نَشِيدُ مِصْرُ الْفَتَاةُ

Wave Image
وَطَــنِــي لَــوْ بُــدِّلْــتُ بِــهِ الـدُّنْـيَـا
وَلِـيَ الْـخُـلْـدُ اخْـتَرْتُ ثَرَى وَطَنِي
وَالْــكَــوْثَــرُ لَــوْ فَـاضَ بِـهِ الْـوَادِي
مَـا اعْـتَـاضَ عَـنِ الـنِّـيـلِ بِـهِ بَدَنِي
•••
هَــنَــا وَهُــنَــاكَ دَاعِــيـكُـمْ فَـلَـبُّـوا
دَعَـتْ مِـصْـرٌ فَـقَـالَ الْـمَـجْـدُ هُبُّوا
وَفِــي الــتَّــارِيــخِ يَـوْمُـكُـمُ الْأَغَـرُّ
وَبَـعْـدَ الـلَّـيْـلِ يَـا بْـنَ الـنِّـيـلِ فَجْرُ
•••
فَـكَـيْـفَ يَـرُوعُ بَـعْـدَ الْـيَـوْمِ غَيْبٌ
وَدُونَــكِ مِــصْــرُ آجَــالٌ تَــكِـرُّ …
… عَـلَـى الْـبِـيـضِ الرِّقَاقِ وَلَا تَفِرُّ
وَهَـلْ فِـي الْـمَجْدِ مَيْسُورٌ وَصَعْبُ
•••
قِــيَــامًـا يَـا بَـنِـي وَطَـنِـي قِـيَـامَـا
وَلَــبُّــوا تَــحْـتَ رَايَـتِـهِ الْـحِـمَـامَـا
نَــشَـرْنَـاهَـا عَـلَـى الـدُّنْـيَـا سَـلَامَـا
فَإِنْ جَــارَتْ بَــعَــثْــنَــاهَـا ضِـرَامَـا
•••
فَـــــيَـــــا بْـــــنَ أمُــــونَ هَــــيَّــــا
وَتِــــــهْ بِــــــهِــــــلَالِ مِـــــصْـــــرَ
وَهَـــــــــيِّ لَــــــــهُ مَــــــــقَــــــــرَّا
هُــــنَــــالِــــكَ فِــــي الــــثُّــــرَيَّـــا
•••
لَــيْــسَ دُونَ الْــمَــجْـدِ إِلَّا خَـطْـوَةٌ
فَارْفَعِي يَا مِصْرُ فِي الشَّرْقِ اللِّوَاءَ
نَـحْـنُ فِـي الْـمَـاضِي جَمِيعًا إِخْوَةٌ
مُـنْـذُ عَـهْـدِ الْـوَحْـيِ عَـهْـدِ الْأَنْبِيَاءِ
•••
لَــــكِ يَــــا مِــــصْـــرُ شَـــبَـــابِـــي
لَـــــكِ عَـــــزْمِـــــي وَجِــــهَــــادِي
وَنَـــــعِـــــيـــــمِــــي وَعَــــذَابِــــي
وَبِـــــــــرُوحِــــــــي وَفُــــــــؤَادِي
أَنْــــتِ يَــــا مَــــهْـــدَ الْـــخُـــلُـــودِ
•••
رَبَـضْـنَـا رَبْـضَـةَ الـلَّـيْـثِ الْـغَضُوبِ
تَــحَــفَّــزَ بَــعْــدَ حِــيـنٍ لِـلْـوُثُـوبِ
وَطَـابَـتْ لِـلْـفِـدَا نَـفْـسِـي فَـطِيبِي
نَـصِـيـبُـكِ فِي الْخُلُودِ إِذَنْ نَصِيبِي
•••
وَلِـــلْأَوْطَــانِ دَيْــنٌ مُــسْــتَــحَــقٌّ
دَعَـــتْ مِـــصْـــرٌ وَكُــلُّــكُــمُ الْأَبَــرُّ
وَلَـيْـسَ عَـلَـى الْـعَـزَائِـمِ مَـا يَـشُـقُّ
نَــمُـوتُ فِـدَاكِ أَوْ تَـحْـيَـيْـنَ مِـصْـرُ
•••
لَــــنَـــا الْـــمَـــاضِـــي الْـــفَـــرِيـــدُ
لَــــنَــــا الْــــهَــــرَمُ الْــــعَـــتِـــيـــدُ
لَـــــنَــــا الْأَمَــــلُ الْــــبَــــعِــــيــــدُ
كَـــــمَـــــا سُـــــدْنَـــــا نَـــــسُــــودُ
•••
هَـلْ عَـرَفْـتُـمْ قَـبْـلَ فِـرْعَـوْنَ فَتًى
تَـوَّجَـتْـهُ الـشَّـمْـسُ فَازْدَادَتْ سَنًى
هَــلْ عَــلِــمْــتُـمْ قَـبْـلَ مِـصْـرٍ أُمَّـةً
بَـهَـرَتْ فِـي الْـعِـلْـمِ وَالْـحَـرْبِ مَعَا
•••
أَيُّـــهَـــا الـــشُّــبَّــانُ هَــذَا دَوْرُكُــمْ
فَــاسْــتَــعِــدُّوا وَأَعِـدُّوا لِـلْـكِـفَـاحْ
فَــازَ بِــالــدُّنْــيَــا جَــسُــورٌ قَــلْـبُـهُ
فِـي يَـدٍ تَـرْضَى وَيَرْضَاهَا السَّمَاحْ
•••
لَــــكِ يَــــا مِــــصْـــرُ شَـــبَـــابِـــي
لَـــــكِ عَـــــزْمِـــــي وَجِــــهَــــادِي
وَنَـــــعِـــــيـــــمِــــي وَعَــــذَابِــــي
وَبِـــــــــرُوحِــــــــي وَفُــــــــؤَادِي
أَنْــــتِ يَــــا مَــــهْـــدَ الْـــخُـــلُـــودِ
وَطَــنِــي لَــوْ بُــدِّلْــتُ بِــهِ الـدُّنْـيَـا
وَلِـيَ الْـخُـلْـدُ اخْـتَرْتُ ثَرَى وَطَنِي
وَالْــكَــوْثَــرُ لَــوْ فَـاضَ بِـهِ الْـوَادِي
مَـا اعْـتَـاضَ عَـنِ الـنِّـيـلِ بِـهِ بَدَنِي
•••
غَـــــــالِـــــــبُـــــــوا الــــــزَّمَــــــنْ
صَـــــافِـــــحُـــــوا الْـــــمِــــحَــــنْ
أَنْــــــــتُـــــــمُ الـــــــثَّـــــــمَـــــــنْ
إِنْ دَعَـــــــــــا الْــــــــــوَطَــــــــــنْ
•••
تَــــعَــــاوَنُــــوا تَــــضَــــامَــــنُـــوا
وَحَــــــــــرِّرُوا بِــــــــــلَادَكُـــــــــمْ
وَفِــــي سَـــبِـــيـــلِ الِاقْـــتِـــصَـــا
دِ وَجِّــــــهُـــــوا جِـــــهَـــــادَكُـــــمْ
•••
إِلَـــــى الْـــــعُــــلَا خُــــذِي يَــــدِي
خُـــــذِي يَـــــدِي إِلَــــى الْــــعُــــلَا
فَــــمَـــا اسْـــتَـــحَـــقَّ أَنْ يَـــعِـــيـ
ـشَ يَــــــــا أَخِـــــــي أَخٌ سَـــــــلَا
•••
إِذَا أَسْـلَـمْـتُ رُوحِـي فِـي حِـمَـاهَـا
وَقَــالَ الــنَّـاسُ شَـبَّ فِـي هَـوَاهَـا
فَــلَــمَّــا قِــيــلَ لَا يَـسْـلُـو سَـلَاهَـا
فَــقَـدْ دَنَّـسْـتُ فِـي قَـبْـرِي ثَـرَاهَـا
•••
لَــــكِ يَــــا مِــــصْـــرُ شَـــبَـــابِـــي
لَـــــكِ عَـــــزْمِـــــي وَجِــــهَــــادِي
وَنَـــــعِـــــيـــــمِــــي وَعَــــذَابِــــي
وَبِـــــــــرُوحِــــــــي وَفُــــــــؤَادِي
أَنْــــتِ يَــــا مَــــهْـــدَ الْـــخُـــلُـــودِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

عزيز فهمي: شاعر مصري امتازَ بإنتاجٍ شِعريٍّ وفير، حازَ على إعجابِ مُعاصِريه في النصف الأول من القرن العشرين؛ لا سيما عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين.

وُلِد «عزيز عبد السلام فهمي محمد جمعة» في طنطا عامَ ١٩٠٩م، وكان والده أحدَ قِياديِّي حزب الوفد. تلقَّى «عزيز» تعليمَه الأساسي في مَسقط رأسه، ثم انتقَلَ إلى القاهرة فأكمَلَ دراستَه بمدرسة الجيزة الثانوية، والْتَحقَ بعدَها بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وفي الوقت نفسه انتسب إلى كلية الآداب، فدرَسَ فيهما معًا، وبعدما حصل على ليسانس الحقوق سافرَ إلى فرنسا لدراسة القانون، وهناك حصل على الدكتوراه في القانون من جامعة السوربون عامَ ١٩٣٨م.

بعد عودته من فرنسا عمل بالنيابة، غيرَ أنه فُصِل من عمله بعدَ إقالة الحكومة الوفدية عامَ ١٩٤٤م، فاشتغل بالمحاماة، وانتُخِب لعضوية البرلمان المصري عن حزب الوفد عامَ ١٩٥٠م، وكانت له فيه صَولاتٌ وجَولاتٌ أشهَرُها دِفاعُه عن حُرية الصحافة؛ ما أوغَرَ صدْرَ المَلِك عليه، فاعتُقِل بتهمة العيب في الذات المَلكية إبَّانَ الحربِ العالَمية الثانية. وشارَكَ «عزيز» في تحرير الصُّحف والمَجَلات التي كان يُصدِرها حزبُ الوفد، وكان عضوًا في كتائب الفدائيِّين، واشترَكَ في عملياتٍ فِدائيةٍ استهدفَتْ معسكراتِ قواتِ الاحتلالِ الإنجليزي.

أمَّا شِعْره فيتنوَّع بينَ قصائدَ طويلةٍ ومتوسطةِ الطول، ويتَّجه إلى رِثاء النفس، والغَزَل العفيف، ومَدِيح أعلام عصره، وبخاصةٍ «طه حسين» و«حافظ إبراهيم»، ورثاء آخَرين، فضلًا عن بُروزِ النَّزْعةِ الوطنية في شِعره واهتمامِه بقضايا الوطن. وله قصائدُ نشرَتْها مَجلاتٌ عِدَّة، منها: «الرسالة»، و«الثقافة»، و«الإرادة»، و«السياسة»، وقد نُشِر معظمُ شِعره في ديوانه «ديوان عزيز» عَقِب وفاته، وقدَّمَ للديوان الدكتور طه حسين، الذي أبدى في كلمته أسًى كبيرًا على الشاعر المُجِيد، الذي تَخطَّفَتْه يدُ المَنُون عاجلًا عامَ ١٩٥٢م في العيَّاط جنوبي القاهرة غَرَقًا في تُرْعةٍ مائية، بعدَ انقلابِ سيارةِ الأجرة التي كان يَستقِلُّها أثناءَ مُحاوَلتِه اللَّحاقَ بقطارِ الصَّعِيد ليتمكَّنَ من التَّرافُع في إحدى القضايا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤