يَا مُحِبَّ الشَّرْقِ

Wave Image
يَــا مُــحِــبَّ الـشَّـرْقِ أَهْـلًا
بِــكَ يَــا مِــسْــتَــرْ كِـرَايِـنْ
مَــرْحَــبًــا بِـالـزَّائِـرِ الْـمَـشْـ
ـهُــورِ فِــي كُــلِّ الْـمَـدَائِـنْ
مَــرْحَــبًـا بِـالْـقَـادِمِ الْـمَـشْـ
ـكُـورِ فِـي هَـذِي الْـمَـوَاطِـنْ
فَـضْـلُـكُـمْ بَـادٍ عَـلَـى الـشَّـرْ
قِ وَشُــكْــرُ الـشَّـرْقِ عَـالِـنْ
كَــمْ لَــكُــمْ مِــنْ وَقَــفَــاتٍ
دُونَــهُ ضِــدَّ الْــمُــشَــاحِـنْ
•••
جِـئْـتَ يَـا مِـسْـتَـرْ كِـرَايِـنْ
فَــانْــظُـرِ الـشَّـرْقَ وَعَـايِـنْ
فَـــهْــوَ لِــلْــغَــرْبِ أَسِــيــرٌ
أَسْـــرَ مَـــدْيُـــونٍ لِــدَائِــنْ
إِنَّ هَــذَا الــشَّــرْقَ وَالْــغَــرْ
بَ لَـــمَـــغْــبُــونٌ وَغَــابِــنْ
فَــتَــرَى الـشَّـرْقَ تُـجَـاهَ الْـ
ـغَـرْبِ يَـسْـعَـى سَعْيَ مَاهِنْ
وَتَـــرَى الْــغَــرْبَ عَــلَــيْــهِ
وَاقِــفًــا مَــوْقِــفَ خَــائِــنْ
مُــنْــكِــرًا مِــنْــهُ الْــمَـزَايَـا
مُــوجِـدًا فِـيـهِ الْـمَـطَـاعِـنْ
غَــاصِــبًــا مِـنْـهُ الْـمَـوَانِـي
شَــاحِـنًـا فِـيـهِ الـسَّـفَـائِـنْ
حَــافِــرًا فِــيــهِ الْــمَـعَـادِنْ
نَــابِــشًــا فِــيــهِ الـدَّفَـائِـنْ
فَـهْـوَ يَـمْـتَـصُّ دِمَـاءَ الـشَّـ
ـرْقِ مِـــنْ كُـــلِّ الْأَمَــاكِــنْ
بَـــاذِرًا مِـــنْ كَــيْــدِهِ فِــي
أَهْــلِــهِ بَــذْرَ الــضَّــغَــائِـنْ
حَــاكِــمًــا فِــيـهِ عَـلَـى أَهْـ
ـلِــيــهِ حُــكْـمَ الْـمُـتَـهَـاوِنْ
جَــاعِــلًا فِــي رِجْــلِـهِ قَـيْـ
ـدَ الْـوَنَـى وَالْـقَـيْـدُ شَـائِـنْ
فَـــتَـــرَى الــشَّــرْقَ لِــهَــذَا
مَــاشِــيًــا مِــشْـيَـةَ وَاهِـنْ
أَفَــهَــذِي يَــا مُـحِـبَّ الـشَّـ
ـرْقِ أَفْـــعَـــالُ الْــمُــهَــادِنْ
أَيْـــنَ مَـــا قَـــدْ قَــالَــهُ وِلْـ
ـسُــنُ يَــا مِــسْـتَـرْ كِـرَايِـنْ
•••
لَــمْ يَــكُــنْ وِلْــسُــنُ فَـرْدًا
إِنَّ فِــي الْــغَــرْبِ وَلَاسِــنْ
فَـــعَـــلَامَ الْــغَــرْبُ لَا يَــنْـ
ـفَــكُّ لِـلـشَّـرْقِ مُـضَـاغِـنْ؟
كَـمْ يَـسُومُ الْغَرْبُ أَهْلَ الشَّـ
ـرْقِ خَــسْــفًــا وَيُـخَـاشِـنْ
وَإِلَــى كَــمْ سَــاسَــةُ الْـغَـرْ
بِ تُـــدَاجِـــي وَتُــدَاهِــنْ؟
كَــمْ وَكَــمْ نَـسْـمَـعُ مِـنْـهُـمْ
قَــــوْلَ خَـــدَّاعٍ وَمَـــائِـــنْ
إِنَّ فِــي الـشَّـرْقِ تُـجَـاهَ الْـ
ـغَــرْبِ نِــيــرَانًــا كَــوَامِـنْ
سَـوْفَ يَـنْـشَـقُّ حِـجَابُ الدَّ
هْــرِ عَــنْــهَــا بِــالــدَّوَاخِـنْ
وَإِذَا قَــــامَــــتْ حُــــرُوبٌ
مِـنْ بَـنِـي الـشَّـرْقِ طَـوَاحِنْ
فَــمَــنِ الْــمَـسْـئُـولُ عَـنْ ذَ
لِــكَ يَــا مِــسْـتَـرْ كِـرَايِـنْ؟
•••
وَإِذَا تَــــــسْأَلُ عَــــــمَّــــــا
هُــوَ فِــي بَــغْــدَادَ كَــائِــنْ
فَـهْـوَ حُـكْـمٌ مَـشْـرِقِيُّ الضَّـ
ـرْعِ غَـــرْبِـــيُّ الْـــمَــلَابِــنْ
وَطَـــنِـــيُّ الْإِسْـــمِ لَــكِــنْ
إِنْــكِــلِــيــزِيُّ الــشَّــنَـاشِـنْ
عَــــرَبِــــيٌّ أَعْــــجَــــمِـــيٌّ
مُــعْــرِبُ الــلَّـهْـجَـةِ رَاطِـنْ
فِــيــهِ لِــلْإِيــعَــازِ مِــنْ لَـنْـ
ـدَنَ بِـــالْأَمْـــرِ مَـــكَــامِــنْ
هُــوَ ذُو وَجْــهَــيْــنِ وَجْــهٌ
ظَـــاهِــرٌ يَــتْــبَــعُ بَــاطِــنْ
قَــدْ مَــلَــكْــنَــا كُـلَّ شَـيْءٍ
نَــحْـنُ فِـي الـظَّـاهِـرِ لَـكِـنْ
نَـحْـنُ فِـي الْـبَـاطِـنِ لَا نَـمْـ
ـلِــكُ تَــحْــرِيــكًـا لِـسَـاكِـنْ
أَفَـــهَـــذَا جَـــائِـــزٌ فِــي الْـ
ـغَـرْبِ يَـا مِـسْـتَـرْ كِـرَايِـنْ؟

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: أُنشِدَت في حفلة كبيرة أقامها الحزب الوطني في بغداد؛ لتكريم المستر كراين الثري الأمريكي الشهير لمناسبة مجيئه إلى بغداد سنة ١٩٢٩م.
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: مجزوء الرمل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

معروف الرُّصافي: أديب وشاعر وأكاديمي عراقي له إسهامات معتبَرة في حقلَي التعليم والثقافة.

وُلِدَ معروف عبد الغني محمود الجباري في مدينة بغداد العراقية عام ١٨٧٥م وتلقَّى علومه الأوَّلِيَّة في الكتاتيب كباقي أقرانه، ثم التحق ﺑ «المدرسة العسكرية الابتدائية» لفترة، ولكنه انتقل للدراسة في المدارس الدينية حيث تتلمذَ على يد مجموعة من علماءِ بغداد الكبار، وقد لقَّبَهُ أحد شيوخه بمعروف الرُّصافي بدلًا من معروف الكرخي.

بعد تخرُّجه عمِل الرُّصافي معلمًا ﺑ «مدرسة الراشدية» ثم مدرسًا للأدب العربي ﺑ «المدرسة الإعدادية» ببغداد، وقد تنقَّل بين المدارس حتى أصبح مدرِّسًا للُّغة العربية ﺑ «الكلية الشاهانية» بإسطنبول، وكان أيضًا يمارس الصحافة؛ حيث عمل محررًا بجريدة «سبيل الرشاد».

انتُخِب الرصافي عضوًا ﺑ «مجلس المبعوثان» العثماني في عام ١٩١٢م (وهو شبيه بالمجالس النيابية الآن)، وتقديرًا لجهوده الأدبية والتعليمية انتُخِب عضوًا ﺑ «مجمع اللغة العربية» بدمشق، ثم عُيِّنَ مفتشًا بمديرية المعارف العراقية.

آمَن الرُّصافي بأهمية التعليم وعمِل على نشره بين العراقيين من خلال دعواته وجهاده المستمر لبناء المزيد من المدارس، محفِّزًا الأغنياء على دعم المشاريع التعليمية وكفالة طلبة العلم، حيث رأى أن طريق التحرُّر الوطني يمر بالمدارس. والحديث عن التحرُّر الوطني يَجرُّنا بالضرورة إلى نشاط الرُّصافي السياسي ورفضه للاحتلال البريطاني واستبداد السلطة؛ فنجده قد دبَّج المقالات وألَّف القصائد الحماسية محرِّضًا الشعب على النضال السياسي، وكذلك الثورة ضد التقاليد والجمود.

ترك الرُّصافي الكثير من الأعمال الشعرية والنثرية المميزة التي عكست أسلوبَه الرصين ولغته المتينة جزْلة الألفاظ، وقد تنوعت الموضوعات التي كتب فيها ما بين السياسي والاجتماعي والأدبي والتاريخي، وكثيرًا ما أثارت كتبه ضجَّةً كبرى في الأوساط الثقافية؛ فكتابه الشهير «الشخصية المحمدية» اعتبره البعض تهجُّمًا على الدين ومقدساته.

تُوُفِّيَ الرُّصافي بعد حياة حافلة في عام ١٩٤٥م عن سبعين عامًا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤