أَهْلًا بِنَاظِرِنَا الْوَزِيرْ

Wave Image
أَهْــلًا بِــنَــاظِــرِنَــا الْــوَزِيـرْ
وَمُـهَـنْـدِسِ الـنِّـيـلِ الـشَّهِيرْ
مِــنْ رَوْضِ مِـصْـرَ إِلَـى عُـلَا
هُ تُـشِـيـرُ بِـالْـوَرَقِ الـنَّـضِـيرْ
الـــنَّــحْــسُ أَدْبَــرَ وَالْأَسَــى
وَالــسَّـعْـدُ أَقْـبَـلَ وَالْـحُـبُـورْ
لَــمَّــا طَــلَـعْـتَ عَـلَـى جُـنُـو
دِكَ طَــلْـعَـةَ الْـبَـدْرِ الْـمُـنِـيـرْ
لِــلــهِ مِـصْـرُ وَجَـيْـشُ مِـصْـ
ـرَ وَتَــاجُ مِــصْـرٍ وَالـسَّـرِيـرْ
جَـيْـشٌ عَـلَى الْبَأْسَاءِ وَالضَّـ
ـرَّاءِ وَالْـــبَـــلْـــوَى صَــبُــورْ
أَقْــدَامُــهُ ثَــبَـتَـتْ عَـلَـى الْـ
أَيَّـــامِ وَهْـــيَ بِـــهِ تَـــمُـــورْ
نَــحْــنُ الَّــذِيــنَ عَـرَفْـتَـهُـمْ
فِــي كُــلِّ طَــاحِــنَــةٍ تَـدُورْ
وَمَـوَاقِـعٍ كَـالْـمِـسْـكِ فِي الْـ
آفَــاقِ ضَــاعَ لَــهَــا عَــبِــيـرْ
وَلَـقَـدْ سَـئِـمْـنَـا صُـحْـبَـةَ الْـ
أَيَّــامِ وَالْــعَــيْــشِ الْــمَـرِيـرْ
أَصْــلِــحْ مَــدَارِسَــنَــا وَعَــلِّـ
ـمْـــنَـــا فَإِنَّ الْـــعِــلْــمَ نُــورْ
وَارْفَـــعْ وَظَـــائِـــفَــنَــا فَإِنَّ
الْــفَــقْــرَ دَاعِــيَــةُ الـشُّـرُورْ
وَانْــظُــرْ لِــقَــانُــونِ الْـمَـعَـا
شِ فَإِنَّــهُ الْــجَــدُّ الْــعَــثُـورْ
هَــلْ بَــعْــدَ سِــتِّـيـنٍ يَـطِـيـ
ـبُ الْعَيْشُ أَوْ تُرْجَى الْأُمُورْ
لَا خَــيْــرَ فِــي ذَاكَ الْــمَــعَـا
شِ لِــغَـيْـرِ سُـكَّـانِ الْـقُـبُـورْ
•••
وَاسْـلَـمْ وَدُمْ لِـلْـجَـيْشِ تَخْـ
ـدِمُـكَ الْـمَـعَـالِـي وَالـدُّهُـورْ
بِــجَــمِــيــلِ رَأْيِـكَ نَـهْـتَـدِي
وَبِــنُـورِ وَجْـهِـكَ نَـسْـتَـنِـيـرْ

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: قدم الشاعر هذه القصيدة لوزير الحربية بالسودان عندما زار الخرطوم.
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: مجزوء الكامل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

محمد توفيق علي: شاعِرٌ مِصريٌّ يَنْتَمِي إِلى مَدْرَسةِ الإحْياءِ والبَعْثِ فِي الشِّعرِ العَرَبِي؛ تلكَ المَدْرَسةِ التِي وُصِفتْ بأنَّها أَحْيَتِ الشِّعرَ مِن مَرْقَدِه؛ حيثُ أعادَتْ بِناءَ القَصِيدةِ الشِّعريةِ بِناءً يُجدِّدُ فِي أَغْراضِها الشِّعريةِ ولا يَتَصرَّفُ فِي صُورتِها التَّقلِيديةِ المُتمثِّلةِ فِي وَحْدةِ الوَزنِ والقَافِية.

وُلِدَ محمد توفيق فِي قَرْيةِ «زاوية المصلوب» بمُحافَظةِ بني سويف عامَ ١٨٨١م أثناءَ الثَّوْرةِ العُرَابِية، وكانَ والِدُهُ مِن أَثْرياءِ الفَلَّاحِين، فأَلْحَقَه بِكُتَّابِ القَرْيةِ بِوَصْفِهِ أَوَّلَ بابٍ يُفْضِي إِلى مَدِينةِ العِلْمِ والدِّينِ فِي هَذا الزَّمَان، ثُم أَوفَدَهُ إلَى القاهِرة؛ فانْتَظَمَ بِمَدْرَسةِ «القِرَبِيَّة» حتَّى نالَ الشَّهادةَ الِابتِدَائِية، والْتَحقَ بَعدَها بِمَدرَسةِ الفُنُونِ والصَّنائِعِ فِي بولاق، ودَرَسَ بِها فُنونًا مِنَ الأَدَبِ العَرَبِي.

وكانَ القَدَرُ يَدَّخِرُ مُنْعطفًا آخَرَ فِي حَياةِ الشاعِر؛ إذِ اغْتنَمَ فُرصَةَ الإعْلانِ عَنِ الحَاجَةِ إِلى ضُبَّاطٍ بالمَدرَسةِ الحَرْبِية، فالْتَحَقَ بِها وتَخَرَّجَ ضَابِطًا عامَ ١٨٩٨م، ثُمَّ الْتَحَقَ بالجَيشِ المِصرِيِّ فِي السُّودان، وهُناكَ الْتَقَى بِشاعِرِ النِّيلِ حافظ إبراهيم ونَهَلَ مِن فَيْضِ شِعرِهِ الزَّاخِر، وبَعْدَ انْقِضاءِ مَهَمَّتِهِ فِي السُّودان عادَ إِلى مِصرَ وقرَّرَ أنْ يَهَبَ مَا بَقِيَ مِن عُمُرِهِ لِنَظْمِ الشِّعْر.

وعَلَى الرَّغْمِ ممَّا مُنِيَ بِه شاعِرُنا مِن ضائِقةٍ مالِيةٍ عصَفَتْ بثَرْوةِ أبيهِ وأَحالَتْهُ إِلى الفَقرِ والشَّقاءِ بَعدَ رَغَدٍ مِنَ النَّعِيمِ والثَّرَاء؛ فإنَّ ذلِكَ لَمْ يَمنَعْهُ مِن أنْ يُثرِيَ السَّاحةَ الأَدَبيةَ بالعَدِيدِ مِنَ الذَّخائِرِ الشِّعْرية؛ مِنْها دِيوانُهُ الكَبيرُ الذِي أَخرَجَهُ فِي خمسةِ أَجْزاء؛ هي: «قِفَا نَبْكِ»، و«السَّكَن»، و«الرَّوْضَة الفَيْحَاء»، و«تَسْبِيح الأَطْيَار»، و«تَرْنِيم الأَوْتَار».

وقَدْ وافَتْهُ المَنِيَّةُ عامَ ١٩٣٧م عَن عُمُرٍ ناهَزَ ٥٥ عامًا، ودُفِنَ فِي مَقْبرةِ أُسرَتِهِ الواقِعةِ عَلى مَشارِفِ الصَّحْراءِ شَرْقِيَّ النِّيل.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤