رَاحَتْ فَصَحَّ بِهَا السَّقِيمْ

Wave Image
رَاحَـتْ فَـصَـحَّ بِهَا السَّقِيمْ
رِيــحٌ مُــعَـطَّـرَةُ الـنَّـسِـيـمْ
مَــقْــبُــولَــةٌ هَــبَّــتْ قَـبَـو
لًا فَـهْـيَ تَعْبَقُ فِي الشَّمِيمْ
أَفَـضِـيـضُ مِـسْـكٍ أَمْ بَـلَنْـ
ـسِــيَــةٌ لِــرَيَّــاهَــا نَـمِـيـمْ
بَـــلَـــدٌ حَــبِــيــبٌ أُفْــقُــهُ
لِــفَــتًـى يَـحُـلُّ بِـهِ كَـرِيـمْ
•••
أَيْــــهَـــا أَبَـــا عَـــبْـــدِ الْإِلَـ
ـهِ، دُعَـاءُ مَـغْـلُـوبِ الْعَرِيمْ
إِنْ عِـيـلَ صَـبْـرِي مِـنْ فِـرَا
قِــكَ فَــالْـعَـذَابُ بِـهِ أَلِـيـمْ
أَوْ أَتْــبَــعَــتْــكَ حَـنِـيـنَـهَـا
نَـفْـسِـي فَـأَنْـتَ لَـهَا قَسِيمْ
ذِكْــرَى لِـعَـهْـدِكَ كَـالـسُّـهَـا
دِ سَـرَى فَـبَـرَّحَ بِـالـسَّـلِـيمْ
مَــهْــمَـا ذَمَـمْـتُ فَـمَـا زَمَـا
نِـي فِـي ذِمَـامِـكَ بِالذَّمِيمْ
زَمَــنٌ كَــمَــأْلُــوفِ الـرَّضَـا
عِ يَـشُـوقُ ذِكْـرَاهُ الْـفَطِيمْ
أَيَّـــامَ أَعْـــقِـــدُ نَـــاظِــرَيَّ
بِــذَلِـكَ الْـمَـرْأَى الْـوَسِـيـمْ
فَــأَرَى الْــفُــتُــوَّةَ غَــضَّــةً
فِــي ثَــوْبِ أَوَّاهٍ حَــلِــيــمْ
اللـــهُ يَـــعْـــلَـــمُ أَنَّ حُـــبَّـ
ـكَ مِـنْ فُـؤَادِي بِـالـصَّمِيمْ
وَلَــئِـنْ تَـحَـمَّـلَ عَـنْـكَ لِـي
جِـسْـمٌ فَـعَـنْ قَـلْـبٍ مُقِيمْ
قُــلْ لِــي بِــأَيِّ خِـلَالِ سَـرْ
وِكَ قَـبْـلُ أُفْـتَـنُ أَوْ أَهِـيـمْ
أَبِــمَــجْــدِكَ الْـعَـمَـمِ الَّـذِي
نَـسَـقَ الْحَدِيثَ مَعَ الْقَدِيمْ
أَمْ ظَـرْفِـكَ الْـحُـلْـوِ الْجَنَى
أَمْ عِرْضِكَ الصَّافِي الْأَدِيمْ
أَمْ بِــرِّكَ الْــعَــذْبِ الْـجِـمَـا
مِ، وَبِـشْـرِكَ الْغَضِّ الْجَمِيمْ
أَمْ بِــــالْـــبَـــدَائِـــعِ كَـــاللَّآ
لِـئِ مِـنْ نَـثِـيـرٍ أَوْ نَـظِـيـمْ
وَبَـــــلَاغَــــةٍ إِنْ عُــــدَّ أَهْـ
ـلُـوهَـا فَـأَنْـتَ لَـهُـمْ زَعِـيمْ
فِــقَــرٌ تَـسُـوغُ بِـهَـا الْـمُـدَا
مُ إِذَا تَــكَــرَّرَهَــا الــنَّـدِيـمْ
إِنْ أَشْـمَـسَـتْ تِـلْـكَ الـطَّلَا
قَـةُ فَـالـنَّـدَى مِـنْـهَـا مُقِيمْ
•••
إِنَّ الَّــذِي قَــسَـمَ الْـحُـظُـو
ظَ حَـبَـاكَ بِـالْخُلُقِ الْعَظِيمْ
لَا أَسْـــتَـــزِيـــدُ اللــهَ نُــعْـ
ـمَـى فِـيـكَ، لَا بَلْ أَسْتَدِيمْ
فَــلَــقَــدْ أَقَــرَّ الْــعَــيْـنَ أَنَّـ
ـكَ غُــرَّةُ الـزَّمَـنِ الْـبَـهِـيـمْ
حَـسْـبِـي الـثَّـنَاءُ لِحُسْنِ بِرِّ
كَ مَــا بَــدَا بَــرْقٌ فَــشِـيـمْ
ثُــمَّ الــدُّعَــاءُ بِــأَنْ تَــهَــنَّـ
ـأَ طُـولَ عَـيْشِكَ فِي نَعِيمْ
ثُـــمَّ الــسَّــلَامُ تُــبــلَّــغَــنْـ
ـهُ فَـغَـيْـبُ، مُـهْـدِيهِ سَلِيمْ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: مجزوء الكامل
  • عصر القصيدة: الأندلسي

عن الشاعر

«ابن زيدون»: شاعر أندلسي هو من أبزر شعراء قرطبة وإشبيلية في عصره، له قصة شهيرة جمعت بينه وبين شاعرة الأندلس «ولَّادة بنت المستكفي».

وُلد أبو الوليد «أحمد بن زيدون المخزومي» في «قرطبة» بالأندلس عام ١٠٠٣م لأسرة تنتمي إلى بني مخروم، وقد تعلم الأدب والشعر واللغة منذ حداثته على يد أبيه وعلماء «قرطبة» التي كانت في ذلك الوقت منارةً للعلم والفن والأدب والطرب، فحفظ السير والحكم والأمثال والشعر العربي.

اشتهر «ابن زيدون» في مجالس قرطبة الأدبية والاجتماعية بخفة الظل والميل للدعابة ونال شعره شهرة واسعة في المنتديات الأدبية التي كانت النساء ذوات المكانة العالية تديرها، وكان الشعراء يطمعون في مكانة وحظوة لديهن، مثل محبوبة «ابن زيدون» «ولادة بنت المستكفي» التي أفرد لها أروع قصائده وتنافس على الفوز بقلبها مع غريمه «ابن عبدوس».

اشترك «ابن زيدون» في الثورة التي قام بها «ابن جمهور» على آخر خلفاء بني آمية والتي ما نجحت حتى اتخذه وزيرًا له وكاتبًا ولُقب ﺑ«ذي الوزارتين»، ولكن ما لبث أن أوقع المنافسون بينه وبين «ابن جمهور» فعزله وألقى به في السجن وهناك كتب له مجموعة من القصائد والرسائل النثرية يحاول استمالته مجددًا وأن يبرئ نفسه، كما كتب من الأسر أروع أشعاره لاستعطاف «ولادة» ولكن دون جدوى. واستطاع «ابن زيدون» الهرب من السجن حتى احتل «المعتمد بن عباد» مدينة «قرطبة» وضمَّها إلى ملكه فأعاده وزيرًا مرة أخرى. وبعدها أُرسل «ابن زيدون» إلى «إشبيلية» لتهدئة الفتنة التي ثارت فيها واستمر في الإقامة بها.

وﻟ«ابن زيدون» ديوان شعر يتميز بتنوع موضوعاته وسهولة لغته، كما ترك مجموعة من الرسائل التي توضح سمات عصره السياسية والاجتماعية، وقد وصف النقاد شعره بأنه بليغ رغم إيثاره التراكيب الشعرية البسيطة. كما تميز «ابن زيدون» بالبناء التصويري الشعري الذي تبدو فيه الطبيعة والمكان الذي كان يقطن فيه مصورةً بشكلٍ متميز، والبناء الموسيقي الذي اتسم بحسن التقسيم والإيقاعات المتتالية في الأوزان والقوافي.

وقد توفي «ابن زيدون» بعد أن داهمه المرض أثناء إقامته في «إشبيلية» ودُفن بها وذلك في عام ١٠٧١م.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤