إِذَا هَبَّ مُبْتَلُّ النَّسِيمِ عَلَى الْوَرْدِ

Wave Image
إِذَا هَــبَّ مُــبْـتَـلُّ الـنَّـسِـيـمِ عَـلَـى الْـوَرْدِ
تَــذَكَّــرْتُ شِــعْــرِي فِــي مُــوَرَّدَةِ الْــخَـدِّ
وَإِنْ أَمْــطَــرَتْ سُــحْــبٌ وَفِـيـهَـا بَـوَارِقٌ
بَـكَـيْـتُ وَفِـي قَـلْـبِـي لَـهِـيـبٌ مِنَ الْوَجْدِ
يُــحَــجِّــبُــهَــا عَــنِّـي الـرَّقِـيـبُ وَدُونَـهَـا
حِـجَـابَـانِ مِـنْ هَـجْـرٍ شَـدِيـدٍ وَمِـنْ بُـعْـدِ
وَمَــا فِــعْــلُ سَــهْـمٍ سَـدَّدَتْـهُ مِـنَ الـنَّـوَى
كَــفِــعْــلِ حُــسَــامٍ جَــرَّدَتْــهُ مِـنَ الـصَّـدِّ
فَــرُبَّ نَــوًى تَأْتِــيــكَ مِــنْ غَــيْــرِ عَـامِـدٍ
وَلَــيْــسَ يَــجِـيءُ الـصَّـدُّ إِلَّا عَـلَـى عَـمْـدِ
دَعِ الـشِّـعْـرَ فِـي وَصْـفِ الـنِّـسَـاءِ وَخَـلِّـهِ
وَبَـادِرْ بِـتَـنْـظِـيـمِ الْجَوَاهِرِ فِي «مَجْدِي»
فَـلَـيْـسَ يَـقِـيـسُ الْـعَـاقِـلُ الْـبُخْلَ بِالنَّدَى
وَلَـيْـسَ يَـقِـيـسُ الْـعَـاقِـلُ الْـهَـزْلَ بِـالْجِدِّ
أَمِـــيـــرٌ لَـــهُ فِـــكْــرٌ إِذَا رُمْــتَ وَصْــفَــهُ
فَـدَعْ قَـوْلَـهُـمْ: كَـالـرُّمْـحِ وَالـسَّهْمِ وَالْحَدِّ
عَـــلَا وَدَعَــانِــي لِــلْــمَــدَائِــحِ فَــضْــلُــهُ
فَـنَـظَّـمْـتُ حَـبَّـاتِ الْـكَـوَاكِـبِ فِـي عِـقْـدِ
أَخَا الْمَجْدِ خُذْهَا وَهْيَ فِي السَّيْرِ كَالصَّبَا
وَفِــي نَــشْــرِهَــا كَــالْـوَرْدِ وَالْآسِ وَالـنَّـدِّ
فَـلَا زِلْـتَ خِـدْنَ الْـعِـزِّ وَالْـفَـخْـرِ وَالـنَّـدَى
وَلَا زِلْـتَ تِـرْبَ الْـمَـجْـدِ وَالْـفَضْلِ وَالسَّعْدِ

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: بعث الشاعر بهذه القصيدة إلى السيد صالح مجدي بك مأمور إدارة دروس المدارس، وكان الشاعر حينئذٍ طالبًا بمدرسة الإدارة والألسن.
  • غرض القصيدة: المدح
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الطويل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

إسماعيل صبري باشا: ولد في مصر بمدينة القاهرة عام ١٨٥٤م، وتلقى الدروس الثانوية في المدارس المصرية، ونال شهادة الليسانس في الحقوق من كلية مدينة إكس في فرنسا سنة ١٨٧٨م، حيث وصلها مع إحدى البعثات الفرنسية، ولما عاد إلى مصر تنقل في مناصب القضاء والإدارة حيث شغل وظائف القضائيين، كما عُين رئيسًا لمحكمة الإسكندرية الأهلية، ثم محافظًا للإسكندرية، فوكيلًا لوزارة العدلية «الحقانية»، ولما بلغ الستين أحيل للتقاعد ففتح داره التي صارت منتدى الشعراء والأدباء.

يعد إسماعيل صبري من شعراء الطبقة الأولى في العصر الحديث، كان يكتب شعره على هوامش الكتب والمجلات، وينشره أصدقاؤه خلسة، حيث كان كثيرًا ما يمزق قصائده صائحًا: «إن أحسن ما عندي ما زال في صدري!» وقد امتاز شعره بقوة الخيال ورقة وعذوبة المعنى، وحب الفن والجمال، وخفة الروح، كان يكتب أحيانًا مقطوعات قصيرة، وأحيانًا أخرى قصائد طويلة، ولشعر صبري مسحة من الترف الحضري واللين والجلاء، وعلى الرغم من سهولة ألفاظه إلا أنه كان شعرًا محملًا بالمعاني الجليلة. كما كان نثره أشد تأثيرًا في النفس وأثبت أثرًا.

وقد نظم صبري الكثير من الشعر الغنائي والأدوار والمواويل، وقال في المديح والتهاني والتقاريض والهجاء، كما قال في الوصف والاجتماعات والسياسات والإلهيات والمراثي والأناشيد. كان شاعرنا وطنيًّا ومثاليًّا، فمثلًا لم يزر أي إنجليزي قط، وكانت له في السياسة مواقف مشرفة مثل وقعة حادثة دنشواي المؤلمة التي نظم فيها قصيدة معبرة، وقيل إن كرومر كان يريد التمهيد لجعله رئيسًا للوزارة؛ فرد عليه بالقول: «لن أكون رئيسًا للوزارة وأخسر ضميري!»

توفي عام ١٩٢٣م، ودفن في مقبرة الإمام الشافعي في القاهرة، وأقيم له حفل تأبين كبير تبارى فيه الشعراء والخطباء لمواقفه النزيهة.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤