هَلْ نَعَيْتُمْ لِلْبُحْتُرِيِّ بَيَانَهْ

Wave Image
هَــلْ نَــعَــيْــتُـمْ لِـلْـبُـحْـتُـرِيِّ بَـيَـانَـهْ!
أَوْ بَــكَــيْــتُــمْ لِــمَــعْــبَــدٍ أَلْــحَــانَـهْ!
أَوْ رَأَيْـتُـمْ رَوْضَ الْـقَـرِيـضِ هَـشِـيـمًـا
بَــعْــدَمَــا قَــصَّــفَ الـرَّدَى رَيْـحَـانَـهْ!
فُــزِّعَــتْ طَــيْــرُهُ، فَـحَـوَّمْـنَ يَـبْـكِـيـ
ـنَ ذُبُــولَ الْــخَــمِــيــلَــةِ الْـفَـيْـنَـانَـة
كُــنَّ فِــي ظِــلِّــهَــا يُــغَــنِّـيـنَ لِـلـشَّـرْ
قِ وَيُـــنْــهِــضْــنَ لِــلْــعُــلَا شُــبَّــانَــهْ
كُــنَّ فِــي ظِــلِّــهَــا يُـحَـيِّـيـنَ مَـجْـدًا
صَــاعِــدًا، ضَــلَّـتِ الـنُّـجُـومُ مَـكَـانَـهْ
كُــنَّ فِــي ظِــلِّــهَــا يُــنَــاغِــيــنَ آمَــا
لًا وَيَـــبْـــعَـــثْـــنَ هِــمَّــةً وَهْــنَــانَــهْ
أَيُّــهَــا الــطَّــيْـرُ ضَـنَّ مَـاءُ الْـقَـوَافِـي
فَـــبَـــذَلْــنَــا دُمُــوعَــنَــا الْــهَــتَّــانَــة
مَـاتَ يَـا طَـيْـرُ صَـادِحٌ تَـسْـجُـدُ الطَّيْـ
ـرُ إِذَا رَجَّـــعَ الـــصَّـــدَى تَــحْــنَــانَــهْ
نَـــبَـــرَاتٌ تَـــخَـــالُـــهَـــا صَــوْتَ دَاوُ
دَ بِـــلَـــفْـــظٍ تَـــخَـــالُـــهُ تِــبْــيَــانَــهْ
عَــلَّــمَــتْ الِابْــتِــسَــامَ زَنْــبَـقَـةَ الْـوَا
دِي وَأَوْحَــتْ لِــغُــصْــنِــهِ مَــيَــلَانَــهْ
مَــاتَ شَــوْقِــي، وَكَــانَ أَنْـفَـذَ سَـهْـمٍ
صَـائِـبِ الـرَّمْـيِ مِـنْ سِـهَـامِ الْـكِـنَـانَة
ابْـكِ لِـلـشَّـمْـسِ فِـي الـسَّـمَـاءِ أَخَـاهَـا
وَابْــكِ لِــلــدَّهْــرِ قَــلْــبَــهُ وَلِــسَــانَـهْ
وَابْــكِــهِ لِــلــنُّــجُــومِ، كَـمْ سَـامَـرَتْـهُ
مَــــالِـــئَـــاتٍ بِـــوَحْـــيِـــهَـــا آذَانَـــهْ
وَابْـكِ لِـلـرَّوْضِ وَاصِـفًـا يَـخْـجَلُ الرَّوْ
ضُ إِذَا هَـــزَّ بِـــالْـــيَـــرَاعِ بَـــنَـــانَـــهْ
وَابْــكِــهِ لِــلْــخَــيَــالِ صَــفْــوًا نَـقِـيًّـا
إِنَّــهُ كَــانَ فِــي الْــوَرَى تَــرْجُــمَــانَـهْ
•••
مَــلَأَ الــشَّــرْقَ مَـوْتُ مَـنْ مَـلَأَ الـشَّـرْ
قَ حَـــــيَـــــاةً وَقُـــــوَّةً وَزَكَـــــانَــــة
كَــمْ يَــتِــيـمٍ مِـنَ الْـمَـعَـانِـي غَـرِيـبٍ
مَــسَــحَــتْ كَــفُّــهُ عَــلَــيْـهِ فَـصَـانَـهْ
وَشَـــمُـــوسٍ رَنَـــا إِلَـــيْـــهِ، فَأَلْــقَــى
رَأْسَــهُ خَــاضِــعًــا وَأَعْــطَـى عِـنَـانَـهْ
وَنَـــفُـــورٍ أَزْرَى بِــصَــيَّــادِهِ الــطَّــبِّ
وَأَعْــــيَــــا قِـــسِـــيَّـــهُ وَسِـــنَـــانَـــهْ
نَــظْــرَةٌ تَــلْــتَــقِــي بِــهِ يَـنْـهَـبُ الْـوَا
دِي، وَأُخْــرَى تَــرَاهُ يَــطْــوِي رِعَــانَـهْ
تَــسْــبِــقُ الــسَّــهْــمَ عَــيْـنُـهُ، فَـتَـرَاهُ
يَـــتَـــلَـــوَّى تَـــلَــوِّيَ الْــخَــيْــزُرَانَــة
ثُـــمَّ يَــخْــفَــى، فَــلَا تَــرَاهُ عُــيُــونٌ
ثُــمَّ يَــبْــدُو، فَــلَا تَــشُــكَّ عِــيَــانَــهْ
أَجْــهَــدَ الْــفَــارِسَ الْــمُـلِـحَّ، وَأَفْـنَـى
نَــبْــلَــهُ حَــوْلَــهُ، وَأَضْـنَـى حِـصَـانَـه
وَهْـوَ يَـعْـدُو: لَا الـرَّأْسُ مَـالَ مِـنَ الْأَيْـ
ـنِ، وَلَا قَـــلْــبُــهُ شَــكَــا خَــفَــقَــانَــهْ
مَــدَّ شَــوْقِــي إِلَــيْــهِ نَــظْـرَةَ سِـحْـرٍ
عَــوَّقَــتْ دُونَ شَــوْطِــهِ جَــرَيَــانَــهْ
فَأَتَــى مِــشْــيَــةَ الْــمُــقَـيَّـدِ يَـسْـعَـى
بَـــيْـــنَ هَــوْلٍ وَذِلَّــةٍ وَاسْــتِــكَــانَــة
•••
غَـــزَلٌ كَــالــشَّــبَــابِ يَــنْــضَــحُ آمَــا
لًا وَيَـــهْـــتَــزُّ فِــي حُــلًــى فَــتَّــانَــة
تَـسْـمَـعُ الْـحُـبَّ فِـي نَـوَاحِـيـهِ هَـمْسًا
يَــتَــنَــاجَــى، وَيَـشْـتَـكِـي أَشْـجَـانَـهْ
وَتُـــحِــسُّ الْــهَــوَى يَــرِفُّ حَــنَــانًــا
شَــرَكُ الْــحُــبِّ أَنْ تُــحِــسَّ حَـنَـانَـهْ!
وَإِذَا جَــالَ وَاصِــفًــا رَاعَــكَ الْــحُـسْـ
ـنُ، وَأَكْـــبَــرْتَ فَــنَّــهُ، وَافْــتِــنَــانَــهْ
صُــــوَرٌ زَيْــــتُـــهَـــا بَـــيَـــانٌ سَـــرِيٌّ
مَــــزَجَ الــــلــــهُ وَحْــــدَهُ أَلْــــوَانَـــهْ
لَــوْ «رُفَــائِــيـلُ» رَاءَهَـا، غَـالَـهُ الْـبَـهْـ
ـرُ، وَأَلْــــقَـــى أَلْـــوَاحَـــهُ وَدِهَـــانَـــهْ
عَــالِــمٌ بِــالـنُّـفُـوسِ مَـا غَـاصَ مِـيـلٌ
فِـي خَـفَـايَـا الـنُّـفُـوسِ حـتَّـى أَبَـانَـهْ
أَوْدَعَ الــدَّهْـرُ مِـسْـمَـعَـيْـهِ عَـنِ الْـكَـوْ
نِ حَــدِيــثًــا فَــلَــمْ يُـطِـقْ كِـتْـمَـانَـهْ
ذَاكَ سِــرُّ الْإِلَــهِ يَــخْــتَــصُّ مَــنْ شَـا
ءَ بِآثَـــارِ فَــضْــلِــهِ — سُــبْــحَــانَــهْ!
وَرِثَــاءٌ لَــوْ كَــانَ يَــسْــمَــعُــهُ الْــمَـيْـ
ـتُ لَأَحْــيَــا بِــسِــحْــرِهِ جُــثْــمَــانَــهْ
عَــرَفَ الْــمَــوْتَ وَالْـحَـيَـاةَ جَـمِـيـعًـا
وَرَأَى بَـــعْـــدَ حَـــيْـــرَةٍ بُـــرْهَـــانَـــهْ
وَالـــرِّوَايَـــاتُ، أَدْهَــشَــتْ كُــلَّ لُــبٍّ
ثُــمَّ أَرْبَــتْ، فَأَدْهَــشَــتْ شَــيْـطَـانَـهْ
يُـغْمِضُ الْعَيْنَ فِي اضْطِرَابٍ إذَا حَسَّ
طُـــرُوقَ الْإِلْـــهَـــامِ أَوْ غِـــشْــيَــانَــهْ
ثُـــمَّ يُـــمْـــلِـــي كَأَنَّــهُ مِــنْ كِــتَــابٍ
قَـــارِئٌ فِـــي سُـــهُـــولَـــةٍ وَمَــرَانَــة
جَــوْهَــرِيٌّ وَدَّ الْــكَــوَاعِــبُ لَــوْ يَـشْـ
ـرِيــنَ يَــوْمًــا بِــحُــسْـنِـهِـنَّ جُـمَـانَـهْ
زَانَ مِــصْــرًا بِــلُــؤْلُــؤٍ يَــبْــهَـرُ الْـعَـيْـ
ـنَ، وَأَوْلَــى تَــارِيــخَــهَــا عِــقْــبَــانَـهْ
•••
كَــانَ صَــبًّـا بِـمِـصْـرَ كَـمْ هَـامَ شَـوْقًـا
بِــــرُبَــــاهَــــا وَبَـــثَّـــهَـــا أَحْـــزَانَـــهْ
دَفَــنَ الــلَّــهْــوَ وَالــصِّـبَـا فِـي ثَـرَاهَـا
وَطَــوَى مِــنْ شَــبَــابِــهِ عُــنْــفُــوَانَـهْ
هِـــيَ بُـــسْـــتَـــانُـــهُ، فَــغَــرَّدَ فِــيــهِ
وَحَـــبَـــا كُـــلَّ قَـــلْــبِــهِ بُــسْــتَــانَــهْ
يَــحْــرُسُ الْـفَـنَّ فِـي ظِـلَالِ نَـوَاحِـيـ
ـهِ وَيَــرْمِــي عَــنْ دَوْحِــهِ غِــرْبَــانَــهْ
يَـعْـشَـقُ الـنِّـيـلَ، وَالْـخَـمَـائِـلُ تَـهْـتَـزُّ
بِـــشَـــطَّـــيْـــهِ خُـــضْـــرَةً وَلَـــدَانَــة
يَــعْـشَـقُ الـنِّـيـلَ، وَالْـجَـزِيـرَةُ تُـغْـرِيـ
ـهِ، وَقَـــدْ لَـــفَّ حَـــوْلَـــهَـــا أَرْدَانَـــهْ
يَـعْـشَـقُ الْـجِـسْـرَ، وَالـسَّـفَـائِـنُ تَـهْـفُو
حَــوْلَــهُ كَــالْــحَــمَــائِــمِ الــظَّــمْآنَــة
وَيُـحِـبُّ الـسَّـوَادَ مِـنْ عَـيْـنِ شَـمْـسٍ
مَـــالِـــئًـــا مِـــنْ رُوَائِـــهِ أَجْـــفَـــانَــهْ
كُــلُّ شَــيْءٍ بِــمِــصْــرَ يَـبْـهَـرُ عَـيْـنَـيْـ
ـهِ جَــمَــالًا، وَيَــسْــتَــثِــيــرُ جَــنَـانَـهْ
كُــلَّــمَــا هَــزَّهُ إلَــى الــشِّــعْــرِ شَـوْقٌ
جَــذَبَ الْــحُــبُّ نَــحْــوَهَـا وِجْـدَانَـهْ
فَـشَـدَا بِـاسْـمِـهَـا كَـمَـا تَـصْـدَحُ الـطَّيْـ
ـرُ، وَقَــدْ شَـمَّـرَ الـدُّجَـى طَـيْـلَـسَـانَـهْ
وَجَــلَا مَــجْــدَهَــا الْــقَـدِيـمَ جَـدِيـدًا
بَـــعْـــدَمَــا هَــدَّمَ الْــبِــلَــى أَرْكَــانَــهْ
فِـي خُـشُـوعٍ يُـشِـيـدُ بِـاسْـمِ «فُـؤَادٍ»
مِـــثْـــلَــمَــا رَدَّدَ الْــمُــصَــلِّــي أَذَانَــهْ
مَـــلِـــكٌ مَــدَّ لِــلْــفُــنُــونِ يَــمِــيــنًــا
عَــلَّــمَــتْ كُــلَّ مُــحْــسِـنٍ إِحْـسَـانَـهْ
نَــظْــرَةٌ مِــنْــهُ زَادَتِ الــشِّــعْـرَ زَهْـوًا
وَأَعَــــادَتْ لِــــعَـــهْـــدِهِ رَيْـــعَـــانَـــهْ
نَــحْــنُ فِــي ظِــلِّ تَـاجِـهِ فِـي زَمَـانٍ
وَدَّ «هَـــارُونُ» أَنْ يَـــكُـــونَ زَمَــانَــهْ
•••
أَوَّلُ الــسَّــابِــقــيـنَ شَـوْقِـي، إذَا جَـا
لَ ذَوُو الــسَّــبْــقِ يَــبْـتَـغُـونَ رِهَـانَـهْ
شِــعْــرُهُ حِــكْــمَــةٌ، وَصِــدْقُ خَـيَـالٍ
وَجَــــمَــــالٌ، وَرَوْعَــــةٌ، وَرَصَـــانَـــة
وَمَـــعَــانٍ شَــوْقِــيَّــةٌ، فِــي سِــيَــاقٍ
بُـــحْـــتُـــرِيٍّ، وَرِقَّـــةٌ فِــي مَــتَــانَــة
يَـا مُـجِـيـرَ الْـفُصْحَى وَقَدْ عَقَّهَا الدَّهْـ
ـرُ وَأَغْـــرَى بِــقَــوْمِــهَــا حِــدْثَــانَــهْ!
نَــزَلَــتْ فِــي ذَرَاكَ رَوْضًــا مَــرِيــعًــا
هَــدَلَ الــنَّــوْرُ وَالْــجَــنَــى أَغْـصَـانَـهْ
وَاسْـتَـعَـادَتْ حُـسْـنَ الـشَّبَابِ وَكَانَتْ
رَمَـــقًـــا بَـــيْـــنَ كَـــبْـــرَةٍ وَزَمَـــانَــة
وَحَـــمَـــتْــهَــا يَــدَاكَ مِــنْ شَــرِّ بَــاغٍ
فِــي زَمَـانٍ طَـغَـتْ عَـلَـيْـهِ الـرَّطَـانَـة
ذَكَّـــرَتْــهَــا رَنَّــاتُ صَــوْتِــكَ قَــوْمًــا
سَـــلَـــفُـــوا مِــنْ هَــوَازِنٍ وَكِــنَــانَــة
•••
رَفَـعَـتْ مِـصْـرُ رَايَـةَ الـشِّـعْرِ فِي الشَّرْ
قِ، وَأَوْلَـــتْ أَمِـــيــرَهُ صَــوْلَــجَــانَــهْ
وَمَـشَـى الـدَّهْـرُ فِـي الْـوُفُودِ إِلَى الْبَيْـ
ـعَـــةِ يَـــحْــتَــثُّ نَــحْــوَهُ رُكْــبَــانَــهْ
وَرَأَيْـــنَــا مَــجْــدًا يُــشَــادُ لِــمِــصْــرٍ
يَــعْــجِــزُ الْــوَهْــمُ أَنْ يَــنَـالَ قِـنَـانَـهْ
وَسَـــمِـــعْــنَــا بِــكُــلِّ أُفْــقٍ رَنِــيــنًــا
رَدَّدَتْـــهُ الْـــقَـــصَـــائِـــدُ الـــرَّنَّـــانَــة
هَـــكَـــذَا كُــلُّ مَــنْ يُــرِيــدُ خُــلُــودًا
يَــجْــعَــلُ الْــكَــوْنَ كُــلَّــهُ مَــيْــدَانَـهْ
هَـكَـذَا فَـلْـيَـسِـرْ إِلَـى الْـمَـجْـدِ مَنْ شَا
ءَ، وَيَــــرْفَــــعْ بِـــذِكْـــرِهِ أَوْطَـــانَـــهْ
•••
خُــلُــقٌ كَــالــنَّــدَى وَقَـدْ نَـقَّـطَ الـزَّهْـ
ـرَ، فَــحَــلَّــى وَشْـيَ الـرِّيَـاضِ وَزَانَـهْ
وَصِــبًــا، يَــمْــلَأُ الــزَّمَــانَ ابْـتِـسَـامًـا
وَحِـــجًـــا، يَـــمْـــلَأُ الــزَّمَــانَ رَزَانَــة
وَسَــمَــاحٌ يَــلْـقَـى الـصَّـرِيـخَ بِـوَجْـهٍ
تَـحْـسُـدُ الـشَّمْسُ فِي الضُّحَى لَمَعَانَهْ
شَـــمَـــمٌ فِـــي تَـــوَاضُـــعٍ، وَحَــيَــاءٌ
فِــي وَقَــارٍ، وَفِــطْــنَــةٌ فِــي لَــقَـانَـة
وَحَــدِيــثٌ حُــلْــوٌ، لَـهُ رَوْعَـةُ الـشِّـعْـ
ــرِ، فَـــلَــوْ كَــانَ ذَا قَــوَافٍ لَــكَــانَــهْ
وَيَــقِــيــنٌ بِــالـلـهِ، مَـا مَـسَّـهُ الـضَّـعْـ
ـفُ، وَلَا طَــائِــفٌ مِــنَ الـشَّـكِّ شَـانَـهْ
هُــوَ فِـي الـشَّـمْـسِ وَالْـكَـوَاكِـبِ نُـورٌ
وَهْــوَ فِــي الْأَرْضِ وَالْـجِـبَـالِ رَكَـانَـة
مَـــلَـــكَ الـــدِّيـــنُ قَـــلْـــبَــهُ وَهَــوَاهُ
وَجَــلَا الــشِّــعْــرُ سَــاطِــعًـا إِيـمَـانَـهْ
يَـمْـدَحُ الْـمُـصْـطَـفَـى، فَـتَـلْـمَـحُ حُـبًّـا
عَــاصِــفًــا آخِــذًا عَــلَــيْــهِ كِــيَــانَــهْ
وَتَــــرَاهُ يَــــذُودُ عَــــنْ آلِـــهِ الْـــغُـــرِّ
وَفَــــاءً لِـــحُـــبِّـــهِـــمْ وَصِـــيـــانَـــة
حَـسْـبُـهُ أَنْ يَـجِيءَ فِي مَوْقِفِ الْحَشْـ
ـرِ فَـــيَـــلْـــقَـــاهُ مَــالِــئًــا مِــيــزَانَــهْ
•••
طَــوَّفَــتْ حَــوْلَـهُ الْـمَـلَائِـكَـةُ الـطُّـهْـ
ـرُ، وَمَــسَّــتْ بِــطِــيــبِــهَــا أَكْــفَـانَـهْ
إِنَّ مَــعْـنَـى الْـحَـيَـاةِ فِـيـهِ مِـنَ الْـمَـوْ
تِ مَــعَــانٍ، لَـوْ يَـفْـهَـمُ الْـمَـرْءُ شَـانَـهْ
يُــهْــدَمُ الْــمَــرْءُ كُــلَّ يَــوْمٍ وَيُــبْـنَـى
ثُـــمَّ يَـــهْــوِي فَــلَا تَــرَى بُــنْــيَــانَــهْ
نَـحْـنُ حَـبٌّ فِـي قَـبْـضَـةِ الـدَّهْرِ يُلْقِيـ
ــهِ، وَيَـــجْـــنِـــيـــهِ مُــدْرِكًــا إِبَّــانَــهْ
نَــحْــنُ فِــي دَوْحَــةِ الْأَمَــانِــيِّ زَهْـرٌ
يَــهْــصِــرُ الْــمَــوْتُ لِــلْـبِـلَـى أَفْـنَـانَـهْ
إِنَّ هَـــذِي الْـــحَـــيَــاةَ بَــحْــرٌ، وَكُــلٌّ
بَـــالِـــغٌ بَـــعْـــدَ سَــبْــحِــهِ شُــطْآنَــهْ
قَــدْ قَــضَــى الــلـهُ أَنْ نَـكُـونَ فَـكُـنَّـا
وَقَــضَــيْــنَــا، وَمَــا قَــضَـيْـنَـا لُـبَـانَـة
•••
أَيُّــهَــا الــرَّاحِــلُ الْــكَــرِيـمُ لَـقَـدْ كُـنْـ
ـتَ سَـــوَادَ الْــعُــيُــونِ أَوْ إِنْــسَــانَــهْ
نَـمْ قَـرِيـرًا فِـي جَـنَّـةِ الْـخُـلْـدِ، وَانْعَمْ
بِــرِضَــا الــلــهِ، وَاغْــتَــنِــمْ غُـفْـرَانَـهْ
وَالْـتَـمِـسْ نَـفْـحَـةَ الـرَّسُـولِ، وَطَـارِحْ
فِــي أَفَــانِــيــنِ مَــدْحِــهِ حَــسَّــانَــهْ
كَـيْـفَ يُـوفِـي الشِّعْرُ الَّذِي مَلَكَ الشِّعْـ
ـرَ، وَأَلْــــقَــــى لِـــغَـــيْـــرِهِ أَوْزَانَـــهْ؟
وَرِثَـــاءُ الْـــبَـــيَـــانِ جُـــهْـــدُ مُــقِــلٍّ
لِـــلَّـــذِي خَـــلَّـــدَ الــزَّمَــانُ بَــيَــانَــهْ

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: احتفلت الحكومة المصرية بتأبين المرحوم أحمد شوقي بك، فاجتمع لذلك بدار الأوبرا حفل حاشد في سنة ١٩٣٢م، حضره شعراء بعض الدول العربية، وقد أُلْقِيَت هذه القصيدة في هذا الحفل.
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الخفيف
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

علي الجارم: أديب، وشاعر مصري، ورائد من رواد مدرسة الإحياء والبعث إلى جانب كل من أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. أَثْرَت مؤلفاته المكتبة الأدبية العربية؛ حيث تعددت وتنوعت بين الدواوين الشعرية، والروايات الأدبية والتاريخية، إضافة إلى الكتب المدرسية، وكانت له مساهمات فعالة في حقل اللغة العربية. وقد اشتهر بغيرته على الدين واللغة والأدب، وتمكن من أن يحوز مكانة شعرية رائدة.

ولد علي صالح عبد الفتاح الجارم، بمدينة رشيد عام ١٨٨١م، تلك المدينة التي شهدت الكثير من أحداث مصر التاريخية. كان والده الشيخ محمد صالح الجارم عالمًا من علماء الأزهر، وقاضيًا شرعيًّا بمدينة دمنهور. تلقى علي دروسه الأولى بمدينة رشيد، فأتم بها التعليم الابتدائي، وواصل تعليمه الثانوي بالقاهرة حيث التحق بالأزهر الشريف، واختار بعد ذلك أن يلتحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة. سافر عام ١٩٠٨م إلى إنجلترا وتحديدًا نوتينجهام لإكمال دراسته، فدرس هناك أصول التربية، ثم عاد إلى مصر عام ١٩١٢م بعد أربع سنوات قضاها في الغربة.

عُيِّن الجارم عقب عودته مدرسًا بمدرسة التجارة المتوسطة، ثم تدرج في مناصب التربية والتعليم حتى عُيِّن كبير مفتشي اللغة العربية بمصر، كما عمل الجارم وكيلًا لدار العلوم، وكان عضوًا مؤسِّسًا لمجمع اللغة العربية، وقد مَثَّل مصر في عدد من المؤتمرات العلمية والثقافية.

سَخَّر الجارم طاقاته الإبداعية وإمكانياته الثقافية في إنجاز العديد من الروايات الأدبية التاريخية التي تتخذ من التاريخ العربي موضوعًا لها، مثل: «فارس بني حمدان» و«هاتف من الأندلس» و«مرح الوليد» و«خاتمة المطاف» و«نهاية المتنبي». توفي علي الجارم عام ١٩٤٩م عن ثمانية وستين عامًا، وقد رثاه كبار أدباء ومفكري عصره.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤