لُبْنَانُ

Wave Image
أَلْــقَــيْــتُ لِـلْـغِـيـدِ الْـمِـلَاحِ سِـلَاحِـي
وَرَجَـعْـتُ أَغْـسِـلُ بِـالـدُّمُـوعِ جِرَاحِي
وَلَــمَــحْـتُ رَيْـحَـانَ الـصِّـبَـا فَـرَأَيْـتُـهُ
ذَبَــلَــتْ نَــضَــارَتُــهُ عَــلَــى الْأَقْــدَاحِ
كَـانَ الـشَّـبَـابُ طِـمَـاحَ لَاعِـجَـةِ الْهَوَى
فَـالْـيَـوْمَ يَـرْفَـعُ سَـاعِـدَيْـهِ طِـمَـاحِـي
مَـنْ لِـي وَقَـدْ عَـبِـثَ الْـمَـشِيبُ بِلِمَّتِي
بِــضِــيَــاءِ ذَاكَ الْــفَــاحِــمِ الـلَّـمَّـاحِ؟!
قَـــدْ كَــانَ لِــلَّــذَّاتِ أَسْــرَعَ نَــاصِــحٍ
فَــغَــدَا عَـلَـى الـشُّـبُـهَـاتِ أَوَّلَ لَاحِـي
لَــوْ أَسْــتَـطِـيـعُ لَـبِـعْـتُ عُـمْـرِيَ كُـلَّـهُ
لِــمُــنَــى الــصِّــبَــا وَأَرِيـجِـهِ الـنَّـفَّـاحِ
أَيَّــــامَ أَوْتَـــارِي تُـــغَـــرِّدُ وَحْـــدَهَـــا
وَتَـكَـادُ تُـسْـكِـرُ فِـي الـزُّجَـاجَـةِ رَاحِي
أَيَّـــامَ شِــعْــرِي لِــلْــفَــوَاتِــنِ رُقْــيَــةٌ
تَـــسْـــتَـــلُّ كُـــلَّ تَـــدَلُّـــلٍ وَجِــمَــاحِ
«دُوجِـيـنُ» لَـمْ يَـجِـدِ الْفَتَى مِصْبِاحَهُ
وَأَبَــانَ أَسْــرَارَ الْــهَــوَى مِــصْـبَـاحِـي
الْـفَـلْـسَـفَـاتُ وَمَـا حَـوَتْ فِـي نَـظْـرَةٍ
مِــنْ لَـحْـظِ سَـاجِـيَـةِ الْـعُـيُـونِ رَدَاحِ
تُــغْــرِي الْــهَـوَى وَتَـصُـدُّهُ لَـمَـحَـاتُـهَـا
فَــيَــحَــارُ بَــيْــنَ تَــمَــنُّــعٍ وَسَــمَــاحِ
وَالـنَّـظْـرَةُ الْـبَـهْـمَـاءُ أَفْـتَـكُ بِـالْـفَـتَـى
مِــنْ كُــلِّ وَاضِــحَــةِ الْــمَــرَامِ وَقَـاحِ
فَـخُـذُوا الْـيَـقِـيـنَ وَنُـورَهُ لِـعُـقُـولِـكُـمْ
وَدَعُـــوا شُــكُــوكَ الْــحُــبِّ لَــلْأَرْوَاحِ
•••
سِـرْ يَـا قِـطَـارُ فَـفِـي فُـؤَادِي مِـرْجَـلٌ
يُــزْجِــيــكَ بَــيْــنَ مَــتَــالِــعٍ وَبِـطَـاحِ
لَـوْ كُـنْـتَ شِـعْـرِي كُـنْـتَ أَسْـبَـقَ طَائِرٍ
يَــكْـفِـيـهِ لِـلْـقُـطْـبَـيْـنِ خَـفْـقُ جَـنَـاحِ
قَـالُـوا: هُـنَـا لُـبْـنَـانُ، قُلْتُ: وَهَلْ سِوَى
لُــبْـنَـانَ مَـلْـعَـبُ صَـبْـوَتِـي وَمِـرَاحِـي
يَــبْــدُو أَشَــمَّ عَــلَــى الْــبِـطَـاحِ كَأَنَّـهُ
عَــلَــمٌ بِــكَـفِّ الْـفَـارِسِ الْـجَـحْـجَـاحِ
نَـسَـجَـتْ لَـهُ سُـحُـبُ الـسَّمَاءِ مَطَارِفًا
وَحَــبَــتْــهُ زُهْــرُ نُــجُـومِـهَـا بِـوِشَـاحِ
طُـرُقٌ كَـمَـا الْـتَـوَتِ الـظُّـنُـونُ، وَقِـمَّـةٌ
قَــامَــتْ كَــحَــقٍّ لِــلـشُّـعُـوبِ صُـرَاحِ
الــنَّــبْــعُ خَــمْــرٌ وَالْــحَـدَائِـقُ نَـشْـوَةٌ
وَالْــجَــوُّ مِــنْ مِــسْــكٍ وَمِــنْ تُــفَّـاحِ
•••
لُــبْـنَـانُ دَوْحُ الـشِّـعْـرِ أَنْـتَ، تَـعَـلَّـمَـتْ
مِــنْــكَ الْــهَــدِيــلَ سَــوَاجِـعُ الْأَدْوَاحِ
شِــعْــرٌ لَـهُ فِـعْـلُ الـسُّـلَافِ فَـلَـوْ أَتَـى
قَــبْــلَ الــشَّــرَائِــعِ كَـانَ غَـيْـرَ مُـبَـاحِ
وَنَــضِــيــرُ أَلْــفَــاظٍ كَأَزْهَــارِ الــرُّبَــى
يَــبْــسِـمْـنَ غِـبَّ الْـعَـارِضِ الـسَّـحَّـاحِ
وَخَــمَــائِــلٌ مِــنْ أَحْــرُفٍ قُــدْسِــيَّـةٍ
أَخْــمَــلْــنَ صَــوْتَ الـطَّـائِـرِ الـصَّـدَّاحِ
الْــفَــنُّ مِــنْ سِــرِّ الــسَّـمَـاءِ وَنَـفْـحَـةٌ
مِــنْ فَــيْــضِ نُـورِ الْـوَاهِـبِ الْـفَـتَّـاحِ
وَالْــعَــبْــقَــرِيَّــةُ أَنْ تُــحَــلِّــقَ وَادِعًـا
فَــتَــفُــوتَ جُـهْـدَ الـنَّـاصِـبِ الْـكَـدَّاحِ
•••
لُـبْـنَـانُ، أَنْـتَ مِـنَ الْـعَـزَائِـمِ وَالـنُّـهَـى
مَــا أَنْــتَ مِــنْ صَــخْــرٍ وَلَا صُــفَّــاحِ
أَبْــطَـالُـكَ الـصِّـيـدُ الْـكُـمَـاةُ مَـنَـاصِـلٌ
طُــبِــعَــتْ لِــيَـوْمِ كَـرِيـهَـةٍ وَتَـلَاحِـي
شَـحُّـوا عَـلَـى مُـتَـعِ الْـحَـيَـاةِ بِـلَحْظَةٍ
وَمَـشَـوْا لِـوِرْدِ الْـمَـوْتِ غَـيْـرَ شِـحَـاحِ
قَـهَـرُوا الـزَّمَـانَ وَلَـنْ تَـضِـيـعَ كَـرَامَـةٌ
لِـــلْـــحَـــقِّ بَـــيْـــنَ أَسِـــنَّــةٍ وَرِمَــاحِ
الْــمَــجْــدُ بَـابٌ إِنْ تَـعَـاصَـى فَـتْـحُـهُ
فَــاسْأَلْ كَــتَــائِــبَـهُـمْ عَـنِ الْـمِـفْـتَـاحِ
دَقُّــوا فَــمَــا أَوْدَى بِــعَــزْمِ أَكُــفِّــهِــمْ
بَأْسُ الْـــحَــدِيــدِ وَقَــسْــوَةُ الْأَلْــوَاحِ
وَمِـنَ الْـحِـفَـاظِ الْـمُـرِّ مَـا يُعْيِي الْفَتَى
لَــيْــسَــتْ تَــكَــالِــيـفُ الْـعُـلَا بِـمُـزَاحِ
كَـمْ صَـابَـرُوا عَـنَـتَ الْـحَـيَاةِ وَعُسْرَهَا
بِـــخَــلَائِــقٍ غُــرِّ الْــوُجُــوهِ صِــبَــاحِ
نَـزَحُـوا عَـنِ الْأَوْطَـانِ فِـي طَلَبِ الْعُلَا
وَالْــعَــزْمُ مِــلْءُ حَــقَــائِــبِ الــنُّــزَّاحِ
وَسَـرَوْا مَـعَ الـرِّيـحِ الْـهَـبُـوبِ فَلَا تَرَى
إِلَّا رِيَــــاحًــــا زُوحِـــمَـــتْ بِـــرِيَـــاحِ
لَــمْ يَــسْــتَـكِـيـنُـوا لِـلـزَّمَـانِ وَوَعْـدِهِ
فَــالــدَّهْــرُ أَكْـذَبُ مِـنْ نَـبِـيِّ سَـجَـاحِ
فِـي أَرْضِ «كُـولُـمْـبٍ» بَـنَـوْا فِيمَا بَنَوْا
شَــمَــمَ الْأَبِــيِّ وَعَــزْمَــةَ الْــمِـلْـحَـاحِ
وَبِــــكُــــلِّ جَــــوٍّ رَايَـــةٌ هَـــفَّـــافَـــةٌ
تَــهْــتَــزُّ كَــالْــمُــتَــخَــايِــلِ الْــمَـيَّـاحِ
لَـوْ أَبْـصَرُوا فِي الشَّمْسِ مَوْضِعَ مَهْجَرٍ
لَــتَــسَــلَّــقُــوا لِــسَــعِــيـرِهَـا الـلَّـوَاحِ
وَالـنَّـفْـسُ إِنْ عَـظُـمَتْ يَضِيقُ بِسَعْيِهَا
صَــدْرُ الْــفَــضَــاءِ بِــرَحْــبِـهِ الْـفَـيَّـاحِ
لِــلــنَّــاسِ نَــاحِــيَــةٌ تَــلُـمُّ شَـتَـاتَـهُـمْ
وَالْــعَــبْــقَــرِيُّ لَـهُ الْـوُجُـودُ نَـوَاحِـي!
يَـمْـشِي الْجَرِيءُ عَلَى الْعُبَابِ مُخَاطِرًا
وَأَرَى الْـجَـبَـانَ يَـمُوتُ فِي الضَّحْضَاحِ
•••
لُــبْـنَـانُ، صُـنْـتَ الـضَّـادَ فِـي لَأْوَائِـهَـا
مِــنْ شَــرِّ مَــاحٍ أَوْ هَــوَى مُــجْــتَــاحِ
فِـي الْـبَـدْوِ لَـوَّحَـهَـا الْـهَجِيرُ فَلَمْ تَجِدْ
إِلَّا ظِـــلَالَـــكَ نُــجْــعَــةَ الْــمُــلْــتَــاحِ
جَـمَـعَـتْ رِجَـالُـكَ زَهْـرَهَـا فِـي طَـاقَةٍ
عَــبِــقَ الْــوُجُــودُ بِـنَـشْـرِهَـا الْـفَـوَّاحِ
نَــظَــمُــوا لَـهَـا عِـقْـدًا يَـرِفُّ شُـعَـاعُـهُ
بِـــلَآلِــئٍ مِــلْءِ الْــعُــيُــونِ صِــحَــاحِ
وَحَــمَــوْا كِــتَــابَ الــلـهِ جَـلَّ جَـلَالُـهُ
مِـــنْ لَــغْــوِ فَــدْمٍ أَوْ هُــرَاءِ إِبَــاحِــي
فَـانْـظُـرْ إِلَـى «الْـبُـسْتَانِ» هَلْ تَلْقَى بِهِ
إِلَّا وُرُودًا أَوْ ثُـــــغُــــورَ أَقَــــاحِــــي؟
•••
لُــبْــنَــانُ، وَالْــفِـرْدَوْسُ أَنْـتَ لَـقِـيـتُـهُ
فَــطَــرَحْــتُ عِــنْــدَ لِـقَـائِـهِ أَتْـرَاحِـي
وَتَــرَكْــتُ لِــلَّـهْـوِ الْـعِـنَـانَ وَأَطْـلَـقَـتْ
أَيْــدِي الــزَّمَـانِ الْـعَـاتِـيَـاتُ سَـرَاحِـي
وَشَـهِدْتُ فِيكَ الْحُورَ تَسْبَحُ فِي السَّنَا
نَــفْــسِــي فِـدَاءُ ضِـيَـائِـهَـا الـسَّـبَّـاحِ!
طَـاوَعْـتُ فِـي نَـجْـلَائِـهِـنَّ صَـبَـابَـتِـي
وعَــصَــيْـتُ مَـا تَـهْـذِي بِـهِ نُـصَّـاحِـي
مَــا الْــفِــتْــنَــةُ الــشَّـعْـوَاءُ إِلَّا أَعْـيُـنٌ
سُـــودٌ، تَـــلَأْلَأُ فِـــي وُجُـــوهِ مِـــلَاحِ
دَافَـعْـتُ بِـالْـغَـزَلِ الْـحَـنُـونِ لِـحَـاظَـهَا
شَــتَّــانَ بَــيْــنَ سِـلَاحِـهَـا وَسِـلَاحِـي
وَبَــعَــثْــتُ أَنَّــاتِــي وَقُــلْــتُ لَــعَـلَّـهَـا
تُــغْــنِــي إِشَــارَتُــهَــا عَـنِ الْإِفْـصَـاحِ!
فَـتَـجَـاهَـلَـتْ لُـغَـةَ الْـغَـرَامِ وَتَـابَـعَـتْ
خُـــطُـــوَاتِــهَــا فِــي عِــزَّةٍ وَشِــيَــاحِ
عَــادَتْ إِلَــيَّ حَــبَــائِـلِـي فَـلَـمَـمْـتُـهَـا
وَرَضِـيـتُ مِـنْ ضَـحِكِ الْهَوَى بِنُوَاحِي
لَـمْ يُـبْـقِ مِـنِّـي الْـوَجْـدُ غَـيْرَ حُشَاشَةٍ
لَـــوْلَا الـــتَّـــعَـــلُّـــلُ آذَنَـــتْ بِـــرَوَاحِ
أَشْـكُـو، وَمَـا الـطِّـبُّ الْـحَـدِيثُ بِرَاحِمٍ
شَــجْــوِي، وَلَا مُـتَـسَـمِّـعٌ لِـصِـيَـاحِـي
هَــلْ بَــيْــنَ مُـؤْتَـمَـرِ الْأُسَـاةِ مُـجَـرِّبٌ
شَــافٍ لِأَدْوَاءِ الــصَّــبَــابَــةِ مَـاحِـي؟
وَالـطِّـبُّ لَا يَـصِـلُ الْـمَـدَى إِنْ لَمْ تَصِلْ
جَـــــدْوَاهُ لِـــــلْأَرْوَاحِ وَالْأَشْــــبَــــاحِ
•••
مَــرْحَــى بِــمُــؤْتَــمَــرٍ تَــبَــلَّــجَ نُـورُهُ
فِـي الـشَّـرْقِ، مِـثْـلَ تَـبَـلُّـجِ الْإِصْـبَـاحِ
زُمَـرٌ مِـنَ الْـبَـشَـرِ الْـمَـلَائِـكِ كَـمْ لَـهُـمْ
فِـي الـطِّـبِّ مِـنْ غُـرَرٍ وَمِـنْ أَوْضَـاحِ!
بَـذَلُـوا الـنُّـفُـوسَ، فَـكَمْ شَهِيدِ جِرَاحَةٍ
مِـنْـهُـمْ، وَكَـمْ مِـنْـهُـمْ شَـهِـيـدِ كِـفَـاحِ!
وَتَــفَــهَّـمُـوا سِـرَّ الْـحَـيَـاةِ وَلَـمْ يَـكُـنْ
سِــرُّ الْــحَــيَــاةِ لِــغَــيْــرِهِــمْ بِـمُـبَـاحِ
دَهَــتِ الْــبِــلَادَ بَــعُــوضَــةٌ أَجَــمِـيَّـةٌ
جَــاءَتْ عَــلَــى قَــدَرٍ لِــمِـصْـرَ مُـتَـاحِ
دَقَّــتْ لِــغَــيْــرِ تَــرَحُّــلٍ أَطْــنَــابَــهَــا
وَرَمَــتْ مَــرَاسِــيَــهَــا لِــغَــيْــرِ بَـرَاحِ
وَعَـدَتْ عَـلَـى الْـمَـاءِ الْـقَرَاحِ جُيُوشُهَا
فَــغَــدَا الـنَّـمِـيـرُ الْـعَـذْبُ غَـيْـرَ قَـرَاحِ
الــسُّـمُّ أَقْـوَى فِـي شَـبَـا خُـرْطُـومِـهَـا
مِـــنْ حَـــدِّ كُـــلِّ مُـــهَـــنَّــدٍ سَــفَّــاحِ
كَـالْـجِـنِّ تَـهْـوَى الـلَّـيْـلَ فِـي وَثَـبَـاتِـهَا
وَتَـــفِـــرُّ ذُعْــرًا مِــنْ بُــزُوغِ صَــبَــاحِ
•••
يَــا خِــيــرَةَ الـشَّـرْقِ الْـمُـدِلِّ بِـقَـوْمِـهِ
هَــــذَا أَوَانُ الْـــبَـــعْـــثِ وَالْإِصْـــلَاحِ
الْــمَــجْــدُ فَــوْقَــكُــمُ دَنَــتْ أَفْــنَـانُـهُ
فَـــتَـــلَـــقَّـــفُــوا ثَــمَــرَاتِــهِ بِــالــرَّاحِ
وَتَــرَسَّـمُـوا سَـنَـنَ الـرَّئِـيـسِ وَهَـدْيِـهِ
شَــيْــخِ الْأُسَــاةِ «عَــلِــيٍّ» الْــجَــرَّاحِ
وَانْــفُــوا عَـنِ الـطِّـبِّ الـرَّطَـانَـةَ إِنَّـهَـا
نَــمَــشٌ يَــعِــيـثُ بِـوَجْـهِـهِ الْـوَضَّـاحِ
كَـمْ فِـي حِمَى الْفُصْحَى وَبَيْنَ كُنُوزِهَا
مِــنْ مُــشْــرِقَــاتٍ بِـالْـبَـيَـانِ فِـصَـاحِ!
مَــا أَنْــكَــرَتْ أُمَــمٌ لِــسَـانَ جُـدُودِهَـا
يَــوْمًــا وَسَــارَتْ فِــي طَـرِيـقِ فَـلَاحِ
•••
لُــبْــنَــانُ، مُــذْ حَــلَّــتْ ذُرَاكَ رِكَــابُـنَـا
حَــلَّــتْ مِــنَ الــدُّنْــيَــا بِأَكْــرَمِ سَــاحِ
الْأَرْزُ فِــيــكَ وَنَـخْـلُ مِـصْـرَ كِـلَاهُـمَـا
أَخَــــوَانِ فِــــي الْأَتْـــرَاحِ وَالْأَفْـــرَاحِ
وَالـنِّـيـلُ مِـنْـكَ، فَـلَـوْ بَـكَـيْـتَ لِـفَـادِحٍ
غَــمَــرَ الـشُّـطُـوطَ بِـدَمْـعِـهِ الـنَّـضَّـاحِ
لُــبْــنَــانُ، آنَ لَــكَ الْــفَــخَــارُ بِـسَـادَةٍ
عُــرْبٍ كِــرَامِ الْــمَــنْــبِــتَــيْـنِ سِـمَـاحِ
مَــجْــدٌ إِذَا مَــا أَشْــرَقَـتْ صَـفَـحَـاتُـهُ
أَزْرَتْ بِــمُــؤْتَــلِـقِ الـنَّـهَـارِ الـضَّـاحِـي

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الكامل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

علي الجارم: أديب، وشاعر مصري، ورائد من رواد مدرسة الإحياء والبعث إلى جانب كل من أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. أَثْرَت مؤلفاته المكتبة الأدبية العربية؛ حيث تعددت وتنوعت بين الدواوين الشعرية، والروايات الأدبية والتاريخية، إضافة إلى الكتب المدرسية، وكانت له مساهمات فعالة في حقل اللغة العربية. وقد اشتهر بغيرته على الدين واللغة والأدب، وتمكن من أن يحوز مكانة شعرية رائدة.

ولد علي صالح عبد الفتاح الجارم، بمدينة رشيد عام ١٨٨١م، تلك المدينة التي شهدت الكثير من أحداث مصر التاريخية. كان والده الشيخ محمد صالح الجارم عالمًا من علماء الأزهر، وقاضيًا شرعيًّا بمدينة دمنهور. تلقى علي دروسه الأولى بمدينة رشيد، فأتم بها التعليم الابتدائي، وواصل تعليمه الثانوي بالقاهرة حيث التحق بالأزهر الشريف، واختار بعد ذلك أن يلتحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة. سافر عام ١٩٠٨م إلى إنجلترا وتحديدًا نوتينجهام لإكمال دراسته، فدرس هناك أصول التربية، ثم عاد إلى مصر عام ١٩١٢م بعد أربع سنوات قضاها في الغربة.

عُيِّن الجارم عقب عودته مدرسًا بمدرسة التجارة المتوسطة، ثم تدرج في مناصب التربية والتعليم حتى عُيِّن كبير مفتشي اللغة العربية بمصر، كما عمل الجارم وكيلًا لدار العلوم، وكان عضوًا مؤسِّسًا لمجمع اللغة العربية، وقد مَثَّل مصر في عدد من المؤتمرات العلمية والثقافية.

سَخَّر الجارم طاقاته الإبداعية وإمكانياته الثقافية في إنجاز العديد من الروايات الأدبية التاريخية التي تتخذ من التاريخ العربي موضوعًا لها، مثل: «فارس بني حمدان» و«هاتف من الأندلس» و«مرح الوليد» و«خاتمة المطاف» و«نهاية المتنبي». توفي علي الجارم عام ١٩٤٩م عن ثمانية وستين عامًا، وقد رثاه كبار أدباء ومفكري عصره.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤