نَاشِئٌ كَالْوَرْدِ فِي أَغْصَانِهِ

Wave Image
نَــاشِــئٌ كَــالْـوَرْدِ فِـي أَغْـصَـانِـهِ
مَــاتَ مِـثْـلَ الْـوَرْدِ فِـي أَسْـنَـانِـهِ
وَكَــزُغْــبِ الـطَّـيْـرِ لَـمَّـا تَـنْـتَـشِـرْ
نَـاشِـئَـاتُ الـرِّيـشِ فِـي جُـثْـمَـانِهِ
وَكَـغُـصْـنٍ مِـنْ غُـصُونِ الْبَانِ فِي
جَــنَّــةِ الْــعُــمْــرِ وَفِـي رِضْـوَانِـهِ
سَــاهِــمُ الْـوَجْـهِ عَـلَـيْـهِ صُـفْـرَةٌ
مِـنْ هَـشِـيـمِ الـنَّـبْـتِ أَوْ حَـوْذَانِهِ
عَــصَـفَ الْـمَـوْتُ بِـهِ فِـي دَوْحِـهِ
كَـيْـفَ يَـنْـجُـو الْـبَـانُ مِـنْ أَحْيَانِهِ
•••
لَـيْـسَ بِـدْعًـا أَنْ يُـوَاسِـيـنِي قَرِيـ
ـضٌ كَـفَـيْـضِ الْـمَـاءِ أَوْ تَـشْـنَـانِـهِ
إِنَّـــمَــا أَرْثِــي زَمِــيــلًا فَــاضِــلًا
كَـــانَ مَـــرْجُــوًّا لَــدَى إِخْــوَانِــهِ
وَأَثِــيــرًا عِــنْــدَ أَهْــلِــيــهِ وَبَــرًّا
بِــهِــمْ يُــسْــرِفُ فِــي تَــحْـنَـانِـهِ
وَنَــبِــيــلًا وَعَــطُــوفًــا وَحَــفِـيًّـا
بِــمَــنْ يَــلْــقَــاهُ مِــنْ خُـلْـصَـانِـهِ
•••
أَمْــرَدُ الْــخَــدِّ عَــلَــيْــهِ مَــبْـسَـمٌ
مِــنْ عَــذَارَى الــدَّيْـرِ لَا رُهْـبَـانِـهِ
أَعْـجَـفُ الْـعُـودِ كَـشَـيْـخٍ ضَـامِـرٍ
جَـاوَزَ الْـخَـمْـسِـيـنَ مِـنْ أَشْـطَانِهِ
مَــلَــكَـتْـهُ شَـهْـوَةُ الْـعِـلْـمِ فَـجُـنَّ
جُـــنُــونًــا بِــجَــنَــى عِــرْفَــانِــهِ
أَوْقَــفَ الــنَّـفْـسَ عَـلَـيْـهَـا لَاهِـيًـا
عَــنْ شَــبَــابٍ لَــجَّ فِــي إِيـهَـانِـهِ
وَأُجَــاجُ الْــعِــلْــمِ عَــذْبٌ وَنُــقَــا
خٌ يَـطِـيـبُ الـرَّشْـفُ مِـنْ غُـدْرَانِهِ
•••
سَــاهِــرَ الــلَّــيْــلِ تَـرَفَّـقْ سَـاعَـةً
بِــشَــبَــابٍ شَــابَ فِــي رَيْـعَـانِـهِ
وَاقْـتَـصِـدْ مِـنْ ضَـوْءِ عَيْنَيْكَ لِيَوْ
مٍ تَـغِـيـبُ الـشَّـمْـسُ فِـي خِيلَانِهِ
مَــنْــهَــلُ الْــعِــلْــمِ بَـعِـيـدٌ شَأْوُهُ
أَيُّــهَــا الــصَّــادِي إِلَــى مُـعْـنَـانِـهِ
دُونَــــهُ أَلْــــفُ سَــــرَابٍ خَـــادِعٍ
يَــرْتَـمِـي الْأَغْـرَارُ فِـي أَحْـضَـانِـهِ
وَفَــــيَــــافٍ وَحُــــزُونٌ وَعْــــرَةٌ
كَــصِــلَادِ الــصَّــخْــرِ أَوْ حُــزَّانِـهِ
وَخُـشَـامٌ قُـدَّ مِـنْ فَـحْـمِ الـلَّـظَـى
يَــهْــرَأُ الــضَّــبُّ عَــلَــى حِـمَّـانِـهِ
يَــبْــلُــغُ الْــجَــاهِــلُ مِــنْـهُ قِـمَّـةً
وَيَــتُــوهُ الــنَّـدْبُ فِـي قِـيـعَـانِـهِ
وَكَــذَاكَ الْــبَــحْــرُ يَــعْــلُـو زَبْـدُهُ
وَيَــظَــلُّ الْــمَـوْجُ فِـي طُـوفَـانِـهِ
•••
كُــلَّــمَــا ازْدَادَ سَــقَــامًـا وَضَـنًـى
زَادَ إِدْمَـــانًـــا عَـــلَـــى إِدْمَـــانِــهِ
كَــصَـرِيـعِ الْـخَـمْـرِ يَـشْـكُـو دَاءَهُ
وَيُــجِــيـلُ الـطَّـرْفَ فِـي أَدْفَـانِـهِ
•••
وَسَـــرَى الـــدَّاءُ إِلَــيْــهِ زَاحِــفًــا
زَحْــفَــةَ الْأَيْــمِ عَــلَــى كُـثْـبَـانِـهِ
وَنَــجَــا أَوْ كَــادَ لَــوْلَا هَــيْــضَــةٌ
ضَــمَّــهَـا الْـغَـيْـبُ إِلَـى كِـتْـمَـانِـهِ
وَأَغَـــبَّـــتْـــهُ سَـــبَــاطٌ صَــالِــبٌ
كَــسَــوَافِـي الْـقَـيْـظِ أَوْ نِـيـرَانِـهِ
نَــفَــضَ الــطِّــبُّ يَـدَيْـهِ عَـاجِـزًا
وَاسْـتَـعَـضْـنَـا الـلـهَ فِـي فِـقْـدَانِهِ
•••
إِنَّــمَــا الْـمَـجْـدُ لِأَنْـضَـاءِ الـسُّـرَى
لَا لِــلَاهِــي الــلَّـيْـلِ أَوْ وَسْـنَـانِـهِ
مَـا لِـهَـذَا الْـغَـرْسِ لَـمْ يُـثْمِرْ جَنًى
أَغَــفَــا الــزَّارِعُ عَــنْ بُــسْــتَــانِـهِ
لَا وَشِــعْــرِي مَــا سَــقَـاهُ جَـدْوَلٌ
بَـلْ سَـقَـاهُ الْـقَـلْـبُ مِـنْ نُـعْـمَـانِـهِ
مَــثَــلُ الــدُّنْــيَـا كَـنَـادِي مَـيْـسِـرٍ
مَـا احْـتِـيَـالُ الْـمَـرْءِ فِـي سُهْمَانِهِ
غَـضْـرَبٌ يَـهْـلِـكُ جُـوعًـا ظَـبْـيُـهُ
يَـحْـبِـسُ الْـخَـيْـرَ عَـلَـى جِـعْـلَانِهِ
مِـــنْـــبَــرٌ قَــالَ عَــلَــيْــهِ بَــاقِــلٌ
وَهْـــوَ نَــزَّاعٌ إِلَــى سَــحْــبَــانِــهِ
أَوْ رَشُـوفٌ جِـئْـتَ تَـجْنِي شَهْدَهَا
فَــسَــقَــاكَ الْــجَـمَّ مِـنْ ذِيـفَـانِـهِ
أَيُّــهَــا الْــقَــبْــرُ سَــلَامًـا عَـاطِـرًا
وَسَــقَــاكَ الْــغَـيْـثُ مِـنْ فِـرْتَـانِـهِ
•••
لَـوْ رَأَيْـتَ الـشَّـيْـخَ يَـبْـكِي بَعْضَهُ
قَــائِــلًا وَالــدَّمْــعُ فِــي تَـهْـتَـانِـهِ
هَــذِهِ الــضَّـحَّـاءُ غَـابَـتْ مَـغْـرِبًـا
وَأَوَى الْــــبَـــدْرُ إِلَـــى دِيـــرَانِـــهِ
ثُــمَّ عَـادَ الـصُّـبْـحُ وَالـلَّـيْـلُ وَعَـا
دَ كِــلَا الْــبُــرْجَــيْــنِ فِــي إِبَّـانِـهِ
وَلَأَنْــتَ الــشَّـمْـسُ وَالْـبَـدْرُ مَـعًـا
لِــبَــصِــيــرٍ كُــفَّ فِــي أَحْــزَانِــهِ
أَوْ سَـمِـعْـتَ الْأُمَّ تَـبْـكِـي بِـخَـنِـيـ
ـنٍ خَــفِــيِّ الـصَّـوْتِ أَوْ مِـرْنَـانِـهِ
لَـــتَـــشَــهَّــيْــتَ فِــدَاهُ رَاضِــيًــا
لَــوْ يُـعِـيـدُ الْـمَـيْـتَ مِـنْ جَـبَّـانِـهِ
•••
يَـا «أَبِـي» صَـبْـرًا جَـمِـيلًا خَاشِعًا
مَـا تَـوَانَـى الْـقَـلْـبُ عَـنْ سُـلْـوَانِهِ
كَـفْـكِـفِـي يَـا «أُمُّ» دَمْـعًـا قَـانِـيًـا
كَــعَــقِــيــقِ الــدُّرِّ أَوْ مَــرْجَــانِـهِ
فَـمَـقَـامُ الْـمَـرْءِ فِـي الـدُّنْيَا اغْتِرَا
بٌ وَإِنْ طَـــالَ مَــدَى إِيــطَــانِــهِ
إِنْ يَـكُنْ قَدْ مَاتَ فِي شَرْخِ الصِّبَا
فَــهْــوَ أَحْـظَـى بِـرِضَـا رَحْـمَـانِـهِ
إِنَّ يَـــوْمَ الْــمَــرْءِ مِــثْــقَــالٌ لَــهُ
أَوْ عَــلَــيْــهِ جَــدَّ فِــي مِــيـزَانِـهِ
•••
مَــرْحَـبًـا بِـالْـمَـوْتِ أَنَّـى جِـئْـتَـنَـا
فِـي خَـرِيـفِ الْـعُـمْـرِ أَوْ نَـيْـسَـانِهِ
أَنَــا لَا أَبْـكِـي عَـلَـى رَوْضٍ جَـنَـيْـ
ـتُ قَـتَـادَ الـشَّـوْكِ مِـنْ أَغْـصَـانِـهِ
وَبَــلَــوْتُ الــنَّـبْـتَ طَـيَّـانًـا فَـذُقْـ
ـتُ وَزِيـنَ الْـحَـبِّ مِـنْ شَـرْيَـانِـهِ
مَـا سَـئِـمْـتُ الْـعَـيْـشَ مِـنْ لَأْوَائِهِ
وَأَنَـــا الـــدَّاخِـــلُ فِــي لَــيَّــانِــهِ
بَـلْ شَـجَـانِي مَا شَجَا شَيْخَ الْمَعَرَّ
ةِ فَـــارْتَـــاحَ إِلَـــى سِـــرْحَـــانِــهِ
ضَـلَّ فِـي وَادِي ظُـنُونِي مُرْشِدِي
فَـــرَجَــوْتُ الْــوُدَّ مِــنْ خَــوَّانِــهِ
لَــمْ أَعُــدْ أَدْرِي أَهَــذَا نَـاصِـحِـي
أَوْ عَــــدُوٌّ جَــــاءَ فِــــي أَرْدَانِـــهِ
فَــــكَأَيِّـــنْ مِـــنْ عَـــزُوفٍ إِمَّـــعٍ
خَــتَــمَ الْــقَـلْـبَ عَـلَـى أَضْـغَـانِـهِ
مُــغْـرَمٌ بِـالْـعَـتْـبِ إِنْ بِـنْـتُ وَكَـمْ
كُــنْــتُ أَشْــتَــاقُ إِلَــى لُــقْـيَـانِـهِ
آكِــلٌ لَــحْــمِـي إِذَا «غِـبْـتُ» فَإِنْ
«كُـنْـتُ» كُـنْـتُ مُـصْـطَفَى خِلَّانِهِ
وَكَأَيٍّ مِـــنْ كَـــنُـــودٍ عَـــقَّـــنِــي
وَجَــرَعْـتُ الْـمُـهْـلَ مِـنْ عُـدْوَانِـهِ
مَــا زَرَعْــتُ الْـخَـيْـرَ إِلَّا وَحَـصَـدْ
تُ قَــتَــادَ الـشَّـوْكِ مِـنْ قَـيْـنَـانِـهِ
وَحَـبِـيـبٌ رَاحَ يَـسْـقِـيـنِـي الْهَوَى
كَــحُــمَــيَّــا الــرَّاحِ مِــنْ رَيَّــانِــهِ
آثَـــرَ الْــغَــدْرَ فَــوَلَّــى بَــعْــدَمَــا
سَـمْـهَـجَ الْـمَـقْـصُـودَ مِـنْ أَيْـمَـانِهِ
•••
إِنَّـمَـا يَـبْـكِـي عَـلَـى الـدُّنْـيَـا فَتًى
خَــيَّــمَ الْــمَـوْتُ عَـلَـى وِجْـدَانِـهِ
أَوْ غَـرِيـرٌ فِـي مَـجَـانَـاتِ الـصِّـبَـا
شَــــوِلٌ بَـــزَّ عَـــلَـــى أَقْـــرَانِـــهِ
نَــفَـخَ الـشَّـيْـطَـانُ فِـيـهِ فَـعَـلَـتْ
كَـــفَّـــةُ الْآثَـــامِ فِــي مِــيــزَانِــهِ
مُـشْـفِـقٌ مِـنْ هَـوْلِ وَعْـدٍ صَـادِقٍ
يَــوْمَ يَــدْعُــوهُ إِلَــى دَيَّــانِـهِ …
… نَـافِـخُ الـصُّـورِ فَـيَـنْـقَادُ وَفِي
لَــهَــفٍ يَــبْـحَـثُ عَـنْ شَـيْـطَـانِـهِ
يَـــوْمَ لَا يَــنْــفَــعُ مَــالٌ أَوْ بَــنُــو
نَ وَفِــي الْــقَــلْــبِ صَـفَـا أَدْرَانِـهِ
يَــوْمَ يَــنْــدَكُّ عَــسِـيـبٌ وَيَـطِـيـ
ـرُ كَـطَـيْـرِ الْـعِـهْنِ مِنْ صَوَّانِهِ …
… كُــلُّ صَــلْـدٍ أَيِّـدٍ مَـا إِنْ تُـزَعْـ
ـزِعُ هُـوجُ الْـهَـيْـفِ مِـنْ بُـنْـيَـانِـهِ
إِنْ يَـكُـنْ قَـدْ طَـفَّ كَـيْـلِي وَعَلَتْ
كَـفَّـةُ الْـخُـسْـرَانِ مِـنْ نُـقْـصَـانِـهِ
فَــعَــذِيــرِي وَشَــفِــيــعِــي نِـيَّـةٌ
تَــغْــلِــبُ الــثَّــلْـجَ عَـلَـى أَلْـوَانِـهِ
وَفُـــؤَادٌ لَـــمْ يُـــسَـــاوِرْهُ هَـــوًى
ثَــابِــتٌ كَــالــطَّـوْدِ فِـي إِيـمَـانِـهِ
•••
يَـا سَـمِـيـرَ الدُّودِ فِي وَادِي الْبِلَى
وَطَــلِــيـقَ الـرُّوحِ فِـي رِضْـوَانِـهِ
كِـدْتُ لَـوْلَا حُـرْقَـةُ الْـمَـوْتِ أُهَـنِّـ
يــكَ بِــالْــمَـوْتِ عَـلَـى أَشْـجَـانِـهِ
قُـمْ تَـرَ الْـحَـقَّ هَـضِـيـمًـا مِـثْـلَـمَـا
كَــانَ فِــي الْــغَــابِـرِ مِـنْ أَزْمَـانِـهِ
وَتَــرَ الْــبَــغْــيَ هِـضَـبًّـا جَـامِـحًـا
أَرْسَــلَ الْــمَـشْـدُودَ مِـنْ أَرْسَـانِـهِ
وَكَــسَــيْــلٍ مُــجْــلَــعِــبٍّ رَاعِـبٍ
أَهْــلَـكَ الْـوُدْيَـانَ فِـي طُـغْـيَـانِـهِ
قُـمْ فَـحَـدِّثْـنَـا عَـنِ الْـمَـوْتِ وَعَنْ
عَــالَــمِ الــرُّوحِ وَعَــنْ سُــكَّــانِـهِ
قُـمْ فَـعَـمِّـرْ هَـذِهِ الـنَّـفْـسَ الْـخَـرَا
بَ وَأَحْـيِ الْـقَـلْـبَ مِـنْ غُـفْـلَانِـهِ
وَاذْكُـرِ الـصِّـيـدَ الـصَّـنَـادِيدَ الْأُلَى
نَــصَـرُوا الْإِسْـلَامَ فِـي حِـدْثَـانِـهِ
شَـمَّـرَتْ عَـنْ سَـاقِـهَـا الْحَرْبُ فَكَا
نُـوا لَـظَـى الـلـهِ عَـلَـى خُـصْـمَانِهِ
دَوَّخُـوا الـدُّنْـيَـا فَـكِـسْـرَى شَـارِدٌ
يَــنْــعَــقُ الْــبُــومُ عَــلَـى إِيـوَانِـهِ
وَهِــرَقْــلُ الـرُّومِ يَـنْـعَـى مُـلْـكَـهُ
بَـيْـنَ صَـرْعَـى الْحَرْبِ مِنْ أَعْوَانِهِ
قُـمْ فَـحَـدِّثْـنَـا حَـدِيـثًـا مُـسْـتَـطَا
بًــا عَــنِ الْــخُــلْـدِ وَعَـنْ وِلْـدَانِـهِ
وَانْـثُـرِ الـسِّـحْـرَ عَـلَـى أَسْـمَـاعِـنَا
مِــنْ جُـمَـانِ الـنَّـثْـرِ أَوْ عِـقْـيَـانِـهِ
إِنْ وَصَـفْـتَ الْـحُـورَ وَالْعِينَ اللَّوَا
تِــي وُعِــدْنَــاهُــنَّ مِـنْ نِـسْـوَانِـهِ
قُـمْ فَأَنْـشِـدْنَـا نَـشِـيـدًا عَـبْـقَـرِيًّـا
يَـــحَــارُ الْــفَــنُّ فِــي أَلْــحَــانِــهِ
يُــسْـمِـعُ الـصُّـمَّ وَيُـزْرِي سِـحْـرُهُ
بِــكِــرَانِ الْــكَــوْنِ أَوْ عِــيــدَانِــهِ
يُـعْـجِـمُ الـطَّـيْـرَ فَـلَا يَـشْـدُو هَزَا
رٌ وَلَا عَـــيْـــنٌ عَـــلَــى أَفْــنَــانِــهِ
قُـمْ فَـحَـدِّثْـنَـا عَـنِ الـطُّـهْـرِ فَعَطِّـ
ـرْ نُــفُــوسًــا مِـنْ شَـذَى ظَـيَّـانِـهِ
•••
يَـا صَـبُـوحَ الْـوَجْـهِ يَـا بَـدْرًا صَفَا
بَــلْ طَـوَاهُ الْـغَـيْـمُ فِـي أَدْجَـانِـهِ
يَـا نَـضِـيـرَ الْـعُـودِ يَـا غُصْنًا ذَوَى
قَـبْـلَ أَنْ نَـقْـطِـفَ مِـنْ سَـوْسَـانِـهِ
إِنَّــمَــا الــذِّكْــرُ حَـيَـاةٌ فَـلْـتَـعِـشْ
لَــهَــفَ الْــمَــوْتِ عَــلَـى أَكْـفَـانِـهِ
صَـــــدَقَ الْــــوُدَّ وَفِــــيٌّ ذَاكِــــرٌ
غَــلَـبَ الْـمَـوْتُ عَـلَـى سُـلْـطَـانِـهِ
وَلَــئِــنْ جَــفَّـتْ يَـنَـابِـيـعُ الـثَّـرَى
ثُـمَّ غَـاضَ الْـمَـاءُ فِـي خُـلْـجَـانِـهِ
فَــذَكِــيُّ الْــحُـزْنِ يَـبْـقَـى بَـعْـدَهُ
يَــمْــلَأُ الْأَرْضَ شَــذَى رَيْــحَــانِـهِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الرمل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

عزيز فهمي: شاعر مصري امتازَ بإنتاجٍ شِعريٍّ وفير، حازَ على إعجابِ مُعاصِريه في النصف الأول من القرن العشرين؛ لا سيما عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين.

وُلِد «عزيز عبد السلام فهمي محمد جمعة» في طنطا عامَ ١٩٠٩م، وكان والده أحدَ قِياديِّي حزب الوفد. تلقَّى «عزيز» تعليمَه الأساسي في مَسقط رأسه، ثم انتقَلَ إلى القاهرة فأكمَلَ دراستَه بمدرسة الجيزة الثانوية، والْتَحقَ بعدَها بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وفي الوقت نفسه انتسب إلى كلية الآداب، فدرَسَ فيهما معًا، وبعدما حصل على ليسانس الحقوق سافرَ إلى فرنسا لدراسة القانون، وهناك حصل على الدكتوراه في القانون من جامعة السوربون عامَ ١٩٣٨م.

بعد عودته من فرنسا عمل بالنيابة، غيرَ أنه فُصِل من عمله بعدَ إقالة الحكومة الوفدية عامَ ١٩٤٤م، فاشتغل بالمحاماة، وانتُخِب لعضوية البرلمان المصري عن حزب الوفد عامَ ١٩٥٠م، وكانت له فيه صَولاتٌ وجَولاتٌ أشهَرُها دِفاعُه عن حُرية الصحافة؛ ما أوغَرَ صدْرَ المَلِك عليه، فاعتُقِل بتهمة العيب في الذات المَلكية إبَّانَ الحربِ العالَمية الثانية. وشارَكَ «عزيز» في تحرير الصُّحف والمَجَلات التي كان يُصدِرها حزبُ الوفد، وكان عضوًا في كتائب الفدائيِّين، واشترَكَ في عملياتٍ فِدائيةٍ استهدفَتْ معسكراتِ قواتِ الاحتلالِ الإنجليزي.

أمَّا شِعْره فيتنوَّع بينَ قصائدَ طويلةٍ ومتوسطةِ الطول، ويتَّجه إلى رِثاء النفس، والغَزَل العفيف، ومَدِيح أعلام عصره، وبخاصةٍ «طه حسين» و«حافظ إبراهيم»، ورثاء آخَرين، فضلًا عن بُروزِ النَّزْعةِ الوطنية في شِعره واهتمامِه بقضايا الوطن. وله قصائدُ نشرَتْها مَجلاتٌ عِدَّة، منها: «الرسالة»، و«الثقافة»، و«الإرادة»، و«السياسة»، وقد نُشِر معظمُ شِعره في ديوانه «ديوان عزيز» عَقِب وفاته، وقدَّمَ للديوان الدكتور طه حسين، الذي أبدى في كلمته أسًى كبيرًا على الشاعر المُجِيد، الذي تَخطَّفَتْه يدُ المَنُون عاجلًا عامَ ١٩٥٢م في العيَّاط جنوبي القاهرة غَرَقًا في تُرْعةٍ مائية، بعدَ انقلابِ سيارةِ الأجرة التي كان يَستقِلُّها أثناءَ مُحاوَلتِه اللَّحاقَ بقطارِ الصَّعِيد ليتمكَّنَ من التَّرافُع في إحدى القضايا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤