تَحِيَّةُ نَاءٍ مِنْ شَذَى الْمِسْكِ أَطْيَبُ

Wave Image
تَــحِـيَّـةُ نَـاءٍ مِـنْ شَـذَى الْـمِـسْـكِ أَطْـيَـبُ
وَمِــنْ قَــطَــرَاتِ الْـمُـزْنِ أَصْـفَـى وَأَعْـذَبُ
وَتَــبْــرِيــحُ أَشْــوَاقٍ إِذَا مَــا تَــنَــفَّــسَــتْ
يَــكَــادُ لَــهَــا فَــحْــمُ الــدُّجَــى يَـتَـلَـهَّـبُ
وَقَــلْــبٌ يَـضِـيـقُ الـصَّـدْرُ عَـنْ نَـبَـضَـاتِـهِ
فَــيَــخْـفِـقُ غَـيْـظًـا بِـالْـجَـنَـاحِ وَيَـضْـرِبُ
تَــلَــفَّــتَ فِــي الْأَضْـلَاعِ حَـيْـرَانَ يَـائِـسًـا
وَأَنَّ كَـــمَـــا أَنَّ الــسَّــجِــيــنُ الْــمُــعَــذَّبُ
تُـــعَـــاوِدُهُ الـــذِّكْــرَى فَــتَــنْــكَأُ جُــرْحَــهُ
وَيَــا رُبَّ جُــرْحٍ حَــارَ فِــيــهِ الْــمُـطَّـبِّـبُ!
وَيَــخْــدَعُــهُ طَــيْــفُ الْـخَـيَـالِ إِذَا سَـرَى
فَــيَــبْــعَــثُ آمَــالَ الــشَّــجِــيِّ وَيَـذْهَـبُ
وَمَــنْ أَبْــصَــرَ الْأَيَّــامَ خَــلْــفَ قِــنَــاعِـهَـا
رَأَى الــدَّهْــرَ يَــلْــهُــو، وَالْأَمَـانِـيَّ تَـكْـذِبُ
عَــجَــائِــبُ أَحْــدَاثٍ تَــلِــيــهَــا عَـجَـائِـبٌ
وَصَـبْـرِي عَـلَـى تِـلْـكَ الْـعَـجَـائِـبِ أَعْـجَبُ
وَلَـــوْلَا حَـــيَـــاةُ الْـــوَهْــمِ أَوْدَى بِأَهْــلِــهِ
زَمَــانٌ بِأَشْــوَاكِ الْــحَــقَــائِــقِ مُــخْـصِـبُ
تَــبَــسَّــمْ إِذَا مَــا الــدَّهْــرُ قَـطَّـبَ وَجْـهَـهُ
وَصَــفِّــقْ لَــهُ فِــي دَوْرِهِ حِــيــنَ يَـلْـعَـبُ
يَـمُـوتُ الْـفَـتَـى مِـنْ قَـبْلِ أَنْ يَعْرِفَ الْفَتَى
مِــنَ الْأَمْــرِ مَــا يَأْتِــي وَمَــا يَــتَــجَــنَّــبُ
وَسِــيَّــانِ مَــا يَــدْرِيــهِ وَالــشَّـعْـرُ فَـاحِـمٌ
أَثِــيــتٌ، وَمَــا يَــدْرِيـهِ وَالـشَّـعْـرُ أَشْـيَـبُ
وَقَـالُـوا: حَـيَـاةُ الْـمَـرْءِ دَرْسٌ فَـقَـهْـقَـهَـتْ
صُــرُوفُ الــلَّـيَـالِـي وَالْـقَـضَـاءُ الْـمُـغَـيَّـبُ
إِذَا مَــا جَــهِــلْـتَ الـنَّـفْـسَ وَهْـيَ قَـرِيـبَـةٌ
فَأَيُّ الْــمَــعَــانِــي بَــعْــدَ نَــفْــسِـكَ أَقْـرَبُ
•••
حَـنَـانًـا لِـقَـلْـبِـي كَـيْـفَ طَـاحَـتْ بِـهِ الْمُنَى
وَعَـــزَّ عَـــلَـــى الْأَيَّــامِ مَــا يَــتَــطَــلَّــبُ؟
يُــغَــازِلُــهُ فِــي مَــطْــرَحِ الــنَّــسْـرِ مَأْرَبٌ
وَيَــخْــتِــلُـهُ فِـي مَـسْـبَـحِ الْـحُـوتِ مَأْرَبُ
يَـــكَـــادُ إِذَا مَـــرَّ الْـــحِـــجَـــازُ بِـــذِكْـــرِهِ
وَجِـــيـــرَتُـــهُ مِـــنْ صَـــدْرِهِ يَـــتَـــوَثَّــبُ
بِــلَادٌ بِــهَــا الــرَّحْــمَــنُ أَلْــقَــى ضِــيَــاءَهُ
عَــلَــى لَابَــتَــيْــهَــا وَالْــعَــوَالِــمُ غَـيْـهَـبُ
تَــكَــادُ إِذَا مَــرَّتْ بِــهَــا الــشَّـمْـسُ غُـدْوَةً
حَـــيَــاءً بِأَهْــدَابِ الــسَّــحَــابِ تَــنَــقَّــبُ
يُــجَــلِّــلُــهَــا قُــدْسٌ مِــنَ الــلــهِ سَــابِــغٌ
وَيَــنْــفَــحُــهَــا نَـشْـرٌ مِـنَ الْـخُـلْـدِ طَـيِّـبُ
إِذَا نَـــسَـــبَ الــنَّــاسُ الْــبِــلَادَ رَأَيْــتَــهَــا
إِلَــى جَــنَّــةِ الْـفِـرْدَوْسِ تُـعْـزَى وَتُـنْـسَـبُ
وَإِنْ نَــضَــبَــتْ أَنْــهَــارُهَــا فَــبِــحَـسْـبِـهَـا
مِـنَ الـدِّيـنِ نَـهْـرٌ لِـلْـهُـدَى لَـيْـسَ يَـنْـضُـبُ
إِذَا مَـا جَرَى فِي الْأَرْضِ فَالْجَدْبُ مُخْصِبٌ
وَإِنْ هُـوَ جَـافَـى الْأَرْضَ فَالْخِصْبُ مُجْدِبُ
يَــفِــيـضُ عَـلَـى الْأَقْـطَـارِ يُـمْـنًـا وَرَحْـمَـةً
وَيَــزْأَرُ فِــي أُذْنِ الْــعُــتَــاةِ وَيَــصْــخَــبُ
تَـــفَـــجَّـــرَ مِـــنْ نَـــبْــعِ الــنُّــبُــوَّةِ مَــاؤُهُ
لَــهُ الْــحَــقُّ وِرْدٌ وَالــسَّــمَــاحَــةُ مَـشْـرَبُ
وَوَحَّــدَ بَــيْــنَ الــنَّـاسِ، لَا الْـبُـعْـدُ مُـبْـعِـدٌ
عَـنِ الـسَّـاحَـةِ الْـكُـبْـرَى، وَلَا الْقُرْبُ مُقْرِبُ
فَــلَــيْــسَ لَـدَى الْإِسْـلَامِ شَـرْقٌ وَمَـشْـرِقٌ
وَلَــيْــسَ لَــدَى الْإِسْــلَامِ غَــرْبٌ وَمَـغْـرِبُ
هُـمُ الـنَّـاسُ إِخْـوَانٌ سَـوَاءٌ عَـلَـى الْـهُـدَى
بَـطِـيءُ الْـمَـسَـاعِـي وَالـشَّـرِيـفُ الْـمُـهَـيَّبُ
فَــمَــا حَــطَّ مِــنْ قَــدْرِ الْــفَــزَارِيِّ فَــاقَـةٌ
وَلَا زَادَ فِــي قَــدْرِ ابْــنِ أَيْــهَــمَ مَـنْـصِـبُ
يُــجَــمِّــعُــهُـمْ قَـلْـبٌ عَـلَـى الْـحَـقِّ وَاحِـدٌ
وَإِنْ فُــرِّقَــتْ أَوْطَــانُــهُــمْ وَتَــشَــعَّــبُــوا
إِذَا صَـاحَ فِـي «جَـيْـحُـونَ» يَـوْمًـا مُـؤَذِّنٌ
أَجَــابَ عَــلَــى «الــتَّــامِـيـزِ» دَاعٍ مُـثَـوِّبُ
وَإِنْ ذَرَفَــتْ مِــنْ جَــفْــنِ دِجْــلَــةَ دَمْـعَـةٌ
رَأَيْــتَ دُمُــوعَ الــنِّــيـلِ حَـيْـرَى تَـصَـبَّـبُ
وَإِنْ مَـسَّ جُـرْحٌ مِـنْ فِـلَـسْـطِـيـنَ إِصْـبَـعًا
شَــكَــا حَــاجِــرٌ مِــنْــهُ وَأَنَّ الْــمُــحَـصَّـبُ
•••
بِــنَــفْــسِــي وَلِــيــدًا فِــي أَبَــاطِـحِ مَـكَّـةٍ
تَــتِــيــهُ بِــهِ الــدُّنْــيَــا وَيَــشْـرُفُ يَـعْـرُبُ
أَطَــلَّ عَــلَــيْــهَـا مِـثْـلَـمَـا تَـبْـسِـمُ الْـمُـنَـى
وَيَـسْـطَـعُ فِـي الـلَّـيْـلِ الْـخُـدَارِيِّ كَـوْكَـبُ
وَكَــانَ لَــهَــا رَمْــزَ الْــحَــيَــاةِ فَأَشْــرَقَــتْ
كَــمَــا هَــزَّ أَفْــنَــانَ الْــخَــمَــائِــلِ صَـيِّـبُ
وَكَــمْ مَــدَّتِ الْأَعْــنَــاقَ تَــرْقُــبُ لَــمْـحَـةً
فَــطَــالَ عَــلَــيْــهَــا صَــبْـرُهَـا وَالـتَّـرَقُّـبُ
تَــوَالَــتْ بِــهَــا الْأَيَّــامُ، تَــذْهَــبُ أَحْـقُـبٌ
وَتَأْتِــي عَــلَــى الــيَّأْسِ الْــمُـبَـرِّحِ أَحْـقُـبُ
إِلَـــى أَنْ بَـــدَا نُـــورُ الْإِلَـــهِ فَأَقْـــبَـــلَـــتْ
عَـــوَالِـــمُــهَــا تَــشْــدُو بِــطَــهَ وَتَــطْــرَبُ
وَلِــــيـــدٌ لَـــهُ عُـــلْـــيَـــا مَـــعَـــدٍّ ذُؤَابَـــةٌ
جَـــلَالَـــةُ أَنْـــسَــابٍ، وَمَــجْــدٌ مُــؤَشَّــبُ
حَــوَتْــهُ كَــمَــا اعْـتَـادَ الْأَعَـارِيـبُ جَـفْـنَـةٌ
وَقَـدْ ضَـاقَ عَـنْ آمَـالِـهِ الْـفِـيـحِ سَـبْـسَـبُ
يُــحَــيِّـيـهِ مِـنْ طَـيْـفِ الْـمَـلَائِـكِ مَـوْكِـبٌ
وَيَــرْعَــاهُ مِـنْ طَـيْـفِ الـنَّـبِـيِّـيـنَ مَـوْكِـبُ
فَـــهَـــلْ عَـــلِـــمَ الـــرُّومَـــانُ أَنَّ مِــهَــادَهُ
قِــرَابٌ بِــهِ مَــاضِــي الْــغِــرَارِ مُــشَـطَّـبُ
وَأَنَّ بِـــهِ نَـــفْـــسًـــا يُـــحَـــطَّــمُ دُونَــهَــا
مَـنِـيـعُ الـصَّـيَـاصِـي، وَالْـحَـدِيـدُ الْـمُـذَرَّبُ
وَأَنَّ بِـــهِ مِــنْ صَــوْلَــةِ الــلــهِ جَــحْــفَــلًا
يَــثُــلُّ عُــرُوشَ الْــقَــاسِـطِـيـنَ وَيَـسْـلُـبُ
لَــهُ الْــكَــوْنُ مَــيْــدَانٌ إِذَا سَــلَّ سَــيْــفَـهُ
وَقَــالَ لِــفُــرْسَــانِ الْــمَــلَائِــكَــةِ: ارْكَـبُـوا
يَــطِــيــرُ عِــدَاهُ مِــنْــهُ ذُعْــرًا وَخَــشْــيَـةً
وَإِنْ مَــلَــئُــوا الْأَرْضَ الْـفَـضَـاءَ وَأَجْـلَـبُـوا
وَمَـــنْ لَـــمْ يُــؤَدِّبْــهُ الْــبَــيَــانُ وَهَــدْيُــهُ
فَإِنَّ الْــحُــسَـامَ الْـعَـضْـبَ نِـعْـمَ الْـمُـؤَدِّبُ
فَـــقَـــدْ أَنْــزَلَ الــلــهُ الْــحَــدِيــدَ وَبَأْسَــهُ
لِــمَــنْ سَــدَّ أُذْنَــيْــهِ الْـهَـوَى وَالـتَّـعَـصُّـبُ
وَفِـــي صَـــدْعَـــةِ الْإِيـــوَانِ إِنْـــذَارُ أُمَّــةٍ
بِأَنَّ مِــنَ الْأَشْــيَــاءِ مَــا لَــيْــسَ يُـشْـعَـبُ
•••
مُــحَــمَّــدُ أَنْــقَــذْتَ الْــخَــلَائِــقَ بَــعْـدَمَـا
تَــنَــكَّــبَــتِ الــدُّنْــيَــا بِــهِــمْ وَتَــنَــكَّــبُـوا
وَأَطْـلَـقْـتَ عَـقْـلًا كَـانَ بِـالْأَمْـسِ مُـصْـفَـدًا
فَــدَانَ لَــهُ سِــرُّ الْــوُجُــودِ الْــمُــحَــجَّــبُ
وَأَرْسَــلْــتَــهَــا مِــنْ صَــيْــحَــةٍ نَــبَــوِيَّــةٍ
يَــمُــورُ لَــهَــا قَــلْــبُ الْــجِـبَـالِ وَيُـرْعَـبُ
إِذَا كَـانَ صَـوْتُ الـلـهِ فِـي صَـيْـحَـةِ الْفَتَى
فَأَيَّ عِــبَــادِ الــلــهِ يَــخْــشَــى وَيَـرْهَـبُ؟
وَبَـــلَّـــغْـــتَ آيَـــاتٍ، رَوَائِـــعُ لَـــفْــظِــهَــا
مِـنَ الـصُّـبْـحِ أَهْـدَى أَوْ مِـنَ الـنَّـجْـمِ أَثْقَبُ
كَأَنَّ، وَمَـــا تُـــغْـــنِـــي كَأَنَّ؟ فَـــخَـــلِّــهَــا
فَإِنَّ مِــنَ الــتَّــشْــبِــيــهِ مَــا يَــتَــصَـعَّـبُ
وَمَــاذَا يَــقُــولُ الــشِّــعْـرُ فِـي آيِ رَحْـمَـةٍ
لَــهَــا الــلــهُ يُـمْـلِـي وَالْـمَـلَائِـكُ تَـكْـتُـبُ؟
خَــطَــبْــتَ لَــنَــا يَــوْمَ الْــوَدَاعِ مُــشَـرِّعًـا
وَهَـلْ لَـكَ نِـدٌّ فِـي الْـوَرَى حِـيـنَ تَـخْطُبُ؟
فَــكَــشَّــفْــتَ أَسْـرَارَ الـسِّـيَـاسَـةِ مُـوجِـزًا
وَجِــئْـتَ بِـمَـا يَـعْـيَـا بِـهِ الْـيَـوْمَ مُـسْـهِـبُ
وَأَمْــلَــيْــتَ دُسْــتُــورًا شَــقِـيـنَـا بِـتَـرْكِـهِ
فَــثُــرْنَــا عَــلَـى الْأَيَّـامِ نَـشْـكُـو وَنَـعْـتِـبُ
•••
إِلَــيْــكَ رَسُــولَ الــلــهِ طَــارَ بِــنَـا الْـهَـوَى
وَحُــلْــوُ الْأَمَــانِــي وَالــرَّجَــاءُ الْـمُـحَـبَّـبُ
أَفِــضْــهَــا عَــلَــيْــنَــا نَــفْـحَـةً هَـاشِـمِـيَّـةً
تَــلُــمُّ شَــتَــاتَ الْــمُــسْــلِــمِــيــنَ وَتَـرْأَبُ
وَتَــرْجِــعُ فِــيــهِــمْ مِــثْـلَ سَـعْـدٍ وَخَـالِـدٍ
وَتَــرْفَــعُ مِــنْ رَايَــاتِــهِـمْ حِـيـنَ تُـنْـصَـبُ
سَــنَــصْـحُـو فَـقَـدْ مَـلَّ الـطَّـرِيـحُ وِسَـادَهُ
وَفِــي نُــورِكَ الْـقُـدْسِـيِّ نَـسْـعَـى وَنَـدْأَبُ
عَــلَــيْــكَ سَــلَامُ الــلــهِ مَــا حَــنَّ وَاجِــدٌ
وَفَــاخَــرَتِ الــدُّنْــيَــا بِــقَــبْــرِكَ يَــثْــرِبُ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الطويل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

علي الجارم: أديب، وشاعر مصري، ورائد من رواد مدرسة الإحياء والبعث إلى جانب كل من أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. أَثْرَت مؤلفاته المكتبة الأدبية العربية؛ حيث تعددت وتنوعت بين الدواوين الشعرية، والروايات الأدبية والتاريخية، إضافة إلى الكتب المدرسية، وكانت له مساهمات فعالة في حقل اللغة العربية. وقد اشتهر بغيرته على الدين واللغة والأدب، وتمكن من أن يحوز مكانة شعرية رائدة.

ولد علي صالح عبد الفتاح الجارم، بمدينة رشيد عام ١٨٨١م، تلك المدينة التي شهدت الكثير من أحداث مصر التاريخية. كان والده الشيخ محمد صالح الجارم عالمًا من علماء الأزهر، وقاضيًا شرعيًّا بمدينة دمنهور. تلقى علي دروسه الأولى بمدينة رشيد، فأتم بها التعليم الابتدائي، وواصل تعليمه الثانوي بالقاهرة حيث التحق بالأزهر الشريف، واختار بعد ذلك أن يلتحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة. سافر عام ١٩٠٨م إلى إنجلترا وتحديدًا نوتينجهام لإكمال دراسته، فدرس هناك أصول التربية، ثم عاد إلى مصر عام ١٩١٢م بعد أربع سنوات قضاها في الغربة.

عُيِّن الجارم عقب عودته مدرسًا بمدرسة التجارة المتوسطة، ثم تدرج في مناصب التربية والتعليم حتى عُيِّن كبير مفتشي اللغة العربية بمصر، كما عمل الجارم وكيلًا لدار العلوم، وكان عضوًا مؤسِّسًا لمجمع اللغة العربية، وقد مَثَّل مصر في عدد من المؤتمرات العلمية والثقافية.

سَخَّر الجارم طاقاته الإبداعية وإمكانياته الثقافية في إنجاز العديد من الروايات الأدبية التاريخية التي تتخذ من التاريخ العربي موضوعًا لها، مثل: «فارس بني حمدان» و«هاتف من الأندلس» و«مرح الوليد» و«خاتمة المطاف» و«نهاية المتنبي». توفي علي الجارم عام ١٩٤٩م عن ثمانية وستين عامًا، وقد رثاه كبار أدباء ومفكري عصره.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤