمَـاةِ ثُـغُـورِ الـدِّيـنِ عَـنْ كُـلِّ مُـلْحِدِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الطويل
  • عصر القصيدة: المملوكي

عن الشاعر

ستُتاح معلومات عن هذه الشخصية قريبًا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤