إِنَّ مَنْ حَازَ فِي الْعُلُومِ إِجَازَة

Wave Image
إِنَّ مَـنْ حَـازَ فِـي الْـعُـلُـومِ إِجَـازَة
لَـــجَـــدِيــرٌ بِــرُتْــبَــةٍ مُــمْــتَــازَة
وَخَــلِــيــقٌ بِــعِــيـشَـةٍ مُـرْتَـضَـاةٍ
وَافْـتِـخَـارٍ بِـفَـضْـلِ مَـا قَـدْ حَـازَهْ
إِنَّــــمَــــا هَـــذِهِ الْإِجَـــازَةُ صَـــكٌّ
بِـــيَــدِ الْــمَــرْءِ ضَــامِــنٌ إِعْــزَازَهْ
وَهْــيَ تَــعْــوِيـذَةٌ لَـهُ مِـنْ عُـيُـونٍ
بِــالْــمَــسَــاوِي هَــمَّــازَةٍ غَــمَّــازَة
فَــهَــنِــيــئًـا لِـمَـنْ أُجِـيـزَ وَشُـكْـرًا
لِــلَّــذِي فِــي عُـلُـومِـهِ قَـدْ أَجَـازَهْ
•••
مَـعْـهَـدُ الْـعِـلْمِ وَهْوَ حِرْزٌ يَفُوقُ الْـ
أَبْــلَــقَ الْــفَــرْدَ مَــنْــعَـةً وَحَـرَازَة
تَـلْـجَأُ الـنَّـاسُ فِـي الْـحَـيَـاةِ إِلَـيْـهِ
هَـــرَبًـــا مِـــنْ جَــهَــالَــةٍ وَخَّــازَة
حَـبَّـذَا الْـعِـلْـمُ يُـكْـسِـبُ الْمَرْءَ عِزًّا
وَيَــقِــيــهِ فِــي عَــيْـشِـهِ إِعْـوَازَهْ
فِـي نُـفُـوسِ الَّـذِيـنَ لَـمْ يُـرْزَقُـوهُ
حَـسَـرَاتٌ وَفِـي الْـقُـلُـوبِ حَـزَازَة
إِنَّـمَـا الْـعِـلْـمُ مِـنْ مَـعَـاجِـزِ عِيسَى
كَـمْ جَـهُـولٍ أَحْـيَـاهُ وَهْـوَ جِـنَـازَة
صَـاحِبُ الْعِلْمِ يَرْكَبُ الْمَجْدَ طِرْفًا
جَــاعِــلًا غَــايَــةَ الْـعُـلَا مِـهْـمَـازَهْ
وَيَــهُــزُّ الــدُّنْــيَــا رَجَـاءً وَخَـوْفًـا
بِــــيَــــدٍ مِــــنْ دِرَايَــــةٍ هَــــزَّازَة
نَـحْـنُ سَـفْـرٌ وَمَـا الـرَّوَاحِـلُ وَالـزَّا
دُ سِـوَى الْـعِـلْـمِ، وَالْـحَـيَـاةُ مَفَازَة
كُــلُّ مَــنْ لَــمْ يُــعِــدَّهُ لِاجْــتِـيَـازٍ
لَـمْ تُـيَـسِّـرْ يَـدُ الـنَّـجَـاحِ اجْـتِيَازَهْ
إِنَّ عَـقْـلَ الْـفَـتَـى لَـيُـصْـبِـحُ بِالْعِلْـ
ـمِ رَزِيــنًــا بِــكَــفِّ مَــنْ قَــدْ رَازَهْ
وَالـطِّبَاعُ الْعَرْجَاءُ فِي كُلِّ شَخْصٍ
تَــقْــتَــضِـي مِـنْ ثَـقَـافَـةٍ عُـكَّـازَهْ
أَلْـغَـزَ الـدَّهْـرُ فِـي الْـحَـقَـائِـقِ لَكِنْ
أَفْــهَــمَ الْــعِــلْــمُ أَهْــلَــهُ أَلْــغَـازَهْ
وَإِذَا الْأَمْـرُ قَـدْ غَـشَـتْـهُ الْـغَوَاشِي
ضَــمِــنَ الْــعِــلْــمُ لِــلْـوَرَى إِبْـرَازَهْ
•••
كَـانَ لِـلْـعِـلْـمِ فِـي الـقَـدِيـمِ طَرِيقٌ
غَــيْــرُ رَحْـبٍ يَـشُـقُّ أَنْ تَـجْـتَـازَهْ
فَـجَـرَى الْـيَـوْمَ فِـي طَرِيقٍ جَدِيدٍ
جُـعِـلَ الـشَّـكُّ وَالْـيَـقِـيـنُ طِـرَازَهْ
هُـوَ صَـيْـدٌ وَلَـمْ يَـعُدْ يَجْعَلُ الْمُصْـ
ـطَـادُ مِـنْـهُ غَـيْـرَ الـتَّـجَارِيبِ بَازَهْ
قَـدْ عَـرَفْـنَـا حَـقِـيـقَـةَ الْـقَوْلِ فِيهِ
وَتَــرَكْــنَــا لِــلْــغَـافِـلِـيـنَ مَـجَـازَهْ
وَبَـحَـثْـنَـا عَـنْ جَـوْهَـرِ الْـحَقِّ فِيهِ
فَـــبَـــلَــغْــنَــا دَفِــيــنَــهُ وَرِكَــازَهْ
بَــلْــهَ إِطْــنَـابَ شَـرْحِـهِ بِـقِـيَـاسٍ
إِنَّ فِـــي تَـــجْــرِبَــاتِــهِ إِيــجَــازَهْ
هُــوَ فِــي الـنَّـاسِ قَـدْرُهُ مُـتَـعَـالٍ
لَــمْ يُــطِـلْ صَـرْحُ إِيـفِـلٍ أَنْـشَـازَهْ
وَإِذَا الْــمُــلْــكُ لَــمْ يُــؤَيِّـدْهُ عِـلْـمٌ
فَــارْتَــقِــبْ سَـلْـبَـهُ وَرَجِّ ابْـتِـزَازَهْ
وَإِذَا الْــعِــلْــمُ فَــاهَ يَـوْمًـا بِـوَعْـدٍ
ذَهَـــبَ الْـــيَأْسُ آمِـــلًا إِنْــجَــازَهْ
وَإِذَا أَنْــشَــطَ الْــجَــبَــانُ لِـحَـرْبٍ
صَــالَ يَـرْغُـو حَـمَـاسَـةً وَحَـمَـازَة
قَـلَـمُ الْـمَـرْءِ فِـي بُـلُـوغِ الْـمَـعَـالِي
فَـائِـقٌ فِـي وَغَـى الْحُرُوبِ جُرَازَهْ
صَـاحِـبُ الْـعِـلْـمِ فِـي الْأُمُورِ أَمِيرٌ
قَــدْ غَــدَا كُــلُّ حَــادِثٍ جِــلْـوَازَهْ
يُـبْـصِـرُ الْخَطْبَ مِنْ هَوَادِيهِ حَتَّى
يَـلْـتَـهِـي فِـيـهِ مُـبْـصِـرًا أَعْـجَـازَهْ
فَـــلِــهَــذَا، نَــعَــمْ لِــهَــذَا أُهَــنِّــي
كُـلَّ مَـنْ حَـازَ فِـي الْـعُـلُـومِ إِجَازَة

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الخفيف
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

معروف الرُّصافي: أديب وشاعر وأكاديمي عراقي له إسهامات معتبَرة في حقلَي التعليم والثقافة.

وُلِدَ معروف عبد الغني محمود الجباري في مدينة بغداد العراقية عام ١٨٧٥م وتلقَّى علومه الأوَّلِيَّة في الكتاتيب كباقي أقرانه، ثم التحق ﺑ «المدرسة العسكرية الابتدائية» لفترة، ولكنه انتقل للدراسة في المدارس الدينية حيث تتلمذَ على يد مجموعة من علماءِ بغداد الكبار، وقد لقَّبَهُ أحد شيوخه بمعروف الرُّصافي بدلًا من معروف الكرخي.

بعد تخرُّجه عمِل الرُّصافي معلمًا ﺑ «مدرسة الراشدية» ثم مدرسًا للأدب العربي ﺑ «المدرسة الإعدادية» ببغداد، وقد تنقَّل بين المدارس حتى أصبح مدرِّسًا للُّغة العربية ﺑ «الكلية الشاهانية» بإسطنبول، وكان أيضًا يمارس الصحافة؛ حيث عمل محررًا بجريدة «سبيل الرشاد».

انتُخِب الرصافي عضوًا ﺑ «مجلس المبعوثان» العثماني في عام ١٩١٢م (وهو شبيه بالمجالس النيابية الآن)، وتقديرًا لجهوده الأدبية والتعليمية انتُخِب عضوًا ﺑ «مجمع اللغة العربية» بدمشق، ثم عُيِّنَ مفتشًا بمديرية المعارف العراقية.

آمَن الرُّصافي بأهمية التعليم وعمِل على نشره بين العراقيين من خلال دعواته وجهاده المستمر لبناء المزيد من المدارس، محفِّزًا الأغنياء على دعم المشاريع التعليمية وكفالة طلبة العلم، حيث رأى أن طريق التحرُّر الوطني يمر بالمدارس. والحديث عن التحرُّر الوطني يَجرُّنا بالضرورة إلى نشاط الرُّصافي السياسي ورفضه للاحتلال البريطاني واستبداد السلطة؛ فنجده قد دبَّج المقالات وألَّف القصائد الحماسية محرِّضًا الشعب على النضال السياسي، وكذلك الثورة ضد التقاليد والجمود.

ترك الرُّصافي الكثير من الأعمال الشعرية والنثرية المميزة التي عكست أسلوبَه الرصين ولغته المتينة جزْلة الألفاظ، وقد تنوعت الموضوعات التي كتب فيها ما بين السياسي والاجتماعي والأدبي والتاريخي، وكثيرًا ما أثارت كتبه ضجَّةً كبرى في الأوساط الثقافية؛ فكتابه الشهير «الشخصية المحمدية» اعتبره البعض تهجُّمًا على الدين ومقدساته.

تُوُفِّيَ الرُّصافي بعد حياة حافلة في عام ١٩٤٥م عن سبعين عامًا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤