ذَرَاهَا إِذَا رَامَتْ مَعَاجًا إِلَى الْحِمَى

Wave Image
ذَرَاهَـا إِذَا رَامَـتْ مَـعَـاجًـا إِلَى الْحِمَى
فَـقَـدْ هَـاجَ مِـنْـهَـا الْـبَـرْقُ دَاءً مُـكَـتَّمَا
أَضَــاءَ لَــنَـا مِـنْ جَـانِـبِ الْـغَـوْرِ لَامِـعٌ
يَــلُــوحُ بِــوَادٍ بِــالــدُّجُــنَّـةِ قَـدْ طَـمَـا
فَــذَكَّــرَنِــي إِيــمَــاضُــهُ كُــلَّـمَـا خَـفَـا
زَمَـانًـا مَـضَـى رَغْـدًا وَعَـصْـرًا تَـصَرَّمَا
وَأَيَّـامَ دَوْحِ الْـغُـوطَـتَـيْـنِ وَظِلَّهَا الظَّـ
ـلِــيــلَ إِذَا صَــامَ الْــهَـجِـيـرُ وَصَـمَّـمَـا
وَرَوْضًـا إِذَا مَـا الـرِّيـحُ فِـيـهِ تَـنَسَّمَتْ
سُـحَـيْرًا تَخَالُ الْمَنْدَلَ الرَّطْبَ أُضْرِمَا
سَـقَـى اللـهُ ذَاكَ الـرَّوْضَ عَـنِّي مُدَلَّحًا
مِـنَ السُّحْبِ مَوْشِيَّ الْجَوَانِبِ أَسْحَمَا
فَـكَـمْ قَـدْ قَـصَـرْتُ اللَّـيْـلَ فِـيـهِ بِزَائِرٍ
تَــجَــشَّــمَ أَهْـوَالَ الـسُّـرَى وَتَـهَـجَّـمَـا
يُـخَـالِـسُ عَيْنَ الْكَاشِحِينَ وَمَنْ يَخَفْ
عُـيُـونَ الْـعِدَى يَرْكَبْ مِنَ اللَّيْلِ أَدْهَمَا
وَكَـأْسٍ حَـبَـاهَـا بِـالْـحَـبَـابِ مِـزَاجُـهَـا
فَـأَلْـقَـى عَـلَـيْـهَـا الْـمَـزْجُ عِـقْدًا مُنَظَّمَا
كُــمَــيْــتٍ إِذَا مَـا نِـلْـتُ مِـنْـهَـا ثَـلَاثَـةً
رَأَيْـتُ السَّمَا كَالْأَرْضِ وَالْأَرْضَ كَالسَّمَا
وَغَـشَّـى عَـلَـى عَـيْـنَـيَّ مِـنْـهَا غِشَاوَةٌ
فَـــلَا أَنْــظُــرُ الْأَشْــيَــاءَ إِلَّا تَــوَهُّــمَــا
وَأَهْـــيَــفَ عَــسَّــالِ الْــقَــوَامِ كَــأَنَّــهُ
قَـضِيبٌ عَلَى دِعْصٍ مِنَ الرَّمْلِ قَدْ نَمَا
تَــحَــمَّـلَ فِـي أَعْـلَاهُ شَـمْـسًـا أَظَـلَّـهَـا
بِــلَــيْــلٍ وَأَبْـدَى مِـنْ ثَـنَـايَـاهُ أَنْـجُـمَـا
وَمَــا كَـانَ يَـدْرِي مَـا الـصُّـدُودُ وَإِنَّـمَـا
تَـصَـدَّى لَـهُ الْـوَاشُـونَ حَـتَّـى تَـعَـلَّـمَـا
فَـأَصْـبَـحَ غَـيْـرِي يَـجْـتَـنِي شَهْدَ رِيقِهِ
شَـهِـيًّـا وَأَجْـنِـي مِـنْ تَـجَـنِّـيـهِ عَـلْقَمَا
وَخَـافَ عَـلَى الْوَرْدِ الَّذِي غَرَسَ الْحَيَا
بِــوَجْــنَــتِــهِ مِــنْ أَنْ يُـنَـالَ وَيُـلْـثَـمَـا
فَــسَـلَّ عَـلَـيْـهِ مُـرْهَـفًـا مِـنْ جُـفُـونِـهِ
وَأَرْسَــلَ فِــيــهِ مِــنْ عِـذَارَيْـهِ أَرْقَـمَـا
أُعَــظِّــمُــهُ مِــمَّــا أَرَى مِــنْ جَــمَــالِـهِ
كَـمَـا عَظَّمَ الْقِسِّيسُ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَا
حَـلَـفْـتُ بِـرَبِّ الـرَّاقِـصَـاتِ إِلَـى مِـنًى
وَمَـنْ فَـرَضَ الـسَّبْعَ الْجِمَارَ وَمَنْ رَمَى
لَـمَـا أَرَجَـاتُ الرَّوْضِ جَاءَتْ بِهَا الصَّبَا
سُـحَـيْـرًا وَلَا الْـمَـاءُ الزُّلَالُ عَلَى الظَّمَا
وَلَا فَــرْحَــةُ الْإِثْــرَاءِ مِـنْ بَـعْـدِ فَـاقَـةٍ
عَلَى قَلْبِ مَنْ مَا نَالَ فِي الدَّهْرِ مَغْنَمَا
بِـأَحْـسَـنَ وَجْـهًـا مِـنْ حَـبِـيـبِي مُقَطِّبًا
فَــكَــيْــفَ إِذَا عَــايَــنْــتَــهُ مُـتَـبَـسِّـمَـا

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الطويل
  • عصر القصيدة: الأيوبي

عن الشاعر

ابن عُنَين: هو أحد أبرز الشعراء العرب في العصر الأيوبي.

وُلد «أبو المحاسن حمد بن نصر الله بن الحسين بن عُنَين الأنصاري» بدمشق في عام ٥٤٩ﻫ/١١٤٥م، وكان يُلقَّب ﺑ «شرف الدين الكوفي» نِسبةً إلى أصله الكوفي كما قال.

عُرِف بهجائه اللاذع، حتى لقد ضاق به الناس ذرعًا، ولم يَسلَم أحدٌ منه في دمشق سوى القليل، حتى إن السلطان «صلاح الدين الأيوبي» لم يَسلَم من هجائه، وله قصيدة طويلة هجا فيها عددًا كبيرًا من حكَّام دمشق سمَّاها «مقراض الأعراض»، وهي تحوي حوالي خمسمائة بيت.

نُفِي «ابن عُنَين» من دمشق بأمرٍ من السلطان «صلاح الدين الأيوبي»، وبعدها ظل متنقِّلًا بين الكثير من البلدان، كالعراق وخراسان والهند واليمن ومصر. وبعد وفاة السلطان «صلاح الدين الأيوبي»، عاد إلى دمشق مرةً ثانية بعد تقرُّبه من الملك «العادل» ومدحه في قصائده.

بعد عودته إلى دمشق، تولَّى منصبَ الوزارة في آخِر حكم الملك «المعظم»، ومدةَ ولاية الملك «الناصر»، لكنْ بعد أن تولَّى الملك «الأشرف» مقاليدَ الحكم، ترك «ابن عُنَين» عمله ولزِمَ بيتَه في دمشق.

أما عن أعماله، فله ديوان شعري واحد، وقصيدة «مقراض الأعراض»، فضلًا عن «التاريخ العزيزي» في سيرة الملك «العزيز».

تُوفِّي «ابن عُنَين» بدمشق عامَ ٦٣٠ﻫ/١٢٣٢م.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤