شَوْقٌ يُهَيِّجُهُ نَوَاكْ

Wave Image
شَـــوْقٌ يُــهَــيِّــجُــهُ نَــوَاكْ
وَجَــوًى يُــؤَجِّــجُـهُ هَـوَاكْ
كَــمْ ذَا أَرَاكَ تَــمِــيــلُ عَــنْ
مُـضْـنَـاكَ يَـا غُـصْـنَ الْأَرَاكْ
وَتَـسُـومُـنِـي صَـبْـرًا وَصَـبْـ
ـرِي عَـنْـكَ أَقْتَلُ مِنْ جَفَاكْ
صَـيَّـرْتَ بُـعْـدَكَ مِـنْ مُـحِبِّـ
ـكَ بُـعْـدَ وَعْـدِكَ مِـنْ وَفَاكْ
يَــا فِـتْـنَـةَ الْـعُـشَّـاقِ حَـسْـ
ـبُ الـنَّـاسِ مَـا جَرَّتْ يَدَاكْ
وَكَــفَــاكَ مَــا صَـنَـعَـتْ بِأَرْ
بَــابِ الـصَّـبَـابَـةِ مُـقْـلَـتَـاكْ
أَنْــتَ الــنَّــعِـيـمُ فَـمَـا لِـقَـلْـ
ـبِـي لَـيْـسَ يَسْلَمُ مِنْ أَذَاكْ
إِنِّـــي وَإِنْ بَــالَــغْــتَ فِــي
هَــجْــرِي وَآلَــمَــنِـي قِـلَاكْ
أَصْــبُـو إِلَـيْـكَ إِذَا الـنَّـسِـيـ
ـمُ سَـرَى يُـمَـثِّـلُ لِي شَذَاكْ
أَوْ دَارَتِ الْـكَـاسَـاتُ بِـالصَّـ
ـهْــبَــاءِ تُــخْـبِـرُ عَـنْ لَـمَـاكْ
وَأَعُــدُّ قُــرْبَــكَ مُــشْــتَـهَـا
يَ وَغَايَتِي الْقُصْوَى رِضَاكْ
•••
عِـشْ يَـا «أَبَا الْعَبَّاسِ» وَابْـ
ـلُـغْ مَـا يَـسُـرُّكَ مِـنْ مُـنَـاكْ
وَاسْــتَــقْــبِــلِ الْأَيَّــامَ ضَـا
حِـكَـةَ الْـمَـبَـاسِمِ عَنْ هَنَاكْ
وَاحْــكُــمْ تَـجِـدْهَـا بِـالَّـذِي
تَـــهْــوَى مُــلَــبِّــيَــةً نِــدَاكْ
أَنْــتَ الَّــذِي أَلْــبَــسْــتَــهَــا
حُــلَــلًا تُــطَــرِّزُهَــا حُــلَاكْ
لَــمْ تُــبْـقِ فَـضْـلَـةَ مَـفْـخَـرٍ
يُـزْهَـى بِـبَـهْـجَـتِـهَـا سِوَاكْ
وَسَــمَــوْتَ حَـتَّـى ظُـنَّ أَنْ
لَـكَ حَـاجَـةٌ عِـنْـدَ الـسِّـمَاكْ
يَـا «قَـصْـرَ رَأْسِ الـتِّينِ» بَا
لَـغَ فِـي جَـمَـالِـكَ مَـنْ بَنَاكْ
مَــوْلَايَ قَـدْ حَـشَـدَ الْـمَـفَـا
خِـــرَ وَالْــمَآثِــرَ فِــي ذَرَاكْ
وَكَــسَــتْـكَ أَنْـوَاعَ الْـمَـحَـا
سِـنِ أُسْـرَةٌ سَـكَـنُـوا حِمَاكْ
فَـغَـدَوْتَ بَـيْـنَ مَـعَـاهِدِ الدُّ
نْــيَــا فَــرِيــدًا فِــي بَــهَـاكْ
مَـــوْلَايَ إِنَّ الـــلـــهَ خَــصَّـ
ـكَ بِـالْـمَـكَـارِمِ وَاصْـطَـفَاكْ
فَـــاهْـــنَأْ بِـــعِــيــدٍ أَكْــبَــرٍ
هَــنَّــاهُ عِــيــدٌ مِــنْ لِــقَـاكْ
أَيَّــــامُـــهُ الـــزَّهْـــرَاءُ تَـــرْ
فُـلُ فِـي ثِـيَـابٍ مِـنْ سَنَاكْ
وَافَــتْــكَ مُــعْــجَــبَـةً بِـمَـا
عَـقَـدَ الْـقُـلُـوبَ عَـلَى وَلَاكْ
مِــنْ حِــكْـمَـةٍ مَـا زَالَ يَـجْـ
ـلُـوهَـا عَـلَـى الـدُّنْـيَـا نُهَاكْ
وَعَــــدَالَــــةٍ جَــــلَّ الَّـــذِي
لِــقَـوِيـمِ مَـنْـهَـجِـهَـا هَـدَاكْ
نَــجْــلَاكَ يَـا ابْـنَ الْأَكْـرَمِـيـ
ـنَ إِلَـى الْـعُـلَا تَـبِـعَا خُطَاكْ
عَـــلِــمَــا بِأَنَّ رِضَــاكَ فِــي
أَنْ يُــشْــبِــهَـاكَ فَأَشْـبَـهَـاكْ
فَــاهْــنَأْ فَــقَـدْ حَـقَّ الْـهَـنَـا
ءُ بِـذَا وَطِـبْ عَـيْـشًـا بِذَاكْ
وَاسْــعَــدْ بِــعِــيــدٍ سَـعْـدُهُ
فِـــي كُـــلِّ عَــامٍ أَنْ يَــرَاكْ
مُــتَــمَــتِّــعًــا بِـالْـعِـزِّ وَالـتَّـ
ـأْيِــيــدِ مَــنْــصُــورًا لِــوَاكْ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: مجزوء الكامل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

إسماعيل صبري باشا: ولد في مصر بمدينة القاهرة عام ١٨٥٤م، وتلقى الدروس الثانوية في المدارس المصرية، ونال شهادة الليسانس في الحقوق من كلية مدينة إكس في فرنسا سنة ١٨٧٨م، حيث وصلها مع إحدى البعثات الفرنسية، ولما عاد إلى مصر تنقل في مناصب القضاء والإدارة حيث شغل وظائف القضائيين، كما عُين رئيسًا لمحكمة الإسكندرية الأهلية، ثم محافظًا للإسكندرية، فوكيلًا لوزارة العدلية «الحقانية»، ولما بلغ الستين أحيل للتقاعد ففتح داره التي صارت منتدى الشعراء والأدباء.

يعد إسماعيل صبري من شعراء الطبقة الأولى في العصر الحديث، كان يكتب شعره على هوامش الكتب والمجلات، وينشره أصدقاؤه خلسة، حيث كان كثيرًا ما يمزق قصائده صائحًا: «إن أحسن ما عندي ما زال في صدري!» وقد امتاز شعره بقوة الخيال ورقة وعذوبة المعنى، وحب الفن والجمال، وخفة الروح، كان يكتب أحيانًا مقطوعات قصيرة، وأحيانًا أخرى قصائد طويلة، ولشعر صبري مسحة من الترف الحضري واللين والجلاء، وعلى الرغم من سهولة ألفاظه إلا أنه كان شعرًا محملًا بالمعاني الجليلة. كما كان نثره أشد تأثيرًا في النفس وأثبت أثرًا.

وقد نظم صبري الكثير من الشعر الغنائي والأدوار والمواويل، وقال في المديح والتهاني والتقاريض والهجاء، كما قال في الوصف والاجتماعات والسياسات والإلهيات والمراثي والأناشيد. كان شاعرنا وطنيًّا ومثاليًّا، فمثلًا لم يزر أي إنجليزي قط، وكانت له في السياسة مواقف مشرفة مثل وقعة حادثة دنشواي المؤلمة التي نظم فيها قصيدة معبرة، وقيل إن كرومر كان يريد التمهيد لجعله رئيسًا للوزارة؛ فرد عليه بالقول: «لن أكون رئيسًا للوزارة وأخسر ضميري!»

توفي عام ١٩٢٣م، ودفن في مقبرة الإمام الشافعي في القاهرة، وأقيم له حفل تأبين كبير تبارى فيه الشعراء والخطباء لمواقفه النزيهة.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤