تَغَيَّرْتُمُ عَنْ عَهْدِكُمْ آلَ كَامِلٍ

Wave Image
تَــغَــيَّــرْتُــمُ عَــنْ عَـهْـدِكُـمْ آلَ كَـامِـلٍ
فَـلِلْـيَـوْمِ مِـنْـكُمْ غَيْرُ مَا أَسْلَفَ الْأَمْسُ
نَـبَا السَّيْفُ مِنْكُمْ فِي يَدِي وَهْوَ قَاطِعٌ
كَمَا أَظْلَمَتْ فِي نَاظِرِي مِنْكُمُ الشَّمْسُ
وَأَوْحَـشْـتُـمُ مِـنِّـي مَـكَـانَ اصْطِفَائِكُمْ
كَـأَنْ لَـمْ تَـكُـنْ تِـلْـكَ الْـمَـوَدَّةُ وَالْأُنْـسُ
غَـرَسْـتُـمْ ثَـنَـاءً لَـمْ تَـجُـدْهُ سَـحَـابُكُمْ
بِـرِيٍّ وَهَـلْ يَـنْـمِي مَعَ الْعَطَشِ الْغَرْسُ
مَـوَاعِـدُ مَـرْضَـى كُـلَّـمَـا قُـلْـتُ قَـدْ بَرَا
لَـكُـمْ مَـوْعِـدٌ بِـالْـبَـذْلِ عَـاوَدَهُ الـنُّكْسُ
وَإِنِّــي لَــذُو شُــحٍّ بِــكُــمْ عَـنْ تَـقَـلُّـبٍ
إِلَــى خُـلُـقٍ فِـيـهِ لِأَعْـرَاضِـكُـمْ وَكْـسُ
وَأَنْـتُـمْ بَـنُـو الْـجُودِ الَّذِي ابْتَسَمَتْ بِهِ
مِــنَ الـزَّمَـنِ الْـمُـرْبَـدِّ أَيَّـامُـهُ الْـعُـبْـسُ
سَـمَـاحًـا فَـإِنْ تَـدْعُـو كِـفَاحًا فَأَنْتُمُ الْـ
ـفَــوَارِسُ لَا مِــيــلٌ هُـنَـاكَ وَلَا نُـكْـسُ
فَـمَـا بَـالُ سُـوقِـي لَـيْسَ تَنْفُقُ عِنْدَكُمْ
وَحَـظُّ ثَـنَـائِـي مِـنْـكُـمُ الـثَّمَنُ الْبَخْسُ
أَيَـرْتَـجِـعُ الْـمَـعْـرُوفَ مَـنْ كَـانَ وَاهِـبًا
وَيَـسْلُبُ ثَوْبَ الْمَنِّ مَنْ لَمْ يَزَلْ يَكْسُو
أُسَــاهِــلُ إِغْـضَـاءً وَفِـيـكُـمْ تَـصَـعُّـبٌ
وَأَرْطَـبُ إِجْـمَـالًا وَفِـي عُـودِكُمْ يُبْسُ
وَلَـيْـسَ بِـعَـدْلٍ أَنْ أَلِـيـنَ وَتَـخْـشُـنُـوا
وَلَــيْــسَ بِــحَـقٍّ أَنْ أَرِقَّ وَأَنْ تَـقْـسُـوا
عَـلَـيْـكُـمْ سَـلَامٌ لَـمْ أَقُـلْ مَـا يُـرِيـبُـكُمْ
وَلَـكِـنَّـهُ عَـتْـبٌ تَـجِـيـشُ بِـهِ الـنَّـفْـسُ
حَـبَـسْـتُ الْـقَـوَافِي قَبْلَ إِغْضَابِ رَبِّهَا
وَمَـا لِلْـقَـوَافِـي بَـعْـدَ إِغْـضَـابِهَا حَبْسُ
إِذَا الْــعَــرَبُ الْــعَــرْبَـاءُ لَـمْ تَـرْعَ ذِمَّـةً
فَـغَـيْـرُ مَـلُـومٍ بَـعْـدَهَـا الرُّومُ وَالْفُرْسُ

عن القصيدة

  • غرض القصيدة: العتاب
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الطويل
  • عصر القصيدة: العباسي الثاني

عن الشاعر

هو أحمد بن محمد بن علي بن يحيى التغلبي، يُعَد أحد رُواد الأدب العربي، وأشهر شعراء الشام الذين ساهموا في النهضة الشعرية التي شهدها العصر العباسي الثاني، اتسم شِعره بحُسن البيان، وجزالة العبارة، وعُمق المعنى.

وُلد في دمشق سنة ٤٥٠ﻫ/ ١٠٥٨م، حين كانت تحت سيطرة الدولة الفاطمية، ونشأ وترعرع بها؛ فدرس علوم اللغة، والكتابة، ونَظَم فيها أُولى قصائده. وظل بها حتى سيطر عليها السلاجقة فهاجر منها إلى حماة، وكان عُمره آنذاك ثمانية عشر عامًا، ومكث في حماة مدةً قاربت اثنتَي عشرة سنة، واتصل بأميرها «محمد بن مانك» وعمل عنده كاتبًا، ثم انتقل إلى شينيز ومدح أميرها «علي بن مقلد بن منقذ»، ومنها إلى حلب السورية، وهناك التقى ﺑ «ابن حيُّوس» أشهر شعراء زمانه، ولازَمه مدةً حتى صار امتدادًا لشِعره، ثم اتجه غربًا إلى طرابلس الليبية التي أقام فيها مدةً قاربت عشر سنوات، وفيها ذاع صِيتُه، ووصلت شُهرته الآفاق، ونَظَم أبدع قصائده وأشهرها، وتَقرَّب من حاكمها «جلال الدين بن عمار»، ثم عاد ثانيةً إلى دمشق وحط فيها رِحاله، وصاحَب وزيرها السلجوقي «هبة الله بن بديع الأصفهاني».

سُمي ﺑ «ابن الخياط» لاشتغال أبيه بحرفة الخياطة، وسُمي بالكاتب لاشتغاله بالكتابة؛ حيث عمل كاتبًا لدى أمراء الدولة العباسية، كما نَظَم الشعر بأغراضه المتنوعة، كالهِجاء، والرِّثاء، والغزَل، ولكنَّ النصيب الأوفر من قصائده كان في المديح، حتى اشتُهر بذلك؛ فذكَرَته كُتُب المؤرخين المعاصرين بأنه من الشعراء المُجيدين، امتَدح الناس، وطاف البلاد، ودخل بلاد العجم وامتَدح أهلها. وصل إلينا ديوانه الذي حوى أبهى قصائد الشعر العربي، وأعذب العبارات، وأبلغ المعاني.

تُوفِّي «ابن الخياط» بدمشق في ١١ رمضان ٥١٧ﻫ/١ نوفمبر ١١٢٣م، عن عُمرٍ يُناهز سبعًا وستين سنة.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤