عِنْدَ سِيَاحَةِ السُّلْطَانِ

Wave Image
قُـلْ لِـلْـحُكُومَاتِ فِي الْبَلْقَانِ هَلْ عَلِقَتْ
آمَــالُــكُــمْ مِــنْ مَــوَاعِــيــدٍ بِإِنْــجَـازِ؟
إِنَّ الَّـذِي تُـضْـمِـرُونَ الْـيَـوْمَ مِـنْ طَـمَـعٍ
أَمْـسَـى لِأَشْـعَـبَ يَـعْـزُو مِـثْـلَـهُ الْـعَازِي
لَـمْ تَـعْـرِفُـوا مُـذْ لَـمَـسْـتُمْ عِرْقَ نَخْوَتِنَا
إِذْ قَــدْ لَــمَــسْــتُــمْ بِــكَـفٍّ ذَاتِ قُـفَّـازِ
إِنَّــا لَــنَـعْـرِفُ لُـغْـزًا فِـي سِـيَـاسَـتِـكُـمْ
وَمَــا الــسِّــيَــاسَــةُ إِلَّا بَــيْــتُ أَلْــغَــازِ
أَلَــمْ تَــرَوْا أَنَّــنَــا مُــسْـتَـوْفِـزُونَ لَـكُـمْ
إِذْ نَــحْــنُ مِـنْـكُـمْ عَـلَـى حِـذْرٍ وَأَوْفَـازِ
زَارَ الْـمَـلِـيـكُ بِـلَادَ الـرُّومِ حَـيْـثُ غَـدَا
يُـلْـقِـي الـدَّسَـائِـسَ مِـنْـكُـمْ كُـلُّ هَـمَّـازِ
فَــزَالَ كُــلُّ فَــسَــادٍ كَــانَ مُــنْــتَــشِـرًا
مِــنْ عِــنْــدِكُــمْ بَــيْــنَ إِغْـرَاءٍ وَإِيـعَـازِ
حَـتَّـى اطْـمَأَنَّـتْ قُـلُـوبُ الـنَّاسِ هَادِئَةً
وَكُــلُّ قَــلْــبٍ لَـكُـمْ مِـنْ غَـيْـظِـهِ نَـازِي
وَأَصْـبَـحَ الْـمُـتَـرَجِّـي مِـنْ مَـطَـامِـعِـكُمْ
يَــرْنُــو إِلَـيْـكُـمْ بِـطَـرْفٍ سَـاخِـرٍ هَـازِي
وَلَاعَــبَــتْ نَــسَــمَــاتُ الْــحُـبِّ أَلْـوِيَـةً
مِــنَ الــرَّشَــادِ أُقِــيـمَـتْ فَـوْقَ أَنْـشَـازِ
•••
يَـا أَيُّـهَـا الْـمَـلِـكُ الـسَّـامِـي بِـحِـكْـمَـتِـهِ
وَالْــمُــبْــدِلُ الــنَّــاسَ مِــنْ ذُلٍّ بِإِعْـزَازِ
قَـدْ عَيَّ عَنْ وَصْفِ مَا أُوتِيتَ مِنْ حِكَمٍ
كِــلَا كَــلَامَــيَّ: إِطْــنَــابِــي وَإِيـجَـازِي
غَـــزَوْتَ غَـــزْوَ سَــلَامٍ دُونَ غَــايَــتِــهِ
غَـزْوَ الْـحُـرُوبِ فَأَنْـتَ الْـفَـاتِـحُ الْـغَازِي
مَــلَـكْـتَ بِـالْـعَـفْـوِ وَالْإِحْـسَـانِ أَفْـئِـدَةً
كَـانَـتْ إِلَـى الـسَّـيْـفِ فِيهَا بَعْضُ إِعْوَازِ
وَأَنْــتَ لَــوْ شِــئْـتَ إِرْهَـابًـا لَـجِـئْـتَـهُـمُ
بِـــصَــارِمٍ لِــنَــوَاصِــي الْــقَــوْمِ جَــزَّازِ
لَــكِـنَّـمَـا جِـئْـتَـهُـمْ بِـالْـعَـفْـوِ تَأْخُـذُهُـمْ
وَالْـعَـفْـوُ أَفْـضَـلُ مَـا يَـجْزِي بِهِ الْجَازِي
فَـاغْـمِـدْ سُـيُـوفَـكَ إِنَّ الْـعَـفْـوَ مُنْصَلِتٌ
وَاهْـنَأْ بِـشَـعْـبٍ مُـحِـبٍّ غَـيْـرِ مُـنْـحَـازِ
بِــالــتُّــرْكِ بِــالـرُّومِ بِـالْأَلْـبَـانِ قَـاطِـبَـةً
بِــالْأَرْمَــنِــيِّــيــنَ بِــالْــبُــلْــغَـارِ بِـالـلَّازِ
أَمَّـا بَـنُـو الْـعُـرْبِ فَـالْإِخْـلَاصُ يَـرْفَعُهُمْ
إِلَــى مَــقَــامٍ عَــلَــى الْأَقْــوَامِ مُـمْـتَـازِ
إِذْ هُــمْ عِــمَـادٌ لِـعَـرْشٍ أَنْـتَ مَـاسِـكُـهُ
فَـاضْـرِبْ بُـغَـاثَ الْـعِـدَى مِـنْـهُـمْ بِأَبْوَازِ
وَرُضْ بِــهِــمْ كُــلَّ صَـعْـبٍ إِنَّـهُـمْ فِـئَـةٌ
تَـبْـغِـي الـصُّـدُورَ وَلَا تَـرْضَـى بِأَعْـجَـازِ
وَهُــمْ رِكَــازُ الْــعُــلَا لَــوْ زُرْتَ أَرْضَـهُـمُ
يَـــوْمًـــا لَأَرْكَـــزْتَ فِــيــهَــا أَيَّ إِرْكَــازِ
إِنْ يَـعْـجِـزِ الْأَمْـرُ عَـنْ مَـشْـيٍ فَهُمْ سَنَدٌ
لَــوْ كُــنْــتَ مُــسْــنِـدَهُ مِـنْـهُـمْ بِـعُـكَّـازِ
وَإِنْ خَـشِـيـتَ عَـلَـى الْـبُـلْـدَانِ جِـنَّـتَـهَا
فَـنُـطْ بِـهَـا مِـنْ نُـهَـاهُـمْ بَـعْـضَ أَحْـرَازِ
وَسَــيْــفُ مُــلْـكِـكَ إِنْ رَثَّـتْ حَـمَـائِـلُـهُ
أَغْــنَــوْكَ فِــي رَأْبِــهَــا عَــنْ كُـلِّ خَـرَّازِ
زُرْ أَيُّـهَـا الْـمَـلِـكُ الْـمَـحْـبُـوبُ مَـوْطِنَهُمْ
وَلَـــوْ زِيَـــارَةَ عَـــجْـــلَانٍ وَمُـــجْــتَــازِ
وَانْــظُــرْ إِلَـيْـهِ بِـعَـيْـنٍ مِـنْـكَ شَـافِـيَـةٍ
مَــا نَــابَــهُ الْــيَـوْمَ مِـنْ جَـهْـلٍ وَإِعْـوَازِ
أَشْـئِـمْ وَأَعْـرِقْ وَرُحْ مِـنْ بَـعْدُ مُحْتَجِزًا
وَأَيْـــمِـــنَـــنَّ بِـــعَــزْمٍ غَــيْــرِ هَــزْهَــازِ
مَـاذَا عَـلَـى مَـلِـكِ الـدُّسْـتُـورِ مِنْ وَطَنٍ
لَـــوْ جَـــالَ مِـــنْــهُ بِأَطْــرَافٍ وَأَجْــوَازِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: البسيط
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

معروف الرُّصافي: أديب وشاعر وأكاديمي عراقي له إسهامات معتبَرة في حقلَي التعليم والثقافة.

وُلِدَ معروف عبد الغني محمود الجباري في مدينة بغداد العراقية عام ١٨٧٥م وتلقَّى علومه الأوَّلِيَّة في الكتاتيب كباقي أقرانه، ثم التحق ﺑ «المدرسة العسكرية الابتدائية» لفترة، ولكنه انتقل للدراسة في المدارس الدينية حيث تتلمذَ على يد مجموعة من علماءِ بغداد الكبار، وقد لقَّبَهُ أحد شيوخه بمعروف الرُّصافي بدلًا من معروف الكرخي.

بعد تخرُّجه عمِل الرُّصافي معلمًا ﺑ «مدرسة الراشدية» ثم مدرسًا للأدب العربي ﺑ «المدرسة الإعدادية» ببغداد، وقد تنقَّل بين المدارس حتى أصبح مدرِّسًا للُّغة العربية ﺑ «الكلية الشاهانية» بإسطنبول، وكان أيضًا يمارس الصحافة؛ حيث عمل محررًا بجريدة «سبيل الرشاد».

انتُخِب الرصافي عضوًا ﺑ «مجلس المبعوثان» العثماني في عام ١٩١٢م (وهو شبيه بالمجالس النيابية الآن)، وتقديرًا لجهوده الأدبية والتعليمية انتُخِب عضوًا ﺑ «مجمع اللغة العربية» بدمشق، ثم عُيِّنَ مفتشًا بمديرية المعارف العراقية.

آمَن الرُّصافي بأهمية التعليم وعمِل على نشره بين العراقيين من خلال دعواته وجهاده المستمر لبناء المزيد من المدارس، محفِّزًا الأغنياء على دعم المشاريع التعليمية وكفالة طلبة العلم، حيث رأى أن طريق التحرُّر الوطني يمر بالمدارس. والحديث عن التحرُّر الوطني يَجرُّنا بالضرورة إلى نشاط الرُّصافي السياسي ورفضه للاحتلال البريطاني واستبداد السلطة؛ فنجده قد دبَّج المقالات وألَّف القصائد الحماسية محرِّضًا الشعب على النضال السياسي، وكذلك الثورة ضد التقاليد والجمود.

ترك الرُّصافي الكثير من الأعمال الشعرية والنثرية المميزة التي عكست أسلوبَه الرصين ولغته المتينة جزْلة الألفاظ، وقد تنوعت الموضوعات التي كتب فيها ما بين السياسي والاجتماعي والأدبي والتاريخي، وكثيرًا ما أثارت كتبه ضجَّةً كبرى في الأوساط الثقافية؛ فكتابه الشهير «الشخصية المحمدية» اعتبره البعض تهجُّمًا على الدين ومقدساته.

تُوُفِّيَ الرُّصافي بعد حياة حافلة في عام ١٩٤٥م عن سبعين عامًا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤