مَا لِمَنْ لَامَ فِيكُمُو مِنْ جَوَابِ

Wave Image
مَـا لِـمَـنْ لَامَ فِـيـكُـمُـو مِـنْ جَـوَابِ
غَــيْــرُ دَمْــعٍ جِـفَـانُـهُ كَـالْـجَـوَابِـي
يَـا نَـزُولًا عَـلَـى عِـقَـابِ الْـمُـصَـلِّـي
مَــا سَــمِـعْـنَـا بِـجَـنَّـةٍ فِـي عِـقَـابِ
أَعْــجَــزَ الْـوُرْقَ أَنْ تُـعَـارَ دُمُـوعِـي
فَاسْتَعَارَتْ عَلَى الْغُصُونِ انْتِحَابِي
أَيُّــهَـا الْـمُـسْـتَـعِـيـرُ دَمْـعِـيَ مَـهْـلًا
إِنَّ دَمْــعِــي كَـمَـا عَـلِـمْـتَ سَـكَـابِ
حَـبَّـذَا مَـنْـزِلِـي عَـلَى السَّفْحِ قِدْمًا
وَزَمَــانِــي وَجِــيــرَتِــي وَشَـبَـابِـي
حَـيْـثُ لَا وَاشِـيًـا سِـوَى عَـبَقِ الرَّوْ
ضِ وَلَا سَــاعِــيًــا سِـوَى الْأَكْـوَابِ
ذَاكَ رَبْــعٌ عَـفَـا عَـلَـى عَـنَـتِ الـدَّهْـ
ـرِ وَعَــيْـشٌ مَـضَـى مَـعَ الْأَحْـبَـابِ
إِنْ تَـوَارَتْ شَمْسُ الضُّحَى فَلَعَمْرِي
مَـا تَـوَارَتْ شَـمْـسُ الْعُلَا بِالْحِجَابِ
أَطْــلَــعَ اللــهُ لِلْــفَـضَـائِـلِ شَـمْـسًـا
عَـوَّضَ الـنَّـاسَ عَنْ ذَهَابِ الشِّهَابِ
قَـــالَ دِيـــوَانُــهُ مَــقَــالَــةَ صِــدْقٍ
إِنَّ وَكْــرَ الْــعُــقَـابِ لِابْـنِ الْـعُـقَـابِ
أَيُّ فَــــرْعٍ نَـــمَـــا فَـــمَـــدَّ ظِـــلَالًا
سَــابِــغًــا ذَيْــلَــهَـا عَـلَـى الـطُّـلَّابِ
وَافِــرُ الْـمَـكْـرُمَـاتِ مُـنْـشَـرِحُ اللَّـفْـ
ـظِ طَـوِيـلُ الـثَّـنَـا مَـدِيـدُ الـثَّـوَابِ
يَـلْـتَـقِـي الْـمَادِحِينَ بِالْخَيْرِ فِي مُذْ
هَــبَــةٍ وَالْــعُــفَــاةَ بِــالْإِكْــتِــسَـابِ
رَافِـعًـا بِـالـتَّـوَاضُـعِ الْـحُـجْـبَ عَنْهُ
وَهْــوَ مِـنْ نُـورِ غُـرَّةٍ فِـي حِـجَـابِ
حَــمَــلَــتْ كَــفُّــهُ الْـيَـرَاعَ فَـقُـلْـنَـا
حَـبَّـذَا الْـبَـرْقُ لَامِـعًـا فِي السَّحَابِ
يَــا لَــهُ مِـنْ يَـرَاعِ فَـضْـلٍ وَفَـيْـضٍ
سَــالِــكٍ دَهْــرَهُ طَـرِيـقَ الـصَّـوَابِ
وَفَّـرَ الـسُّـمْـرَ عَـنْ خِـصَامِ الْأَعَادِي
وَكَـفَـى الْـمُـرْهَـفَاتِ طُولَ الضِّرَابِ
فَـهْـوَ كَـالـصِّـلِّ فِـي الـدِّمَـاغِ وَلَكِنْ
كَـمْ شَـفَـانَـا مِـنْ رَشْفِهِ مِنْ رُضَابِ
تَـارَةً يَـسْـفَـحُ الـدِّمَـاءَ عَـلَـى الـتُّـرْ
بِ وَأُخْـرَى يُـدِيـرُ صَـفْـوَ الـشَّـرَابِ
كَـالْـعَـصَـا فِـي يَـدِ الْـكَـلِـيـمِ وَفِيهَا
لِــحِــمَــى الْــمُــلْــكِ غَـايَـةُ الْآرَابِ
شَـمِـلَـتْـنَـا جَـدْوَاهُ وَالْـوَقْتُ جَدْبٌ
فَـاسْـتَـلَانَـتْ وَمِـعْـطَفُ الدَّهْرِ آبِي
مَـا سَـرَى فِـي الْكِتَابِ إِلَّا وَأَضْحَى
شَــغْــبُ الــدَّهْــرِ آمِـنًـا بِـالْـكِـتَـابِ
يَــا رَئِــيــسًــا بِــهِ لَـقَـدْ أُدِّبَ الـدَّهْـ
ـرُ الَّــذِي قَــدْ جَـنَـى عَـلَـى الْآدَابِ
كَـيْـفَ يَقْضِي شُكْرِي حُقُوقَ أَيَادِيـ
ـكَ وَأَدْنَــى نَــوَالِـهَـا قَـدْ طَـغَـا بِـي
كَـيْـفَ أُحْـصِي حِسَابَهَا وَهْيَ تُبْدِي
كُـلَّ وَقْـتٍ مَا لَمْ يَكُنْ فِي الْحِسَابِ
لَا عَـدَتْ بَـابَـكَ الـسُّـعُـودُ فَقَدْ أَضْـ
ـحَـى لِـوَفْـدِ الْأَشْـعَـارِ أَنْـجَـحَ بَابِ
سَــبَّــبَــتْ نَــظْــمَــنَـا لُـهَـاهُ وَلَا بُـدَّ
لِــنَــظْــمِ الْــقَــرِيـضِ مِـنْ أَسْـبَـابِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الخفيف
  • عصر القصيدة: المملوكي

عن الشاعر

ابن نباتة المصري: شاعر من شعراء العصر المملوكي في مصر، ذاع صِيته في القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي).

وُلد «محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري» جمال الدين المُكَنَّى بأبي بكر والشهير ﺑ «ابن نباتة المصري» سنة ٦٨٦ﻫ/١٢٨٧م في «زقاق القناديل» في الفسطاط بالقاهرة، وكان أبوه وجده من شيوخ الحديث، وأصلهم يرجع إلى «ميافارقين» من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نباتة.

نشأ ابن نباتة في بيت ثري وبين أسرة ظاهرة‌ الجاه والنفوذ، في ظل أبٍ عطوف ذاع صيتُه في العلم والفضل والأدب وكثيرًا ما نرى أصداءً لفخر الشاعر بأبيه وآله في شعره. وقد تبدَّت أُولى براعم موهبته الشعرية في الثالثة عشرة‌ من عمره، مترافقة مع إقباله الشديد على توسيع مداركه وتغذية ثقافته الدينية والأدبية. وفي سنة ٧١٥ﻫ‍ انتقل ابن نباتة لسُكنى الشام ووَلِيَ نظارة القمامة بالقدس أيام زيارة المسيحيين لها، واتصل في تلك الفترة بالملك المؤيد وقال فيه شعرًا كثيرًا، وحين رجع إلى القاهرة سنة ٧٦١ﻫ كان صاحب سر السلطان «الناصر حسن».

له ديوان شعر جُمع بعد وفاته وطُبع لأول مرة سنة ١٩٠١م بالقاهرة، وقد ضمَّ مجموع دواوينه وأوراقه الشعرية، ومنها: «القطر النباتي»، و«جلاسة القطر»، و«سوق الرقيق»، و«ظرائف الزيادة». كتب فيها في مختلف الأغراض الشعرية التي ميَّزت عصره، شاملة المدح والغزل والخمريات والرثاء والهجاء والوصف والشكوی والحنين إلی الوطن. وله كذلك مؤلَّفات أخرى نثرية، من بينها: «سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون»، و«سجع المطوق»، و«مطلع الفوائد»، و«المفاخرة بين السيف والقلم»، و«سلوك دول الملوك» وغيرها، وأورد الصلاح الصفدي في «ألحان السواجع» مراسلاته معه.

تُوُفِّيَ ابن نباتة المصري في منزله بزقاق القناديل في القاهرة سنة ٧٦٨ﻫ/١٣٦٦م إثر معاناة مع المرض.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤