مَاءُ الْعُيُونِ عَلَى الشَّهِيدِ ذَرَافِ

Wave Image
مَـاءُ الْـعُـيُـونِ عَـلَـى الـشَّهِيدِ ذَرَافِ
لَـوْ أَنَّ فَـيْـضًـا مِـنْ مَـعِـيـنِـكَ كَافِي
إِنْ لَـمْ يَـفِ الـدَّمْـعُ الْـهَـتُـونُ بِسَيْبِهِ
فَـلِـمَـنْ يَـفِـي بَـعْدَ الْخَلِيلِ الْوَافِي؟
شَـيْـئَـانِ مَـا عِـيـبَ الْـبُـكَـاءُ عَلَيْهِمَا
فَــقْــدُ الــشَّــبَــابِ، وَفُـرْقَـةُ الْأُلَّافِ
أَغْـرَقْـتُ هَـمِّـي بِـالـدُّمُـوعِ فَخَانَنِي
وَطَـفَـا، فَـوَيْـلِـي مِـنْ غَرِيقٍ طَافِي!
وَإِذَا بَـكَـى الْـقَـلْـبُ الْـحَـزِينُ فَمَا لَهُ
رَاقٍ وَلَا لِـــبُــكَــائِــهِ مِــنْ شَــافِــي
وَالـدَّمْـعُ تَـهْـمِي فِي الشَّدَائِدِ سُحْبُهُ
وَمِـنَ الـدُّمُـوعِ مُـمَـاطِـلٌ وَمُـوَافِـي
حَـارَتْ بِـهِ كَـفِّـي تُـحَـاوِلُ مَـسْـحَـهُ
فَـــكَأَنَّــهَــا تُــغْــرِيــهِ بِــالْإِيــكَــافِ
وَأَجَـلُّ مَـا يَـلْـقَـى الـشَّـرِيـفُ ثَـوَابَهُ
إِنْ غَــسَّــلَــتْــهُ مَــدَامِـعُ الْأَشْـرَافِ
•••
طَـيْـرَ الْـمَـنِـيَّةِ صِحْتَ أَشْأَمَ صَيْحَةٍ
وَهَــزَزْتَ شَــرَّ قَــوَادِمٍ وَخَــوَافِــي
وَعَـلِـقْـتَ بِـالْأَمَـلِ الْـعَـزِيـزِ مُـحَصَّنًا
بِــظَــوَامِــئِ الْأَرْمَــاحِ وَالْأَسْــيَـافِ
وَالْـجُـنْـدُ وَالْأَعْـوَانُ تَـرْعَـى مَـوْكِـبًا
مَــا حَــازَهُ سَــابُــورُ ذُو الْأَكْــتَــافِ
يَـفْـدُونَ بِـالْـمُـهْـجَـاتِ مُـهْـجَةَ قَائِدٍ
فِــي كُــلِّ مُــنْــعَـرِجٍ وَكُـلِّ مَـطَـافِ
رَانَ الــذُّهُــولُ، فَـكُـلُّ عَـقْـلٍ حَـائِـرٌ
وَجَـرَى الْـقَـضَاءُ، فَكُلُّ طَرْفٍ غَافِي
وَالْـمَـوْتُ أَعْـمَـى فِـي يَـدَيْهِ سِهَامُهُ
يَـرْمِـي الْـبَـرِيَّـةَ مِـنْ وَرَاءِ سِـجَـافِ
وَالْـمَـوْتُ قَـدْ يُـخْـفِـي حِمَاهُ بِنَسْمَةٍ
هَــفَّــافَــةٍ، أَوْ فِــي رَحِـيـقِ سُـلَافِ
يَـغْـشَـى الْـفَـتَـى وَلَوِ اطْمَأَنَّ لِمَوْئِلٍ
فِـي الْـجَـوِّ أَوْ فِـي غَـمْـرَةِ الـرَّجَّافِ
وَيْـحَ الْـكِـنَـانَـةِ بَـعْـدَ نَـزْعِ شَـغَـافِهَا
أَتَـعِـيـشُ فِـي الـدُّنْـيَـا بِـغَيْرِ شَغَافِ
•••
قَـدْ عَـاشَ يَـحْـمِـلُ رُوحَـهُ فِـي كَفِّهِ
مَـا قَـالَ فِـي هَـوْلِ الـنِّـضَـالِ كَفَافِ
يَــلْـقَـى الْـكَـوَارِثَ بَـاسِـمًـا مُـتَأَلِّـقًـا
وَالـدَّهْرُ يَعْصِفُ وَالْخُطُوبُ سَوَافِي
وَالْـمَـوْتُ يَـكْـشِرُ عَنْ نُيُوبِ مَشَانِقٍ
غُــبْــرِ الْـوُجُـوهِ دَمِـيـمَـةِ الْأَطْـرَافِ
بَـيْـنَ الـرِّيَـاحِ الْـهُـوجِ يَـزْأَرُ مِـثْـلَـهَـا
وَيَـثُـورُ فِـي غَـضَـبٍ وَفِـي إِعْـنَـافِ
يَـرْنُـو إِلَـى اسْتِقْلَالِ مِصْرَ كَمَا رَنَتْ
عَـيْـنُ الْـمُـحِـبِّ لِـطَـارِقِ الْأَطْـيَـافِ
مَـا ارْتَـاعَ مِـنْ حَـبْـسٍ وَلَا أَسْـرٍ وَلَا
زَجْــــرٍ، وَلَا قَــــتْـــلٍ، وَلَا إِرْجَـــافِ
وَإِذَا دَهَــتْــهُ الْــحَــادِثَــاتُ بِـفَـادِحٍ
لَــمْ تَــلْــقَ إِلَّا هِــزَّةَ اسْــتِــخْـفَـافِ
هَــابَــتْـهُ أَسْـبَـابُ الْـمَـنِـيَّـةِ جَـهْـرَةً
فَــرَمَــتْــهُ خَــائِــنَـةً بِـمَـوْتِ زُؤَافِ
مَـوْتُ الْـكِرَامِ الْبِيضِ فَوْقَ جِيَادِهِمْ
لَا فَــوْقَ نُــمْــرُقَـةٍ وَتَـحْـتَ طِـرَافِ
فَـلَـكَـمْ تَـمَـنَّـى «ابْـنُ الْـوَلِـيدِ» مَنِيَّةً
بَـيْـنَ الـصَّـوَاهِـلِ وَالْـقَـنَـا الـرَّعَّـافِ
•••
ذَهَـبَ الْـجَـرِيءُ الـنَّـدْبُ ذُخْرُ بِلَادِهِ
غَـوْثُ الـصَّـرِيـخِ وَنُـجْـعَـةُ الْمُعْتَافِ
خُــلُــقٌ كَأَمْـوَاهِ الـسَّـحَـابِ مُـطَـهَّـرٌ
وَسَـــرِيـــرَةٌ كَـــلَآلِـــئِ الْأَصْـــدَافِ
وَتَــبَــسُّــمٌ لِــلْــمُــعْــضِــلَاتِ كَأَنَّــهُ
إِشْــرَاقُ وَجْـهِ الـرَّوْضَـةِ الْـمِـئْـنَـافِ
وَنَـقَـاءُ سُـكَّـانِ الـسَّـمَـاءِ يَـحُـوطُـهُ
رَبُّ الـــسَّـــمَــاءِ بِــعِــزَّةٍ وَعَــفَــافِ
وَنَـزَاهَـةٌ سِـيـقَـتْ لَـهَـا الـدُّنْـيَـا فَـمَا
ظَــفِــرَتْ بِــغَــيْــرِ تَـنَـكُّـرٍ وَعِـيَـافِ
عُـمَـرٌ حَـوَى الـدُّنْيَا وَلَمْ يَمْلِكْ سِوَى
شَــاءٍ كَأَعْــوَادِ الْــقِــسِــيِّ عِـجَـافِ
وَالْـمَـرْءُ إِنْ يَخْشَ الدَّنِيَّةَ فِي الْغِنَى
يَـقْـنَـعْ بِـعَـيْـشٍ فِـي الْـحَـيَاةِ كَفَافِ
قَـدْ كَـانَ فِـي غَـيْـرِ الـتَّـحَـرُّجِ مَنْفَذٌ
سَـــــهْـــــلٌ إِلَـــــى الْآلَافِ وَالْآلَافِ
مَــهْــمَــا يَـقُـلْ مَـنْ خَـالَـفُـوهُ فَإِنَّـهُ
فِــي نُــبْــلِــهِ فَــرْدٌ بِــغَــيْـرِ خِـلَافِ
•••
وَعَـزِيـمَـةٌ لَا الـصَّـعْبُ فِي قَامُوسِهَا
صَـعْـبٌ، وَلَا خَـافِى الطَّرِيقِ بِخَافِي
فَإِذَا أَرَادَ فَـــــكُــــلُّ شَــــيْءٍ آلَــــةٌ
وَإِذَا رَمَــى فَــالْــوَيْــلُ لِــلْأَهْــدَافِ
يَــزْدَادُ فِـي ظُـلَـمِ الـنَّـوَازِلِ بِـشْـرُهُ
كَـمْ كُـدْرَةٍ تَـحْـتَ الـنَّـمِـيرِ الصَّافِي!
يُـخْـشَـى وَيُـرْهَـبُ كَـالْـمَنِيَّةِ مُرْهَفًا
عَـــدْلٌ لَــدَى الْإِرْهَــابِ وَالْإِرْهَــافِ
فَإِذَا طَـلَـبْـتَ الْـحَـقَّ مِـنْـهُ وَجَـدْتَـهُ
سَــهْــلَ الــرِّحَـابِ مُـوَطَّأَ الْأَكْـنَـافِ
ذِكْـرَى كَـحَـالِـيَـةِ الـرِّيَـاضِ شَـمِيمُهَا
رَاحُ الـنُّـفُـوسِ وَرَاحَـةُ الْـمُـسْـتَـافِ
إِنَّ الْــفَـتَـى مَـا فِـيـهِ مِـنْ أَخْـلَاقِـهِ
فَإِذَا ذَهَـبْـنَ فَـكُـلُّ شَـيْءٍ «مَـا فِي»
مَـا زَانَـهُ الـشَّـرَفُ الْـمُـنِـيـفُ بِغَيْرِهَا
وَلَــوِ انْـتَـمَـى لِـسُـرَاةِ عَـبْـدِ مَـنَـافِ
عِـشْـنَـا عَـلَى الْأَسْلَافِ طُولَ حَيَاتِنَا
حَــتَّـى سَـئِـمْـنَـا عِـشْـرَةَ الْأَسْـلَافِ
الْــعَــبْــقَــرِيُّ حَـيَـاتُـهُ مِـنْ صُـنْـعِـهِ
لَا صُـــنْـــعِ أَسْـــمَــاءٍ وَلَا أَوْصَــافِ
يَـكْـفِـيـهِ مِـنْ شَـرَفِ الْـمَـجَـادَةِ أَنَّـهُ
دَرْسُ الْــعُـصُـورِ وَقُـدْوَةُ الْأَخْـلَافِ
•••
عَـابُـوا الـسُّـكُوتَ عَلَيْهِ وَهْوَ فَضِيلَةٌ
لَـغَـطُ الْـحَـدِيـثِ مَـطِـيَّـةُ الْإِسْـفَافِ
صَـمْـتُ الْـهُـمَـامِ الـنَّـجْـدِ أَوْ إِطْرَاقُهُ
خُـطَـبٌ مُـجَـلْـجِـلَـةٌ بِـغَـيْـرِ هُـتَـافِ
قَـوْلُ الْـفَـتَـى مِـنْ قَـلْـبِـهِ أَوْ عَـقْـلِـهِ
فَإِذَا سَــمَــحْـتَ فَـلَا تَـبِـعْ بِـجُـزَافِ
حَـسْـبُ الَّـذِي أَلْـقَـى الـلِّـجَامَ لِسَانُهُ
مَـا جَـاءَ مِـنْ زَجْـرٍ بِـسُـورَةِ «قَافِ»
خَـاضَ الـسِّيَاسَةَ مِلْءُ جَعْبَتِهِ هَوَى
مِـصْـرٍ وَمَـحْـوُ الـظُّـلْـمِ وَالْإِجْـحَافِ
مَـا كَـانَ فِـي الْجُلَّى بِحَابِسِ سَرْجِهِ
عَــنْ هَــوْلِــهَــا يَــوْمًــا وَلَا وَقَّــافِ
يَـمْـضِـي وَيَتْبَعُهُ الشَّبَابُ كَمَا جَرَتْ
جُـرْدُ الْـمَـذَاكِـي فِـي غُـبَـارِ خِصَافِ
نَــادَى مُــلِــحًّـا بِـالْـجَـلَاءِ مُـنَـاجِـزًا
مَـــاذَا وَرَاءَ الْـــوَعْــدِ وَالْإِخْــلَافِ؟
وَدَعَـا بِـوَادِي الـنِّـيـلِ غَـيْـرَ مُـقَـسَّمٍ
سُـودَانُ مِـصْـرَ كَـشَاطِئِ الْمُصْطَافِ
يَـا يَـوْمَ أَمْـرِيـكَـا وَكَـمْ بِـكَ مَـوْقِفٌ
أَعْــيَــا الـنُّـهَـى وَبَـرَاعَـةَ الْـوَصَّـافِ
هِـيَ صَـيْـحَـةٌ لَـمْ يَـرْمِـهَـا مِـنْ قَبْلِهِ
بَــطَــلٌ بِــوَجْــهِ الـسَّـادَةِ الْأَحْـلَافِ
صَــوتٌ إِذَا هَــزَّ الْأَثِــيــرَ جَــهِـيـرُهُ
فَــلَــكَـمْ بِـمِـصْـرٍ هَـزَّ مِـنْ أَعْـطَـافِ
فِــي كُــلِّ أُذْنٍ مِــنْـهُ شَـنْـفٌ زَانَـهَـا
مَـــا أَجْـــمَــلَ الْآذَانَ بِــالْأَشْــنَــافِ
أَصْـغَـى لَـهُ جَـمْـعُ الـدُّهَاةِ وَأَطْرَقُوا
شَـتَّـانَ بَـيْـنَ الـسَّـمْـعِ وَالْإِنْـصَـافِ!
سَــمِــعُــوا بَـيَـانًـا عَـبْـقَـرِيًّـا مَـا بِـه
فِـي الْـحَـقِّ مِـنْ شَـطَطٍ وَلَا إِسْرَافِ
وَجِــدَالَ وَثَّــابِ الْــبَـدِيـهَـةِ ثَـابِـتٍ
فِــي يَـوْمِ مَـلْـحَـمَـةٍ وَيَـوْمِ ثِـقَـافِ
وَصَـرَاحَـةً بَـهَـرَتْ عُـيُـونَ رِجَـالِـهِمْ
لَـــمَّـــا بَـــدَتْ نُـــورًا بِــلَا أَسْــدَافِ
•••
قَـالُـوا الـرِّثَاءَ، فَقُلْتُ دَمْعُ مَحَاجِرِي
بِــحْــرٌ، وَأَنَّــاتُ الْــحَـزِيـنِ قَـوَافِـي
شِـعْـرٌ مِـنَ الـذَّهَـبِ الـنُّضَارِ حُرُوفُهُ
وَلَـكَـمْ بِـسُـوقِ الـشِّـعْـرِ مِـنْ زَيَّـافِ
«مَـحْـمُـودُ»، قَـدْ لَـقِيَ الْمُجَاهِدُ رَبَّهُ
فِــي جَـنَّـةِ الـنَّـفَـحَـاتِ وَالْأَلْـطَـافِ
نَــمْ هَــادِئًــا إِنَّ الْــغِــرَاسَ وَرِيـفَـةٌ
تُــزْهَــى بِأَكْــرَمِ تُــرْبَــةٍ وَقِــطَــافِ
وَانْـزِلْ إِلَـى مَـثْوَى الصَّدِيقِ تَجِدْ بِهِ
مَـا شِـئْـتَ مِـنْ حُـبٍّ وَمِـنْ إِشْـرَافِ
قَــبْـرُ الـشَّـهِـيـدِ سَـمَـاحَـةٌ فَـيَّـاحَـةٌ
وَمَــدِيــدُ ظِــلِّ حَــدَائِــقٍ أَلْــفَــافِ
مَـا مَـاتَ مَـنْ كَـتَـبَ الْـخُـلُودُ رِثَاءَهُ
وَوَشَـى لَـهُ حُـلَـلَ الـثَّـنَـاءِ الـضَّافِي
حُـيِّـيـتَ مِـنْ مُـزْنِ الْـعُـيُـونِ بِـوَابِلٍ
وَمِــنَ الْــحَــنَــانِ بِــنَــاعِــمٍ رَفَّـافِ

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: في رثاء محمود فهمي النقراشي باشا الذي استشهد في ديسمبر من عام ١٩٤٨م، وقد حزن الشاعر عليه حزنًا شديدًا خاصة أنه كان صديقه منذ بعثة علمية جمعتهما إلى إنجلترا سنة ١٩٠٨م.
  • غرض القصيدة: الرثاء
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الكامل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

علي الجارم: أديب، وشاعر مصري، ورائد من رواد مدرسة الإحياء والبعث إلى جانب كل من أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. أَثْرَت مؤلفاته المكتبة الأدبية العربية؛ حيث تعددت وتنوعت بين الدواوين الشعرية، والروايات الأدبية والتاريخية، إضافة إلى الكتب المدرسية، وكانت له مساهمات فعالة في حقل اللغة العربية. وقد اشتهر بغيرته على الدين واللغة والأدب، وتمكن من أن يحوز مكانة شعرية رائدة.

ولد علي صالح عبد الفتاح الجارم، بمدينة رشيد عام ١٨٨١م، تلك المدينة التي شهدت الكثير من أحداث مصر التاريخية. كان والده الشيخ محمد صالح الجارم عالمًا من علماء الأزهر، وقاضيًا شرعيًّا بمدينة دمنهور. تلقى علي دروسه الأولى بمدينة رشيد، فأتم بها التعليم الابتدائي، وواصل تعليمه الثانوي بالقاهرة حيث التحق بالأزهر الشريف، واختار بعد ذلك أن يلتحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة. سافر عام ١٩٠٨م إلى إنجلترا وتحديدًا نوتينجهام لإكمال دراسته، فدرس هناك أصول التربية، ثم عاد إلى مصر عام ١٩١٢م بعد أربع سنوات قضاها في الغربة.

عُيِّن الجارم عقب عودته مدرسًا بمدرسة التجارة المتوسطة، ثم تدرج في مناصب التربية والتعليم حتى عُيِّن كبير مفتشي اللغة العربية بمصر، كما عمل الجارم وكيلًا لدار العلوم، وكان عضوًا مؤسِّسًا لمجمع اللغة العربية، وقد مَثَّل مصر في عدد من المؤتمرات العلمية والثقافية.

سَخَّر الجارم طاقاته الإبداعية وإمكانياته الثقافية في إنجاز العديد من الروايات الأدبية التاريخية التي تتخذ من التاريخ العربي موضوعًا لها، مثل: «فارس بني حمدان» و«هاتف من الأندلس» و«مرح الوليد» و«خاتمة المطاف» و«نهاية المتنبي». توفي علي الجارم عام ١٩٤٩م عن ثمانية وستين عامًا، وقد رثاه كبار أدباء ومفكري عصره.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤