مِيلَادُ الْفَارُوقِ

Wave Image
بَــهَــرَ الْــوُجُــودَ بـلُـؤْلُـئِـيِّ ضِـيَـائِـهِ
نَــجْــمٌ تَأَلَّــقَ فِــي بَــدِيــعِ سَـمَـائِـهِ
لَــبِــسَ الْـمَـسَـاءُ بِـهِ غِـلَالَـةَ مُـسْـفِـرٍ
حَــتَّــى كَأَنَّ الـصُّـبْـحَ مِـنْ أَسْـمَـائِـهِ
وَتَـطَـامَـنَـتْ زُهْـرُ الْـكَـوَاكِـبِ هَـيْـبَـةً
لِــلْــمُـشْـرِقِ الْـوَضَّـاحِ فِـي عَـلْـيَـائِـهِ
هَـيْـهَـاتَ! أَيْـنَ ضِـيَـاؤُهَـا مِـنْ ضَوْئِهِ
وَسَــنَـاؤُهَـا مِـنْ بُـعْـدِ أَوْجِ سَـنَـائِـهِ؟
عَــجَــبًــا! يَــزِيــدُ ظُــهُـورُهُ بِـعُـلُـوِّهِ
وَالـنَّـجْـمُ يُـعْـرَفُ إِنْ عَـلَا بِـخَـفَـائِـهِ
مَـا جَـالَ فِـي الْآفَـاقِ أَصْـدَقُ جَوْهَرًا
مِــنْــهُ وَأَصْـفَـى مِـنْ نَـقِـيِّ صَـفَـائِـهِ
يَــلْــقَـاكَ نُـورُ الْـحَـقِّ فِـي لَـمَـحَـاتِـهِ
وَيَــفِــيـضُ مَـاءُ الْـبِـشْـرِ مِـنْ لَأْلَائِـهِ
أَيْــنَ الــنُّــجُــومُ جَــلَالُـهَـا وَرُوَاؤُهَـا
مِـــنْ عَــبْــقَــرِيِّ جَــلَالِــهِ وَرُوَائِــهِ؟
•••
نَـجْـمٌ أَطَـلَّ عَـلَـى الْـوُجُـودِ فـكَـبَّرَتْ
زُمَــرُ الْــوُجُــودِ وَهَــلَّــلَــتْ لِـلِـقَـائِـهِ
وَرَنَــتْ لَــهُ الْآمَــالُ ظَــمْأَى حُــوَّمًـا
مَــعْــقُــودَةً أَبْــصَــارُهَــا بِــرَجَــائِــهِ
وَالــنِّــيــلُ سَــارَ يَــجُـرُّ مِـنْ أَذْيَـالِـهِ
تِــيـهًـا وَيَـمْـرَحُ فِـي مَـدَى خُـيَـلَائِـهِ
يَـخْـتَـالُ مَـا بَـيْـنَ الـرِّيَـاضِ وَكُـلُّـهَـا
مِــنْ نَــسْــجِ كَـفَّـيْـهِ وَمِـنْ إِيـحَـائِـهِ
وَيُــفَــتِّــحُ الْأَزْهَــارَ فِــي أَكْـمَـامِـهَـا
وَيُــنَــبِّــهُ الْــقُــمْــرِيَّ مِــنْ إِغْــفَـائِـهِ
يُـصْـغِـي إِلَـيْـهِ يَـهُـزُّ أَعْـطَافَ الدُّجَى
وَيُــجَــدِّدُ الْآمَــالَ سِــحْــرُ غِــنَــائِـهِ
«إِسْـحَـاقُ» لَـمْ يُوهَبْ عُذُوبَةَ صَوْتِهِ
وَ«عِـنَـانُ» لَـمْ تُـمْـنَـحْ جَـمَـالَ أَدَائِـهِ
أَيْـنَ الـصِّـنَـاعَـةُ وَالْـفُنُونُ وَمَا حَوَتْ
فِـي جَـنْـبِ صُـنْـعِ الـلـهِ فِي أَحْيَائِهِ؟
الــنِّــيــلُ بِــالْـفَـارُوقِ أَعْـذَبُ مَـوْرِدًا
مَــاءُ الْــحَــيَــاةِ ثُــمَــالَـةٌ مِـنْ مَـائِـهِ
عَـلَّـمْـتَـهُ صِـدْقَ الْـوَفَـاءِ فَأَصْـبَـحـتْ
تَــتَــحـدَّثُ الـدُّنْـيَـا بِـصِـدْقِ وَفَـائِـهِ
وَمَـنَـحْـتَـهُ خُـلُـقَ الْـعَـطَـاءِ فَـغَـرَّدَتْ
صَــدَّاحَـةُ الْـوَادِي بِـفَـضْـلِ عَـطَـائِـهِ
لَــمَّـا عَـلَـوْتَ مَـطَـاهُ صَـفَّـقَ مَـوْجُـهُ
بِــشْــرًا وَأَسْــكَــتَ وَجْــدَهُ بِـرُغَـائِـهِ
يَـبْـدُو الـسَّـفِـيـنُ بِـهِ كَمَا تَبْدُو الْمُنَى
لِـلْـيَـائِـسِ الْـحَـيْـرَانِ فِـي ظَـلْـمَـائِـهِ
أَوْ كَـالْـحَـيَـاةِ تَـدِبُّ فِـي جِسْمِ امْرِئٍ
أَفْــنَــتْ شِــكَــايَــتُـهُ فُـنُـونَ إِسَـائِـهِ
أَوْ كَـالـصَّـبَـاحِ لِـمُـدْلِـجٍ خَبَطَ الدُّجَى
فَـطَـوَاهُ وَادِي الـتِّـيـهِ فِـي أَحْـشَـائِـهِ
أَوْ كَــالْــغَــمَــامِ رَأَتْــهُ أَزْهَــارُ الــرُّبَـا
مِـنْ بَـعْـدِ مَـا احْـتَرَقَتْ لِطُولِ جَفَائِهِ
أَوْ كَـابْـتِـسَـامِ الـسَّـعْـدِ بَـعْـدَ قُـطُوبِهِ
أَوْ كَــانْــقِــيَــادِ الــدَّهْــرِ بَـعْـدَ إِبَـائِـهِ
يَـجْـرِي الـسَّـفِينُ وَفَوْقَهُ الْمَلِكُ الَّذِي
صَــفِــرَتْ يَــدُ الْأَيَّــامِ مِـنْ نُـظَـرَائِـهِ
الــدِّيــنُ وَالْأَخْــلَاقُ مِــلْءُ جَــنَــانِـهِ
وَجَـــلَالَـــةُ الْأَمْـــلَاكِ مِـــلْءُ رِدَائِــهِ
يَــهْــتَــزُّ فِــي بُــرْدِ الــشَّــبَـابِ كَأَنَّـهُ
سَــيْــفٌ يُــدِلُّ بِــمَــائِــهِ وَمَــضَـائِـهِ
وَالــنِّـيـلُ يَـجْـتَـازُ الْـمُـرُوجَ مُـبَـشِّـرًا
فَـــتُــرَدِّدُ الْأَطْــيَــارُ مِــنْ أَصْــدَائِــهِ
وَخَــمَـائِـلُ الْـوَادِي تَـمُـدُّ غُـصُـونَـهَـا
وَتَــوَدُّ لَــوْ فَــازَتْ بِــلَــمْـحِ ضِـيَـائِـهِ
قَـالُـوا لَـهَـا: جَـاءَ الْـغَـمَـامُ فَأَقْـبَـلَـتْ
تَــسْــتَــقْــبِــلُ الْآمَــالَ فِــي أَنْـدَائِـهِ
وَالـزَّهْـرُ يَـخْـتَـرِقُ الْـكِـمَـامَ لِـنَـظْـرَةٍ
فَـــيَــرُدُّهُ لِــلْــكِــمِّ فَــرْطُ حَــيَــائِــهِ
قَـدْ كَـانَ يُـزْهَى فِي الرِّيَاضِ بِحُسْنِهِ
فَــرَأَى بَــهَــاءً فَــوْقَ حُـسْـنِ بَـهَـائِـهِ
وَرَأَى نُـضَـارًا مِـنْ شَـبَـابٍ يَـنْـحَـنِـي
أَزْهَــى الْــغُــصُــونِ نَــضَـارَةً بِإِزَائِـهِ
سَــعِـدَ «الـصَّـعِـيـدُ» وَأَهْـلُـهُ بِـزِيَـارَةٍ
بَــلَّـتْ غَـلِـيـلَ الـشَّـوْقِ فِـي أَرْجَـائِـهِ
سَـالَـتْ إِلَـيْـكَ بِـهِ الْـمَـدَائِـنُ وَالْـقُـرَى
وَالْـبَـدْرُ يُـغْـرِي الْـعَـيْـنَ بِـاسْـتِـجْلَائِهِ
سَـدُّوا الـشِّـعَـابَ وَأَقْـبَـلَـتْ أَرْسَـالُهُمْ
كَــالــزَّاخِــرِ الْـهَـدَّارِ فِـي ضَـوْضَـائِـهِ
مَــا بَــيْــنَ حَـامِـلِ قَـلْـبِـهِ بِـيَـمِـيـنِـهِ
وَمُـــثَـــوِّبٍ هَـــزَّ الــرُّبَــا بِــدُعَــائِــهِ
فَـانْظُرْ إِلَى الْوَادِي الْفَسِيحِ فَهَلْ تَرَى
إِلَّا قُــلُــوبًـا فِـي فَـسِـيـحِ فَـضَـائِـهِ؟
كُـلٌّ دَعَـاهُ الـشَّـوْقُ فَـانْـتَـهَـبَ الْخُطَا
فِــي نَـظْـرَةٍ تَـشْـفِـيـهِ مِـنْ بُـرَحَـائِـهِ
وَطَـلَـعْـتَ كَـالْأَمَـلِ الْـوَسِـيـمِ يَـحُـفُّهُ
نُــورُ الْــمَــهَـابَـةِ فِـي جَـلَالِ جَـلَائِـهِ
كَـالْـبَـدْرِ فِـي إِشْـرَاقِـهِ وَالـرَّوْضِ فِي
إِزْهَــارِهِ وَالْــغَــيْــثِ فِــي إِسْــدَائِــهِ
فِـي مَـوْكِـبٍ بَـهَـرَ الـزَّمَـانَ فَـحُـيِّرَتْ
عَــيْــنَــاهُ بَــيْــنَ جَــمَــالِـهِ وَسَـرَائِـهِ
عَــجَــزَ الْــمُـؤَرِّخُ أَنْ يَـرَى أَشْـبَـاهَـهُ
فِــيــمَــا طَــوَاهُ الـدَّهْـرُ مِـنْ أَنْـبَـائِـهِ
مَـا نَـالَـهُ «الْـمَـنْـصُورُ» فِي «بَغْدَادِهِ»
يَــوْمًــا وَلَا الْأَمْــلَاكُ مِــنْ خُــلَـفَـائِـهِ
وَ«الـنِّـيـلُ» لَـمْ يَـشْـهَـدْ جَـلَالَةَ حَفْلِهِ
فِـي عَـهْـدِ «خَـفْـرَعِـهِ» وَلَا «مِـينَائِهِ»
•••
أَرَأَيْــتَ آثَــارَ الْــمُــلُــوكِ وَمَــا بَـنَـوْا
مِـمَّـا يَـضِـيـقُ الْـجِـنُّ عَـنْ إنْـشَـائِـهِ؟
وُلِـدُوا وَشَـمْـسُ الْأُفْـقِ فِـي رَيْـعَانِهَا
وَالـدَّهْـرُ يَـرْفُـلُ فِـي ثِـيَـابِ صِـبَـائِـهِ
دَرَسُـوا كِـتَـابَ الْـكَـوْنِ أَوَّلَ طَـبْـعَـةٍ
وَوَعَــوْهُ مِــنْ أَلِـفِ الْـوُجُـودِ لِـيَـائِـهِ
وَأَتَـوْا مِـنَ الْإِعْـجَـازِ مَـا تَـرَكَ الـنُّـهَى
حَـيْـرَى فَـلَـمْ تَـمْـلِـكْ سِـوَى إِطْـرَائِـهِ
ذَهَـبُـوا وَلَمْ تَذْهَبْ صَحَائِفُ مَجْدِهِمْ
وَطَــوَاهُــمُ الْــمِـقْـدَارُ فِـي أَطْـوَائِـهِ
الْـمَـجْـدُ فِـي الـدُّنْـيَـا سِـجِـلٌّ خَـالِـدٌ
تَــتَــعَــاقَــبُ الْأَجْــيَــالُ مِـنْ قُـرَّائِـهِ
•••
«فَـارُوقُ» أَنْـتَ مَـنَـاطُ آمَـالِ الْحِمَى
وَسُــلَالَــةُ الْأَمْــجَــادِ مِـنْ نُـصَـرَائِـهِ
أَعْـلَـى أَبُـوكَ بِـنَـاءَ «مِصْرَ» فَزَاحَمَتْ
زُهْــرَ الْــكَــوَاكِــبِ رَاسِـيَـاتُ بِـنَـائِـهِ
وَأَرَى «فُـؤَادًا» فِـيـكَ فِـي قَـسَـمَـاتِهِ
وَمَـــضَــائِــهِ وَذَكَــائِــهِ وَسَــخَــائِــهِ
تَـبْـدُو أَيَـادِي الْـغَـيْـثِ فِـي زَهْـرِ الرُّبَا
وَيَــعِــيـشُ سِـرُّ الْـمَـرْءِ فِـي أَبْـنَـائِـهِ
أَشْـرِقْ عَـلَـى الْـوَادِي فَأَنْـتَ حَـيَـاتُـهُ
وَعِــمَــادُ نَــهْــضَـتِـهِ وَمَـجْـدُ لِـوَائِـهِ
أَحْــيَـيْـتَ دِيـنَ الـلـهِ فِـي مِـحْـرَابِـهِ
شُــكْــرًا عَـلَـى مَـا تَـمَّ مِـنْ نَـعْـمَـائِـهِ
وَوَقَـفْـتَ بَـيْـنَ يَـدَيْـهِ وِقْـفَـةَ خَـاشِعٍ
يَــرْجُــو مَـثُـوبَـتَـهُ وَحُـسْـنَ جَـزَائِـهِ
الــدِّيــنُ طِــبُّ الـنَّـفْـسِ مِـنْ آلَامِـهَـا
وَهِــدَايَــةُ الْــحَــيْـرَانِ فِـي بَـيْـدَائِـهِ
مَـا أَجْـمَـلَ الـتَّوْفِيقَ فِي شَرْخِ الصِّبَا
وَالْـعُـمْـرُ فَـيَّـاضُ الـسَّـنَـى بِـفَـتَـائِـهِ!
•••
لِــلــهِ مَــوْلِــدُكَ الــسَّــعِـيـدُ وَيَـوْمُـهُ
وَتَــسَــابُــقُ الْآمَــالِ فِــي أَجْــوَائِــهِ
يَــوْمٌ بِــهِ بَــسَـطَ الـسُّـرُورُ شُـعَـاعَـهُ
وَأَعَــارَ ثَــوْبَ صَــبَــاحِــهِ لِـمَـسَـائِـهِ
يَـــوْمٌ أَغَـــرُّ كَأَنَّ صَــفْــوَ سَــمَــائِــهِ
صَــفْــوُ الــنَّــعِــيـمِ بِـظِـلِّـهِ وَرَخَـائِـهِ
يَــوْمٌ سَـرَتْ فِـيـهِ الْـبَـشَـائِـرُ حُـوَّمًـا
تُــفْـضِـي إِلَـى الـدُّنْـيَـا بِـسِـرِّ عَـلَائِـهِ
•••
مَــوْلَايَ عَــهْــدُكَ فِــي الْـبِـلَادِ مُـؤَزَّرٌ
بِـالْـيُـمْـنِ فَـاهْـنَأْ فِـي مَـدِيـدِ هَـنَـائِـهِ
قَـطَـفَـتْ بِـهِ «مِصْرٌ» جَنَى اسْتِقْلَالِهَا
وَأَظَــلَّــهَــا الْــمُــمْــتَـدُّ مِـنْ أَفْـيَـائِـهِ
وَأَطَـاحَـتِ الْـقَـيْـدَ الْـعَـنِـيـفَ وَطَالَمَا
عَــاذَتْ بِــرَبِّ الــنَّــاسِ مِـنْ إِيـذَائِـهِ
وَالـشُّـكْـرُ فِـي الـسَّـرَّاءِ يَـعْـظُـمُ كُـلَّمَا
ذَكَــرَ الْــفَــتَــى مَـا مَـرَّ مِـنْ ضَـرَّائِـهِ
مَـوْلَايَ، عِـشْ لِـلْـمُـلْـكِ نَـجْمَ سُعُودِهِ
وَارْفَــعْ لِــوَاءَ الْـمَـجْـدِ فِـي أَنْـحَـائِـهِ
أَنْـتَ الَّـذِي تَـحْـيَـا الْـمُـنَـى بِـحَـيَـاتِـهِ
وَتَـسُـودُ «مِـصْـرُ» وَتَـعْـتَـلِـي بِـبَـقَائِهِ

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: تهنئة الملك فاروق الأول بعيد مولده، وقد قيلت هذه القصيدة في الحادي عشر من فبراير سنة ١٩٣٧م.
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الكامل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

علي الجارم: أديب، وشاعر مصري، ورائد من رواد مدرسة الإحياء والبعث إلى جانب كل من أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. أَثْرَت مؤلفاته المكتبة الأدبية العربية؛ حيث تعددت وتنوعت بين الدواوين الشعرية، والروايات الأدبية والتاريخية، إضافة إلى الكتب المدرسية، وكانت له مساهمات فعالة في حقل اللغة العربية. وقد اشتهر بغيرته على الدين واللغة والأدب، وتمكن من أن يحوز مكانة شعرية رائدة.

ولد علي صالح عبد الفتاح الجارم، بمدينة رشيد عام ١٨٨١م، تلك المدينة التي شهدت الكثير من أحداث مصر التاريخية. كان والده الشيخ محمد صالح الجارم عالمًا من علماء الأزهر، وقاضيًا شرعيًّا بمدينة دمنهور. تلقى علي دروسه الأولى بمدينة رشيد، فأتم بها التعليم الابتدائي، وواصل تعليمه الثانوي بالقاهرة حيث التحق بالأزهر الشريف، واختار بعد ذلك أن يلتحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة. سافر عام ١٩٠٨م إلى إنجلترا وتحديدًا نوتينجهام لإكمال دراسته، فدرس هناك أصول التربية، ثم عاد إلى مصر عام ١٩١٢م بعد أربع سنوات قضاها في الغربة.

عُيِّن الجارم عقب عودته مدرسًا بمدرسة التجارة المتوسطة، ثم تدرج في مناصب التربية والتعليم حتى عُيِّن كبير مفتشي اللغة العربية بمصر، كما عمل الجارم وكيلًا لدار العلوم، وكان عضوًا مؤسِّسًا لمجمع اللغة العربية، وقد مَثَّل مصر في عدد من المؤتمرات العلمية والثقافية.

سَخَّر الجارم طاقاته الإبداعية وإمكانياته الثقافية في إنجاز العديد من الروايات الأدبية التاريخية التي تتخذ من التاريخ العربي موضوعًا لها، مثل: «فارس بني حمدان» و«هاتف من الأندلس» و«مرح الوليد» و«خاتمة المطاف» و«نهاية المتنبي». توفي علي الجارم عام ١٩٤٩م عن ثمانية وستين عامًا، وقد رثاه كبار أدباء ومفكري عصره.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤